photo:LAILA NEIHOUM
PHOTO: LAILA NEIHOUM
photo:LAILA NEIHOUM
PHOTO: LAILA NEIHOUM
المدقق في الصور يجد الادباء يطلون على الجدران بين الحضور وكأنهم يعلنون حضورهم ايضا
انتهت الحفل ولملم الجميع كتبهم ومفاتيحهم ونقالاتهم وانعكست الصور على الزجاج المطل على النشاط الاخر القائم في جامعة العلوم الطبية المقابلة وكان المصورون في الاسفل يصورون واجهة الديوان الثقافي وفي الداخل يتساءل البعض مع صاحبه محمد عقيلة العمامي عن الاسعار واحتمالات حفلات العشاء والفواتح واعياد الميلاد فكان يحيلهم الى شريكه محمد احنيش المشرف على الديوان
اللحظة وانا اكتب انطباعاتي افكر في انني اثرثر لكل من لم يحضر ولكل النقاط الموجودة على خارطة زوار مدونتي في كل انحاء العالم متمنية ان اجد نقاطا في استراليا وفي افريقيا وفي امريكا الجنوبية وفي الاسكا ولما لا اليس ثمة من يدون ويتصفح النت هناك
كما وعلى ذكر الفواتح لعلنا - قريبا - سنحضر حفل عقد قران في هذا المكان او غيره نجماه اثنان في هذا الحفل ودقيق الملاحظة سيتكهن من- مع تمنياتي لهما من اعماق قلبي بالتوفيق في رحلتهما الزوجية والعاقبة للاخريات من الموجودات في الحفل ولزوار المدونة من العازبين والعازبات
وألم اقل منذ البداية ان هذا الحفل كان جميلا وخارج عن السائد استقى طقوسه التلقائية من الوجوه الطيبة الحاضرة - الف مبروك خديجة مرتين ومن كل قلبي
ليلى النيهومLibyan colors - Painter Majda Aiad
اثناء تجوالي اليوم في المدونات الليبية وبالتحديد في مدونة آساريا لفت نظري موضوع صور معرض الفنون التشكيلية بكلية الاداب بصبراتة
الشريط يبدأ بأغنية العلم
بجاه من نصب لجبال اجعل ايامكم ديما زها
عليه غير كيف قدرت النسو ياناسي دلني
الدار
بعد ظلام درتي نور لفا عزيز يا دار يانسك
لوهام
اظروف وقت ومواهيم الخاطر افرع بيناتهن
لقسام والرجا
اجبرن خاطري لقسام جابن عزيز في يديهن وجن
المنام
يادوبك ايجيهن نوم يخطر عزيز والليل يجبرن
لنظار
لنظار يا عزيز بلاك مصافق عجاج ايذرفن
الدمع
الدمع ف الغياض يحيد عليش تخزني فيه ذرذره
العلم
سريب صوب جا للعقل نساه يا علم طاري الهل
الخاطر
غدير خاطري مازال عليه غايبة ريح صفوته
لقدار
القدر هو حجار الصوب اللي عليه يا عين انبنا
الياس
قبل راقدات بياس رياح الغلا ناض عونهن
القديم والجديد
احذاك بندروا لثنين قوليلي اتهيمي مع ايهم
لولاف
معاي يبذروا لولاف في ديهم الصابة ريتها
الجلامة
الضان شوقها لغدير جريان ماه دوبه سرسقة
هجاوي الرحا
ربي كريم جاد عليك بعد المير يهو جاك الرخا
متفرقات
الزين كي وطاة البور تعبك فيه صابا مصوقرة
كتاب غناوي علم جليس حلو ودسم قد تدوخ السبع دوخات بين اغنياته الواحدة اجمل واقوى من الاخر ويذهب بك بعيد الى هذا الاكتظاظ العارم لمشاعر واحاسيس الناس الذين الفوا هذه الاغنيات هذه الاغنيات التي هي التاريخ الانفعالي للانسان الليبي واظن ان هذا الكتاب يأتي هدية جاهزة ومنظمة لعشاق اغنية العلم . الكتاب يقع في 407 صفحة تليها عشرة صفحات لمن يرغب في تدوين ملاحظات او زيادة اغاني لن ترد في المجموعة غير ان الكتاب يضم ستة الالاف اغنية ونيف من عشرة الالاف اغنية علم تم جمعها
كتاب غناوي علم هذا فاتحة للباحثين لدراسة عدة ظراهر يمكن للقارئ المتعمق ان يلاحظها اهمها ظاهرة الحزن محرك اغنية العلم وهي ظاهرة لا يفلت منها الشعر العربي ولا الاغنية ولا المسلسل
وايضا ما تحمله العديد من اغاني العلم من اعتداد بالنفس وأنفة وكبرياء وفخركذلك من خلال اغنية العلم يمكننا ان ندرس سلوكيات الفرد وردات فعله النفسية تجاه الاحداث من حوله وندقق في سمة الصبر والرضا بالمقسوم والقدروهو من صفات المؤمن
ايضا يهمنا ايضا ان ندرس في عمل لاحق تأثر اغنية العلم في مفرداتها بمعطيات العصر الحديث
الاسئلة كثيرة والامنيات ان يمضي هذا العمل الى ان يكتمل بمجلدات منفصلة لكل غرض من الاغراض التي تسلسلت في الكتاب وان تتوسع بسرد قصص بعض الاغاني والاحداث التي استوجبهتا مثلما حدث في الاغنية الجهادية وهو فصل ممتع جدا وهو مستمد من كتاب الباحث القاص احمد يوسف عقيلة الذي بذل مجهودا هو والشاعرة بدرية الاشهب لا يستهان به في سبيل انجاح هذا الكتاب
مبروك للصديقة الشاعرة خديجة بسيكري ولأستاذنا الفاضل نوري الحميدي الذي عودنا دائما على دعم كل ماله علاقة بالثقافة والابداع والف مبروك للمكتبة الليبية العريقة بهذا الكتاب الجديد
واختم بهذه الاغنية
عليه ما يهونوا يوم اعزاز خاطري عايش بهم
ليلى النيهوم
دخل يوليو والصيف في عز احتدامه البحر اكثر زرقة من المعقول والبونسيانا تكاد تجن اشتعالا في شوارع وضواحي بنغازي
امر كل يوم وبي رغبة شديدة ان التقط ما امكنني من هذا الوهج الصارخ هذا البوح الصريح باللون حين يرتوي من عنصر الشمس
تستوقفني في البيوت والدارات وامام المحلات تتكاثف داخل المزارع تتسابق في ايها الاكثر شبها بالشفق وايها الاكثر قريا من عنفوان الاحمر
كان علي ان اكسر وطأة الصمت الذي يعتري مدونتي بين الحين والاخر وكان على ان اكتب وانا التي كأنما حل سياج بيني وبين الكتابة
الصد الكتابي يعني ان الكاتب مشغول بأمور اكثر اهمية من ان يجلس ويستغرق في نثيث اليراع
وهي امور تتصب ايضا في اساس تعميق القدرة على كتابة افضل
امور هي في مثل احتدام اشجار البونسيانات في مشهد بنغازي
احب البونسيانا كثيرا، عندما زرعناها تمنيت ان تكون لاذعة الحمرة وان لاتكون موشاة بالابيض، الابيض يكسر حدة اللون وانا احب صراحة اللون واعتداده بعنفوانه
غير ان بونسيانتي جاءت عكس توقعاتي دخل البياض في بتلاتها واطفأ حدة الاحمر حتى شارف تخوم البرتقالي
لكنها فائقة الجمال وهي في اوج اشتعالها لايمكن للعين ان تشبع من تمليها ولا يمكن للصباح ان يكون صيفيا لونيا بدون زهراتها المتساقطة التي تفرش الارض سجادا يانع الحمرة
اليوم اول شهر سبعة لا ادري لماذا انتظرت خروج شهر يونية كان ثقيلا مملا تتحرك فيه الاشياء على مضض
احتفي اليوم بزهرة البونسيانا التي تقول موسوعة ويكبيديا انها استوائية موطنها الاصلي مدغشقر وهي اكثر الاشجار تلونا
المعلومة التي احببتها في ويكيبيديا ان قرون البونسيانا تستعمل في جزر الكاريبي في صنع الة موسيقية تسمى الماراكا لأنني كنت دائما اتمنى ان تكون ثمة فائدة لقرون البونسيانا التي استعملتها مرة ضمن تنسيقة زهور جافة وكنت اعرف انه لايمكن انبات الشجرة الا بعد نقع بذورها القاسية لمدة طويلة في ماء دافئ حتى تلين وتنبت
البونسيانا قصة طويلة اولها انني كتبت منذ مدة في احدىصحفنا الليبية مطالبة ان تزرع في الشوارع فهي شجرة ظل بأمتياز وتتحمل الجفاف وارتفاع الحرارة انذاك تمنيت وتخيلت بنغازي تزينها لاالبونسيانا وتمنح الراجلين والسيارات ظلا يحتمون تحته من قيظ الصيف ولونا يبعث البهجة والحيوية في النفس
احدي القارئات وهي خبيرة زراعية اخبرتني لاحقا ان حلمي ذاك تعتريه عوائق اهمها ان البونسيانا مع نموها وتضخمها تقتلع الارصفة وتشققها وقد تضر ايضا بأساسات المباني وانها شجرة لكثافة ظلها ولاتساع رقعة امتداد عروقها لا ينبت تحتها شيئ اخر
لايهم هكذا اقنع نفسي دائما كلما حانت مني التفاتة في شوارع بنغازي وفجأني عنفوان بونسيانة ما في بيت او شارع تلهيني عما يحدث في الشوارع من تكسير وحفير لمشروع هو ابعد مما نعانيه وتعانيه عرباتنا هذه الايام مشروع يهدف الى تحسين مظهر مدينتي بنغازي ويجعلها لائقة بأسم مدينة بعد ان كادت تفقد هذا الصفة وتتحول الى مجرد بلدة تعوزها مقومات بنية المدينة
لا يهم طالما منحتنا فيئا خفف من وطأة الصيف لترتاح تحته وتقف لحظات عجائزنا الطيبات الماضيات في الصبح لشراء الخضروات او مراجعة العيادات والمصالح الادارية
لا يهم وان اقتلعت الارصفة بعد عشرون سنة من الان على الاقل تكون ذريعة كي تتجدد الارصفة فتمنح للمدينة تغييرا يزيل الملل ويبعث الحيوية في نفس السابلة التي ترمض اعينها من الرتابة
الجميل ايضا انني بالتنقل في النت بحثا عن معلومات اكثر عن البونسيانا ، جاء في موسوعة النباتات فلور يداتا
ان شجرة البونسيانا من اجمل اشجار العالم وان المرء لا يملك الا ان يقع في حبها وانها محبوبة جدا في ميامي لدرجة انهم يقيمون مهرجانا لزهورها هناك ! هل ثمة توارد افكار بيني وبينهم وان اليوم هذا احتفي بزهرتها!! ام ان الجمال يفرض نفسه ويفرض مقتضيات التعامل معها
وجدت في نفس الموقع ان قرون البونسيانا التي يستعملونها وقودا تسمى لدى اهل الكاريبي" لسان المرأة " فهي تطقطق حين تهزها الرياح، اضحكتني التسمية واثار التشبيه في ذهني ردودا ليس اقلها انه لسان المرأة الكاريبية فقط ولا يطالنا نحن - باقي نساء العالم - بأي شكل من الاشكال من قريب او بعيد
ايضا سميت الشجرة في القرن الثامن عشر على دو بوينسي وهو الحاكم الفرنسي لجزر الهند الغربية الفرنسية انذاك
البحث في النت عن قصائد تتغني بالبونسيانا النارية قادني الى حيث لا اتوقع الى شعراء الكاريبي وبورتو ريكو . ولماذا لم اتوقع ذلك وهم يستقون الهام شعرهم من اليناعة واشتعال اللون في الطبيعة من حولهم
ليلى النيهوم