قناديل الوسعاية . قناديل بنغازية تقليدية تشتهر بها( وسعاية عيت جدي) وتوارثناها جيلا بعد جيل . قبل الميلود قل بأسبوع ... زمااان .. كان الجميع يتجمعوا للبدء في التجهيز للموسم , يقطعوا الجريد من نخلات السانية السامقات فيختاروا اكثره استقامة يكشطوا عنه السعف ويساووا طوله ويشقوه من فوق الى اربع حتى مسافة معينة ثم يلفوا هذه المسافة بدائرة من (تل) سلك معدني ويحوطوا بها الاربع تفرعات لكي يبنوا بيت القنديل حيث ستوضع الشمعة وعادة هذه المرحلة الاولية تكون من نصيب فتيان العائلة لتوفر القوة البدنية لتسلق النخلة واستعمال الساطور ومن ثم شق الجريد وتدوير التل بالبينسة وتثبيته
ثم تأتي المرحلة الثانية وهي تنقسم الى اثنين : الاولى : لف الورق علي شكل (طربوش ) بمقاسات مناسبة ولصقه وتكون عادة من نصيب البنات وبعدها تأتي مرحلة الرسم حيث يتفنن ذوي موهبة الرسم برسم لوحات دينية ومن البيئة وجوامع وزهور بألوان رائعة وزاهية لتكون اجمل حين يضاء القنديل
وبعد ذلك يأتي دور اصحاب الخط الجميل ليخطوا على القنديل من الجهة الاخرى الاشعار والمدائح النبوية الرائعة وقد كان جدنا الكبير وهو جد امي رحمه الله من يتكفل بهذه المهمة من انتقاء المدائح من نهج البردة وهو ما اذكره- حيث لازلنا نتداول الكتاب حتى اليوم رغم اهتراءه - وغيره من الكتب ويخطها بخطه الجميل بالريشة والحبر الصيني . اليوم يقوم بهذه المهمة وعلى عجالة وبفرشاة والوان مائية من يملك ولو خطا يكاد يكون جميلا
في الاثناء يكون فريق اخر قد عجن الطين ليوضع في منتصف القنديل لتثبت فيه الشمعة
ثم يُربط القنديل على الجريدة ربطا محكما ويوزع على البيوت , بيوت اولاد الجد وعلى الاقارب والحفيدات والأنسباء والاصهار
ان متعة تجهيزالقنديل والتنافس في الرسم وفي الخط وفي اجمل قنديل وفي حب رسولنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم اشياء مهمة كانت تربط اجيال متعددة ومتفاوتة ببعضها وبالمكان وبتبجيل الكبار والتمسك بالدين وبيبيئتنا العظيمة
كم كانت ايام جميلة اكتب عنها من القليل الذي شهدته صغيرة ومن ذاكرة امي ومما اسمعه دائما من حكايات قد لاتصدق اليوم.
اليوم يكاد هذا الطقس الديني الرائع ان ينقرض الا من مناضلة مثابرة محبة متمسكة بكل ماهو جميل ورائع من العادات والتقاليد والقيم
احكي عن الدكتورة والكاتبة الصحفية والباحثة والمدافعة عن البيئة سكينة ابراهيم بن عامر
الوحيدة التي لازالت محافظة على سنة اهلها وسبرهم لدرجة انها في رباطها العلمي بالقاهرة لم تقطع هذه السنة المباركة وكانت تصنع القناديل وتتحايل لتجلب مواد اعدادها وتوزعها على الذين تعرفهم هناك.
قبل الميلود بيوم ذهبت اليها لأشهد مراحل اعداد القناديل ولأخذ قرعة -نصيب امي منه وجدتها تشتغل بسرعة فائقة وفي مكان ضيق- شقتها- بعد ان ذهبت الوسعاية والذين كانوا يعمرونها رحل من رحل وتهدم معظمها واصبحت اطلال وبضعة نخلان هزيلات
كان الجريد مقطوع و(التلولة) جاهزات ويبدو ان الجهد العضلي كان من نصيب الدكتور تميم وتشهد بقايا الجريد والكماشات والشاكوش!! وقد كان جالسا وهشام يتنفسان الصعداء بعد ان زخرفا ولونا قنديلا لكل منهما ايضا !! وكانت الالوان المائية والفرش واكواب الماء وكتب المدائح النبوية مفروشة على طاولة الشغل .. والوقت ضيق والمشاغل كثيرة ولكنها تناضل لأجل ان يحصل كل بيت له اصل في تلك الوسعاية العريقة على قنديل يضعه في تركينة الباب ينور الكون
يقول :
ولد الهدى فالكائنات ضياء
وفم الزمان تبسم وثناء
الله
الله
نتمسك بك ياحبيب الله ياسيدنا يااشرف الخلق اجمعين
ونصلي عليك ونسلم تسليما
التقطت صورا سريعاورسمت بعض الزخارف لأحد القناديل واكلت حبات تمر وكوب حليب وتذكرت مع سكينة الايام الخوالي وتذكرنا الراحلين طفرنا لأجلهم دمعات حرى وترحمنا عليهم ودعونا بالخير للأحياء ولمدينتنا بنغازي ولبلادنا الحبيبة ليبيا
وودعتها خارجة محملة بقناديل الخالات وامي والجامع
على ان استعيض عن الطين بعجينة الدقيق فالوقت ضيق والمشاغل اخ المشاغل تكاد تلهينا عن انفسنا
ورجعت وانا اردد :
ثم تأتي المرحلة الثانية وهي تنقسم الى اثنين : الاولى : لف الورق علي شكل (طربوش ) بمقاسات مناسبة ولصقه وتكون عادة من نصيب البنات وبعدها تأتي مرحلة الرسم حيث يتفنن ذوي موهبة الرسم برسم لوحات دينية ومن البيئة وجوامع وزهور بألوان رائعة وزاهية لتكون اجمل حين يضاء القنديل
وبعد ذلك يأتي دور اصحاب الخط الجميل ليخطوا على القنديل من الجهة الاخرى الاشعار والمدائح النبوية الرائعة وقد كان جدنا الكبير وهو جد امي رحمه الله من يتكفل بهذه المهمة من انتقاء المدائح من نهج البردة وهو ما اذكره- حيث لازلنا نتداول الكتاب حتى اليوم رغم اهتراءه - وغيره من الكتب ويخطها بخطه الجميل بالريشة والحبر الصيني . اليوم يقوم بهذه المهمة وعلى عجالة وبفرشاة والوان مائية من يملك ولو خطا يكاد يكون جميلا
في الاثناء يكون فريق اخر قد عجن الطين ليوضع في منتصف القنديل لتثبت فيه الشمعة
ثم يُربط القنديل على الجريدة ربطا محكما ويوزع على البيوت , بيوت اولاد الجد وعلى الاقارب والحفيدات والأنسباء والاصهار
ان متعة تجهيزالقنديل والتنافس في الرسم وفي الخط وفي اجمل قنديل وفي حب رسولنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم اشياء مهمة كانت تربط اجيال متعددة ومتفاوتة ببعضها وبالمكان وبتبجيل الكبار والتمسك بالدين وبيبيئتنا العظيمة
كم كانت ايام جميلة اكتب عنها من القليل الذي شهدته صغيرة ومن ذاكرة امي ومما اسمعه دائما من حكايات قد لاتصدق اليوم.
اليوم يكاد هذا الطقس الديني الرائع ان ينقرض الا من مناضلة مثابرة محبة متمسكة بكل ماهو جميل ورائع من العادات والتقاليد والقيم
احكي عن الدكتورة والكاتبة الصحفية والباحثة والمدافعة عن البيئة سكينة ابراهيم بن عامر
الوحيدة التي لازالت محافظة على سنة اهلها وسبرهم لدرجة انها في رباطها العلمي بالقاهرة لم تقطع هذه السنة المباركة وكانت تصنع القناديل وتتحايل لتجلب مواد اعدادها وتوزعها على الذين تعرفهم هناك.
قبل الميلود بيوم ذهبت اليها لأشهد مراحل اعداد القناديل ولأخذ قرعة -نصيب امي منه وجدتها تشتغل بسرعة فائقة وفي مكان ضيق- شقتها- بعد ان ذهبت الوسعاية والذين كانوا يعمرونها رحل من رحل وتهدم معظمها واصبحت اطلال وبضعة نخلان هزيلات
كان الجريد مقطوع و(التلولة) جاهزات ويبدو ان الجهد العضلي كان من نصيب الدكتور تميم وتشهد بقايا الجريد والكماشات والشاكوش!! وقد كان جالسا وهشام يتنفسان الصعداء بعد ان زخرفا ولونا قنديلا لكل منهما ايضا !! وكانت الالوان المائية والفرش واكواب الماء وكتب المدائح النبوية مفروشة على طاولة الشغل .. والوقت ضيق والمشاغل كثيرة ولكنها تناضل لأجل ان يحصل كل بيت له اصل في تلك الوسعاية العريقة على قنديل يضعه في تركينة الباب ينور الكون
يقول :
ولد الهدى فالكائنات ضياء
وفم الزمان تبسم وثناء
الله
الله
نتمسك بك ياحبيب الله ياسيدنا يااشرف الخلق اجمعين
ونصلي عليك ونسلم تسليما
التقطت صورا سريعاورسمت بعض الزخارف لأحد القناديل واكلت حبات تمر وكوب حليب وتذكرت مع سكينة الايام الخوالي وتذكرنا الراحلين طفرنا لأجلهم دمعات حرى وترحمنا عليهم ودعونا بالخير للأحياء ولمدينتنا بنغازي ولبلادنا الحبيبة ليبيا
وودعتها خارجة محملة بقناديل الخالات وامي والجامع
على ان استعيض عن الطين بعجينة الدقيق فالوقت ضيق والمشاغل اخ المشاغل تكاد تلهينا عن انفسنا
ورجعت وانا اردد :
وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف
وانسب إلى قدره ما شئت من عظــــم
فإن فضل رســــــــــــول الله ليس لـه
وانسب إلى قدره ما شئت من عظــــم
فإن فضل رســــــــــــول الله ليس لـه
حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفــــــــــــــــــم
يقول الشاعر أحمد شوقي بارك الله فيه فيما قال وهوليس بكثير في مدح نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم
وُلِدَ الهُدى فَالكائِناتُ ضِياءُ وَفَمُ الزَمانِ تَبَسُّمٌ وَثَنــــــــــاءُ
وَحَديقَةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا بِالتُرجُمـانِ شَذِيَّةٌ غَنّـــــــاءُ
بِكَ بَشَّرَ اللَهُ السَماءَ فَزُيِّنَت وَتَضَوَّعَت مِسكاً بِكَ الغَبـــراءُ
وَحَديقَةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا بِالتُرجُمـانِ شَذِيَّةٌ غَنّـــــــاءُ
بِكَ بَشَّرَ اللَهُ السَماءَ فَزُيِّنَت وَتَضَوَّعَت مِسكاً بِكَ الغَبـــراءُ
فصلوا عليه وسلموا تسليما
حتى تنالوا جنة ونعيمـــــــا
مولد نبوي مبارك وكل العام وانتم بخير
ليلى النيهوم