في رواق السلفيوم بالامس وفي ثالث ايامه زرت معرض الفن المصري المعاصر,، كانت القاعة خالية الا من قلة تمر سريعا على اللوحات والمنحوتات ثم ترحل وبعض الرسامين الذين لايستطيعون الابتعاد عن مكان تعرض فيه اعمال فنية اضافة الى مشرف من السفارة المصرية وفتيات شغوفات باللوحات وصحفي من جريدة أويا هو في الاصل رسام
تجولت بين اللوحات والمتحوتات المعروضة واخذت راحتي في تاملها وانتقاء ما يتوافق مع ذائقتي الفنية وما يثير فيها اسئلة من ناحية الجديد والغريب ومحاولات الخروج بمدارس ما بعد المدارس الفنية
الرسامة المصرية اسماء دسوقي جاءت في اول قائمة اولويات اختياري لوحاتها تقترب من لوحات مستشرقي القرن الثامن عشر الذين رسموا رؤاهم عن مر وركزوا على الخرائب والأثار والامكنة المثيرة للحس الاستشراقي الذي يبحث عن غموض الشرق وسحره
ولأنني احب لون السيبيا في اللوحات وهو ما استعملته اسماء في بعضها فقد كان تأملي للوحاتها لحظات متعة فنية لما تبقي من نهاري الذي كان يتمطي كسولا بلا هدف
منحوتات د. حامد جبريل ايضا كانت فائقة الجدة وكان فيها فنية وحرفية مرهفة وفيها شغل وروية واكتمال لفكرة واضحة لدي مبدع حقيقي
السيد القماش حكاية اخرى ، هذا الرسام المهووس بالساكسفون المتكرر في كل لوحاته المعروضة لدرجة اثارة الاسئلة في داخلي، رسوماته التي جاءت على ورق الحساب اعطت لرسوماته شكلا اخر واستوقفت البعض فسورياليتها - المابعد دالي - ان جاز التعبير لا تبتعد كثيرا عن الواقع الذي حين أتأمل في تمظهراته الغريبة التي تنبو عن التصديق وتقترب من السوريالية في عمق سوداويتها ، فليس بغريب ان يهبط بك المأمول الى حيث تصعد بك جدران نحو سماء ليس فيها غير بخار الهجير، او ان تتراءى لك الاشياء فيما ليست عليه ابدا
المضي بين اللوحات وبين المنحوتات ومحاولة تصويرها دون ان انعكس في زجاجها او تنعكس القاعة جلها اصعب من محاولة فهم ما يجري و تحليل الى اين نمضي
اذا كان الفن انعكاس لما حولنا من واقع ومحاولة فهمه او حتى محاولة اقناع انفسنا به او محاولة تجميله فالفن اذا هو خلاصة حياتنا وتأثيرها علينا
والفن ايضا وبالذات الرسم والنتحت اهم درس ممكن ان نستلهم منه الصبر الاناة ولملمة تفاصيل الحياة المتبعثرة من حولنا والعصية على الفهم يجعلها مستساغة للعين من بعد الفكر والقلب
اذا يمكن لزيارة معرض ما او تأمل موسيقى ما او الغوص في عوالم روائية ان تخلق في داخلنا الهدؤ والاناة وراحة نفسية حتى ان كنت قصيرة الامد
المعارض الزائرة تقليد يجب ان يستمر، كما ناديت من قبل على وجوب ان يكون رواق السلفيوم بمجلس الثقافة العام منتدى للفنون متعدد المناشط والاستضافات على مدار العام لأجل تنشيط الحركة الفنية ترسيخ التذوق الفني لدي سكان مدينة بنغازي حيث يقع هذا الرواق التشكيلي وفي ليبيا بصفة عامة
المعرض ضم نخبة من الفنانين المصريين الاكاديمين المتعددي المدارس الفنية سبق وان عرض في طرابلس الاسبوع الماضي في دار الفنون اتباعا لتقليد سنوي للعرض في ليبيا ، مستمر حتى مساء اليوم في رواق السلفيوم بمجلس الثقافة العام بالفويهات الغربية بمدينة بنغازي
ليلى النيهوم