مساءالامس الثلاثاءعلى تمام الساعة السادسة بمقهى الديوان بأرض بلعون ببنغازي كنا على موعد في حفل توقيع كتاب غناوة علم الذي اعدته الصديقة الشاعرة خديجة الصادق بسيكري
منذ عدة ايام ونحن نجهز لهذا الحدث الجميل ونكتب قوائم المدعوين عسى ان لا ننسى احد، معظم الدعوات ذهبت عبر المسجات بالموبايل وبعضها شفويا ومن فلان الى فلانة وربما ضاعت بعضها في الطريق او دخلت زناقي لاطمة
طبعا كعادتنا جميعا عندما تكون الدعوة على الساعة السادسة سيأتتي الجميع عند السابعة وهو الوقت الذي قدرته خديجة مناسبا للبدء بالحفل خصوصا وان البعض كان يحضر ندوة حول الاغاثة من الكوارث او شيئ من هذا القبيل في جامعة
العلوم الطبية المقابلة لحيث كنا ننتظر التئام المدعوين للبدء بالتوقيع
بالطبع ليس لدينا طقوس ثابتة او متأصلة في حفلات التوقيع فهي قد استجدت لدينا في اعقاب ان استجدت لدينا وتيرة النشر وغزارته في السنوات القلائل الماضية
من يمكنه القول من الكتاب الليبيين والعرب المقييمين انه لم يطبع كتاب او اكثر في السنوات الماضية فاالمكتبات اصبحت تعج بالمنشورات الجديدة . واعتقد انه اذا لم يعاد استزراع هواية القراءة لدي الليبيين - حلوة استزراع هذه - فأن هذه الكتب المتراكمة في المكتبات سيعلوها الغبار فهواية التى يملكها قلة هنا اصبحت تتوازى لدى الجيل الجديد مع القراءة الالكترونية ولذلك نحن هنا المدونين نكتب لهكذا قراء لا يحبذون خيار الامساك بالصحف والمجلات على قلتها ويستمتعون بنصاعة الشاشة وامكانيات الصورة وحرية الكتابة غير المقيدة التى يتمازج فيها الحكي والعامية والفصحى
اذا حفلة التوقيع ستكون تلقائية الطقوس وليدة لحظتها وتعتمد على الجمهور الحاضر في اضفاء جو حلو يخرج من الجدية والصرامة ويدخل في الحميمية وحديث الذكريات وكلام يجيب كلام
في الحفل وزعت شرائط ملفوفة فيها اغاني علم اضفت نوعا من المرح فكل من يقرأ ما جاء في حظه من اغنية اما ان يبتسم ملء اشداقه او يطس ساكتا حين لاتعجبه الاغنية التى اطلت عليه من الورقة ، المتمعن في الصور سيلاحظ بعضهم يدلدل او يكمض اغنيته واخرون يشهرونها فرحا في وجوه الاخري
الغريب انني انشغلت ولم اخذ واحدة وفاتني ان اعرف اين تتجه رياح حظي ساعتها ، انشالله حظي وحظ الجميع زين دعونا الحضور الكريم من سادة وسيدات وانسات للبوفيه ومن ثم تُرك المجال مفتوحا للجميع كل يفعل ما يحلو له ، البعض تجمع حول خديجة للتوقيع وبالمناسبة كان ديوان غناوة علم ولكونه من منشورات امانة الثقافة وتوزعه مكتبة التمور، كان بسعر رمزي بالنظر الى تجليده الفاخر والسي دي الملحق به ووقعت خديجة واهدت كتابها الاخر : يدي علي قلبي الذي يضم بعض الخواطر والتأملات كما حضرت مجموعة تهاني دربي الشعرية : هكذا انا وحضر ديوان الشعراء الليبيين الشباب الجامع للتوزيع كذلك وزع الاستاذ محمد عقيلة العمامي كتاب تراثي للأسف لايحضرني اسمه نسيت ان اجلبه معي لأكتب عنه - مرة اخرى ربما - و كنت ترى الجميع محملا بالكتب وفرح بها واني اتخيلهم متى يرجعون لبيوتهم وكلهم لهفة للغوص في موج متلاطم من اغاني العلم اغنية تأخذهم للفرح واخري تهبط بهم لحزن دفينة واحدة تأتي عالفاهق واخرى تشيح بوجهها عنهم
المهم كان يهمني الهامش، تلك الجلسات الجانبية التى تحتدم فيها حوارات وتلقى فيها قصائد وتستدر فيها ذكريات ولواعج وبعض يعاتب واصدقاء يسلمون بحرارة على بعضهم فلم يلتقوا منذ مدة، بالنسبة لي كنت سعيدة بألتقاء مجموعة من صديقات لم ارهن منذ مدة وكان يجمعنا في اول التسعينيات طموح ان نمضي قدما بمشروعنا اول نادي للمراة والطفل في بنغازي انذاك والذي لم تسمح الظروف له بالاستمرار اكثر من نصف سنة فقط
على الهامش ايضا كانت تعقد صفقات توزيع كتب وطلبات لصاحب الديوان بأقامة حفلات تواقيع اخرى د. سكينة بن عامر رغبت ان تتشارك هي والشاعرة الفلسطينية وجدان عياش في حفل توقيع كتابيهما : طيارة ورق - و - مراعي الكلأ الافتراضي
كما كان لحضور رؤؤساء تحرير مجلة الثقافة العربية وجريدة قورينا نصيب في اسئلة النشر وايضا بالنسبة لجريدة قورينا اسئلة مكافآت الانتاج المتراكمة والمتأخرة السداد والتطمينات التي تبعت الاسئلة
على الجانب ايضا تمت مناقشة مسألة شيك ضائع وكيفية البلاغ عنه وكيفية اعادة اجراءه وكذلك مناقشات بين بعض المحاميات الحاضرات
كان الحاضرون يرتقون السلم للدور الاول حيث الحفل بعضهم جلس مع من ينسجم اوخرون وقفوا ومجموعة من الشابات اخذن في التفرج على صور الادباء والكتاب المعلقة على جدران الديوان الثقافي وجدتهن الى جوار الحائط المبرز الذي علقت عليه صور المبدعين الليبيين الراحلين
كن يعلقن وكنت اقف خلفهن يسار كانت تقول بالانجليزية اعرف منهم هذا : الصادق النيهوم واظنه جد ليلى اخبرتها انه ليس جدي بل ابن عمي وتأملت معهن الصور هاهنا احمد انور وماما خديجة الجهمي واستاذي د. علي الساحلي والمربية الفاضلة حميدة العنيزي والشاعر علي الفزاني والقاص خليفة الفاخري والجيلاني طريبشان وفاروق النعاس واخرون يرحمهم الله جميعا وحدثت نفسي ان الشاعرالرقيق محمد الهريوت رحمة الله عليه انضم اليهم منذ يومين وافتقدت صورة الشاعرة الصديقة المرحومة جنينة السوكني معهم على هذا الجدار الغريب، انا عادة لا احب هذا الركن المؤلم ولم افضل الجلوس فيه في الاوقات المعدودة التي اتيت فيها الى هنا معزومة على غذاء او كوب شاي
المكان في اركانه الاخري يزدحم بصور المبدعين الاحياء اطال الله في اعمارهم على تعدد اطيافهم حسب الوصف - الموضة لدينا هذه الايام !!!! وكل من ياتي الديوان ولا يجد صورته ياتي بها ثاني يوم لتعلق اسوة بالاخرين مفيش حد احسن من حد
الديوان ايضا يعلق لوحات واعمال لفنانين تشكيلين ليبيين وهي معروضة للبيع وثمة اعلان عنها في المدخل تحت اضافة الى تنويهات عن اللوحات المباعة والاخرى المحجوزة وكنت اينما التفت تقع عيني على لوحة الديك التي مثيرا ما اعجبتني كلما قابلتها في معرض ما وهي للفنان المرحوم محمد استيتة
المدقق في الصور يجد الادباء يطلون على الجدران بين الحضور وكأنهم يعلنون حضورهم ايضا
انتهت الحفل ولملم الجميع كتبهم ومفاتيحهم ونقالاتهم وانعكست الصور على الزجاج المطل على النشاط الاخر القائم في جامعة العلوم الطبية المقابلة وكان المصورون في الاسفل يصورون واجهة الديوان الثقافي وفي الداخل يتساءل البعض مع صاحبه محمد عقيلة العمامي عن الاسعار واحتمالات حفلات العشاء والفواتح واعياد الميلاد فكان يحيلهم الى شريكه محمد احنيش المشرف على الديوان
اللحظة وانا اكتب انطباعاتي افكر في انني اثرثر لكل من لم يحضر ولكل النقاط الموجودة على خارطة زوار مدونتي في كل انحاء العالم متمنية ان اجد نقاطا في استراليا وفي افريقيا وفي امريكا الجنوبية وفي الاسكا ولما لا اليس ثمة من يدون ويتصفح النت هناك
من المدونين حضرت الحفل مدونة نوهمة هذه ومدونة سريب ولا ندري كيف تكون انطباعات مدونة سريب ، عن نفسي كنت في الحفل استمتع بعشاء اخير ومثلي خديجة وكان عقلي في مكان اخر بعيد وقريب ايضا يلازمني وكأنه معيكما وعلى ذكر الفواتح لعلنا - قريبا - سنحضر حفل عقد قران في هذا المكان او غيره نجماه اثنان في هذا الحفل ودقيق الملاحظة سيتكهن من- مع تمنياتي لهما من اعماق قلبي بالتوفيق في رحلتهما الزوجية والعاقبة للاخريات من الموجودات في الحفل ولزوار المدونة من العازبين والعازبات
وألم اقل منذ البداية ان هذا الحفل كان جميلا وخارج عن السائد استقى طقوسه التلقائية من الوجوه الطيبة الحاضرة - الف مبروك خديجة مرتين ومن كل قلبي
ليلى النيهوم