اليوم 21 -1-2009
تدخل نوهمتي عامها الرابع وتدوينتها الـ 156. بالامس القريب فقط انشأتها. كم مر من زمن ومن احداث ومن تغيير كبير في حياتي! كم دونت من مواضيع عفو اللحظة واخرى مخطط لها واخريات لم تكن في الحسبان مثلما لا يكون في الحسبان ابدا ما قد يحدث بين اللحظة والاخرى. نوهمة ولدت في الرباط - المغرب صباح يوم السبت 21-1-2006 في دورة للصحافيات المغاربيات بالمعهد العالي للصحافة هناك. كانت من ضمن متطلبات الدورة انشاء مدونة صحفية يُمارس عبرها فن الصحافة الحرة المتاحة للجميع . منذ ذلك اليوم اضحت نوهمة جزء من نسيج حياتي ومن مخططات يومي وجزء من عائلتي الصغيرة ايضا. كثيرون تساءلوا مامعني نوهمة ولماذا نوهمة ؟ الاجابة تمكن في فن العنونة. كأن تضع عنوانا ملفتا لموضوع ما او ان تضع - مانشيتا - عريضا جالبا لعيون القراء الاعزاء ولمحركات البحث ايضا ! نوهمة اشتققتها من اسمي العائلي: النيهوم ومايحمل في جزء منه من علاقة بالكتابة. كنت قبل المدونة اقترحت ذات الاسم لزاويتي الاسبوعية في مجلة البيت وهو امر استهجنته احدي القائمات على المجلة واخرون ولكنني اصررت عليه. نزلت زاويتي لشهر واحدبهذا الاسم ثم توقفت . ظل بعدها في داخلي امل ما ان اخلق للأسم لاحقا حيزا اخر بعيد عن التحكمات والاهواء الشخصية. ان اخلق له مكانا حرا، مزاجيا ، انتقائيا. وهكذا كان. هنا في هذه المساحة التدوينية التي اعتبرها من اجمل اختراعات العالم الالكتروني . اعتبرها مهجعا ومتكئا . اعتبرها ملجئا ومستراحا. هنا تجد كاميرتي مرآبا للقطاتها وتجد شغلا لها فهي تواكب الموضوعات التي تطرأفي المدونة ، لذلك تعمل دواما كاملا طيلة الوقت لاتكل من الالتقاط واتعب انا وراءها في غربلة الصور وتعديلها وتجهيزها لأي لحظة تحتاج فيها مدونتي نوهمتي لصورة تدعم تدوينة جديدة. كما تجد نفسي متنفسا لشغفها الكتابي ولشطحات خيالها ومساحة للترجمةالادبية التي تعشقها وكانت الي وقت قريب عملها اليومي
عبر ثلاث سنوات من التدوين مرت المدونة بمراحل عدة بين النشاط الفائق والنشر اليومي وبين فترات البيات التدويني والتكاسل وفقا لظروفي الحياتية ولسبب الانشغال وزحمة العمل ، والملل بطبيعة الحال احيانا
كما مرت مدونتي بحالات شغف انتابتني بين الحين والاخر. احيانا كان يأخذني الجانب الثقافي فتتلاحق تدويناتي ادبية شعرية قصصية روائية بين ترجمة وكتابة تهيمن عليها هوايتي الاولي الكتابة والترجمة الادبية . ثم تمر السحابة الادبية ويحل بوادي نوهمة ربيع ساحر فتمتلئ المدونة بالزهور وبتدوينات عن النباتات والزهور والبيئة التي اؤمن بوجوب ان تظل نقية معافة لاجل ان نحيا فيها نحن ومخلوقات الله جمعاء بسلام وامان صحي . لتتحول المدونة لاحقا الى جريدة تتابع الاحداث المهمة في العالم وتلامسها من جانب انساني فردي فليس بي شغف ابدا بالسياسة وبعالمها المتعب غير الواضح الذي يظهر مالا يبطن . نوهمة من كل بد مدونة انسانية تنحو وتنحاز الى قيم الخير والجمال والشعر وانعكاس المشاعر العميقة على الكتابة ولا اكثرولا اقل
لم يتح لي الوقت ان اراجع مدونتي وموضوعاتي ومن ثم تصنيفها. صعب تصنيف نوهمة كما هو صعب تصنيف مدارج حياة الانسان و تغيراتها وتقلباتها فلا شيئ ثابت ولذلك وحسب ظني فانني انتقائية المنهج وذلك ما يمكن ان اصنف به مدونتي وكتاباتي . هي انتقائية وحسب
اردت ايضا ان ابحث في مدونتي عن افضل موضوعاتها واهمها واطرفها مثلا وتكاسلت لذلك اترك لقرائي الاعزاء ولزملائي المدونين ترشيح افضل موضوعات نوهمة بالنسبة لهم متخلية بذلك عن التعب وعن تهمة مايشكر المدونة الا كاتبتها
كما اردت ان اقوم مدونتي وابحث عن نقاط الضعف فيها لأقوم بتلافيها ثم تراجعت عن الامر بسبب ان لا شيئ كامل واننا نحب من نحب بكل مافيهم من عيوب لذلك ستظل نوهمة بقوتها وضعفها معا الا اذا تبرع احد متابعيها او قرائها باقتراحات لن تذهب عابرة بالطبع
ماذا ايضا! اجل كنت اقلب التدوينة في ذهني طيلة النهار وانام لتختمر في عقلي طيلة الليل لاصحو على امل كتابتها لاجدها قد تبخرت مع الاحلام الكثيرة التي عادة ماننساها في الصباح وان كان بعضها يظل ظلا ملحا او سحابة دكناء تظلل كل الافكار فلا يمر يوم او اثنان الا وتنجلي الفكرة وتجد طريقها متاخرة ومتحورة بشكل لم يكن مخططا له ابدا
اشياء مثل هذه كثيرا ما كانت تثير اسئلة عميقة في داخلي عن- ميكانيزم - آلية الكتابة وعن مراحلها داخل العقل وعن استيهاماتها واستلهاماتها وعن الاشياء التي تقدح شررها فتشتعل الفكرة؟
منذ عدة اشهر وبالتحديد وابتداء من يوم غدا 22 تكون خمسة اشهر تغيرت خلالها مشهدية حياتي ودخلت الى عالم جديد اصبح ينعكس يالتدريج على مشهدية المدونة وعلى عدستي العزيزة ايضا ولعله يضا - ان جئت من ناحية الابداع - على مشروعاتي الكتابية ، هكذا اظن بالنظر الى ما بين يدي من شغل متعامق وحثيث
العجيب ان كاميرتي انطلقت وكأنها من قمقم بلا قرار- جُنت والله - في البداية اخذتها الالوان مثل طفل في مواجهة الحلوى ومن ثم اخذت تخلق لنفسها شخصية واسلوب انتقائي خاص وجدت له في بيتها الاول المدونة مساحة للنشر وللاستلهام ومن ثم وجدت في فليكر بيتا يجمع افضل ما تلتقط يحفظ حقوق لقطاتها . والعبء كله وقع علي انا : فأنا بين دلال نوهمة وجوعها الذي لا يشبع لتدوينات يومية وبين عدستي التى تكره البقاء في البيت طالما في الخارج احتمالات لصور رائعة. وانا بينهما وبين حياتي الجديدة في حالة شغف لا ينتهي لأرضاء احبابي الثلاثة جميعا
لا اريد المضي اكثر واللا لكتبت اطول تدوينة في تاريخ المدونات. سأقف هنا لأضيئ شمعة نوهمة الرابعة متخيلة اصدقاء التدوين وكل احباب التدوين حولي ولأفكر في مايمكن ان اكتب عنه في قادمات الايام
نوهمة كل سنة وانت موجودة
ليــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلى