اعلن مطلع هذا الشهر عن فوز الروائي الياباني هاروكي موراكامي بجائزة فرانز كافكا الادبية وُلد هاروكى مورا كامى فى طوكيو عام 1949م. وكان فى البداية يُدير نادي للجاز ثم تحول الى الكتابة . ترجمت اعماله الى 39 لغة ، ومن بين عديد الجوائز التى نالها ، تحصل مؤخرا على جائزة يومييورى الادبية التى سبق وحازها كل من : يوكيو ميشيما وكينزا بورو آبي وكوبو آبي اشهر الروائيون اليابانيون.
وكان موراكامي قد نشر رواية مؤخرا روايته : كافكا على الشاطئ وبسببها نال هذه الجائزة المهمة , وهي رواية عميقة وسوداوية ومحيرة مثلها مثل رواياته الأحرى الرائعة ذات الاسلوب الخاص به وحده , تقوم رواية " كافكا على الشاطىء" على امتدادها بإستكناه ، وأحيانا تحدى مفاهيمنا للزمن ، فأحكام الزمن المعروفة لا تسود فيها ، ولا تسيطر على أمكنتها وأشخاصها ، يتمدد الزمن فيها ، ويتقلص ، وكل ذلك على هدير اوتلكؤ نبض القلب ، وكذلك تتحدى مفاهيمنا للقدر والصدفة والحب وطبيعة الحقيقة البشرية في عمقها . تمنحنا الرواية صنوفا غنية من شخصيات غير اعتيادية وأحداث عنيفة , عشاق حسيين , شبح للجنرال ساندرز الخارق ، المُتغير الهيئات ، الرائي الشمولي الذى ليس بوذا ، وليس إلهاً ، واسماك تسقط من السماء ، وحوارات بين رجل وقطة وغانية مثقفة متفلسفة وجندي من الحرب العالمية الثانية لم يمسهُ الزمن , واشياء اخرى اكثر غرابة وروعة حيث تنشطب الحدود الفاصلة ما بين الماضى والحاضر ، الحلم واليقظة ، الفنتازيا والحقيقة ، وتنعتم لتمتزج داخل مرح ميتافيزيقى لتظل ثمة اشياء على المحك فى الرواية . فثمة جريمة قتل عنيفة تستوجب حلا ، وثمة علاقة آثمة على وشك الوقوع ، معقدة وتستوجب ايضا فك خيوطها المريبة والوقوف فى وجهها كي لاتقع وكي لاتتحقق النبوءة المريعة ، وكذلك طبيعة الواقع التي في ذاتها تتأرجح على كفة الميزان .
رواية " كافكا على الشاطىء" لاتقترب من أي شاطئ إطلاقا ، غير حالة الغرق التى تنتاب كافكا ، الغرق النفسى ، حيث يسود الرواية إحساس قاتل بالفقد ، وكأنما كافكا يلصق وجهه على زجاج نافذة تطل على عوالم اُخرى اكثر كمالا وصعبة المنال .
هى رواية مكتوبة ببراعة وبطموح وبعاطفة مشبوبة وبرشاقة تتجلى فى اسلوب مورا كامي التخييلي الفذ ، ففيها يستعير مورا كامى من كل شىء : من سوفكليس وافلام الرعب والخيال العلمى والرسوم المتحركة اليابانية ، وهي فى ذات الوقت جد واقعية وان كانت لاتخلو من العناصر السحرية حيث تاخذ القراء ليجدوا انفسهم يرغبون فى تقليب الصفحات اسرع فأسرع ليكتشفوا ما سيحدث ، ويُبطئوا ايضا ليتذوقوا عمق وجمال اسلوب مورا كامي السردي .
سبق وان كتبت عن هذا الرواية في مدونتي .. راجعوا الارشيف
ليلى النيهوم
Thursday, December 07, 2006
Thursday, November 09, 2006
عيد ميلاد ترجمات
ترجـــــــــــــــــــــــــــــــــــمات تدخل عامها التاسع
هل حقا مرت كل تلك السنوات ؟ هل احتفل اليوم بعيد ميلاد " ترجمــــــات " بصحيفة الجماهيرية الذي بدأ عمودا ترجميا ادبيا خجولا في الملف الثقافي ليتحول هذا العام الى ملف ترجمات كامل من صفحتين ضمن الملحق الثقافي بالصحيفة ؟
كم تمر السنين !
غير انها ولله الحمد سنوات لم تمر بالنسبة لي فارغة تضع يدها على خدها وتراقب الرمل يفلت حبة حبة !
ترجمــــــــــــــات التي احتضنتها صحيفة الجماهيرية اوائل عام 1999 م هي كما قالت زميلتي الكاتبة الصحفية زينب شاهين التي فطنت لعيد ميلاها الذي نسيته في زحمة الايام , لا توقد شمعتها التاسعة فحسب بل علي ان اوقد شموعا اكثر لكل حرف ترجمته مذ بدأت صحفية ومترجمة ثقافية وصحفية ناشئة في مجلة الثقافة العربية عام 1984م في باب نافذة على العالم!
لكنني اليوم احكي عن ترجمــــــــــــــــات هذا الاسم الذي اصبح علامة مسجلة لشغلي الثقافي . به اذكر وبي يذكر, وإن اخذ هنا وهناك بدون اذن مني !
احكي اليوم عن لحظات اغرق فيها وحيدة في عالم نقل الحروف من لغة الى مرادفاتها في لغة اخرى , عن لغتي العربية التي اعشقها واحبها كما هي واحبها حين اجرب فيها وحين انحتها و اجلس اليها ساعات , واحلم بها اكثر من الساعات وعن اللغة الانجليزية التي عشقتها طفلة صغيرة اخربش اشكالا على ورق الرسم والروايات وجدران البيت , واذهب لأبي كي اريه اشباه الحروف تلك:
- ماهذا؟ كان يقول لي
- حرف انجليزي , كنت اجيب .
فكان يجلس بصبر ويخط لي A a : وينقط لي باقي الصفحة لأدرب يدي على الحرف بعد ان اكون نطقته جيدا وعرفت ان A تساوي Apple وان L تساوي Laila مثلا .
هل حقا شمعتها التاسعة توقد الآن !
امشي هنا على" سبر" صديقتي الاخرى الصحفية سعاد الطرابلسي التي لاتطفئ الشموع في عيد ميلاد اطفالها بل توقدها تفاؤلا.
عبر رحلة ترجمات قرأت الكثير فأنفتحت لي ابواب معرفة ومثاقفة احس احيانا بوطأتها على دماغي وثقلها في ذاكرتي , وارى في كل الاوقات انعكاسها في لغتي وفي كتاباتي النثرية والشعرية .
وعبر رحلة ترجمات ابحرت طويلا في خضم افكار الاخرين ومشيت في دروب افكار متعددة ومتنوعة ومختلفة وجديدة وتنازعنى الابتهاج والوجل والخوف والاقبال والنكوص وسط تجريبيات غريبة وتهويمات خيال فذة ومريعة.
في رحلة ترجمات رأيت سلوكيات واخلاق مختلفة وتعرفت على عادات وتقاليد مختلفة رديئة وحسنة !
في رحلة ترجمات رأيت كيف تمتص الحرباء الالوان المحيطة بها لأن لا لون لها ولا كيان !
في ترجمات تعرفت الى شعوب وامم وافراد قرأت ذاكرتهم منعكسة في كتابات كتاب وروائيون وقصاصون و شعراء قدماء ومحدثون وناشئون من كل انحاء العالم كانوا بلغات مختلفة وصلتني مترجمة للانجليزية واوصلتها للعربية بعد ان اشبعتها بحثا في لغاتها الاصل بسؤال هنا واسئلة هناك لدى المطلعين على تلك اللغات.
"ترجمـــــــــــــــات" ... الحديث عنك يطول والحديث عنك يلتف ليحكي عني , لكنني اريد ان احكي عنهم فعيد ميلادك وعيد مواصلتك في هذه الصحيفة الرائعة وراءه كثيرون اعتبر هذ اليوم احتفالهم , ووقت احتفائي بهم , لولاهم ما كنت لتوقدي اليوم شموعك لتدخلي عامك التاسع.
حان الان وقت اقف فيه انا ليلى عقيلة النيهوم لأشكر زمان ومكان واهل واصحاب وذوو فضل وكل من آمن بمقدرتي وكل من شجعني وألح علي ودفعني وساندني وفرح بي ووو
اشكرك ابي يا شيخ المترجمين القانونيين في بنغازي اولا شكرا عميقا , قدتني للحرف وشجعتني وتابعتني من بعيد وانتقدتني في كبواتي لتنهضني اقوى واكثر ثقة بي , حتى وان اختلفنا احيانا في اسلوب كل منا في الترجمة وفي التعامل مع الكلمات وطرق نقلها , لكنك كنت تسعد بما افعل , وكم كنت ارتبك حين تفاجئني بأصعب الكلمات الانجليزية قائلا : مامعني هذه او تلك . وكنت اتمالك نفسي بسرعة واسرع بالمعني وازيد بدواعي الاستعمال . كان هذا منذ زمن بعيد . لم تقرأ ما اترجم يوما ولكن اصداء ترجماتي كانت تصلك وكنت اراها في ابتسامتك وفي تجدد اختباراتك اللغوية المفاجئة : مامعني هذه الكلمة؟
انتقل منك ابي ولم اقل كل ما اريد قوله عن دورك وتأثيرك وخطاك التي مضيت وراءها , ومثلك التي تربيت عليها وتشبثت بها , لوالدتي التى علمتني كيف يكون الخط جميلا لترتاح العين اليه , وكيف يكون المحيط جميلا لترتاح النفس في حالات انتاجها , علمتني اصول الرسم ومزج الالوان وحب الزهور ونقشها رقيقة ببراعة على الورق والقماش , علمتني القراءة والاستغراق فيها لحتى انسى العالم من حولي , علمتني الصبر وسعة البال لحتى كنت انقل الكلمة من لغة لأخر وكأنني ارسم لوحة دقيقة التفاصيل اريدها متعة للعين ومتعة للعقل . غرفت من خزانة رواياتك العربية المترجمة التي جلبتها في طفولتنا وفي عز شبابك من بيروت في " سحارية" كنت أقفز فيها واختبئ واقرأ ثم اقرأ ثم اقرأ.
انتما كنتما بدئي وتأسيسي والايدي التي دفعت بي برفق نحو آفاق اللغة والتأمل فيها.
اشكر اللحظة ثلاث بيوت مهمة في حياتي :
بيتنا المكتظ بالكتب والقواميس الحديثة والمتوارثة بجميع اللغات حتى اللغة اليونانية , لم اشعر يوما بحيرة في معرفة معنى كلمة ما , كنت فقط افتح أي من القواميس المصفوفة في المكتبة لأجد غايتي . البيت الذي وجدت فيه مناخا للقراءة والبحث والتعلم المستمر والتشجيع والايمان بالمواهب والهوايات التي قد تبدو منفصلة , قد يقول البعض مادخل التطريز او الطبخ او الموسيقى في ترجمات او حتى البستنة والرسم والتصوير والتبحر النظري في علم الفيزياء والفلك والجينات والهندسة والارقام!
ربما تبدو منفصلة وبعيدة شكليا ولكنها تصب في نبع المعارف التى تجعلك تفهم ما يكتب الاخرون لأنك ملم ولديك خلفية معرفية تسمح لك بالفهم الشامل وبمرونة الاستيعاب .
- بيت جدي لأمي ففيه قضيت معظم طفولتي الاولى وفيه كنت على كثب من المزيد من الكتب والمترجمات ومن الجو الثقافي واسلوب المعيشة المتقدم عن زمنه والوجوه الكثيرة واجواء الترجمة والمسرح انظر بعين خيالي لجدي مستغرقا في ترجماته واوراقه وارى الاخرون يتابعون حلقات كتابه المترجم عن الايطالية , كتاب غراتسياني برقة الهادئة , التي لم تكن هادئة قط , واذكر حين جلسنا يوما قبل رحيله بقليل وانا لازلت صغيرة ولكنني اتقمص شخصيات الكبار ووقارهم حين استماعهم واستيعابهم لما يقال لهم , ليحدثني عن كتابه الذي لم يتح له اكماله : الحلقة المفقودة في تاريخ ليبيا. رحمك الله جدي ابراهيم بن عامر ولتنعم روحك الطاهرة في ملكوت الواحد الحق.
- بيت جدي لأبي وبالتحديد غرفة عمي فتحي , كم كانت غاصة بالمجلات والقصص والكتب ,منه تعلمت حل الكلمات المتقاطعة في مجلة الصياد والصبر لأيام على كلمة واحدة تقف حائلا بين اكمال الحل , كنت اجلس لساعات اقلب في ذهني الاحتمالات واردد كل الكلمات الممكنة وغير الممكنة , انقب في مختار الصحاح حتى اجدها , كما يحدث لي الان حين لا ارضى عن ترجمة كلمة ما واظل اماطل في ارسال الملف للصحيفة لنعيمة وخالد وبلقاسم حتى يومض فجأة في ذهني المرادف الدقيق الذي يرضى عنه ضميري الترجمي .
لايمكن ان اكون ليلى النيهوم طبعا بدون ان يكون للصادق النيهوم اثر في حياتي , عندما كنت اتطفل على اوراق ابي وقصاصات الاغاني التي كان يكتبها لفريق مدرسته الخاصة الموسيقي كنت اقع على رسائل الصادق له حين كان في فنلندا , كانت تجمعهما صداقة الاقارب والجيل الواحد والمدرسة الواحدة والجامعة الواحدة وان سبق ابي الصادق في الدفعة حيث فصلت بينهما سنة واحدة في الدفعات الاولى في الجامعة الليبية. كانت نسخة فرسان بلا معركة تصطف في مكتبتنا فخورة بأهداء رائع بخط رائع كبير بقلم الحبر . يظل الصادق اسطورة وايقونة عائلتنا فخرا معلنا وخفيا لم ادرك تأثيره الا الأن اثنان نبهاني الى ذلك : الشاعر الكبير الصديق الذي لغيابه حسرة لاتندمل المرحوم على الفزاني وخالي د. سالم بن عامر اطال الله في عمره قارئي المثابر الذي يتابعني بأرائه واعجابه وثناءه وبطبيعة الحال احيانا انتقاده فهو لايفضل ترجمة الشعر وكثيرا مااوصاني بالابتعاد عنه مع ان لي رأي اخر, كانا يقولان لي في لغتك وتركيبها وفي اسلوب كتابتك ونحتك اللغوي شيئ من الصادق ليس مثله تماما وانما شيئ غير ملموس وعسير على الوصف منه . وزاد الاستاذ الفزاني انني مثل الصادق متأثرة بلغة المترجمات , لعلها لغة البعلبكي الذي اكاد احفظ ترجمته لرواية "جين آيير" لشارلوت برونتي للعربية واصلها الانجليزي عن ظهر قلب كما يقال وهو بالمناسبة من الناس الذين يطالهم شكري العميق في عيد ميلاد ترجمات هذا. وانا اذا افخر بقولهما اجد ان المقارنة كبيرة على فأين انا من قامة الصادق العملاقة عربيا وعالميا والساكنة بعمق في وجدان الليبيين , رحمك الله ياصادق واسكنك فسيح جناته.
واشكر الراحل الشاعر علي الفزاني الذي ظل حتى وفاته يقول لي:" يابنت لقد خدعتني وجعلتني اقول ماندمت على البوح به" حين جعلته بعد مطالبة والحاح ودهاء صحفي ان يكتب في زاوية حبل غسيل في مجلة البيت عن ذكريات طفولته , انت انت ! كان رحمه الله يضيف مثل النحلة تظل تأز حتى استسلم , كان الفزاني من شجعني ان ابدأ ترجماتي في الجماهيرية وكان يتابع ما اكتب كل سبت ويناقشني فيه ويثني على اختياراتي اللغوية وتركيبة جملي وايضا اختياراتي للنص في ذاته . اعجبته ترجمتي لقراءة حول رواية اسنان بيضاء للروائية البريطانية زادي سميث ووعدني ان يحضر لي الرواية حين سافر الى سويسرا للعلاج من مرض طارئ ظنناه عاديا وتمنينا من اعماق قلوبنا ان يكون عاديا , كنا نتابعه هاتفيا من مكتب فرع الهيئة العامة للصحافة ببنغازي لنطمئن على صحته وكنا نقف بالدور قرب الهاتف , قال لي وانا اسأله عن صحته وتطورات العلاج انه لم يجد الرواية في سويسرا وقد و عده صديق في بريطانيا ان يبعثها له . المهم ان تنتبه لنفسك وتعود سالما قلت له وانا احس في صوته وهنا مخيفا . ولم يعد من هناك حيا , وارفض الى اليوم ان اقرأ القصة , حتى عندما وجدتها في مكتبة اضواء البراري في آيوا امتنعت عن شراؤها.
قائمة شكري تطول ولكنه دين وعرفان للبعض وهم كثر - كما احسب - الذين آزروني وكالموني يثنون ويطالبونني بالاستمرار وكنت منهم استمد روح المثابرة التي اطالت عمر ترجمات عمودا صحفيا ومن ثم ملفا كاملا . بعضهم سيقرأ شكري وامتناني بين السطور. وبعضهم سيقول لعلها نست !
وما انا بناسية قط.
وليس النسيان ديدني.
في الاونة الاخيرة استجدت اشياء في حياتي العملية , واخذتني الشواغل شرقا وغربا وكادت شمالا , ومن الشمال من بريطانيا غطى الزميل الصحفي الشاعر والروائي والمترجم د. غازي القبلاوي غيابي عن ملف ترجمات فأعطى لترجمات نكهة جديدة ومختلفة ورائعة بترجماته ولغته المتميزة والتقاطاته الخاصة , فله كل الشكر واتمنى ان تنال روايته التي يشتغل عليها اعلى المراتب الادبية .
هل ابدأ ام انتهي بحسين مخلوف المنسي , ذلك اللغوي الالسني والناقد الفذ ! كانت معاركنا حول ترجمة كلمة ما تطول لحتى يقنعني او اقنعه وكان يأخذني غرور الحديثة التخرج امام مديرها في مكتب الترجمة في مجلة الثقافة العربية , بل امام ظاهرة لاتستوعب ابعادها كما لم يستوعبها الاخرون : استاذي حسين احييك في الظروف الصعبة التي تمر بها وفي النسيان الذي تختفي فيه و تظل جزء من نشئتي الترجمية وتذوقي اللغوي والشكر لن يفيك ولو ذرة مما اعطيت.
ايضا قسم اللغة الانجليزية بكلية الاداب في جامعة قاريونس ! من هناك وعلى ايدى اساتذة اجلاء تدرجت لغويا وفتحت امامي عبر الادب المقارن الشغف بالعربية في مقابل الانجليزية وكنت اعشق جماليات اللغتين حين تتغنجان ابداعا وتطالباني بأن اقول ايهما الاجمل؟
د. علي الساحلي رحمه الله ومتع الله الباقين بطول العمر : د. محمد حن ابوبكر . دز محمد بن علي . د. فتحية استيتة . د. طارق البشتي . د. نصر عون ,مايكل هول , باري واليغورسكي ,جون إينغهام واخرون.
اود ان استمر حتى يلوح الصبح , تمضي بي الذاكرة وفرحة العيد لتتري الصور لمستحقي الشكر تباعا:
الاستاذ عبد الرزاق الداهش رئيس تحرير صحيفة الجماهيرية لسعيه وتأكيده وتشجيعه الدائم على افساح اكبرمساحة ممكنة للجانب الثقافي في صحيفة الجماهيرية.
الشاعر خالد درويش الذي اقترح علي منذ سنتين او نيف ان تتحول ترجمات ملفا كاملا في الملحق رغم اني لم انفذ الاقتراح الا بداية عام 2006 م لشواغل كثيرة.
الشاعر والصحفي العريق محمود البوسيفي اذا لطالما الح ان اجمع ترجمات في كتاب , لنصل عام 2005 الى تجميع كل القصص المترجمة التي نشرتها في الجماهيرية وفي المؤتمر في كتابي : " افق من لازورد " الصادر عن مطبوعات المؤتمر, الذي به - كما كتب بعض النقاد - حصلت على الريادة االنسائية الليبية في اول كتاب ادبي مترجم .
الزملاء والزميلات في فرع الهيئة العامة للصحافة – بنغازي
الزملاء في الملحق الثقافي و الزملاء اعضاء هيئة تحريرصحيفة:" ملحق الجماهيرية الثقافي" سابقا التي لم تستمر طويلا.
كل من اتصل وارسل رسالة ورقية والكترونية تحمل كلمات طيبة
و و و و وهم كثر.
ويأخذني الشغل النثري فيتحول العيد الى سيرة نثرية لترجمات فأقمع خيالي مؤجلته وخازنته لشغل اخر – روائي- اعمل عليه منذ زمن , لذلك سأكتفي اخيرا بأن اشكر ايضا البعض الذين خلقوا بنزقهم وحسدهم من انفسهم ازعاجا لي لا ينفكون يرمونني بين الحين والاخر بحجارة فأرميهم بأحسن الثمر : شكرا لكم كنتم حافزا لي ان اتقدم بعيدا عنكم وابتسامة على شفتي .
ليلى النيهوم
هل حقا مرت كل تلك السنوات ؟ هل احتفل اليوم بعيد ميلاد " ترجمــــــات " بصحيفة الجماهيرية الذي بدأ عمودا ترجميا ادبيا خجولا في الملف الثقافي ليتحول هذا العام الى ملف ترجمات كامل من صفحتين ضمن الملحق الثقافي بالصحيفة ؟
كم تمر السنين !
غير انها ولله الحمد سنوات لم تمر بالنسبة لي فارغة تضع يدها على خدها وتراقب الرمل يفلت حبة حبة !
ترجمــــــــــــــات التي احتضنتها صحيفة الجماهيرية اوائل عام 1999 م هي كما قالت زميلتي الكاتبة الصحفية زينب شاهين التي فطنت لعيد ميلاها الذي نسيته في زحمة الايام , لا توقد شمعتها التاسعة فحسب بل علي ان اوقد شموعا اكثر لكل حرف ترجمته مذ بدأت صحفية ومترجمة ثقافية وصحفية ناشئة في مجلة الثقافة العربية عام 1984م في باب نافذة على العالم!
لكنني اليوم احكي عن ترجمــــــــــــــــات هذا الاسم الذي اصبح علامة مسجلة لشغلي الثقافي . به اذكر وبي يذكر, وإن اخذ هنا وهناك بدون اذن مني !
احكي اليوم عن لحظات اغرق فيها وحيدة في عالم نقل الحروف من لغة الى مرادفاتها في لغة اخرى , عن لغتي العربية التي اعشقها واحبها كما هي واحبها حين اجرب فيها وحين انحتها و اجلس اليها ساعات , واحلم بها اكثر من الساعات وعن اللغة الانجليزية التي عشقتها طفلة صغيرة اخربش اشكالا على ورق الرسم والروايات وجدران البيت , واذهب لأبي كي اريه اشباه الحروف تلك:
- ماهذا؟ كان يقول لي
- حرف انجليزي , كنت اجيب .
فكان يجلس بصبر ويخط لي A a : وينقط لي باقي الصفحة لأدرب يدي على الحرف بعد ان اكون نطقته جيدا وعرفت ان A تساوي Apple وان L تساوي Laila مثلا .
هل حقا شمعتها التاسعة توقد الآن !
امشي هنا على" سبر" صديقتي الاخرى الصحفية سعاد الطرابلسي التي لاتطفئ الشموع في عيد ميلاد اطفالها بل توقدها تفاؤلا.
عبر رحلة ترجمات قرأت الكثير فأنفتحت لي ابواب معرفة ومثاقفة احس احيانا بوطأتها على دماغي وثقلها في ذاكرتي , وارى في كل الاوقات انعكاسها في لغتي وفي كتاباتي النثرية والشعرية .
وعبر رحلة ترجمات ابحرت طويلا في خضم افكار الاخرين ومشيت في دروب افكار متعددة ومتنوعة ومختلفة وجديدة وتنازعنى الابتهاج والوجل والخوف والاقبال والنكوص وسط تجريبيات غريبة وتهويمات خيال فذة ومريعة.
في رحلة ترجمات رأيت سلوكيات واخلاق مختلفة وتعرفت على عادات وتقاليد مختلفة رديئة وحسنة !
في رحلة ترجمات رأيت كيف تمتص الحرباء الالوان المحيطة بها لأن لا لون لها ولا كيان !
في ترجمات تعرفت الى شعوب وامم وافراد قرأت ذاكرتهم منعكسة في كتابات كتاب وروائيون وقصاصون و شعراء قدماء ومحدثون وناشئون من كل انحاء العالم كانوا بلغات مختلفة وصلتني مترجمة للانجليزية واوصلتها للعربية بعد ان اشبعتها بحثا في لغاتها الاصل بسؤال هنا واسئلة هناك لدى المطلعين على تلك اللغات.
"ترجمـــــــــــــــات" ... الحديث عنك يطول والحديث عنك يلتف ليحكي عني , لكنني اريد ان احكي عنهم فعيد ميلادك وعيد مواصلتك في هذه الصحيفة الرائعة وراءه كثيرون اعتبر هذ اليوم احتفالهم , ووقت احتفائي بهم , لولاهم ما كنت لتوقدي اليوم شموعك لتدخلي عامك التاسع.
حان الان وقت اقف فيه انا ليلى عقيلة النيهوم لأشكر زمان ومكان واهل واصحاب وذوو فضل وكل من آمن بمقدرتي وكل من شجعني وألح علي ودفعني وساندني وفرح بي ووو
اشكرك ابي يا شيخ المترجمين القانونيين في بنغازي اولا شكرا عميقا , قدتني للحرف وشجعتني وتابعتني من بعيد وانتقدتني في كبواتي لتنهضني اقوى واكثر ثقة بي , حتى وان اختلفنا احيانا في اسلوب كل منا في الترجمة وفي التعامل مع الكلمات وطرق نقلها , لكنك كنت تسعد بما افعل , وكم كنت ارتبك حين تفاجئني بأصعب الكلمات الانجليزية قائلا : مامعني هذه او تلك . وكنت اتمالك نفسي بسرعة واسرع بالمعني وازيد بدواعي الاستعمال . كان هذا منذ زمن بعيد . لم تقرأ ما اترجم يوما ولكن اصداء ترجماتي كانت تصلك وكنت اراها في ابتسامتك وفي تجدد اختباراتك اللغوية المفاجئة : مامعني هذه الكلمة؟
انتقل منك ابي ولم اقل كل ما اريد قوله عن دورك وتأثيرك وخطاك التي مضيت وراءها , ومثلك التي تربيت عليها وتشبثت بها , لوالدتي التى علمتني كيف يكون الخط جميلا لترتاح العين اليه , وكيف يكون المحيط جميلا لترتاح النفس في حالات انتاجها , علمتني اصول الرسم ومزج الالوان وحب الزهور ونقشها رقيقة ببراعة على الورق والقماش , علمتني القراءة والاستغراق فيها لحتى انسى العالم من حولي , علمتني الصبر وسعة البال لحتى كنت انقل الكلمة من لغة لأخر وكأنني ارسم لوحة دقيقة التفاصيل اريدها متعة للعين ومتعة للعقل . غرفت من خزانة رواياتك العربية المترجمة التي جلبتها في طفولتنا وفي عز شبابك من بيروت في " سحارية" كنت أقفز فيها واختبئ واقرأ ثم اقرأ ثم اقرأ.
انتما كنتما بدئي وتأسيسي والايدي التي دفعت بي برفق نحو آفاق اللغة والتأمل فيها.
اشكر اللحظة ثلاث بيوت مهمة في حياتي :
بيتنا المكتظ بالكتب والقواميس الحديثة والمتوارثة بجميع اللغات حتى اللغة اليونانية , لم اشعر يوما بحيرة في معرفة معنى كلمة ما , كنت فقط افتح أي من القواميس المصفوفة في المكتبة لأجد غايتي . البيت الذي وجدت فيه مناخا للقراءة والبحث والتعلم المستمر والتشجيع والايمان بالمواهب والهوايات التي قد تبدو منفصلة , قد يقول البعض مادخل التطريز او الطبخ او الموسيقى في ترجمات او حتى البستنة والرسم والتصوير والتبحر النظري في علم الفيزياء والفلك والجينات والهندسة والارقام!
ربما تبدو منفصلة وبعيدة شكليا ولكنها تصب في نبع المعارف التى تجعلك تفهم ما يكتب الاخرون لأنك ملم ولديك خلفية معرفية تسمح لك بالفهم الشامل وبمرونة الاستيعاب .
- بيت جدي لأمي ففيه قضيت معظم طفولتي الاولى وفيه كنت على كثب من المزيد من الكتب والمترجمات ومن الجو الثقافي واسلوب المعيشة المتقدم عن زمنه والوجوه الكثيرة واجواء الترجمة والمسرح انظر بعين خيالي لجدي مستغرقا في ترجماته واوراقه وارى الاخرون يتابعون حلقات كتابه المترجم عن الايطالية , كتاب غراتسياني برقة الهادئة , التي لم تكن هادئة قط , واذكر حين جلسنا يوما قبل رحيله بقليل وانا لازلت صغيرة ولكنني اتقمص شخصيات الكبار ووقارهم حين استماعهم واستيعابهم لما يقال لهم , ليحدثني عن كتابه الذي لم يتح له اكماله : الحلقة المفقودة في تاريخ ليبيا. رحمك الله جدي ابراهيم بن عامر ولتنعم روحك الطاهرة في ملكوت الواحد الحق.
- بيت جدي لأبي وبالتحديد غرفة عمي فتحي , كم كانت غاصة بالمجلات والقصص والكتب ,منه تعلمت حل الكلمات المتقاطعة في مجلة الصياد والصبر لأيام على كلمة واحدة تقف حائلا بين اكمال الحل , كنت اجلس لساعات اقلب في ذهني الاحتمالات واردد كل الكلمات الممكنة وغير الممكنة , انقب في مختار الصحاح حتى اجدها , كما يحدث لي الان حين لا ارضى عن ترجمة كلمة ما واظل اماطل في ارسال الملف للصحيفة لنعيمة وخالد وبلقاسم حتى يومض فجأة في ذهني المرادف الدقيق الذي يرضى عنه ضميري الترجمي .
لايمكن ان اكون ليلى النيهوم طبعا بدون ان يكون للصادق النيهوم اثر في حياتي , عندما كنت اتطفل على اوراق ابي وقصاصات الاغاني التي كان يكتبها لفريق مدرسته الخاصة الموسيقي كنت اقع على رسائل الصادق له حين كان في فنلندا , كانت تجمعهما صداقة الاقارب والجيل الواحد والمدرسة الواحدة والجامعة الواحدة وان سبق ابي الصادق في الدفعة حيث فصلت بينهما سنة واحدة في الدفعات الاولى في الجامعة الليبية. كانت نسخة فرسان بلا معركة تصطف في مكتبتنا فخورة بأهداء رائع بخط رائع كبير بقلم الحبر . يظل الصادق اسطورة وايقونة عائلتنا فخرا معلنا وخفيا لم ادرك تأثيره الا الأن اثنان نبهاني الى ذلك : الشاعر الكبير الصديق الذي لغيابه حسرة لاتندمل المرحوم على الفزاني وخالي د. سالم بن عامر اطال الله في عمره قارئي المثابر الذي يتابعني بأرائه واعجابه وثناءه وبطبيعة الحال احيانا انتقاده فهو لايفضل ترجمة الشعر وكثيرا مااوصاني بالابتعاد عنه مع ان لي رأي اخر, كانا يقولان لي في لغتك وتركيبها وفي اسلوب كتابتك ونحتك اللغوي شيئ من الصادق ليس مثله تماما وانما شيئ غير ملموس وعسير على الوصف منه . وزاد الاستاذ الفزاني انني مثل الصادق متأثرة بلغة المترجمات , لعلها لغة البعلبكي الذي اكاد احفظ ترجمته لرواية "جين آيير" لشارلوت برونتي للعربية واصلها الانجليزي عن ظهر قلب كما يقال وهو بالمناسبة من الناس الذين يطالهم شكري العميق في عيد ميلاد ترجمات هذا. وانا اذا افخر بقولهما اجد ان المقارنة كبيرة على فأين انا من قامة الصادق العملاقة عربيا وعالميا والساكنة بعمق في وجدان الليبيين , رحمك الله ياصادق واسكنك فسيح جناته.
واشكر الراحل الشاعر علي الفزاني الذي ظل حتى وفاته يقول لي:" يابنت لقد خدعتني وجعلتني اقول ماندمت على البوح به" حين جعلته بعد مطالبة والحاح ودهاء صحفي ان يكتب في زاوية حبل غسيل في مجلة البيت عن ذكريات طفولته , انت انت ! كان رحمه الله يضيف مثل النحلة تظل تأز حتى استسلم , كان الفزاني من شجعني ان ابدأ ترجماتي في الجماهيرية وكان يتابع ما اكتب كل سبت ويناقشني فيه ويثني على اختياراتي اللغوية وتركيبة جملي وايضا اختياراتي للنص في ذاته . اعجبته ترجمتي لقراءة حول رواية اسنان بيضاء للروائية البريطانية زادي سميث ووعدني ان يحضر لي الرواية حين سافر الى سويسرا للعلاج من مرض طارئ ظنناه عاديا وتمنينا من اعماق قلوبنا ان يكون عاديا , كنا نتابعه هاتفيا من مكتب فرع الهيئة العامة للصحافة ببنغازي لنطمئن على صحته وكنا نقف بالدور قرب الهاتف , قال لي وانا اسأله عن صحته وتطورات العلاج انه لم يجد الرواية في سويسرا وقد و عده صديق في بريطانيا ان يبعثها له . المهم ان تنتبه لنفسك وتعود سالما قلت له وانا احس في صوته وهنا مخيفا . ولم يعد من هناك حيا , وارفض الى اليوم ان اقرأ القصة , حتى عندما وجدتها في مكتبة اضواء البراري في آيوا امتنعت عن شراؤها.
قائمة شكري تطول ولكنه دين وعرفان للبعض وهم كثر - كما احسب - الذين آزروني وكالموني يثنون ويطالبونني بالاستمرار وكنت منهم استمد روح المثابرة التي اطالت عمر ترجمات عمودا صحفيا ومن ثم ملفا كاملا . بعضهم سيقرأ شكري وامتناني بين السطور. وبعضهم سيقول لعلها نست !
وما انا بناسية قط.
وليس النسيان ديدني.
في الاونة الاخيرة استجدت اشياء في حياتي العملية , واخذتني الشواغل شرقا وغربا وكادت شمالا , ومن الشمال من بريطانيا غطى الزميل الصحفي الشاعر والروائي والمترجم د. غازي القبلاوي غيابي عن ملف ترجمات فأعطى لترجمات نكهة جديدة ومختلفة ورائعة بترجماته ولغته المتميزة والتقاطاته الخاصة , فله كل الشكر واتمنى ان تنال روايته التي يشتغل عليها اعلى المراتب الادبية .
هل ابدأ ام انتهي بحسين مخلوف المنسي , ذلك اللغوي الالسني والناقد الفذ ! كانت معاركنا حول ترجمة كلمة ما تطول لحتى يقنعني او اقنعه وكان يأخذني غرور الحديثة التخرج امام مديرها في مكتب الترجمة في مجلة الثقافة العربية , بل امام ظاهرة لاتستوعب ابعادها كما لم يستوعبها الاخرون : استاذي حسين احييك في الظروف الصعبة التي تمر بها وفي النسيان الذي تختفي فيه و تظل جزء من نشئتي الترجمية وتذوقي اللغوي والشكر لن يفيك ولو ذرة مما اعطيت.
ايضا قسم اللغة الانجليزية بكلية الاداب في جامعة قاريونس ! من هناك وعلى ايدى اساتذة اجلاء تدرجت لغويا وفتحت امامي عبر الادب المقارن الشغف بالعربية في مقابل الانجليزية وكنت اعشق جماليات اللغتين حين تتغنجان ابداعا وتطالباني بأن اقول ايهما الاجمل؟
د. علي الساحلي رحمه الله ومتع الله الباقين بطول العمر : د. محمد حن ابوبكر . دز محمد بن علي . د. فتحية استيتة . د. طارق البشتي . د. نصر عون ,مايكل هول , باري واليغورسكي ,جون إينغهام واخرون.
اود ان استمر حتى يلوح الصبح , تمضي بي الذاكرة وفرحة العيد لتتري الصور لمستحقي الشكر تباعا:
الاستاذ عبد الرزاق الداهش رئيس تحرير صحيفة الجماهيرية لسعيه وتأكيده وتشجيعه الدائم على افساح اكبرمساحة ممكنة للجانب الثقافي في صحيفة الجماهيرية.
الشاعر خالد درويش الذي اقترح علي منذ سنتين او نيف ان تتحول ترجمات ملفا كاملا في الملحق رغم اني لم انفذ الاقتراح الا بداية عام 2006 م لشواغل كثيرة.
الشاعر والصحفي العريق محمود البوسيفي اذا لطالما الح ان اجمع ترجمات في كتاب , لنصل عام 2005 الى تجميع كل القصص المترجمة التي نشرتها في الجماهيرية وفي المؤتمر في كتابي : " افق من لازورد " الصادر عن مطبوعات المؤتمر, الذي به - كما كتب بعض النقاد - حصلت على الريادة االنسائية الليبية في اول كتاب ادبي مترجم .
الزملاء والزميلات في فرع الهيئة العامة للصحافة – بنغازي
الزملاء في الملحق الثقافي و الزملاء اعضاء هيئة تحريرصحيفة:" ملحق الجماهيرية الثقافي" سابقا التي لم تستمر طويلا.
كل من اتصل وارسل رسالة ورقية والكترونية تحمل كلمات طيبة
و و و و وهم كثر.
ويأخذني الشغل النثري فيتحول العيد الى سيرة نثرية لترجمات فأقمع خيالي مؤجلته وخازنته لشغل اخر – روائي- اعمل عليه منذ زمن , لذلك سأكتفي اخيرا بأن اشكر ايضا البعض الذين خلقوا بنزقهم وحسدهم من انفسهم ازعاجا لي لا ينفكون يرمونني بين الحين والاخر بحجارة فأرميهم بأحسن الثمر : شكرا لكم كنتم حافزا لي ان اتقدم بعيدا عنكم وابتسامة على شفتي .
ليلى النيهوم
Sunday, October 22, 2006
غابت البركة
لطالما حدثتني صديقتي الشاعرة الليبية خديجة بسيكري عن خالتها رحمونة تلك العجوز التي بمثابة ضمير اجتماعي اعرافي تقاليدي حي , عندما غابت امثال رحمونة غابت البركة وغاب وجهنا الجميل وصيتنا الطيب وسلوكياتنا الحميدة ستقول خديجة عن رحمونة ما يلي :
خالتي رحمونة
خالتي رحمونة امرأة ليبية مثل أي امرأة ليبية حقيقية مازالت تضع البمبوك عندما تسمع اول صوت ذكوري يدخل الدار لكنها تري ما نجهله ولو وضعنا عدسات مكبرة !!.
خالتي رحمونة وفي قول اخر (ارحمونا) تزور كل بيوتنا بدون استئذان ولا تحديد مواعيد تزم شفتيها عندما تجد (الدنيا حايسة وتفلي رؤوسنا اذا ما تجرأ احدنا وهرش شعره امامها .. وترمي الملعقة بغضب اذا زادت كمية الملح في الطعام عن المطلوب .
خالتي رحمونة اذاعة متنقلة وعين لاقطة لمكامننا واخطائنا .. لذلك ترتجف ربات البيوت ويغادرن كسلهن مهرولات عندما يسمعن طرقاتها علي الباب ودقة عكازها !!!! .
لذلك فان كل نساء حينا اصبحن يتبارين في نظافة بيوتهن وفي التفنن في اعداد وجباتهن وفي نظافة صغارهن .. وحتى متابعة دراستهم لأن اخبار نتائجهم المدرسية لابد ان تصل الي اسماع خالتي رحمونة عن طريق وسائلها الخاصة مهما تكتمنا واتخذنا كافة الاحتياطات !!!! ولانها تمتاز بصوت مجلجل فان كل اهل البيت الموزعين بين غرفهم تصلهم حيثيات الحوار الدائر في مجلسها لهذا تتجنب نساؤنا النميمة في حضورها (الخسار) علي رأي عجائزنا وهي اختصار لكلمة باختصار!!!.
خالتي رحمونة هذه فيروس اخلاقي يهدد عاداتنا السيئة من اهمال تربوي وبيئي ومعنوي وحيث ان الجميع يخاف من النشرة التي تبثها المذكورة فيرغم نفسه عل الظهور بمظهر لائق وحضاري والويل كل الويل لجارنا الذي سولت له نفسه ذات مرة مغازلة ابنة جيرانهم حيث انه اصبح عبرة لمن يعتبر ولم يعقه عن التزوج الا ان بيته مشيد بطريقة عصرية وليس خيمة يهد اوتادها ويرحل!!!غير انها بعد بيانها التنديدي الاول اصدرت نشرة تحليلية تفسر فيها سلوك الزوج واضطراره الى هذا السلوك المشين ضمنت فيه كثيرا من السلوكيات الخاصة باداب الزيارة وتقصير الزوجات تجاه ازواجهن والعديد من الظواهر الاجتماعية السلبية التي اضطرت الزوج الى مغازلة جارته!!!
أجيال وراء أجيال كانت في حياتها خالتي رحمونة او ارحمونا !! ترى ما الذي تقوله لنا في يومياتها وهي تنتقل بين ازقتنا ومدارسنا ومستشفياتنا وعياداتنا الخاصة ومحالتنا التجارية واماناتنا وشركاتنا ؟!
خديجة بسيكري – صحيفة الجماهيرية
وكنت قلت فيما يدور في نفس الفلك وفي صحيفة نور الفجر الالكترونية , اشياء عن عجائزنا الطيبات حاميات الاعراف والسلوكيات الحميدة غابن فليس مستغربا ان نضع تعويذات ونقرأ المعوذات لنتقي شر من لم تكن في حياة اسرته المرشدة رحمونا!
يحدث في شهر رمضان المبارك
يمر شهر رمضان المبارك بالبعض منسابا هنيئا مبهرجا , ويمر هكذا ايضا بالجميع .
رمضان الشهي التقي الورع , ومن ثم رمضان يبقى الدهر ونحن نذهب على دفعات في الدهر. ونقول تفاؤلا عادة انشاء الله من العائدين الفائزين.
ولرمضان قدوم مبارك وذهاب جلاب , يأتي بالعيد وبالفرحة المرسومة في عيون الصغار, الفرحة التي خلقت الذاكرة الحلوة التي نعود لها كبارا بين الحين والاخر في وقفات النفس على ذكرياتها الجميلة والأيام الخوالي التي هي - ولا ادري لماذا - افضل من الأن كما سيكون الأن افضل من الأتي.
فالذاكرة لعبة شقية وذكية . الوانها زاهية ومراياها مكبرة .
والذاكرة ايضا ضمير وحارس للتراث وللعادات والتقاليد . رمضان زمان كان جميلا وطقوسيا بدرجة كبيرة . نتحرك فيه بدقة شديدة . مبرمج ومنظم وفق اعراف متوارثة منذ القدم, يتهادى ثلاثون ليلة وثلاثون افطارا على ايقاع المدافع التي تسمع في اطراف المدينة دويا مكتوما .
قالت لي امي :اعجب لماذا اندثرت عادة انطلاق المدفع عند الافطار في شهر رمضان؟ كنا نؤقت عليه شهرنا وافطارنا . نرهف اذاننا لسماع دويه المكتوم ان كنا بعيدو المشقة وترتج الارض وتهتز السماء ان كان في الجوار. يُحيي شمس النهار الأفلة . ويعطي الآذن لتلقف حبيبات التمر وتجرع اللبن هنيئا مريئا محللين صيامنا وربنا لك صمنا وافطرنا .
والحديث عن العادات الرمضانية يطول وهو ممتع ايضا و انا من الاشخاص الذين لايملون منه كما ادون كل ما اقع عليه من ذاكرة اراها مهددة بالضياع.
صديقة لي شديد" التحشيش " رأيتها عاقدة الحاجبين , عرفت ان ثمة امر يزعجها , فهي تحب رمضان وتتفنن فيه عبادة وتقوى , وتكون فية صائمة ليبية بأ متياز شديد , افضل الافطار ما تصنعه يداها واشهى المذاقات على سفرتها الرمضانية , مخترعة بارعة لموضات الشقاشق الرمضانية , ما ان تطلق احدى اختراعاتها في احدى اللمات الرمضانية الأ وتنتشر في المدينة كالهشيم لتصبح بعد اسبوع على كل سفرة ومدونة في كل نوتة رمضانية اعتادت نسوة بنغازي والبنات في تدوين محتوياتها قبل رمضان بشهر حين تبدأ حمى الاستعداد له وتفوح رائحته في هواء المدينة مع نسيم بحرها العليل الا قليلا لتمتلئ النوتة حتى اخر صفحة فيها مع تقدم الشهر وتلاقي النسوة من لمة رمضانية الى اخرى في بيوتات المدينة العامرة .
وكنت دائما اراها منهمكة في الاعداد لرمضان وشراء لوازمه وكم تدقق مليا في انتقاءها , لاترضى بغير الممتاز منها ولو كلفها الامر جولات مكوكية في ارجاء بنغازي بين متاجرها التي تتنافس في عرض افضل ما لديها وجلب حتى لبن العصفور ان كان طلبا متفق عليه. سنتها دقيقة ومِِؤكدة وانشالله لا تنقطع .
- مابك ؟ لا اراك كما كنت اراك من قبل ؟
سألتها وانا ارى تغيير ما عليها . شيء ما ينقصها . صورتها غير مكتملة.
قالت:
" انا تعبة , وكلي سأم وملل وكلل. فقدت القدرة على استطعام الاشياء.
ارى ان لامفر من الانحناء حتى تمر عاصفة رمضان الموسمية الهوجاء .
ليس رمضان ربي ما اقصد , حاشاه , انما رمضان الناس الذي شكلته بطونهم .
اتأمل يدي المتشققتين واناملي المتورمة واظافري المتقصفة واترحم على جدارتهما القديمة بدعايات المانيكير وكريمات الترطيب.
ولت ازمان النعومة وانشبت مخالب البوطاس وانياب الصوابين فيهما الجفاف والخشونة , اشلاء مخلوقين غريبين بعشرة ملامس مكدودة يئنان طيلة الليل وينبضان وجعا , وتلهج عروقهما النافرة بالسخط والتمرد.
بالامس كانتا في معمعة المعدنوس واطنان اللحم والعجائن ومايلزم . اثنتان تعملان وردية ملاكم وقاطع احجار وحامل اثقال وكيميائي احماض وجزار وكواش وحلواني ومدير مطعم مافوق الخمس نجوم وسفرجي شديد الحراك وراقص مكانسي وغاسل اتوماتيكي عتيد وعتال ومتعالج بالصدمات الكهربائية وملمع ارضيات بارع وجامع قمامة يومي ورياضي ايروبيكي ومتلقي امتعاض وسؤ تقدير وململم شعر وعاقد مناديل رأس ولاحول ولاقوة الا بالله".
رباه !
كدت انقلع من قوة عصف سخطها . ليست هي من يتكلم : عاشقة شهر رمضان بلا منازع ؟ مرسخة العادات الرمضانية المستحدثة , الآتية بالجديد والشهي واللذيذ . التقية الورعة الأخذة بالأمور الى نصابها , اول من صلت التراويح في الجامع وهاهي المدينة على غرارها تخرج نساؤها زرافات بعد الافطار لصلاة التراويح وللتلاقي وللتعارف وللتغيير. ثمة شيئ يحدث لها . هذا السخط وراءه ما وراءه . لعلها استنفدت نفسها ووصلت الى اخر مطاف اقبالها على الحياة ومباهجها . الشكوى عادة سببها الشعور بالاهمال او الاحساس بالضياع اوبعدم الجدوى حين لاتلاقي جهودنا وفرحتنا واقبالنا مرآة محبة تنعكس فيها صورتنا رائقة وجميلة.
الناس تتغير , والزمن يتغير . والمفاهيم كذلك , والعادات الجميلة تنقرض تدريجيا لتحل غيرها سواء شئنا ام امتعضنا , لا نحس بها الا حين نتوقف مرة لنبحث عنها في لحظات توقف فلا نجدها لنعرف ان شعور الضياع الذي يراودنا احيانا سببه اشياء لم تعد في مجال رؤيتنا لم نعد نحتك بها يوميا ,او ندرك وجودها بدون ان نقف لتأملها لتلقائيتها و.....
نحن كبرنا نكتشف ذلك فجأة
كلما ابتعدنا عن طفولتنا وصبانا وشبابنا كلما فقدنا القدرة على هضم الجديد.
والمدينة الآن تخلق ذاكرة ليست ذاكرتنا , تخلق ذاكرة اطفال اليوم وشبابه , ترتسم في عقولهم ليجدوها حين يكونون في عمرنا وعمر من يكبرنا سنا.
المدينة تتغير مع تغير الحراك الاجتماعي والاختلاط البشري ووفود العادات والتقاليد الجديدة مع القادمين ومع الجيل الجديد الذي انقطعت صلته مع عقود مضت , وتوثقتت صلته مع الفضائيات التى تقوم مقام التربية الاجتماعية منها يستقي افكاره وهندامه وشكل بيته وسيارته واسلوب تعامله مع الحياة في اسلوب هجين غريب.
ايضا كما قال امامي احدهم مرة وعلق في نفسي تحليله مفسحا مجالا للتأمل الاجتماعي العميق .
قال:
"اتعرفون لماذا فقدت مناسباتنا نكهتها , وفقدت طقوسها المألوفة واصبحت لا هي بالليبية ولا بالعربية في اضعف الاحوال, ودخلت عليها تأثيرات من كل الاصقاع ؟؟
لأن عجائزنا الطيبات الوقورات حاملات الاعراف ومرسخات القيم وناقلاتها وسط الخراريف في ليالي الشتاء الطويلة , حاقظات الذاكرة الجماعية , وتاريخنا الشفوي وادابنا وعاداتنا وتقاليدنا في تناقص ملفت .
انظروا في المناسبات وليعد لي احدكم كم فيها من عجوز ليبية موشومة ورصينة وسمحة اللبسة والتهنديمة بألوان رداءها الليبي الزاهية والجميلة؟
لقد غابت بركتنا , عجائزنا بتوجيههن اللطيف وغير اللطيف احيانا , "بتشقيصهن عالغلط" وبوقوفهن واشرافهن وتوجيههن , كانت كلمة "كسبس" ! مع رفعة حاجب ونظرة شزر كفيلة بتفتيت الغلط والارتداد عنه.
قل ذلك بغياب بركتنا فمنهن من توفاها الله ومن اقعدها المرض عن اداء واجبها الاجتماعي وبالتالي ومع تمرد الاجيال اللاحق ة: احيانا في العقود السابقة وفي المطلق في العقدين الاخيرين على كل ما يحملن ويرسخن من عادات محلية شديدة الخصوصة بالمدينة وعربها في ظل انفتاح العالم على بعضه في عولمة اصبحت تلقي بظلالها على كل شيء , مد مقدر لا مفر منه اخذت حياتنا تتغير.
فعلا معه حق . وايضا مع الاجيال الجديدة الحق ايضا , فعليها ان تعيش زمنها بتحولاته وحراكه , حتى وان اختلف مع زمننا كما اختلف زمننا مع زمان سابقينا .
ليلى النيهوم - صحيفة نور الفجر
خالتي رحمونة
خالتي رحمونة امرأة ليبية مثل أي امرأة ليبية حقيقية مازالت تضع البمبوك عندما تسمع اول صوت ذكوري يدخل الدار لكنها تري ما نجهله ولو وضعنا عدسات مكبرة !!.
خالتي رحمونة وفي قول اخر (ارحمونا) تزور كل بيوتنا بدون استئذان ولا تحديد مواعيد تزم شفتيها عندما تجد (الدنيا حايسة وتفلي رؤوسنا اذا ما تجرأ احدنا وهرش شعره امامها .. وترمي الملعقة بغضب اذا زادت كمية الملح في الطعام عن المطلوب .
خالتي رحمونة اذاعة متنقلة وعين لاقطة لمكامننا واخطائنا .. لذلك ترتجف ربات البيوت ويغادرن كسلهن مهرولات عندما يسمعن طرقاتها علي الباب ودقة عكازها !!!! .
لذلك فان كل نساء حينا اصبحن يتبارين في نظافة بيوتهن وفي التفنن في اعداد وجباتهن وفي نظافة صغارهن .. وحتى متابعة دراستهم لأن اخبار نتائجهم المدرسية لابد ان تصل الي اسماع خالتي رحمونة عن طريق وسائلها الخاصة مهما تكتمنا واتخذنا كافة الاحتياطات !!!! ولانها تمتاز بصوت مجلجل فان كل اهل البيت الموزعين بين غرفهم تصلهم حيثيات الحوار الدائر في مجلسها لهذا تتجنب نساؤنا النميمة في حضورها (الخسار) علي رأي عجائزنا وهي اختصار لكلمة باختصار!!!.
خالتي رحمونة هذه فيروس اخلاقي يهدد عاداتنا السيئة من اهمال تربوي وبيئي ومعنوي وحيث ان الجميع يخاف من النشرة التي تبثها المذكورة فيرغم نفسه عل الظهور بمظهر لائق وحضاري والويل كل الويل لجارنا الذي سولت له نفسه ذات مرة مغازلة ابنة جيرانهم حيث انه اصبح عبرة لمن يعتبر ولم يعقه عن التزوج الا ان بيته مشيد بطريقة عصرية وليس خيمة يهد اوتادها ويرحل!!!غير انها بعد بيانها التنديدي الاول اصدرت نشرة تحليلية تفسر فيها سلوك الزوج واضطراره الى هذا السلوك المشين ضمنت فيه كثيرا من السلوكيات الخاصة باداب الزيارة وتقصير الزوجات تجاه ازواجهن والعديد من الظواهر الاجتماعية السلبية التي اضطرت الزوج الى مغازلة جارته!!!
أجيال وراء أجيال كانت في حياتها خالتي رحمونة او ارحمونا !! ترى ما الذي تقوله لنا في يومياتها وهي تنتقل بين ازقتنا ومدارسنا ومستشفياتنا وعياداتنا الخاصة ومحالتنا التجارية واماناتنا وشركاتنا ؟!
خديجة بسيكري – صحيفة الجماهيرية
وكنت قلت فيما يدور في نفس الفلك وفي صحيفة نور الفجر الالكترونية , اشياء عن عجائزنا الطيبات حاميات الاعراف والسلوكيات الحميدة غابن فليس مستغربا ان نضع تعويذات ونقرأ المعوذات لنتقي شر من لم تكن في حياة اسرته المرشدة رحمونا!
يحدث في شهر رمضان المبارك
يمر شهر رمضان المبارك بالبعض منسابا هنيئا مبهرجا , ويمر هكذا ايضا بالجميع .
رمضان الشهي التقي الورع , ومن ثم رمضان يبقى الدهر ونحن نذهب على دفعات في الدهر. ونقول تفاؤلا عادة انشاء الله من العائدين الفائزين.
ولرمضان قدوم مبارك وذهاب جلاب , يأتي بالعيد وبالفرحة المرسومة في عيون الصغار, الفرحة التي خلقت الذاكرة الحلوة التي نعود لها كبارا بين الحين والاخر في وقفات النفس على ذكرياتها الجميلة والأيام الخوالي التي هي - ولا ادري لماذا - افضل من الأن كما سيكون الأن افضل من الأتي.
فالذاكرة لعبة شقية وذكية . الوانها زاهية ومراياها مكبرة .
والذاكرة ايضا ضمير وحارس للتراث وللعادات والتقاليد . رمضان زمان كان جميلا وطقوسيا بدرجة كبيرة . نتحرك فيه بدقة شديدة . مبرمج ومنظم وفق اعراف متوارثة منذ القدم, يتهادى ثلاثون ليلة وثلاثون افطارا على ايقاع المدافع التي تسمع في اطراف المدينة دويا مكتوما .
قالت لي امي :اعجب لماذا اندثرت عادة انطلاق المدفع عند الافطار في شهر رمضان؟ كنا نؤقت عليه شهرنا وافطارنا . نرهف اذاننا لسماع دويه المكتوم ان كنا بعيدو المشقة وترتج الارض وتهتز السماء ان كان في الجوار. يُحيي شمس النهار الأفلة . ويعطي الآذن لتلقف حبيبات التمر وتجرع اللبن هنيئا مريئا محللين صيامنا وربنا لك صمنا وافطرنا .
والحديث عن العادات الرمضانية يطول وهو ممتع ايضا و انا من الاشخاص الذين لايملون منه كما ادون كل ما اقع عليه من ذاكرة اراها مهددة بالضياع.
صديقة لي شديد" التحشيش " رأيتها عاقدة الحاجبين , عرفت ان ثمة امر يزعجها , فهي تحب رمضان وتتفنن فيه عبادة وتقوى , وتكون فية صائمة ليبية بأ متياز شديد , افضل الافطار ما تصنعه يداها واشهى المذاقات على سفرتها الرمضانية , مخترعة بارعة لموضات الشقاشق الرمضانية , ما ان تطلق احدى اختراعاتها في احدى اللمات الرمضانية الأ وتنتشر في المدينة كالهشيم لتصبح بعد اسبوع على كل سفرة ومدونة في كل نوتة رمضانية اعتادت نسوة بنغازي والبنات في تدوين محتوياتها قبل رمضان بشهر حين تبدأ حمى الاستعداد له وتفوح رائحته في هواء المدينة مع نسيم بحرها العليل الا قليلا لتمتلئ النوتة حتى اخر صفحة فيها مع تقدم الشهر وتلاقي النسوة من لمة رمضانية الى اخرى في بيوتات المدينة العامرة .
وكنت دائما اراها منهمكة في الاعداد لرمضان وشراء لوازمه وكم تدقق مليا في انتقاءها , لاترضى بغير الممتاز منها ولو كلفها الامر جولات مكوكية في ارجاء بنغازي بين متاجرها التي تتنافس في عرض افضل ما لديها وجلب حتى لبن العصفور ان كان طلبا متفق عليه. سنتها دقيقة ومِِؤكدة وانشالله لا تنقطع .
- مابك ؟ لا اراك كما كنت اراك من قبل ؟
سألتها وانا ارى تغيير ما عليها . شيء ما ينقصها . صورتها غير مكتملة.
قالت:
" انا تعبة , وكلي سأم وملل وكلل. فقدت القدرة على استطعام الاشياء.
ارى ان لامفر من الانحناء حتى تمر عاصفة رمضان الموسمية الهوجاء .
ليس رمضان ربي ما اقصد , حاشاه , انما رمضان الناس الذي شكلته بطونهم .
اتأمل يدي المتشققتين واناملي المتورمة واظافري المتقصفة واترحم على جدارتهما القديمة بدعايات المانيكير وكريمات الترطيب.
ولت ازمان النعومة وانشبت مخالب البوطاس وانياب الصوابين فيهما الجفاف والخشونة , اشلاء مخلوقين غريبين بعشرة ملامس مكدودة يئنان طيلة الليل وينبضان وجعا , وتلهج عروقهما النافرة بالسخط والتمرد.
بالامس كانتا في معمعة المعدنوس واطنان اللحم والعجائن ومايلزم . اثنتان تعملان وردية ملاكم وقاطع احجار وحامل اثقال وكيميائي احماض وجزار وكواش وحلواني ومدير مطعم مافوق الخمس نجوم وسفرجي شديد الحراك وراقص مكانسي وغاسل اتوماتيكي عتيد وعتال ومتعالج بالصدمات الكهربائية وملمع ارضيات بارع وجامع قمامة يومي ورياضي ايروبيكي ومتلقي امتعاض وسؤ تقدير وململم شعر وعاقد مناديل رأس ولاحول ولاقوة الا بالله".
رباه !
كدت انقلع من قوة عصف سخطها . ليست هي من يتكلم : عاشقة شهر رمضان بلا منازع ؟ مرسخة العادات الرمضانية المستحدثة , الآتية بالجديد والشهي واللذيذ . التقية الورعة الأخذة بالأمور الى نصابها , اول من صلت التراويح في الجامع وهاهي المدينة على غرارها تخرج نساؤها زرافات بعد الافطار لصلاة التراويح وللتلاقي وللتعارف وللتغيير. ثمة شيئ يحدث لها . هذا السخط وراءه ما وراءه . لعلها استنفدت نفسها ووصلت الى اخر مطاف اقبالها على الحياة ومباهجها . الشكوى عادة سببها الشعور بالاهمال او الاحساس بالضياع اوبعدم الجدوى حين لاتلاقي جهودنا وفرحتنا واقبالنا مرآة محبة تنعكس فيها صورتنا رائقة وجميلة.
الناس تتغير , والزمن يتغير . والمفاهيم كذلك , والعادات الجميلة تنقرض تدريجيا لتحل غيرها سواء شئنا ام امتعضنا , لا نحس بها الا حين نتوقف مرة لنبحث عنها في لحظات توقف فلا نجدها لنعرف ان شعور الضياع الذي يراودنا احيانا سببه اشياء لم تعد في مجال رؤيتنا لم نعد نحتك بها يوميا ,او ندرك وجودها بدون ان نقف لتأملها لتلقائيتها و.....
نحن كبرنا نكتشف ذلك فجأة
كلما ابتعدنا عن طفولتنا وصبانا وشبابنا كلما فقدنا القدرة على هضم الجديد.
والمدينة الآن تخلق ذاكرة ليست ذاكرتنا , تخلق ذاكرة اطفال اليوم وشبابه , ترتسم في عقولهم ليجدوها حين يكونون في عمرنا وعمر من يكبرنا سنا.
المدينة تتغير مع تغير الحراك الاجتماعي والاختلاط البشري ووفود العادات والتقاليد الجديدة مع القادمين ومع الجيل الجديد الذي انقطعت صلته مع عقود مضت , وتوثقتت صلته مع الفضائيات التى تقوم مقام التربية الاجتماعية منها يستقي افكاره وهندامه وشكل بيته وسيارته واسلوب تعامله مع الحياة في اسلوب هجين غريب.
ايضا كما قال امامي احدهم مرة وعلق في نفسي تحليله مفسحا مجالا للتأمل الاجتماعي العميق .
قال:
"اتعرفون لماذا فقدت مناسباتنا نكهتها , وفقدت طقوسها المألوفة واصبحت لا هي بالليبية ولا بالعربية في اضعف الاحوال, ودخلت عليها تأثيرات من كل الاصقاع ؟؟
لأن عجائزنا الطيبات الوقورات حاملات الاعراف ومرسخات القيم وناقلاتها وسط الخراريف في ليالي الشتاء الطويلة , حاقظات الذاكرة الجماعية , وتاريخنا الشفوي وادابنا وعاداتنا وتقاليدنا في تناقص ملفت .
انظروا في المناسبات وليعد لي احدكم كم فيها من عجوز ليبية موشومة ورصينة وسمحة اللبسة والتهنديمة بألوان رداءها الليبي الزاهية والجميلة؟
لقد غابت بركتنا , عجائزنا بتوجيههن اللطيف وغير اللطيف احيانا , "بتشقيصهن عالغلط" وبوقوفهن واشرافهن وتوجيههن , كانت كلمة "كسبس" ! مع رفعة حاجب ونظرة شزر كفيلة بتفتيت الغلط والارتداد عنه.
قل ذلك بغياب بركتنا فمنهن من توفاها الله ومن اقعدها المرض عن اداء واجبها الاجتماعي وبالتالي ومع تمرد الاجيال اللاحق ة: احيانا في العقود السابقة وفي المطلق في العقدين الاخيرين على كل ما يحملن ويرسخن من عادات محلية شديدة الخصوصة بالمدينة وعربها في ظل انفتاح العالم على بعضه في عولمة اصبحت تلقي بظلالها على كل شيء , مد مقدر لا مفر منه اخذت حياتنا تتغير.
فعلا معه حق . وايضا مع الاجيال الجديدة الحق ايضا , فعليها ان تعيش زمنها بتحولاته وحراكه , حتى وان اختلف مع زمننا كما اختلف زمننا مع زمان سابقينا .
ليلى النيهوم - صحيفة نور الفجر
Monday, October 09, 2006
من ابجدية عمياء
*حرف اعمى : ب
صخور في قبضة مضمومة. حصى ام بركة حسب الأولوية؟
واحدة تضم ماءا.
الأخرى تدفع الدفق نحو رميم حملٍ:
مثل صهباء تشربت ريح
وجوفت حفرة في الرمل.
البحيرة تجف لتصبح منقعاً موحلا خفي.
مجهول الفصول يظل في عش مرتكز على غصن متقوس.
التشبث بأي شيء
هو المجهول الذي يمكن معرفته.
غابات تصك أذانها.
وحقول عيونها. فائقة الذكاء. ويقظة في كل مكان.
لتستبين الشر الوشيك.
*حرف اعمى: س
لا شيء مضحك- وداعاً لصوت المحيط وأعشابه.
المحيطات ليست سكاكين
البحار تبتر الجسد عن الجسد. الأجساد عن العرق
الذي جلبها للحياة.
من العرق
يمكن تشييد مذبح.
من المذبح حزمة في حجم جلمد من عظام قربانيه
ُتركت من على تل مقبب حيث تتوغل طريق في الدغل قبل أن تنحدر.
تحت المذبح ماء أجاج.
تحت الماء الأجاج قلامة قمر.
مثل قوارب. أو صخور طفت بين وسائد الرعد.
زاوية رؤية ا لروح الحقيقية الفضلى ُترى
منعكسة على جلد ممطوط.
*حرف اعمى : ت
حمامة بدون ساقين . فم بدون ملح.
يرقصان . يهشمان رميم الموتى.
يلصقان شفاه على نوافذ بدون خطايا-
الخطايا تتعفن أسرع . أكثر نقاء من المآثر
المقلبة مرارا في البصاق.
طيور الُتًم سوداء الرقبة تطير في نسق مربع في السماء.
نسقها رائع
ادعى لتزيين الحديقة. نسق . إذا أعيق . يعقم الهواء
وطعم المرق أو حجر اليشب
الذي يحل مكان النظرة المزججة
او لسان لثغه’ الليمون
اقدام الرهبان تلونت ببنفسجي العنب
واغصان شائكة .
قطوعات متشابكة من انصال الاوراق الحادة.
حرف اعمى: ي
شبكية عينه منفصلة: الرجل يقتعد كرسيا ازرق ذو مسند
يتأمل الفئران راكضة على الجدران
وإناء على هيئة جرس.
هبات الذباب تتطاير عبر مجال تحديق عينه السليمة
مثلما عظام محذوفة من حجيرة هاتف.
في نفس الوقت . طائرة تهبط في المدرج.
تتوقف قرب كومة اوراق تحترق.
لم ’تجفل الفتي او ترعبه
فيما يغرس غصن شجرة خرنوب
في جثة طائر ميت .
العفونة تزكم الهواء
مثل صابون يفقد تكوينه في الُمستحم .
يفترض ان يتسلق الاولاد الاشجار
وان يسعل المسنين. ويرتجفون . ويغمغمون
ويتنهدوان عندما تصلهم رائحة اجسادهم.
شعــــر: آدم كـــــلاي
ترجمة : ليلى النيهوم
ملاحظات الشاعر :سلسلة الحروف الابجدية العمياء متأثرة على نحو ما بمقابلة في جوبيلات حول وليم بوشوف كنت قرأتها في الطائرة العام الماضي .استهوتني فكرته عن استغلال الفن لقلب الادوار على عدة مستويات وهذه القصائد كتبت ببعض افكاره متناسجة في داخلها.
يقطن آدم كلاي في نورث ويست اركنساس وجل تفكيره في البايسبول .ينشر قصائده في ذاستايل و 88.
*حرف اعمى : ب
صخور في قبضة مضمومة. حصى ام بركة حسب الأولوية؟
واحدة تضم ماءا.
الأخرى تدفع الدفق نحو رميم حملٍ:
مثل صهباء تشربت ريح
وجوفت حفرة في الرمل.
البحيرة تجف لتصبح منقعاً موحلا خفي.
مجهول الفصول يظل في عش مرتكز على غصن متقوس.
التشبث بأي شيء
هو المجهول الذي يمكن معرفته.
غابات تصك أذانها.
وحقول عيونها. فائقة الذكاء. ويقظة في كل مكان.
لتستبين الشر الوشيك.
*حرف اعمى: س
لا شيء مضحك- وداعاً لصوت المحيط وأعشابه.
المحيطات ليست سكاكين
البحار تبتر الجسد عن الجسد. الأجساد عن العرق
الذي جلبها للحياة.
من العرق
يمكن تشييد مذبح.
من المذبح حزمة في حجم جلمد من عظام قربانيه
ُتركت من على تل مقبب حيث تتوغل طريق في الدغل قبل أن تنحدر.
تحت المذبح ماء أجاج.
تحت الماء الأجاج قلامة قمر.
مثل قوارب. أو صخور طفت بين وسائد الرعد.
زاوية رؤية ا لروح الحقيقية الفضلى ُترى
منعكسة على جلد ممطوط.
*حرف اعمى : ت
حمامة بدون ساقين . فم بدون ملح.
يرقصان . يهشمان رميم الموتى.
يلصقان شفاه على نوافذ بدون خطايا-
الخطايا تتعفن أسرع . أكثر نقاء من المآثر
المقلبة مرارا في البصاق.
طيور الُتًم سوداء الرقبة تطير في نسق مربع في السماء.
نسقها رائع
ادعى لتزيين الحديقة. نسق . إذا أعيق . يعقم الهواء
وطعم المرق أو حجر اليشب
الذي يحل مكان النظرة المزججة
او لسان لثغه’ الليمون
اقدام الرهبان تلونت ببنفسجي العنب
واغصان شائكة .
قطوعات متشابكة من انصال الاوراق الحادة.
حرف اعمى: ي
شبكية عينه منفصلة: الرجل يقتعد كرسيا ازرق ذو مسند
يتأمل الفئران راكضة على الجدران
وإناء على هيئة جرس.
هبات الذباب تتطاير عبر مجال تحديق عينه السليمة
مثلما عظام محذوفة من حجيرة هاتف.
في نفس الوقت . طائرة تهبط في المدرج.
تتوقف قرب كومة اوراق تحترق.
لم ’تجفل الفتي او ترعبه
فيما يغرس غصن شجرة خرنوب
في جثة طائر ميت .
العفونة تزكم الهواء
مثل صابون يفقد تكوينه في الُمستحم .
يفترض ان يتسلق الاولاد الاشجار
وان يسعل المسنين. ويرتجفون . ويغمغمون
ويتنهدوان عندما تصلهم رائحة اجسادهم.
شعــــر: آدم كـــــلاي
ترجمة : ليلى النيهوم
ملاحظات الشاعر :سلسلة الحروف الابجدية العمياء متأثرة على نحو ما بمقابلة في جوبيلات حول وليم بوشوف كنت قرأتها في الطائرة العام الماضي .استهوتني فكرته عن استغلال الفن لقلب الادوار على عدة مستويات وهذه القصائد كتبت ببعض افكاره متناسجة في داخلها.
يقطن آدم كلاي في نورث ويست اركنساس وجل تفكيره في البايسبول .ينشر قصائده في ذاستايل و 88.
Wednesday, May 17, 2006
الشخصيات المتروكة ولحظة الفراق الابداعى
عادة ما تقام فى نوادى الكتب فى الغرب امسيات دورية لمناقشة إصدار ادبى او ثقافى جديد وتقليب احتمالاته وما ابتدعه من جديد يحسب للكاتب ، ويرتاد هذه النوادى عُشاق الكتاب والمغرمين بفنون السرد من قصة قصيرة ورواية ومحبى الشعر وغيره من الاعمال الادبية الابداعية التى لم تعد فى يومنا الحاضر تؤمن بفواصل وحدود بين هذه الاجناس الادبية المختلفة ، كما لم تعد تؤمن بالقواعد الصارمة التى تجدد إقامة جبرية وعمراً زمنياً للشخصيات والزمان والمكان والحدث فى القصة القصيرة مثلا !
هذا التقارب الذى يتم بين المبدع والقارىء يجعل بينهما تفاعلاً ايجابياً ينتج عنه حماس لدى الكاتب للمواصلة والاتيان بالجديد ولارضاء نفسه الابداعى اولا ولارضاء القارىء المتعطش المثقف ، كما ينتج ايضا عن هذا التفاعل افكار جديدة وتوسعات ثرة فى آفاق الطرفين .
فى احدى امسيات نادى الغارديان للكتاب تصدى القراء لمجموعة قصصية للكاتبة البريطانية هيلين سيمبسون ، التى تحمل عنوان " هاى ، نعم ، اجل لتكن لك حياتك "..
يقول جون مولان : ان الامسية دارت حول سؤال ما الذى يحدث للشخصيات المتروكة فى القصة القصيرة ؟ وفى مُحيط هذا السؤال يستشهد مولان بالروائية جين اوستن وكيف انها كانت تقص على اهلها ما يمكن ان يحدث لشخصياتها بعد نهاية الرواية ، وقد تفطنت القاصة هيلين سيمبسون لهذه النقطة وارادت فى مجموعتها القصصية المتشابكة الحدود ان تجعل لشخصياتها عمرا اضافيا وان تعاود اظهارها هنا وهناك بعد انتهاء قصتها فى اكثر من قصة لاحقة فى المجموعة . غير ان قراؤها الشغوفين الذين لم تشبعهم تلك الامتدادات المتجاوزة لحيوات الشخصيات المحدودة ، ارادوا المزيد من العمر القصصى لها ، ارادوا متابعة حياتها ومعرفة المزيد عنها.
تقول احدى القارئات فى مدونتها الالكترونية – وهى بذلك تحدثت عما يدور فى خلد بعض القراء – قالت واصفة قدرة سيمبسون فى الوصول الى مكمن جوهر الحقيقة فى ظن مجموعة من الشخصيات وبقدرتها الرائعة هذه : هل ستمنحنا نحن قراؤها الا لتقاء مجدداً بهذه الشخصيات الرائعة التى شغفنا بها؟ وتضيف : كم احب ان ارى مرة اخرى " جاد " عندما تبلغ الاربعين من عمرها و" جاد " هى شخصية البنت المراهقةفى قصة الافتتاحية فى المجموعة ، وهى شخصية ذات ميول ادبية ، ترى انها بما احرزته من درجات نهائية متفوقة فى مادة النصوص الشعرية ، ترى انها مقدرة لشىء افضل من امومة رتيبة فى احدى الضواحى.
كما سأل عدة قراء القاصة فيما اذا شعرت بالاسى فى ذاتها لفراق شخصياتها المبتدعة ، وما اذا كانت راغبة ان تعرف المزيد عنهم ؟ كما لو ان نجاح القصة القصيرة اتاح لاحتمال مثير لفكرة المزيد من تاريخ وسيرة الشخصية.
ايضا اراد العديد من القراء ان يدفعوا بالمجموعه القصصية قدماً نحو شكل اقرب للرواية كوسيلة منهم لابداء تعاطفهم ، بل ان احدهم تجرأ وسأل القاصة المعروفة فقط بنشر القصص القصيرة : متى تتكرم وتكتب لهم رواية ، وهو السؤال الذى حظى بصمت من القاصة.
يقول مولان : ان اكثر الشخصيات التى لاقت اهتماماً كانت " دورى " العاثرة الحظ ، نقطة الارتكاز فى القصة التى تحمل اسمها المجموعة القصصية والتى عادت للظهور ايضا فى القصة الاخيرة بالمجموعة. كانت ردود فعل القراء متعددة ومتباينة ، بعضهم احتج على وصف سيمبسون لدورى كونها اشبه بممسحة الاقدام وآخرون رأوا فى ان كثرة تذمر زوجها منها لايعنى انها لاتصلح ان تكون اماً رائعة ، آخرون اعجبوا ببحثها عن الخلاص ، ونيتها للهروب، والغير اثنى على قدرتها على تحمل زوجها ، وهى شعبية حازتها" دورى " كشخصية مرسومة بدقة وبراعة وواقعية ، لحتى يصعب فراقها عند نهاية الرواية ، وهو شعور مريع يعترى كل القراء فى كل الازمان ، فلكم اجل البعض لحظة الانتهاء من القراءة لاجل ان يعيش فى الزمن الاحتياطى خوفا من لحظة الفراق..
هذا التقارب الذى يتم بين المبدع والقارىء يجعل بينهما تفاعلاً ايجابياً ينتج عنه حماس لدى الكاتب للمواصلة والاتيان بالجديد ولارضاء نفسه الابداعى اولا ولارضاء القارىء المتعطش المثقف ، كما ينتج ايضا عن هذا التفاعل افكار جديدة وتوسعات ثرة فى آفاق الطرفين .
فى احدى امسيات نادى الغارديان للكتاب تصدى القراء لمجموعة قصصية للكاتبة البريطانية هيلين سيمبسون ، التى تحمل عنوان " هاى ، نعم ، اجل لتكن لك حياتك "..
يقول جون مولان : ان الامسية دارت حول سؤال ما الذى يحدث للشخصيات المتروكة فى القصة القصيرة ؟ وفى مُحيط هذا السؤال يستشهد مولان بالروائية جين اوستن وكيف انها كانت تقص على اهلها ما يمكن ان يحدث لشخصياتها بعد نهاية الرواية ، وقد تفطنت القاصة هيلين سيمبسون لهذه النقطة وارادت فى مجموعتها القصصية المتشابكة الحدود ان تجعل لشخصياتها عمرا اضافيا وان تعاود اظهارها هنا وهناك بعد انتهاء قصتها فى اكثر من قصة لاحقة فى المجموعة . غير ان قراؤها الشغوفين الذين لم تشبعهم تلك الامتدادات المتجاوزة لحيوات الشخصيات المحدودة ، ارادوا المزيد من العمر القصصى لها ، ارادوا متابعة حياتها ومعرفة المزيد عنها.
تقول احدى القارئات فى مدونتها الالكترونية – وهى بذلك تحدثت عما يدور فى خلد بعض القراء – قالت واصفة قدرة سيمبسون فى الوصول الى مكمن جوهر الحقيقة فى ظن مجموعة من الشخصيات وبقدرتها الرائعة هذه : هل ستمنحنا نحن قراؤها الا لتقاء مجدداً بهذه الشخصيات الرائعة التى شغفنا بها؟ وتضيف : كم احب ان ارى مرة اخرى " جاد " عندما تبلغ الاربعين من عمرها و" جاد " هى شخصية البنت المراهقةفى قصة الافتتاحية فى المجموعة ، وهى شخصية ذات ميول ادبية ، ترى انها بما احرزته من درجات نهائية متفوقة فى مادة النصوص الشعرية ، ترى انها مقدرة لشىء افضل من امومة رتيبة فى احدى الضواحى.
كما سأل عدة قراء القاصة فيما اذا شعرت بالاسى فى ذاتها لفراق شخصياتها المبتدعة ، وما اذا كانت راغبة ان تعرف المزيد عنهم ؟ كما لو ان نجاح القصة القصيرة اتاح لاحتمال مثير لفكرة المزيد من تاريخ وسيرة الشخصية.
ايضا اراد العديد من القراء ان يدفعوا بالمجموعه القصصية قدماً نحو شكل اقرب للرواية كوسيلة منهم لابداء تعاطفهم ، بل ان احدهم تجرأ وسأل القاصة المعروفة فقط بنشر القصص القصيرة : متى تتكرم وتكتب لهم رواية ، وهو السؤال الذى حظى بصمت من القاصة.
يقول مولان : ان اكثر الشخصيات التى لاقت اهتماماً كانت " دورى " العاثرة الحظ ، نقطة الارتكاز فى القصة التى تحمل اسمها المجموعة القصصية والتى عادت للظهور ايضا فى القصة الاخيرة بالمجموعة. كانت ردود فعل القراء متعددة ومتباينة ، بعضهم احتج على وصف سيمبسون لدورى كونها اشبه بممسحة الاقدام وآخرون رأوا فى ان كثرة تذمر زوجها منها لايعنى انها لاتصلح ان تكون اماً رائعة ، آخرون اعجبوا ببحثها عن الخلاص ، ونيتها للهروب، والغير اثنى على قدرتها على تحمل زوجها ، وهى شعبية حازتها" دورى " كشخصية مرسومة بدقة وبراعة وواقعية ، لحتى يصعب فراقها عند نهاية الرواية ، وهو شعور مريع يعترى كل القراء فى كل الازمان ، فلكم اجل البعض لحظة الانتهاء من القراءة لاجل ان يعيش فى الزمن الاحتياطى خوفا من لحظة الفراق..
Sunday, May 14, 2006
كافكا على الشاطئ - غراب الفضاءات السلبية
بُنيت رواية " كافكا على الشاطىء" وهى الرواية العاشرة للروائى اليابانى " هاروكى مورا كامى" حول الراوى كافكا تامورا فتى الخامسة عشر الذى يروى قصته وقصة ناكاتا الابله بتوالى وتوازى . وهذه الرواية التى تشبه الاستماع الى موسيقى يعتورها صوت صرير كرسى العازف ورغم ذلك يندمج الصرير فى اللحن وتمضى الموسيقى الى أوجها .
تبدأ الرواية عند هرب كافكا تا مورا فى ليلة عيد ميلاده الخامس عشر من بيته ومن والده النحات الشهير كويتشى تامورا لنعرف ان العلاقة بينهما ساءت جداً وان كافكا الذى حُرم من امه واخته مُذ كان فى الرابعة من عمره يحمله والده اوهاما أوديبية ويلقى عليه نبؤة اشبه بلعنة مقيتة حين يقول له : "يوما ما ستقتل أباك لتبقى مع امك مثل قدر "أوديب " وستراود اُختك ولامفر لك من قدرك هذا".
كافكا الذى يُخاطب فى خياله فتى يُسمى الغراب يلتبس ايضا فى الرواية مع كافكا الشاعر المعروف والذى يصر الروائى على ان نعرف ان كافكا فى التشيكية تعنى الغراب فى مفارقة لن تخفى على من يعرف تاريخ الغُراب مُنذ بدء الخليقة.
يخبر كرو كافكا ان المسافات لاتحل المشكلة ،" هى لم تفعل ذلك مع اوديب رغم كل ما فعل" ورغم ذلك يهرب كافكا قاصداً ابعد مكان عن ابـيه وعن لعنته.
فى الموازاة السردية وعبر فصول غريبة الترقيم نتعرف على شخصية ناكاتا ، المُسن والامى الساذج الذى لم يشف قط من حادثة وقعت له فى صباه عندما كان فى رحلة مع فصله واستاذه لجمع الفطر من الغابة حيث شع حينذاك برق فضى في المكان فجأة ليدخل الجميع فى غيبوبة ، خرجوا منها سريعاً ماعدا ناكاتا الذى استيقظ من الغيبوبة بعد عدة اسابيع ممحي الذاكرة تماما ومفرغا من الحياة، شىء ما افرغ عقله وتركه بطىء الفهم ولم يتعلم القراءة قط بعد ان كان قبلها فتى ذكياً...
تقود الصدفة ناكاتا الى بيت النحات كويتشى تامورا والد كافكا بعد رحيله بايام قليله ، وتقوده اوهامه الى ان يتخيل النحات قنينةًًًًًً " جونى والكر" ويتراءى له الرجل يتقمص جونى والكر الذى يسمْ ذاك النوع من الشراب فيقوم بقتله ويفر الى حيث فر كافكا قبله فى رحلة أفضت بالأثنين الى حيث توجد مكتبة خاصة صغيرة فى بلدة تاكاما تسو الريفية . ومن ثم الى ملتجى جبلى حيث لامكان للقوانين المُعتادة . وفى هذا المكان يقع كافكا فيما وقع فيه اوديب قبله ، فكلما حاول الفكاك من قدره ، كلما اقترب من تحقيقه . مثله ايضا يخرج ناكاتا بحثا عن مطلب غريب لايفقه مغزاه : حجر الدخول الذى يكون احيانا بخفة الريش ويثقل احيان اخرى لتنوء بحمله الرجال..
تندفع هذه الخيوط الروائية بعنف وبلا هوادة قدماً مثل قطارات تجرى على سكك حديدية متوازية. وان كنا ندرك انها رغم هذا التوازى حتما ستلتقى فى نقطة ما ، ولكنا لانعرف متى أو أين او كيف تُخلق الإثارة التى تجعل هذه الرواية آسرة جدا ذات اسلوب اشبه بحلم واقرب الى سورياليةاكوبو آبى الفاقعة والفاجعة..
تقوم رواية " كافكا على الشاطىء" على امتدادها بفحص ، وأحيانا تحدى مفاهيمنا للزمن ، فأحكام الزمن المعروفة لا تسود فيها ، ولا تسيطر على أمكنتها وأشخاصها ، يتمدد الزمن فيها ، ويتقلص ، وكل ذلك على هدير وتلكؤ القلب ، وكذلك تحدى مفاهيمنا للقدر والصدفة والحب وطبيعة الحقيقة البشرية في عمقها .. تمنحنا الرواية صنوفا غنية من شخصيات غير اعتيادية وأحداث عنيفة.. عشاق حسيين شبحين للجنرال ساند رز الخارق للطبيعة ، المُتغير الهيئات ، الرائى الشمولى الذى ليس ببوذا ، وليس إلهاً ، واسماك تسقط من السماء ، وحوارات بين رجل وقطة وغانية متفلسفة وجندى من الحرب العالمية الثانية لم يمسهُ الزمن. واشياء اخرى اكثر غرابة وروعة ، حيث تنشطب الحدود الفاصلة مابين الماضى والحاضر ، الحلم واليقظة ، الفنتازيا والحقيقة ، وتنعتم لتمتزج داخل مرح ميتافيزيقى لتظل ثمة اشياء على المحك فى الرواية . فثمة جريمة قتل عنيفة تستوجب حلا ، وثمة علاقة آثمة على وشك الوقوع ، معقدة وتستوجب ايضا فك خيوطها المريبة والوقوف فى وجهها كى لاتقع وكى لاتتحقق النبوءة المريعة ، وكذلك طبيعة الواقع التى فى ذاتها تتأرجح على كفة الميزان .
رواية " كافكا على الشاطىء" لاتقترب من أى شاطىء اطلاقا ، غير حالة الغرق التى تنتاب كافكا ، الغرق النفسى ، حيث يسود الرواية إحساس قاتل بالفقد ، وكأنما كافكا يلصق وجهه على زجاج نافذة تطل على عوالم اُخرى اكثر كمالا وصعبة المنال .
هى رواية مكتوبة ببراعة وبطموح وبعاطفة مشبوبة وبرشاقة تتجلى فى اسلوب مورا كامى التخييلى الفذ ، ففيها يستعير مورا كامى من كل شىء : من سوفكليس وافلام الرعب والخيال العلمى والرسوم المتحركة اليابانية ، وهى فى ذات الوقت واقعية وان كانت لاتخلو من العناصر السحرية مما تاخذ القراء ليجدوا انفسهم يرغبون فى تقليب الصفحات اسرع فاسرع ليكتشفوا ما سيحدث ، ويُبطئوا ايضا ليتذوقوا عمق وجمال اسلوب مورا كامى السردى .
وُلد هاروكى مورا كامى فى طوكيو عام 1949م. وكان فى البداية يُدير نادى للجاز ثم تحول الى الكتابة..ترجمت اعماله الى 39 لغة ، ومن بين عديد الجوائز التى نالها ، تحصل مؤخرا على جائزة يومييورى الادبية التى سبق وحازها كل من : يوكيو ميشيما وكينزا بورو آبى وكوبو آبى اشهر الروائيون اليابانيون..
تقع الرواية فى 436 صفحة وقد ترجمها الى الانجليزية فيليب غابرييل وهى من منشورات (knopf)
ليلى النيهوم
تبدأ الرواية عند هرب كافكا تا مورا فى ليلة عيد ميلاده الخامس عشر من بيته ومن والده النحات الشهير كويتشى تامورا لنعرف ان العلاقة بينهما ساءت جداً وان كافكا الذى حُرم من امه واخته مُذ كان فى الرابعة من عمره يحمله والده اوهاما أوديبية ويلقى عليه نبؤة اشبه بلعنة مقيتة حين يقول له : "يوما ما ستقتل أباك لتبقى مع امك مثل قدر "أوديب " وستراود اُختك ولامفر لك من قدرك هذا".
كافكا الذى يُخاطب فى خياله فتى يُسمى الغراب يلتبس ايضا فى الرواية مع كافكا الشاعر المعروف والذى يصر الروائى على ان نعرف ان كافكا فى التشيكية تعنى الغراب فى مفارقة لن تخفى على من يعرف تاريخ الغُراب مُنذ بدء الخليقة.
يخبر كرو كافكا ان المسافات لاتحل المشكلة ،" هى لم تفعل ذلك مع اوديب رغم كل ما فعل" ورغم ذلك يهرب كافكا قاصداً ابعد مكان عن ابـيه وعن لعنته.
فى الموازاة السردية وعبر فصول غريبة الترقيم نتعرف على شخصية ناكاتا ، المُسن والامى الساذج الذى لم يشف قط من حادثة وقعت له فى صباه عندما كان فى رحلة مع فصله واستاذه لجمع الفطر من الغابة حيث شع حينذاك برق فضى في المكان فجأة ليدخل الجميع فى غيبوبة ، خرجوا منها سريعاً ماعدا ناكاتا الذى استيقظ من الغيبوبة بعد عدة اسابيع ممحي الذاكرة تماما ومفرغا من الحياة، شىء ما افرغ عقله وتركه بطىء الفهم ولم يتعلم القراءة قط بعد ان كان قبلها فتى ذكياً...
تقود الصدفة ناكاتا الى بيت النحات كويتشى تامورا والد كافكا بعد رحيله بايام قليله ، وتقوده اوهامه الى ان يتخيل النحات قنينةًًًًًً " جونى والكر" ويتراءى له الرجل يتقمص جونى والكر الذى يسمْ ذاك النوع من الشراب فيقوم بقتله ويفر الى حيث فر كافكا قبله فى رحلة أفضت بالأثنين الى حيث توجد مكتبة خاصة صغيرة فى بلدة تاكاما تسو الريفية . ومن ثم الى ملتجى جبلى حيث لامكان للقوانين المُعتادة . وفى هذا المكان يقع كافكا فيما وقع فيه اوديب قبله ، فكلما حاول الفكاك من قدره ، كلما اقترب من تحقيقه . مثله ايضا يخرج ناكاتا بحثا عن مطلب غريب لايفقه مغزاه : حجر الدخول الذى يكون احيانا بخفة الريش ويثقل احيان اخرى لتنوء بحمله الرجال..
تندفع هذه الخيوط الروائية بعنف وبلا هوادة قدماً مثل قطارات تجرى على سكك حديدية متوازية. وان كنا ندرك انها رغم هذا التوازى حتما ستلتقى فى نقطة ما ، ولكنا لانعرف متى أو أين او كيف تُخلق الإثارة التى تجعل هذه الرواية آسرة جدا ذات اسلوب اشبه بحلم واقرب الى سورياليةاكوبو آبى الفاقعة والفاجعة..
تقوم رواية " كافكا على الشاطىء" على امتدادها بفحص ، وأحيانا تحدى مفاهيمنا للزمن ، فأحكام الزمن المعروفة لا تسود فيها ، ولا تسيطر على أمكنتها وأشخاصها ، يتمدد الزمن فيها ، ويتقلص ، وكل ذلك على هدير وتلكؤ القلب ، وكذلك تحدى مفاهيمنا للقدر والصدفة والحب وطبيعة الحقيقة البشرية في عمقها .. تمنحنا الرواية صنوفا غنية من شخصيات غير اعتيادية وأحداث عنيفة.. عشاق حسيين شبحين للجنرال ساند رز الخارق للطبيعة ، المُتغير الهيئات ، الرائى الشمولى الذى ليس ببوذا ، وليس إلهاً ، واسماك تسقط من السماء ، وحوارات بين رجل وقطة وغانية متفلسفة وجندى من الحرب العالمية الثانية لم يمسهُ الزمن. واشياء اخرى اكثر غرابة وروعة ، حيث تنشطب الحدود الفاصلة مابين الماضى والحاضر ، الحلم واليقظة ، الفنتازيا والحقيقة ، وتنعتم لتمتزج داخل مرح ميتافيزيقى لتظل ثمة اشياء على المحك فى الرواية . فثمة جريمة قتل عنيفة تستوجب حلا ، وثمة علاقة آثمة على وشك الوقوع ، معقدة وتستوجب ايضا فك خيوطها المريبة والوقوف فى وجهها كى لاتقع وكى لاتتحقق النبوءة المريعة ، وكذلك طبيعة الواقع التى فى ذاتها تتأرجح على كفة الميزان .
رواية " كافكا على الشاطىء" لاتقترب من أى شاطىء اطلاقا ، غير حالة الغرق التى تنتاب كافكا ، الغرق النفسى ، حيث يسود الرواية إحساس قاتل بالفقد ، وكأنما كافكا يلصق وجهه على زجاج نافذة تطل على عوالم اُخرى اكثر كمالا وصعبة المنال .
هى رواية مكتوبة ببراعة وبطموح وبعاطفة مشبوبة وبرشاقة تتجلى فى اسلوب مورا كامى التخييلى الفذ ، ففيها يستعير مورا كامى من كل شىء : من سوفكليس وافلام الرعب والخيال العلمى والرسوم المتحركة اليابانية ، وهى فى ذات الوقت واقعية وان كانت لاتخلو من العناصر السحرية مما تاخذ القراء ليجدوا انفسهم يرغبون فى تقليب الصفحات اسرع فاسرع ليكتشفوا ما سيحدث ، ويُبطئوا ايضا ليتذوقوا عمق وجمال اسلوب مورا كامى السردى .
وُلد هاروكى مورا كامى فى طوكيو عام 1949م. وكان فى البداية يُدير نادى للجاز ثم تحول الى الكتابة..ترجمت اعماله الى 39 لغة ، ومن بين عديد الجوائز التى نالها ، تحصل مؤخرا على جائزة يومييورى الادبية التى سبق وحازها كل من : يوكيو ميشيما وكينزا بورو آبى وكوبو آبى اشهر الروائيون اليابانيون..
تقع الرواية فى 436 صفحة وقد ترجمها الى الانجليزية فيليب غابرييل وهى من منشورات (knopf)
ليلى النيهوم
الرحيل عن مدينة يوبا
استلقي علي العشب
أنصت إلى النهر داخلي
ينبض ويزبد، يجيش عالياً
صفق صخرة قلبي المطبقة
لينبثق اخيراً من رأسي
نافورة سوداء
وخلفي ينقض السحاب ويغوص
علي أجنحة ورقية
تعلو أسوار القصر اكثر
حجراً، حجراً حتى تخرج عن إطار اللوحة
النهر عميق ألان وساكن
بحيرة معتمة مكتظة بالسمك الأزرق
ولكن انتظر
الأرض تميد بي، ونباتات المجزاعة
تحيد عن جسدي
وأنا أقع
تكوّب البحيرة أصابعها المائية صوبي
فيما تتوامض الأسماك
مثل ضوء علي جليد المساء
حصباء النهر لآلئ وليدة
والماء يرتفع
وأنا اختفي، رجلاي ، وسطي، ابطاي
يتماوج شعري إلى الأعلى
خصلة من حرير ذائب
امنح وجهي للنهر وخطوط جبهتي وكفاي
وما إن تذوب أخر خلية
أخر صيحات طيور البحيرة
سأنصت مرة أخري للنهر داخلي
ينبض ويزبد، يجيش عالياً
صفق صخرة قلبي المطبقة
لينبثق اخيراً من رأسي
نافورة سوداء
وخلفي ينقض السحاب ويغوص
علي أجنحة ورقية
تعلو أسوار القصر اكثر
حجراً، حجراً حتى تخرج عن إطار اللوحة
النهر عميق ألان وساكن
بحيرة معتمة مكتظة بالسمك الأزرق
ولكن انتظر
الأرض تميد بي، ونباتات المجزاعة
تحيد عن جسدي
وأنا أقع
تكوّب البحيرة أصابعها المائية صوبي
فيما تتوامض الأسماك
مثل ضوء علي جليد المساء
حصباء النهر لآلئ وليدة
والماء يرتفع
وأنا اختفي، رجلاي ، وسطي، ابطاي
يتماوج شعري إلى الأعلى
خصلة من حرير ذائب
امنح وجهي للنهر وخطوط جبهتي وكفاي
وما إن تذوب أخر خلية
أخر صيحات طيور البحيرة
سأنصت مرة أخري للنهر داخلي
شعر / تشيترا بانيرجي ديفاكاروني – الهند
ترجمة/ ليلى النيهوم
الهايكـــــــــــــــو .. النص الرقيق لعشاق التأمل والطبيعة ..زفرة الروح الحرى
الهايكو واحد من أهم أشكال الشعر التقليدي اليابانى ، وهايكو اليوم عبارة عن شكل شعرى من 17 مقطعا لفظيا يحتوى على ثلاثة وحدات موزونةمن 5 و 7و5 مقاطع لفظية..
منذ زمن طويل كان هناك خلط بين المصطلحات الشعرية الثلاث المتقاربة وهى الهايكو والهوكو و الهايكاى .
ويعنى مصطلح " هوكو " بكل بساطة بيت البداية ، اى كان بيت القصيد وكان اول وصلة بداية لسلسلة اكثر طولا من الابيات الشعرية المسماة هايكاى..
ولأن الهوكو يحدد اسلوب ومنحى بقية السلسلة الشعرية فهو يتمتع بوضعية التميز فى شعر الهايكاى..
وقد كان من الشائع ان يؤلف الشاعر بيت هوكو بدون ان يتبعه ببقية الابيات المتسلسلة... ومع الوقت وبشكل اوسع وعبر جهود ماساوكى بشكل رسمى فى عام 1890م. عبر اختراع مصطلح " هايكو " وكان على هذا الشكل الشعرى الوليد ان يُكتب ويُقرأ ويُفهم كقصيدة مستقلة ، كاملة فى ذاتها بدلا عن كونها جزء من سلسلة شعرية اطول..
ولتوخى الدقة ، لم يبتد أ تاريخ" الهايكو" إلا فى السنوات الاخيرة من القرن التاسع عشر . وكانت اشهر قصائد الهايكو ازدهرت فى حقبة أيدو من الاعوام 1868- 1600م. على ايدى شعراء مثل باشو وهاشين ويوسا بوسون وكوباياشى أيسا ، ويُشار اليهم كشعراء هوكو وقتها رغم انهم يُعرفون فى الحاضر بإسم شعراء الهايكو المستقل .
يظل الفرق بين الهوكو والهايكو مسألة إختيار ويمكن لمزيد من الدقة تصنيفهما الى هايكو تقليدى وهايكو حديث ..
يعود تاريخ الهايكو الحديث الى حركة ماسوا كاشيكى التجديدية التى ابتدأت عام 1892م. ، والتى ارست الهايكو كنوع من الشكل الشعرى المستقل.
لم تغير تجديدية شيكى اهم خصيصتان تقليديتان فى الهايكو وهى تقسيم السبعة عشر مقطعاً لفظياً الى ثلاثة مجموعات 5 و 7و5 لفظاً ووجوب تضمين تيمة المواسم ، التى تصف الموسم الذى قيلت اثناءه القصيدة..
وقد مضى كاوا ميغاشى هيكغوتو بتجديد شيكى ، حيث قدم ثلاث إقتراحات ، تمثلت اولا فى وجوب ان يكون الهايكو اكثر إخلاصاً للواقع اذا لم يكن فيه اى تشويق. ثانيا : اهمية الانطباع الاول للشاعر ، وان يظل كما هو حول موضوعات مستوحاة من الحياة اليومية ومن الوان محلية لِتعم روح النضارة والالق..
والهايكو قصيدة صغيرة يحاول عبرها شاعر الهايكو من خلال الفاظ بسيطة التعبير عن مشاعر جياشة أو أحاسيس عميقة يصف عبرها وبعفوية ماتراه العين الشاعرة من ابهة الطبيعة وسط فصولها الاربع وما ينعكس من ذلك على تفكر وتأمل الشاعر..
ليلى النيهوم
5/4/2006
ها يكو
لاسماء
ولا ارض
غير ان الثلج يهطل.
مشهد من الرائع رؤيته
المجرة
عبر ثقب في النافذة الورقية
إيسا : 1762-1826
اول صباح خريفي
المرآة التي حدقت فيها
أرتني وجه ابي
موراكامي كيجو :1865-1938
الرياح التي تعصف
إسألها
أي ورقة علي الشجرة
سيحين دورها
تاكاهاما كيوشي
لأجل الحب ولاجل الكره
سحقت عنكبوتا
وقدمته لنملة
ماوساكا شيكي :1867-1902
Thursday, April 20, 2006
موازنة اللغة في مواجهة تقلبات التاريخ
مجموعة مايكل اونداتجى الشعرية العاشرة " كتابة" عبارة عن حكايا مطرزة على سجادة حائط عتيقة فى صور مجاميع مشهدية وشخصيات غرائبية فى لا زمنيتها ، متناثرة فى خلفية طبيعية- خُرافية خادعة ، فلا أثر هنا لتكنولوجيا العولمة او الاستهلاكية الفجة التى عادة ما تصحبها عبر إنتشارها المتدرج ، مُزيحة فى طريقها الثقافات المحلية جانبا ، فى جريها المسعور المتوسع ابدا
تبدو القصائد للوهلة الاولى مُغرقة فى الخيال ، قُرى تعج بقاطعي حجارة ورُهبان يقتلعون سن بوذا ، وتماثيل تـُهرب عبر الساحل فى عبارات ، قد تكون كذلك لو ان من كتبها سائح متوهم مُلتبسة مُشاهداته ، ولكن اونداتجى هو من كتب ذلك فرغم ترعرعه فى لندن ، فقد ولِد لاسرة هندية هولندية من ما كانت تسمى فى السابق ( سيلان) وتسمى حاليا سريلانكا منذ عام 1977م ، ومن ذلك المكان استلهم اونداتجى كُل قصائده
فى قصائده يستعرض مقاربة صقيلة للتقلبات التاريخية الواسعة التغيرات التى تضع الحضارات واللغات فى مواجهة بعضها ، خارجة فى اندر الاحوال بنتائج سلمية
فى قصائد المجموعة توصيفات متكررة لعمليات إقتلاع النُصب المقدسة وتسريع تهريبها قبل وصول المزيد من حشود الغزاة ، وهى حالهم فى هذا القرن مثلما فى القرون العشرة الماضية ، حيث استمرت الايديولوجيات والديانات المختلفة فى التصارع المرير فى الجزيرة.
فقد تعرضت جزيرة (سيلان) سريلانكا وشبه القارة الهندية ، مثلها مثل العديد من اجزاء العالم لفتوحات وعصيانات مسلحة لا تـُحصى ، ونتيجة لكل ذلك عرفتا ايضا الكثير من الانزياحات الثقافية والتمازجات القادمة مع المدود المزلزلة عقب مرور الجيوش والقساوسة والمنجمين والمُحاسبين الذين يتبعون عادة هذه الجيوش عن كثب
نعيش فى الساحل القرونوسطي
جنوب ممالك المحاربين
في عصر الرياح الغابر
حين جروا كل شِيئ ورائهم
رهبان قدموا من الشمال
يخوضون حياض انهارنا
في السنة التى لم يأكل
فيها احد من اسماك البحر
وربما تـُضيق الكلمات التى تتكشف فى مجموعته الشعرية " كتابة " مساحة جغرافيا حيواتِ عاشت بأكملها فى نطاق نصف قطر القليل من الاميال ، برغم أمواج الثقافات العاتية التي ضربتهم . بيد ان عروقهم ضاربة عميقا في التاريخ , فى حين لايعرف الشخص منهم العالم فيما وراء القرية المجاورة أبداً , برغم ان الجزيرة كانت معروفة قديماً لدى رسامي الخرائط الإغريق والرومان ومن بعدهم الفرس والارمن والملاحون العرب
قد لا ترتحل حكمتهم التي احتفظوا بها دائماً ابعد من حدود قريتهم رغم تنقل بعضهم ، ولكنها تتجذر فىِ ظـُلمة القرون الوسطي ، وفى زجاج التاريخ المعتم حيث ينسحب الشاعر بذكاء من
حالة الكهانة وقراءة المستقبل ويلتزم بدلا عن ذلك بمحيط الحكي الاكثر رصانة ، واهباً شكره لما هو معروف وايضا للكيفية التى عُرف بها
لم اعد اضمن المستقبل
ولااعرف كيف ننتهى
ولا اين !
رغم ذلك اعرف قصة عن الخرائط
تفشل حالات وشروط العصرنة المُسلم بها فى مناطق العالم الغنية على نحو غير متوقع فى سياق المجموعة الشعرية . فجأة ينقطع التيار الكهربائى مُغرقا الغابة فى ظلامها الاصلى . ظلام رمزى يُبرز بريق الملابس التقليدية والمجوهرات والفخامة التى تـُميز سريلانكا ، ظلام يقدم العون لمستقبل متقلقل ورائع مثل الماضى حيث
السائر على الحبل المُعلق المشدود
من كارونيقالا
حيث اغلق المتمردون المولد الكهربائى
وقف هنا
مُتأرجحا فى الظلام فوقفا
يعرف اونداتجى جيدا سُبل التفانى ، سواء فى سبيل العائلة و الدين او العادات التى تـُغذى الحضارات ويستعملها لاجل توضيح رؤيته الخصبة والصادقة فى آن , هذه المجموعة الشعرية المفعمة بالغرائبية ، تعبير راق ٍ لقدرة اونداتجى على موازنة اللغة برقةٍ ودعةٍ فى مواجهة تقلبات التاريخ الزلقة ، الخطرة التى تخلق عوالم داخل عوالم
مايكل اونداتجى ، كاتب وشاعر كندي – سريلانكى ، اصبح مع السنوات من اكبر كُتاب
المستعمرات السابقة – الذين يكتبون بالانجليزية وتأكدت شهرته العالمية مع رواية
( المريض الانجليزى ) التى حاز بها على جائزة بوكر البريطانية ، وتحولت فيما بعد الي فيلم سينمائي حاز عدة جوائز اوسكار , له العديد من الروايات والمجموعات الشعرية مثل " بيلى الطفل – الاعمال الكاملة" و " بادي بولدن الاسطورة " وفى " إهاب الاسد و" موسيقى بلوز بادي بولدن "
تبدو القصائد للوهلة الاولى مُغرقة فى الخيال ، قُرى تعج بقاطعي حجارة ورُهبان يقتلعون سن بوذا ، وتماثيل تـُهرب عبر الساحل فى عبارات ، قد تكون كذلك لو ان من كتبها سائح متوهم مُلتبسة مُشاهداته ، ولكن اونداتجى هو من كتب ذلك فرغم ترعرعه فى لندن ، فقد ولِد لاسرة هندية هولندية من ما كانت تسمى فى السابق ( سيلان) وتسمى حاليا سريلانكا منذ عام 1977م ، ومن ذلك المكان استلهم اونداتجى كُل قصائده
فى قصائده يستعرض مقاربة صقيلة للتقلبات التاريخية الواسعة التغيرات التى تضع الحضارات واللغات فى مواجهة بعضها ، خارجة فى اندر الاحوال بنتائج سلمية
فى قصائد المجموعة توصيفات متكررة لعمليات إقتلاع النُصب المقدسة وتسريع تهريبها قبل وصول المزيد من حشود الغزاة ، وهى حالهم فى هذا القرن مثلما فى القرون العشرة الماضية ، حيث استمرت الايديولوجيات والديانات المختلفة فى التصارع المرير فى الجزيرة.
فقد تعرضت جزيرة (سيلان) سريلانكا وشبه القارة الهندية ، مثلها مثل العديد من اجزاء العالم لفتوحات وعصيانات مسلحة لا تـُحصى ، ونتيجة لكل ذلك عرفتا ايضا الكثير من الانزياحات الثقافية والتمازجات القادمة مع المدود المزلزلة عقب مرور الجيوش والقساوسة والمنجمين والمُحاسبين الذين يتبعون عادة هذه الجيوش عن كثب
نعيش فى الساحل القرونوسطي
جنوب ممالك المحاربين
في عصر الرياح الغابر
حين جروا كل شِيئ ورائهم
رهبان قدموا من الشمال
يخوضون حياض انهارنا
في السنة التى لم يأكل
فيها احد من اسماك البحر
وربما تـُضيق الكلمات التى تتكشف فى مجموعته الشعرية " كتابة " مساحة جغرافيا حيواتِ عاشت بأكملها فى نطاق نصف قطر القليل من الاميال ، برغم أمواج الثقافات العاتية التي ضربتهم . بيد ان عروقهم ضاربة عميقا في التاريخ , فى حين لايعرف الشخص منهم العالم فيما وراء القرية المجاورة أبداً , برغم ان الجزيرة كانت معروفة قديماً لدى رسامي الخرائط الإغريق والرومان ومن بعدهم الفرس والارمن والملاحون العرب
قد لا ترتحل حكمتهم التي احتفظوا بها دائماً ابعد من حدود قريتهم رغم تنقل بعضهم ، ولكنها تتجذر فىِ ظـُلمة القرون الوسطي ، وفى زجاج التاريخ المعتم حيث ينسحب الشاعر بذكاء من
حالة الكهانة وقراءة المستقبل ويلتزم بدلا عن ذلك بمحيط الحكي الاكثر رصانة ، واهباً شكره لما هو معروف وايضا للكيفية التى عُرف بها
لم اعد اضمن المستقبل
ولااعرف كيف ننتهى
ولا اين !
رغم ذلك اعرف قصة عن الخرائط
تفشل حالات وشروط العصرنة المُسلم بها فى مناطق العالم الغنية على نحو غير متوقع فى سياق المجموعة الشعرية . فجأة ينقطع التيار الكهربائى مُغرقا الغابة فى ظلامها الاصلى . ظلام رمزى يُبرز بريق الملابس التقليدية والمجوهرات والفخامة التى تـُميز سريلانكا ، ظلام يقدم العون لمستقبل متقلقل ورائع مثل الماضى حيث
السائر على الحبل المُعلق المشدود
من كارونيقالا
حيث اغلق المتمردون المولد الكهربائى
وقف هنا
مُتأرجحا فى الظلام فوقفا
يعرف اونداتجى جيدا سُبل التفانى ، سواء فى سبيل العائلة و الدين او العادات التى تـُغذى الحضارات ويستعملها لاجل توضيح رؤيته الخصبة والصادقة فى آن , هذه المجموعة الشعرية المفعمة بالغرائبية ، تعبير راق ٍ لقدرة اونداتجى على موازنة اللغة برقةٍ ودعةٍ فى مواجهة تقلبات التاريخ الزلقة ، الخطرة التى تخلق عوالم داخل عوالم
مايكل اونداتجى ، كاتب وشاعر كندي – سريلانكى ، اصبح مع السنوات من اكبر كُتاب
المستعمرات السابقة – الذين يكتبون بالانجليزية وتأكدت شهرته العالمية مع رواية
( المريض الانجليزى ) التى حاز بها على جائزة بوكر البريطانية ، وتحولت فيما بعد الي فيلم سينمائي حاز عدة جوائز اوسكار , له العديد من الروايات والمجموعات الشعرية مثل " بيلى الطفل – الاعمال الكاملة" و " بادي بولدن الاسطورة " وفى " إهاب الاسد و" موسيقى بلوز بادي بولدن "
Wednesday, April 19, 2006
الاستماع الى تأبينات بلغة لاتفهمها
تخيل مطر يقرأ لغة برايل
من على صفحات أوراق الشجر
أو الريح تهمس
من على صفحات أوراق الشجر
أو الريح تهمس
بكلام لحجر
تلك سيميائيات أسى
ألسنة على طرف الريح
أيدي ستكون أيدي
تلوح بالرايات
تلوح بالرايات
أذرع مثل شال مجموع
كساء من سحب
يعصف في أذن طير
كل شيء يتكلم
يعصف في أذن طير
كل شيء يتكلم
وهي امرأة مكتسية بالسواد
قلادة الليل هي
قلادة الليل هي
ثكلها لغة
جمانة مصقولة
تكظمها في يدك منذ أيام
شعر: جون م. فالنتاين
ترجمة : ليلى النيهوم
تكظمها في يدك منذ أيام
شعر: جون م. فالنتاين
ترجمة : ليلى النيهوم
Sunday, March 05, 2006
زقاق الهشيم - تفاصيل روائية
قيل أن كتابة رواية هي رحلة في عمق المجهول ,رحلة طويلة ومضنية يمضيها الكاتب وحده ضائع في متاهة شخصيات تتمرد على مختلقها وتختار طرقها لوحدها مستعبدة قلمه ومتحكمة في قدرها الخاص.وهي هواية المتوحدين, الذين يمنحون أنفسهم لنداء الورق وإلحاح الحبر وسطوة الخيال.وهي صنعة الذين يتمتعون بسعة البال والقدرة على الاختفاء لوقت طويل عن المرح واللهو والتأنق والأهل والصحب والخلان والقيل والقال.
وايضا الرواية نوع من الحفر والتأسيس والتشريح الجسدي والنفسي وتصميم الأزياء وهندسة الديكور والجغرافيا والتاريخ بل والدراية بكل العلوم الممكنة , وبكل تأكيد الدراية بالحياة والانتباه للتفاصيل حتى العابر منها .
الروائي إنسان يقظ متحفز للآخرين والأمكنة والزمان حتى وان كان غير متيقظ لنفسه.
حول هذا وخلافا له تتحدث الروائية الأمريكية جاكلين ميتشارد صاحبة العديد من الروايات والمجموعات القصصية وكتب الأطفال لمجلة ذاريتر : -الكاتب- التي تعني بشئون الكتابة وتعتبر منهلا للكتاب الغربيين.
حازت ة جاكلين ميتشارد- صاحبة افضل الروايات مبيعا - الشهرة والثروة , ولكن هذا كله لم يجعل شخصياتها تتصرف بلياقة عن ذي قبل كما تقول مازحة ا ن شخصياتها تخذلها ولا تأخذها في رحلات رائعة مثلما تفعل شخصيات أصدقاءها الكتاب الآخرون , تضيف مازحة أن شخصياتها كسولة , نهمة, ما ان اترك حاسوبي حتى تخرج المشروبات ورقائق الذرة وتلتهم كل ماتجده إمامها ,و عندما أعود أجدها في حال سيئ لاهية صاخبة , لذلك افرض عليها جدول عمل صارم مثل الذي افرضه على نفسي.
صدرت رواية ميتشارد الأولى : طرف المحيط العميق عام 1996ف عندما كانت في الأربعين من عمرها , ووصلت حينها الى المرتبة الأولى في مختارات نادي أوبرا وبنفري للكتب وتحولت لاحقا الى شريط سينمائي.
أخر إعمالها الروائية : زقاق الهشيم . وهي رواية تحكي انهيار اسرة صحفية كاتبة عمود نصائح بعد أصابتها بتصلب شرايين مضاعف.
تعيش ميتشارد وهي أم لست أبناء تتراوح أعمارهم بين سنتين وعشرين عاما في ماديسون في ولاية ويسكونسين.
تحكي ميتشارد عن قصتها مع الكتابة وكيف تكتب في خمس نقاط اختصرت فيها تجربتها الروائية بادئة بماذا : تقول لأن هذا ما أجيد فعله , فلو كنت أحسن الغناء لكنت أصبحت مغنية . تضيف إن الناس تتعلم من خلال القصص أكثر مما لو حاولت إن تشرح لهم ببساطة ما تعتقد انه حقيقة كونية. ولذلك لماذا رغم انني لست متدينة تماما فقد قرأت الأنجيل مرتين بتعمق.
وتقول في شرحها لأهمية الأفكار لنسج رواية ان كل رواية تبدأ بسؤال, ماذا لو ان امرأة عملها تقديم النصائح للأخرين وخلال كل الوقت , وبدون ان تدري اصبحت حياتها مثل الرسائل التي تتلقاها ؟ او ماذا لو ان طفلة شاهدت جريمة تمس أسرتها , وكان والديها قادرين على الصفح عن المجرم ورفضت هي ؟ لذا فأنها دائما تبدأ بسؤال وتكون الرواية هي الإجابة وإنها وجدت حسب قولها ان" اللحظة عندما يتغير كل شيئ للأفضل اوللأسو أ" كما قال احدهم يوما , عندها اكون عثرت على قصتي .
في تحليلها لكيف تكتب تصل ميتشارد الى الشخصيات , فتقول ان اجمل ماقاله النقاد عن كتبي ان شخصياتي حية وتتنفس كأشخاص عرفتهم , فهي ليست جواسيس او عملاء مخابرات او خبراء جنائيين . شخصياتي هم جيرانكم : الذين تلمحهم خلف النافذة المضاءة حين تمر في الليل – تلك رواية , وفيها تحدث الأشياء دراميا بطريقة لا يمكنك تصديقها لو كنت ذبابة على الجدار. انا اكتب عن اناس عاديون لأن حياتهم تشدني , وايضا لأنني واحدة منهم ايضا , فأنا ابنة سباك من الجانب الغربي من شيكاغو لا حسب ولانسب.
وتتحدث جاكلين عن البحث وهو أهم جانب بل هو البنية التحتية للرواية التي تسعي لمراتب متميزة في سباق الجودة والفرادة وقلوب القراء والتاريخ ايضا.
تقول: انا مولعة بالبحث . والنثر عالم غير مرئي ,ولكنه عالم حقيقي , ويجب ان يكون فيه نوافذ وخزانات و وبناطيل "بلو جينز" ويجب ان يكون مقاسها مناسبا . يجب ان تعرفوا ماهو طول االشخصية مثلا وماهي الموسيقى التي تستمع لها وعلى أي جانب من الفراش تنام ولماذا . لا استطيع ان اقول فقط في "زقاق الهشيم" , "ان غاب يعاني من صعوبة في التعلم , يالله ان الاولاد الاخرين عايروه بذلك", بل يجب ان اعرف تحديدا أي نوع من هذا النقص وكيف يؤثر فيه في كل مستوى تعليمي , حتى لو لم استعمل كل المعلومات التي توصلت اليها في بحثي . البحث اشبه بأن يكون لديك حليب مجفف اثناء عاصفة ثلجية – اذا احتجته , تجده هناك , ويمكنك حتى ان ترسم عليه.
وتضيف ان كل رواية كتبتها كان لها مخزونها المحفوظ من ابحاث ,كأنها في خزان محكم يجب ان يوجد لدى أي كاتب رواية جدير بكونه روائي حقيقي يغرف منه متى يشاء. وتوضح انه عندما يصل منسوب خزانها البحثي الى ثلاث ارباعه تعرف انها مستعدة عندها للشروع في كتابة الرواية.
ومن اهم نصائحها لمن يرغب في كتابة رواية جيدة ان يقرأ كتبه المفضلة مرارا وتكرارا ومحاولة نسخها , ولايعني هذا نسخها بمعني الكلمة انما كما في حالتها كانت تمضي تحاكي اسلوب ترومان المتلخص في : كلمة-واحدة-ستكون – مناسبة –اذا-كانت-اسلوبيا-الكلمة –المناسبة.وبهذا فقد وصف لها ماتعنيه رشاقة الأسلوب. وقد نسخت ونسخت اسلوبه واسلوب اخرين يعجبونها , حتي وجدت اسلوبها الخاص.وتقول انها تعرف ان لدى العديد من الناس قصصا رائعة في جعبتهم . ولكنهم لايجلسون لتدوينها لأنهم لايعرفون من اين يبتدأوا . تقول ناصحة عليهم ان يبدأوا ب : "كان يا ما كان" ثم يعودون لاحقا ليجدوا اين الرواية ابتدأت فعلا
.
وايضا الرواية نوع من الحفر والتأسيس والتشريح الجسدي والنفسي وتصميم الأزياء وهندسة الديكور والجغرافيا والتاريخ بل والدراية بكل العلوم الممكنة , وبكل تأكيد الدراية بالحياة والانتباه للتفاصيل حتى العابر منها .
الروائي إنسان يقظ متحفز للآخرين والأمكنة والزمان حتى وان كان غير متيقظ لنفسه.
حول هذا وخلافا له تتحدث الروائية الأمريكية جاكلين ميتشارد صاحبة العديد من الروايات والمجموعات القصصية وكتب الأطفال لمجلة ذاريتر : -الكاتب- التي تعني بشئون الكتابة وتعتبر منهلا للكتاب الغربيين.
حازت ة جاكلين ميتشارد- صاحبة افضل الروايات مبيعا - الشهرة والثروة , ولكن هذا كله لم يجعل شخصياتها تتصرف بلياقة عن ذي قبل كما تقول مازحة ا ن شخصياتها تخذلها ولا تأخذها في رحلات رائعة مثلما تفعل شخصيات أصدقاءها الكتاب الآخرون , تضيف مازحة أن شخصياتها كسولة , نهمة, ما ان اترك حاسوبي حتى تخرج المشروبات ورقائق الذرة وتلتهم كل ماتجده إمامها ,و عندما أعود أجدها في حال سيئ لاهية صاخبة , لذلك افرض عليها جدول عمل صارم مثل الذي افرضه على نفسي.
صدرت رواية ميتشارد الأولى : طرف المحيط العميق عام 1996ف عندما كانت في الأربعين من عمرها , ووصلت حينها الى المرتبة الأولى في مختارات نادي أوبرا وبنفري للكتب وتحولت لاحقا الى شريط سينمائي.
أخر إعمالها الروائية : زقاق الهشيم . وهي رواية تحكي انهيار اسرة صحفية كاتبة عمود نصائح بعد أصابتها بتصلب شرايين مضاعف.
تعيش ميتشارد وهي أم لست أبناء تتراوح أعمارهم بين سنتين وعشرين عاما في ماديسون في ولاية ويسكونسين.
تحكي ميتشارد عن قصتها مع الكتابة وكيف تكتب في خمس نقاط اختصرت فيها تجربتها الروائية بادئة بماذا : تقول لأن هذا ما أجيد فعله , فلو كنت أحسن الغناء لكنت أصبحت مغنية . تضيف إن الناس تتعلم من خلال القصص أكثر مما لو حاولت إن تشرح لهم ببساطة ما تعتقد انه حقيقة كونية. ولذلك لماذا رغم انني لست متدينة تماما فقد قرأت الأنجيل مرتين بتعمق.
وتقول في شرحها لأهمية الأفكار لنسج رواية ان كل رواية تبدأ بسؤال, ماذا لو ان امرأة عملها تقديم النصائح للأخرين وخلال كل الوقت , وبدون ان تدري اصبحت حياتها مثل الرسائل التي تتلقاها ؟ او ماذا لو ان طفلة شاهدت جريمة تمس أسرتها , وكان والديها قادرين على الصفح عن المجرم ورفضت هي ؟ لذا فأنها دائما تبدأ بسؤال وتكون الرواية هي الإجابة وإنها وجدت حسب قولها ان" اللحظة عندما يتغير كل شيئ للأفضل اوللأسو أ" كما قال احدهم يوما , عندها اكون عثرت على قصتي .
في تحليلها لكيف تكتب تصل ميتشارد الى الشخصيات , فتقول ان اجمل ماقاله النقاد عن كتبي ان شخصياتي حية وتتنفس كأشخاص عرفتهم , فهي ليست جواسيس او عملاء مخابرات او خبراء جنائيين . شخصياتي هم جيرانكم : الذين تلمحهم خلف النافذة المضاءة حين تمر في الليل – تلك رواية , وفيها تحدث الأشياء دراميا بطريقة لا يمكنك تصديقها لو كنت ذبابة على الجدار. انا اكتب عن اناس عاديون لأن حياتهم تشدني , وايضا لأنني واحدة منهم ايضا , فأنا ابنة سباك من الجانب الغربي من شيكاغو لا حسب ولانسب.
وتتحدث جاكلين عن البحث وهو أهم جانب بل هو البنية التحتية للرواية التي تسعي لمراتب متميزة في سباق الجودة والفرادة وقلوب القراء والتاريخ ايضا.
تقول: انا مولعة بالبحث . والنثر عالم غير مرئي ,ولكنه عالم حقيقي , ويجب ان يكون فيه نوافذ وخزانات و وبناطيل "بلو جينز" ويجب ان يكون مقاسها مناسبا . يجب ان تعرفوا ماهو طول االشخصية مثلا وماهي الموسيقى التي تستمع لها وعلى أي جانب من الفراش تنام ولماذا . لا استطيع ان اقول فقط في "زقاق الهشيم" , "ان غاب يعاني من صعوبة في التعلم , يالله ان الاولاد الاخرين عايروه بذلك", بل يجب ان اعرف تحديدا أي نوع من هذا النقص وكيف يؤثر فيه في كل مستوى تعليمي , حتى لو لم استعمل كل المعلومات التي توصلت اليها في بحثي . البحث اشبه بأن يكون لديك حليب مجفف اثناء عاصفة ثلجية – اذا احتجته , تجده هناك , ويمكنك حتى ان ترسم عليه.
وتضيف ان كل رواية كتبتها كان لها مخزونها المحفوظ من ابحاث ,كأنها في خزان محكم يجب ان يوجد لدى أي كاتب رواية جدير بكونه روائي حقيقي يغرف منه متى يشاء. وتوضح انه عندما يصل منسوب خزانها البحثي الى ثلاث ارباعه تعرف انها مستعدة عندها للشروع في كتابة الرواية.
ومن اهم نصائحها لمن يرغب في كتابة رواية جيدة ان يقرأ كتبه المفضلة مرارا وتكرارا ومحاولة نسخها , ولايعني هذا نسخها بمعني الكلمة انما كما في حالتها كانت تمضي تحاكي اسلوب ترومان المتلخص في : كلمة-واحدة-ستكون – مناسبة –اذا-كانت-اسلوبيا-الكلمة –المناسبة.وبهذا فقد وصف لها ماتعنيه رشاقة الأسلوب. وقد نسخت ونسخت اسلوبه واسلوب اخرين يعجبونها , حتي وجدت اسلوبها الخاص.وتقول انها تعرف ان لدى العديد من الناس قصصا رائعة في جعبتهم . ولكنهم لايجلسون لتدوينها لأنهم لايعرفون من اين يبتدأوا . تقول ناصحة عليهم ان يبدأوا ب : "كان يا ما كان" ثم يعودون لاحقا ليجدوا اين الرواية ابتدأت فعلا
.
Saturday, January 21, 2006
صور مجموعة الكتاب العالميين في برنامج الكتابة العالمية Iowa IWWبجامعة آيوا خريف 2005
صورة الدفعة 38 في برنامج الكتابة العالمي الذي انعقد في جامعة آيوا بالولايات المتحدة الأمريكية وكانت مشاركتي ضمنه اول مشاركة لكاتب ليبي على الإطلاق عبر السنوات الثماني والثلاثون من عمر البرنامج الذي استحدث عام 1967 ومن ثم اعتمد وبعد سنوات عديدة كتقليد جديد في الجامعات الأمريكية ثم انتشر في اوروبا وان كان بشكل محدود وتعد جامعة آيوا من اعرق الجامعات الأمريكية بل الأولي في الزخم الثقافي وتعرف بكونها ملتقى وقبلة للكتاب والشعراء والروائيين ، وقد ضمت دفعتي 38كاتب وكاتبة من افريقيا واسيا واوروبا وامريكا اللاتينية واستراليا ، وكان برنامجا رائعا امتد لفترة فصل دراسي كامل كنا فيه كتاب زائرون شاركنا في مناشط الجامعة والقينا محاضرات عن بلداننا وقرأنا اعمالنا في امسيات مختلفة وتفاعلنا فيما بيننا ثقافيا وقمنا بحلقات نقاش ادبية في مكتبة مدينة آيوا العامة وزرنا العديد من المدن الأمريكية ورجعنا الى بلداننا محملين بذكريات حلوة وصداقات رائعة وعلاقات نشر وناشرين والأهم عدنا بلقب الزمالة الفخرية في الكتابة من برنامج الكتابة الإبداعية ومن جامعة آيوا
المزيد ماكتب حول اصبوحة الكتاب العالميين في متحف هيرشهورن بواشنطن :
INTERNATIONAL WRITERS OFFER WORK SAMPLES TO WASHINGTON
AUDIENCE
AUDIENCE
By Michael Jay Friedman
Washington File Staff Writer
Washington File Staff Writer
Washington -- Writers from Tanzania,
Syria, Vietnam, Libya and Sri
Lanka read selections from their
works at Washington’s Hirshhorn
Museum on November 18.
The five are participants in the International
Writing Program (IWP),
at the University of Iowa and their
readings were supported by the
Department of State’s Bureau of
Educational and Cultural Programs
(ECA).
Described by Program Director
Christopher Merrill as a "United
Nations of writers," IWP since
1967 has brought more than
1,000 established and emerging
poets, fiction writers, dramatists,
and nonfiction writers from more
than 115 countries to the University
of Iowa campus at Iowa City,
Iowa. Participants take part in university
life, give and attend readings
and talks and meet with
American writers.
ECA is a major source of funding
for the program and supported 10
writers’ participation in the fall
2005 semester. ECA also plans to
bring those authors to Paros,
Greece, for a weeklong colloquium
with five American writers.
The November 18 readings were
organized around the phrase
"Don’t Be Afraid," which is also
the theme of a major work by the
artist Jim Hodges that currently is
featured at the Hirshhorn, the
Smithsonian Institution’s museum
of international modern and contemporary
art.
Hodges invited more than 90
United Nations delegates to write
the phrase "don't be afraid," in
their respective national languages,
on a billboard. The billboard is affixed
to the outside of the
Hirshhorn and is prominently visible
along Independence Avenue,
the major thoroughfare that
runs along the museum.
The five writers taking part in
the reading were:
Yvone Owour Adhiambo, of
Tanzania, a native of Kenya.
She is the author of several
plays, a winner of the 2003
Caine Prize for African Writing
and the executive director of
the Zanzibar International Film
Festival.
Van Cam Hai of Vietnam has
published widely in both Vietnamese
and American publications
and is an awardwinning
documentary filmmaker.
Ameena Hussein of Sri Lanka
has published two short-story
collections and founded a
publishing house featuring the
works of Sri Lankan writers.
She edits a journal that explores
issues of violence, governance and
development. She also is a consultant
for several human-rights
nongovernmental organizations.
Laila Neihoum is the first Libyan
author to participate in the IWP.
She edits and contributes to a
number of Libyan journals and
newspapers and has published a
short-story collection and compiled
a collection of poems by young
Libyans.
Nihad Sirees, a civil engineer from
Aleppo, Syria, is among his nation’s
leading novelists and screenwriters.
He is the author of several
novels and internationally distributed
television screenplays.
A Department of State grant permitted
the five writers to travel to
Washington for the readings.
Daniel Schuman, chief of ECA’s
cultural division, said of the event,
"We wanted to share the voices of
these important writers with an
American audience."
Syria, Vietnam, Libya and Sri
Lanka read selections from their
works at Washington’s Hirshhorn
Museum on November 18.
The five are participants in the International
Writing Program (IWP),
at the University of Iowa and their
readings were supported by the
Department of State’s Bureau of
Educational and Cultural Programs
(ECA).
Described by Program Director
Christopher Merrill as a "United
Nations of writers," IWP since
1967 has brought more than
1,000 established and emerging
poets, fiction writers, dramatists,
and nonfiction writers from more
than 115 countries to the University
of Iowa campus at Iowa City,
Iowa. Participants take part in university
life, give and attend readings
and talks and meet with
American writers.
ECA is a major source of funding
for the program and supported 10
writers’ participation in the fall
2005 semester. ECA also plans to
bring those authors to Paros,
Greece, for a weeklong colloquium
with five American writers.
The November 18 readings were
organized around the phrase
"Don’t Be Afraid," which is also
the theme of a major work by the
artist Jim Hodges that currently is
featured at the Hirshhorn, the
Smithsonian Institution’s museum
of international modern and contemporary
art.
Hodges invited more than 90
United Nations delegates to write
the phrase "don't be afraid," in
their respective national languages,
on a billboard. The billboard is affixed
to the outside of the
Hirshhorn and is prominently visible
along Independence Avenue,
the major thoroughfare that
runs along the museum.
The five writers taking part in
the reading were:
Yvone Owour Adhiambo, of
Tanzania, a native of Kenya.
She is the author of several
plays, a winner of the 2003
Caine Prize for African Writing
and the executive director of
the Zanzibar International Film
Festival.
Van Cam Hai of Vietnam has
published widely in both Vietnamese
and American publications
and is an awardwinning
documentary filmmaker.
Ameena Hussein of Sri Lanka
has published two short-story
collections and founded a
publishing house featuring the
works of Sri Lankan writers.
She edits a journal that explores
issues of violence, governance and
development. She also is a consultant
for several human-rights
nongovernmental organizations.
Laila Neihoum is the first Libyan
author to participate in the IWP.
She edits and contributes to a
number of Libyan journals and
newspapers and has published a
short-story collection and compiled
a collection of poems by young
Libyans.
Nihad Sirees, a civil engineer from
Aleppo, Syria, is among his nation’s
leading novelists and screenwriters.
He is the author of several
novels and internationally distributed
television screenplays.
A Department of State grant permitted
the five writers to travel to
Washington for the readings.
Daniel Schuman, chief of ECA’s
cultural division, said of the event,
"We wanted to share the voices of
these important writers with an
American audience."
قراءة في رواية دافنشي كود
"عقدة " شيفرة دافنشي
السؤال الذي يطرح نفسه بشدة : ماهي الرواية بالتحديد اليوم وماهو دورها كصنف ادبي يغرف من المخيلة ومن الواقع معا ؟ لنقل اننا قد نصل الأن الى اقتناع ان ثمة دورا اخر قد تلعبه الرواية غير ان تحكي قصة طويلة مليئة بالشخصيات والمفارقات وحبكة مثيرة ومكان وزمان وخيال جامح ومواعظ ودروس ؟ يبدو ان ثمة دورا خفيا احيانا حتى على المؤلف ذاته واعني بذلك الروائي الذي قد تجره روايته من تلابيب قلمه تملي عليه مجرياتها او تتمرد عليه لتخلق سياقها الخاص اولنقل من جانب اخر ثمة ايضا كاتب متقصد لم يجلس ليكتب رواياته الأ بعد سنة او سنوات ابحاث مضنية في بطون امهات المتب المنسية عمدا في دهاليز سرية وفي مكتبات لايؤمها الأ خاصة الناس , وكذلك في البحث الدقيق المتقدم والمدفوع سلفا في أليات البحث الألكترونية الدقيقة , فُكتاب هذه الروايات المدروسة ليسوا بالتواضع الكافي كي يجلسوا امام لوحة المفاتيح ليرقنوا روايات بسيطة وساذجة، فالروائي الطموح جدا ينسج كساء لشخصيات درسها مسبقا وعلمها المشي والنطق وفق منهجه الخاص ودربها ايضا لتسرد قصة من خلالها يمرر للقراء بختلف مشاربهم معلومات موجودة ولكن غير متاحة , معلومات يهمس بها فقط ، من شأنها ان تخلق نوعا من البلبلة والتشكيك والأستنكار كما من شأنها ان تزعزع المفاهيم السائدة عند البعض وتعززها عند البعض الأخر، وتعطي للعقل مساحة جديدة للتفكير او في افل الأحوال تزرع الشكوكية في عقول شغوفة بالشك. هذا ماقد يتنامي في الذهن عند قراءة رواية تشكيكية مثيرة للجدل مثل رواية شفرة دافنشي او دافنشي كود للروائي الأمريكي دان براون الذي اصبح بين شفرة وسواها اشهر من لوحة الموناليزا .
لقد سئل دان براون كيف جاءته فكرة الرواية فقال:
قد كانت فكرة هذه الرواية بالذات ما تنفك تطرق بابي مرارا حتي فتحته لها,وقد عرفت لأول مرة بوجود اسرار مخفية في لوحات الرسام الأيطالي الأشهر ليوناردو دافنشي عندما كنت ادرس تاريخ الفن في جامعة اشبيلية بأسبانيا. بعد عدة سنوات صادفني نفس الموضوع في كتب حول الغاز دافنشي اثناء انهماكي في ابحاث لروايتي " ملائكة وشياطين" و " محفوظات الفاتيكان السرية" لهذا رتبت زيارة لمتحف اللوفرحيث كنت محظوظا كفاية بمشاهدة اصول اهم واشهر لوحات دافنشي واتيحت لي الفرصة بالتدقيق فيها وتدارسها مع مؤرخ غني امدني بفهم افضل لغوامض هذه التحف الفنية. منذاك الوقت ولاحقا اصبحت ممسوسا بهذه الموضوعة الروائية فأمضيت عاما كاملا في الأبحاث وتجميع المعلومات قبل ان اكتب الرواية
ويضيف موضحا ان نجاح الرواية الساحق اذهله , لقد عمل عليها بجد متناه وبالفعل توقع ان يستمتع القراء بها, ولكنه لم يتخيل قط ان يستمتع بها كل هذا الجمهور العريض من القراء فقد كتب الرواية اساسا وعبر مجموعة من الشخصيات الروائية لتتحرى افكار يجدها بشكل شخصي مثيرة , ثم ثبت ان هذا النظريات تلاقي صداها لدى عدد لايستهان به من الناس.
وقد ثار جدل ولغط كبير حول هذا الرواية وخرجت من بعدها روايات وكتب تفند ماجاء فيها والكثير من الدراسات النقدية والمقالات التي احصت حتى انفاس دان براون اثناء كتابتها وتقدم كتاب وروائيون وبحاث ببراهين يتهمون وفقها المؤلف بسرقة اجزاء من اعمالهم دون الأشارة اليهم وتجميعها معا في كولاج روائي مموه بذكاء الأحاجي والألغاز التي دوخت ابطال الرواية في لهاثهم ورائها من بلد الى اخر. كما اثارت الرواية ايضا حفيظة الأوساط الدينية الكاثوليكية وعلماء اللاهوت واليهود والإيطاليون وعلماء الفلك والفاتيكان والمعماريون والقائمة تطول. نشطت الرواية ايضا حلقات النقاش في غرف المحادثة والمنتديات الألكترونية في الأنترنت , فأن تطلب مثلا :da vinci code او dan brown من google سيأتيك بمالا علم لك به من قبل من معلومات لو شئت التعمق فيها لتطلب منك وقتا طويلا , ستجد الكثير عن الغريل ومريم المجدلية الزوجة المزعومة في الرواية للسيد المسيح وسلالتهما المقدسة السرية الى يومنا هذا وعن دافنشي والاعيبه وسخرياته التي لازالت تقهقه عبر القرون وتطل خالدة تسخر من الجميع في لوحات الموناليزا او انا دافنشي كما تزعم اخر الدراسات التحليلية وايضا امونوايزا : امون وايزيس الفرعونيين , كما ستقودك آليات البحث لو كنت على درجة عالية من الفضول الثقافي والعلمي الى مواقع تشترط ان تكون قرأت الرواية لتدخلك في اسئلة تختبر من خلالها مدى قدراتك الأستيعابية للكم الهائل من المعلومات والأحاجي والألغاز ومتحف اللوفر وعدد ممراته والرموز والشخصيلت الخفية في لوحة العشاء الأخير وشيفرات دافنشي ومتوالية فيوباتشي وطقوس بيوس غاموس والأوبوس داي واسماء بعض الكواكب ومواقعها ودلالالتها في الفقه الفلكي والمعاني والأشارات الخفية المدسوسة في الرواية نقسها وستجد متعة لاتضاهي وانت تقبل بهذا التحدي. كما يمكنك الدخول الى لعبة الكترونية تتحدى ايضا ذكاءك وشجاعتك وتوغل بك الى متاهات كانت لارا كروفت لتفر فزعة منها , مشاهد وادوات تعذيب ذاتي اشتهرت به احدى الجماعات الدينية التي تجد خلاصها في الألم , وكذلك تمضي بك اللعبة الى كهوف وحجرات صخرية اسفل كنائس قديمة بنيت فوق معابد غابرة كانت تقدس الأنثى المقدسة في اشارة الى امومية المجتمعات الأنسانية الإوالية , ورسوميات شفيفة لشيفرات قديمة مخفية وسط ركامات هائلة من الخداع البصري عليك ان توقض عينك وتدربها وتكيفها سريعا لتكتشفها لتنطلق بعدا الى مرحلة اصعب في اللعبة.
عالم كبير شديد الحراك والمتعة الذهنية والبصرية نمى في ظل محض رواية ! ولكن كيف تأتى لدان براون كتابة مثل هذه الرواية ؟ كيف امكنه ان يطعم كل هذه المعلمات الكثيرة في روايته دون ان يفقده تماسها وترابطها؟
يقول دان براون
السؤال الذي يطرح نفسه بشدة : ماهي الرواية بالتحديد اليوم وماهو دورها كصنف ادبي يغرف من المخيلة ومن الواقع معا ؟ لنقل اننا قد نصل الأن الى اقتناع ان ثمة دورا اخر قد تلعبه الرواية غير ان تحكي قصة طويلة مليئة بالشخصيات والمفارقات وحبكة مثيرة ومكان وزمان وخيال جامح ومواعظ ودروس ؟ يبدو ان ثمة دورا خفيا احيانا حتى على المؤلف ذاته واعني بذلك الروائي الذي قد تجره روايته من تلابيب قلمه تملي عليه مجرياتها او تتمرد عليه لتخلق سياقها الخاص اولنقل من جانب اخر ثمة ايضا كاتب متقصد لم يجلس ليكتب رواياته الأ بعد سنة او سنوات ابحاث مضنية في بطون امهات المتب المنسية عمدا في دهاليز سرية وفي مكتبات لايؤمها الأ خاصة الناس , وكذلك في البحث الدقيق المتقدم والمدفوع سلفا في أليات البحث الألكترونية الدقيقة , فُكتاب هذه الروايات المدروسة ليسوا بالتواضع الكافي كي يجلسوا امام لوحة المفاتيح ليرقنوا روايات بسيطة وساذجة، فالروائي الطموح جدا ينسج كساء لشخصيات درسها مسبقا وعلمها المشي والنطق وفق منهجه الخاص ودربها ايضا لتسرد قصة من خلالها يمرر للقراء بختلف مشاربهم معلومات موجودة ولكن غير متاحة , معلومات يهمس بها فقط ، من شأنها ان تخلق نوعا من البلبلة والتشكيك والأستنكار كما من شأنها ان تزعزع المفاهيم السائدة عند البعض وتعززها عند البعض الأخر، وتعطي للعقل مساحة جديدة للتفكير او في افل الأحوال تزرع الشكوكية في عقول شغوفة بالشك. هذا ماقد يتنامي في الذهن عند قراءة رواية تشكيكية مثيرة للجدل مثل رواية شفرة دافنشي او دافنشي كود للروائي الأمريكي دان براون الذي اصبح بين شفرة وسواها اشهر من لوحة الموناليزا .
لقد سئل دان براون كيف جاءته فكرة الرواية فقال:
قد كانت فكرة هذه الرواية بالذات ما تنفك تطرق بابي مرارا حتي فتحته لها,وقد عرفت لأول مرة بوجود اسرار مخفية في لوحات الرسام الأيطالي الأشهر ليوناردو دافنشي عندما كنت ادرس تاريخ الفن في جامعة اشبيلية بأسبانيا. بعد عدة سنوات صادفني نفس الموضوع في كتب حول الغاز دافنشي اثناء انهماكي في ابحاث لروايتي " ملائكة وشياطين" و " محفوظات الفاتيكان السرية" لهذا رتبت زيارة لمتحف اللوفرحيث كنت محظوظا كفاية بمشاهدة اصول اهم واشهر لوحات دافنشي واتيحت لي الفرصة بالتدقيق فيها وتدارسها مع مؤرخ غني امدني بفهم افضل لغوامض هذه التحف الفنية. منذاك الوقت ولاحقا اصبحت ممسوسا بهذه الموضوعة الروائية فأمضيت عاما كاملا في الأبحاث وتجميع المعلومات قبل ان اكتب الرواية
ويضيف موضحا ان نجاح الرواية الساحق اذهله , لقد عمل عليها بجد متناه وبالفعل توقع ان يستمتع القراء بها, ولكنه لم يتخيل قط ان يستمتع بها كل هذا الجمهور العريض من القراء فقد كتب الرواية اساسا وعبر مجموعة من الشخصيات الروائية لتتحرى افكار يجدها بشكل شخصي مثيرة , ثم ثبت ان هذا النظريات تلاقي صداها لدى عدد لايستهان به من الناس.
وقد ثار جدل ولغط كبير حول هذا الرواية وخرجت من بعدها روايات وكتب تفند ماجاء فيها والكثير من الدراسات النقدية والمقالات التي احصت حتى انفاس دان براون اثناء كتابتها وتقدم كتاب وروائيون وبحاث ببراهين يتهمون وفقها المؤلف بسرقة اجزاء من اعمالهم دون الأشارة اليهم وتجميعها معا في كولاج روائي مموه بذكاء الأحاجي والألغاز التي دوخت ابطال الرواية في لهاثهم ورائها من بلد الى اخر. كما اثارت الرواية ايضا حفيظة الأوساط الدينية الكاثوليكية وعلماء اللاهوت واليهود والإيطاليون وعلماء الفلك والفاتيكان والمعماريون والقائمة تطول. نشطت الرواية ايضا حلقات النقاش في غرف المحادثة والمنتديات الألكترونية في الأنترنت , فأن تطلب مثلا :da vinci code او dan brown من google سيأتيك بمالا علم لك به من قبل من معلومات لو شئت التعمق فيها لتطلب منك وقتا طويلا , ستجد الكثير عن الغريل ومريم المجدلية الزوجة المزعومة في الرواية للسيد المسيح وسلالتهما المقدسة السرية الى يومنا هذا وعن دافنشي والاعيبه وسخرياته التي لازالت تقهقه عبر القرون وتطل خالدة تسخر من الجميع في لوحات الموناليزا او انا دافنشي كما تزعم اخر الدراسات التحليلية وايضا امونوايزا : امون وايزيس الفرعونيين , كما ستقودك آليات البحث لو كنت على درجة عالية من الفضول الثقافي والعلمي الى مواقع تشترط ان تكون قرأت الرواية لتدخلك في اسئلة تختبر من خلالها مدى قدراتك الأستيعابية للكم الهائل من المعلومات والأحاجي والألغاز ومتحف اللوفر وعدد ممراته والرموز والشخصيلت الخفية في لوحة العشاء الأخير وشيفرات دافنشي ومتوالية فيوباتشي وطقوس بيوس غاموس والأوبوس داي واسماء بعض الكواكب ومواقعها ودلالالتها في الفقه الفلكي والمعاني والأشارات الخفية المدسوسة في الرواية نقسها وستجد متعة لاتضاهي وانت تقبل بهذا التحدي. كما يمكنك الدخول الى لعبة الكترونية تتحدى ايضا ذكاءك وشجاعتك وتوغل بك الى متاهات كانت لارا كروفت لتفر فزعة منها , مشاهد وادوات تعذيب ذاتي اشتهرت به احدى الجماعات الدينية التي تجد خلاصها في الألم , وكذلك تمضي بك اللعبة الى كهوف وحجرات صخرية اسفل كنائس قديمة بنيت فوق معابد غابرة كانت تقدس الأنثى المقدسة في اشارة الى امومية المجتمعات الأنسانية الإوالية , ورسوميات شفيفة لشيفرات قديمة مخفية وسط ركامات هائلة من الخداع البصري عليك ان توقض عينك وتدربها وتكيفها سريعا لتكتشفها لتنطلق بعدا الى مرحلة اصعب في اللعبة.
عالم كبير شديد الحراك والمتعة الذهنية والبصرية نمى في ظل محض رواية ! ولكن كيف تأتى لدان براون كتابة مثل هذه الرواية ؟ كيف امكنه ان يطعم كل هذه المعلمات الكثيرة في روايته دون ان يفقده تماسها وترابطها؟
يقول دان براون
كتابة رواية اثارة ومعلومات مكتضة ومتماسكة في نفس الوقت مثل صنع حلوى القيقب السكرية , حيث عليك ان تستقطر مئات اشجار القيقب , وتغلي قدور من عصارتها الصرفة , وتبخير ماءها , وغليها حتى تحصل على كتلة صغيرة تحتوي كل الخلاصة , وبالطبع يستدعي الأمر استعمال زر الحذف في الحاسوب بسخاء , وتظل مراجعتك وتصحيحك لما كتبت اهم خطوة في كونك روائي , ان التخلص من الكلمات الفائضة في النص حتى تقف رواياتك شفيفة في نقاء البللور امام القارئ . يجب ان تعلموا انني مقابل كل صفحة نشرت في رواياتي كنت قد كتبت عشرة صفحات انتهت جميعها الى سلة المهملات
من طقوس دان براون الكتابة في ساعات الصباح الأولى ويقول انه لم يكن جالسا في مكتبه في الساعة الرابعة صباحا سيشعر وكأنه اضاع افضل اوقات الكتابة المثمرة. وكما يفضل الكتابة مبكرا يحتفظ بساعة زجاجية عتيقة على مكتبه ليستعين بها عند نهاية كل ساعة على التوقف عن الكتابة ليقوم ببعض التمرينات الرياضية الخفيفة لتنشيط الدورة الدموية والأفكار ايضا. كما انه يمارس رياضة الوقوف على الرأس ويرى انها تساعده في حل تحديات الحبكة الروائية من منظوره المقلوب
نشرت هذه الرواية الممتعة عام 2003 عن دار نشر دبلداي فيكشن , وترجمت الى ما يقارب من اربعين لغة من بينها العربية ترجمة سمة محمد عبدربه الصادرة عن الدار العربية للعلوم ,وبيعت منها مايقارب 40 مليون نسخة حول العالم , وحولت الى فيلم سينمائي من انتاج افلام كولومبيا
يفضل دان براون الذي اسمته مجلة التايم واحدا من مائة شخصية عالمية ذات تأثير والذي ظهر في العديد من المحطات التلفزية الفضائية الشهيرة وعلى صفحات العديد من المجلات المهمة , من الكتاب كل من جون شتاينبك لبراعته في الوصف وروبرت لودلم لبراعة حبكات رواياته وشكسبير لألاعيبه اللفظية. كما يرى ان افضل هدية على الإطلاق قاموس اكسفورد الأنجليزي مجلدا تجليد فاخر ومعه مكبر بالطبع للتمكن من قراءته كان هدف دان براون من كتابة هذه الرواية ان تكون نقطة انطلاق للقراء كي يناقشوا قضايا الأيمان والدين والتاريخ المهمة ولم يعلم انه بهذا يفتح ابوابا لن تقفل لسنين قادمة وانه بأقترافه هذه الرواية المثيرة قد دمر سوق النشر ووضع الناشرون امام مطب صعب تجاوزه بدون رواية اخرى في قوة شيفرة دافنشي ,كما وضع كتاب الرواية امام عقدة اسمها شيفرة دافنشي ستطاردهم طويل
من طقوس دان براون الكتابة في ساعات الصباح الأولى ويقول انه لم يكن جالسا في مكتبه في الساعة الرابعة صباحا سيشعر وكأنه اضاع افضل اوقات الكتابة المثمرة. وكما يفضل الكتابة مبكرا يحتفظ بساعة زجاجية عتيقة على مكتبه ليستعين بها عند نهاية كل ساعة على التوقف عن الكتابة ليقوم ببعض التمرينات الرياضية الخفيفة لتنشيط الدورة الدموية والأفكار ايضا. كما انه يمارس رياضة الوقوف على الرأس ويرى انها تساعده في حل تحديات الحبكة الروائية من منظوره المقلوب
نشرت هذه الرواية الممتعة عام 2003 عن دار نشر دبلداي فيكشن , وترجمت الى ما يقارب من اربعين لغة من بينها العربية ترجمة سمة محمد عبدربه الصادرة عن الدار العربية للعلوم ,وبيعت منها مايقارب 40 مليون نسخة حول العالم , وحولت الى فيلم سينمائي من انتاج افلام كولومبيا
يفضل دان براون الذي اسمته مجلة التايم واحدا من مائة شخصية عالمية ذات تأثير والذي ظهر في العديد من المحطات التلفزية الفضائية الشهيرة وعلى صفحات العديد من المجلات المهمة , من الكتاب كل من جون شتاينبك لبراعته في الوصف وروبرت لودلم لبراعة حبكات رواياته وشكسبير لألاعيبه اللفظية. كما يرى ان افضل هدية على الإطلاق قاموس اكسفورد الأنجليزي مجلدا تجليد فاخر ومعه مكبر بالطبع للتمكن من قراءته كان هدف دان براون من كتابة هذه الرواية ان تكون نقطة انطلاق للقراء كي يناقشوا قضايا الأيمان والدين والتاريخ المهمة ولم يعلم انه بهذا يفتح ابوابا لن تقفل لسنين قادمة وانه بأقترافه هذه الرواية المثيرة قد دمر سوق النشر ووضع الناشرون امام مطب صعب تجاوزه بدون رواية اخرى في قوة شيفرة دافنشي ,كما وضع كتاب الرواية امام عقدة اسمها شيفرة دافنشي ستطاردهم طويل
----------------------------------------------------------------------------------
ملاحظة: اعتمدت في هذه المقالة النقدية الأنطباعية علي قراءتي الخاصة للرواية
وعلى موقع الروائي دان براون
ليلى النيهوم
صحافية وكاتبة ومترجمة ادبية ليبية
Subscribe to:
Posts (Atom)