عادة ما تقام فى نوادى الكتب فى الغرب امسيات دورية لمناقشة إصدار ادبى او ثقافى جديد وتقليب احتمالاته وما ابتدعه من جديد يحسب للكاتب ، ويرتاد هذه النوادى عُشاق الكتاب والمغرمين بفنون السرد من قصة قصيرة ورواية ومحبى الشعر وغيره من الاعمال الادبية الابداعية التى لم تعد فى يومنا الحاضر تؤمن بفواصل وحدود بين هذه الاجناس الادبية المختلفة ، كما لم تعد تؤمن بالقواعد الصارمة التى تجدد إقامة جبرية وعمراً زمنياً للشخصيات والزمان والمكان والحدث فى القصة القصيرة مثلا !
هذا التقارب الذى يتم بين المبدع والقارىء يجعل بينهما تفاعلاً ايجابياً ينتج عنه حماس لدى الكاتب للمواصلة والاتيان بالجديد ولارضاء نفسه الابداعى اولا ولارضاء القارىء المتعطش المثقف ، كما ينتج ايضا عن هذا التفاعل افكار جديدة وتوسعات ثرة فى آفاق الطرفين .
فى احدى امسيات نادى الغارديان للكتاب تصدى القراء لمجموعة قصصية للكاتبة البريطانية هيلين سيمبسون ، التى تحمل عنوان " هاى ، نعم ، اجل لتكن لك حياتك "..
يقول جون مولان : ان الامسية دارت حول سؤال ما الذى يحدث للشخصيات المتروكة فى القصة القصيرة ؟ وفى مُحيط هذا السؤال يستشهد مولان بالروائية جين اوستن وكيف انها كانت تقص على اهلها ما يمكن ان يحدث لشخصياتها بعد نهاية الرواية ، وقد تفطنت القاصة هيلين سيمبسون لهذه النقطة وارادت فى مجموعتها القصصية المتشابكة الحدود ان تجعل لشخصياتها عمرا اضافيا وان تعاود اظهارها هنا وهناك بعد انتهاء قصتها فى اكثر من قصة لاحقة فى المجموعة . غير ان قراؤها الشغوفين الذين لم تشبعهم تلك الامتدادات المتجاوزة لحيوات الشخصيات المحدودة ، ارادوا المزيد من العمر القصصى لها ، ارادوا متابعة حياتها ومعرفة المزيد عنها.
تقول احدى القارئات فى مدونتها الالكترونية – وهى بذلك تحدثت عما يدور فى خلد بعض القراء – قالت واصفة قدرة سيمبسون فى الوصول الى مكمن جوهر الحقيقة فى ظن مجموعة من الشخصيات وبقدرتها الرائعة هذه : هل ستمنحنا نحن قراؤها الا لتقاء مجدداً بهذه الشخصيات الرائعة التى شغفنا بها؟ وتضيف : كم احب ان ارى مرة اخرى " جاد " عندما تبلغ الاربعين من عمرها و" جاد " هى شخصية البنت المراهقةفى قصة الافتتاحية فى المجموعة ، وهى شخصية ذات ميول ادبية ، ترى انها بما احرزته من درجات نهائية متفوقة فى مادة النصوص الشعرية ، ترى انها مقدرة لشىء افضل من امومة رتيبة فى احدى الضواحى.
كما سأل عدة قراء القاصة فيما اذا شعرت بالاسى فى ذاتها لفراق شخصياتها المبتدعة ، وما اذا كانت راغبة ان تعرف المزيد عنهم ؟ كما لو ان نجاح القصة القصيرة اتاح لاحتمال مثير لفكرة المزيد من تاريخ وسيرة الشخصية.
ايضا اراد العديد من القراء ان يدفعوا بالمجموعه القصصية قدماً نحو شكل اقرب للرواية كوسيلة منهم لابداء تعاطفهم ، بل ان احدهم تجرأ وسأل القاصة المعروفة فقط بنشر القصص القصيرة : متى تتكرم وتكتب لهم رواية ، وهو السؤال الذى حظى بصمت من القاصة.
يقول مولان : ان اكثر الشخصيات التى لاقت اهتماماً كانت " دورى " العاثرة الحظ ، نقطة الارتكاز فى القصة التى تحمل اسمها المجموعة القصصية والتى عادت للظهور ايضا فى القصة الاخيرة بالمجموعة. كانت ردود فعل القراء متعددة ومتباينة ، بعضهم احتج على وصف سيمبسون لدورى كونها اشبه بممسحة الاقدام وآخرون رأوا فى ان كثرة تذمر زوجها منها لايعنى انها لاتصلح ان تكون اماً رائعة ، آخرون اعجبوا ببحثها عن الخلاص ، ونيتها للهروب، والغير اثنى على قدرتها على تحمل زوجها ، وهى شعبية حازتها" دورى " كشخصية مرسومة بدقة وبراعة وواقعية ، لحتى يصعب فراقها عند نهاية الرواية ، وهو شعور مريع يعترى كل القراء فى كل الازمان ، فلكم اجل البعض لحظة الانتهاء من القراءة لاجل ان يعيش فى الزمن الاحتياطى خوفا من لحظة الفراق..
هذا التقارب الذى يتم بين المبدع والقارىء يجعل بينهما تفاعلاً ايجابياً ينتج عنه حماس لدى الكاتب للمواصلة والاتيان بالجديد ولارضاء نفسه الابداعى اولا ولارضاء القارىء المتعطش المثقف ، كما ينتج ايضا عن هذا التفاعل افكار جديدة وتوسعات ثرة فى آفاق الطرفين .
فى احدى امسيات نادى الغارديان للكتاب تصدى القراء لمجموعة قصصية للكاتبة البريطانية هيلين سيمبسون ، التى تحمل عنوان " هاى ، نعم ، اجل لتكن لك حياتك "..
يقول جون مولان : ان الامسية دارت حول سؤال ما الذى يحدث للشخصيات المتروكة فى القصة القصيرة ؟ وفى مُحيط هذا السؤال يستشهد مولان بالروائية جين اوستن وكيف انها كانت تقص على اهلها ما يمكن ان يحدث لشخصياتها بعد نهاية الرواية ، وقد تفطنت القاصة هيلين سيمبسون لهذه النقطة وارادت فى مجموعتها القصصية المتشابكة الحدود ان تجعل لشخصياتها عمرا اضافيا وان تعاود اظهارها هنا وهناك بعد انتهاء قصتها فى اكثر من قصة لاحقة فى المجموعة . غير ان قراؤها الشغوفين الذين لم تشبعهم تلك الامتدادات المتجاوزة لحيوات الشخصيات المحدودة ، ارادوا المزيد من العمر القصصى لها ، ارادوا متابعة حياتها ومعرفة المزيد عنها.
تقول احدى القارئات فى مدونتها الالكترونية – وهى بذلك تحدثت عما يدور فى خلد بعض القراء – قالت واصفة قدرة سيمبسون فى الوصول الى مكمن جوهر الحقيقة فى ظن مجموعة من الشخصيات وبقدرتها الرائعة هذه : هل ستمنحنا نحن قراؤها الا لتقاء مجدداً بهذه الشخصيات الرائعة التى شغفنا بها؟ وتضيف : كم احب ان ارى مرة اخرى " جاد " عندما تبلغ الاربعين من عمرها و" جاد " هى شخصية البنت المراهقةفى قصة الافتتاحية فى المجموعة ، وهى شخصية ذات ميول ادبية ، ترى انها بما احرزته من درجات نهائية متفوقة فى مادة النصوص الشعرية ، ترى انها مقدرة لشىء افضل من امومة رتيبة فى احدى الضواحى.
كما سأل عدة قراء القاصة فيما اذا شعرت بالاسى فى ذاتها لفراق شخصياتها المبتدعة ، وما اذا كانت راغبة ان تعرف المزيد عنهم ؟ كما لو ان نجاح القصة القصيرة اتاح لاحتمال مثير لفكرة المزيد من تاريخ وسيرة الشخصية.
ايضا اراد العديد من القراء ان يدفعوا بالمجموعه القصصية قدماً نحو شكل اقرب للرواية كوسيلة منهم لابداء تعاطفهم ، بل ان احدهم تجرأ وسأل القاصة المعروفة فقط بنشر القصص القصيرة : متى تتكرم وتكتب لهم رواية ، وهو السؤال الذى حظى بصمت من القاصة.
يقول مولان : ان اكثر الشخصيات التى لاقت اهتماماً كانت " دورى " العاثرة الحظ ، نقطة الارتكاز فى القصة التى تحمل اسمها المجموعة القصصية والتى عادت للظهور ايضا فى القصة الاخيرة بالمجموعة. كانت ردود فعل القراء متعددة ومتباينة ، بعضهم احتج على وصف سيمبسون لدورى كونها اشبه بممسحة الاقدام وآخرون رأوا فى ان كثرة تذمر زوجها منها لايعنى انها لاتصلح ان تكون اماً رائعة ، آخرون اعجبوا ببحثها عن الخلاص ، ونيتها للهروب، والغير اثنى على قدرتها على تحمل زوجها ، وهى شعبية حازتها" دورى " كشخصية مرسومة بدقة وبراعة وواقعية ، لحتى يصعب فراقها عند نهاية الرواية ، وهو شعور مريع يعترى كل القراء فى كل الازمان ، فلكم اجل البعض لحظة الانتهاء من القراءة لاجل ان يعيش فى الزمن الاحتياطى خوفا من لحظة الفراق..