,
Translating Libya
The Modern Short Story
Ethan Chorin
Published by:
in association with
The London Middle East Institute(LMEI)
School of Oriental and African Studies (SOAS)
University of London
بالتعاون مع معهد دراسات الشرق الاوسط - كلية الدراسات الشرقية والافريقية بجامعة لندن
يحوي كتاب ايثن كورين الذي صدر بعنوان : ترجمة ليبيا - القصة القصيرة الليبية المعاصرة في طياته وبين سطوره اكثر مما جاء فيه من ستة عشر قصة ليبية مترجمة ، فهو كتاب عميق يدل على روح تقصي و استكشاف عالية وعلى محاولة لفهم مجتمع ودولة مثل ليبيا من وجهة نظر ديبلوماسي مثقف ومترجم غربي عاش فيها لبضع سنوات ولفتت نظره ظواهر رغب بحس الاكاديمي ان يتعمق فيها ويبحث عن جذور منشأها وصولا الى فهم اعمق لديناميكية المكان و تشريح االبنية الاجتماعية السياسية فيه ولئن غلبت كفة التحليل السياسي فيه عن زاوية الثقافي فذلك يرجع الى ثقافة المترجم السياسية التي غلب ميلها على الجوانب الاخرى . فقد ظلت ليبيا لسنوات عديدة ولأسباب متعددة اهمها الحصار الجوي والحصار الاقتصادي وقيود اخرى، ظلت مكانا غامضا تدور حوله التكهنات وتُستدرعنه استنتاجات قد تقارب الصواب وقد تبتعد عنه في شطط غير العارفين
ايثن كورين دبلوماسي امريكي جاء الى ليبيا في 2004 مع اول بعثة امريكية ملحقا اقتصاديا / تجاريا بعد انقطاع سياسي وانعدام علاقات طويل بين البلدين وبعد سنوات من تبادل التهم وشن الغارات واحتدام نوايا حول مواجهات عسكرية وغيرها
في ظل ما بعد هكذا اجواء رسّبت في النفوس ما رسّبت طرأت لأيثن كورين وهو الشغوف بالسفر واستكشاف الامكنة جغرافيا وأثنيا وعادات وتقاليد والمهتم بتاريخ وثقافة البلدان اضافة الى اتقانه اللغة العربية وبسبب وقت الفراغ الطويل الذي كان عليه ان يمضيه في غرفة في فندق كورنثيا بعد ساعات الدوام محاولا التعرف على ليبيا -ذاك البلد الذي لازال يكتنفه الغموض رغم كل مظاهر انفتاح الشكلية - وذلك عبر صفحات الصحف والمجلات وبطون الكتب الادبية الليبية المتاحة، وبتبادل وجهات النظر الثقافية هناك التقى هو وباسم الثلثي مساعده الليبي وهو شاب مثقف يتفن الانجليزية عمل في مكتب العلاقات الامريكية تلك الفترة - التقيا في فكرة التعاون حول الاشتراك في ترجمة مختارات ذات شروط من القصص الليبية القصيرة الحديثة من هنا بدأت الحكاية ومن ثم مع تطور وتوسع المشروع ودخل الى منعطفات اخرى ضرورية حتمها التوغل في قراءة اكداس من القصص الليبية القصيرة و لتميز أيثن بنفس تحليلي دقيق وخلفية ثقافية جيدة واجادة للغة العربية ومثابرة على الترجمة في اصعب الظروف وخصوصا بالنسبة للنصوص المتراوحة بين العربية الفصحى واللهجة المحلية الليبية وهي لهجة تختلف بأختلاف وشساعة المسافات في ليبيا ، توضحت لديه نقاط رأها مهمة واتجه نحوها موضوع الكتاب ومحوره وهو المكان في القصة القصيرة اين كان واين اختفى ولماذا عاود الظهور مجددا اضافة الى نقطة اخرى اثارت المؤلف المترجم الا وهي لماذا تكتظ القصة الليبية القصيرة بالحزن والكأبة لدرجة تلبس حالاتها النفسية المعقدة القارئ الغربي غير المتعود على الاجواء الدرامية والتراجيدية في الادب العربي والليبي بالتحديد والذي لعل مرده الى عوامل كثيرة دراستها تهم طالبي درجات الماجستير والدكتوراه في علم نفس وتارخ الادب ان كان ثمة تخصص دقيق بهذا المعني
كانت مهمة صعبة - برأيي كمترجمة ادبية مررت بنفس التجربة في ترجمة النصوص الانجليزية الى العربية لسنوات طويلة -وهنا كان دور باسم الثلثي المهم في المساعدة في تقريب المعاني المقصودة من كذا جملة وكذا معنى وراء جملة او مغزى وراء السطور - الترجمة المشتركة ضرورية احيانا في تقريب المعاني التي لا ينفع معها قاموس وانما تنفع معها الخبرة الثقافية الاجتماعية بالمكان - النتيجة كانت ان توصل الاثنان معا الى ترجمة ثلاث قصص ليبية ومن ثم - وهنا عندي نقطة وقف - انتقل العمل الى شكل احادي حيث استمر ايثن في الترجمة وفي البحث عن مزيد من القصص التي تخدم فكرة بزغت برأسها واخذت تلح عليه بشكل متواتر برز سؤاله الدقيق عن المكان في القصة الليبية وهو في رأيي سؤال له اعتباراته من وجهة نظر غربي - امريكي اتي من بلد تنتظم فيه الشوارع الى ارقام وتسميات ثابتة وياتي فيه ساعي البريد يوميا يضع رسائل لاتنتهي الى اصحاب الصناديق الذين يفتحونها يوميا كي يكونوا على اتصال ببعضهم وبمصالحهم ولا يتحركون الا و عناوينهم تسبقهم ولا يتحركون ايضا الا وفق اشارات وعلامات طريق دالة وواضحة للأماكن والطرق السريعة ولايكتبون في هذا البلد الشاسع الا وكان حضور الامكنة بدقتها وتواصيفها وتسمياتها امر مهم ودال لفهم مغزى احداث اي قصة او رواية او نص بشكل عام
سؤال أين المكان في القصة الليبية؟ اين وقعت هذه القصة او تلك ؟ كيف يمكن الدخول الى عالم قصة مجهول مكان حدوثها ومجهولة اسماء شخصياتها مثلا؟ سؤال متشعب بسيط وغير معقد غير ان الاجابة عليه تطول وتدخل نفس التيه الذي دخل فيه القاص حين قرر ان لا يكون للمكان اسم وعنوان وان يكون السديم او واقعا بديلا و مقرا لقصته وملعبا سادرا في الخفاء لشخصياته المهمشة
الكتاب يحتوي على مقدمة كتبها السفيرالامريكي السابق في ليبيا ريتشارد مورفي قال فيها ان القصص التي اختارها ايثن ذات علاقة بأمكنة عرفها وزارها المترجم في ليبي الحاضر تتنوع موضوعاتها بين الخرافات و الحكايات التاريخية الى موضوعات اخرى ذات صلة بقضايا معاصرة ويضيف ان كتابه هذا يأخذ القارئ في جولة عبر البلاد مستبصرا في الاختلافات التي تمتاز بها الامكنة المختلفة مركبا من خلالها ما استغلق في لعبة التراكيب الجغرافية المتناثرة ومن هذا المنطلق يعتبر كتابه دليلا للمسافر الى ليبيا اليوم مدعوما بهوامش عن تاريخها ومقالات عن قضايا ذات صلة بموضوعات وتناولات قصص قصيرة منتقاة لكتاب ليبيون من العقود القليلة الماضية الى اليوم
يضيف السفير مورفي ان هؤلاء القصاصون ليسوا معروفين لدى القارئ الغربي والقليل منهم معروف في العالم العربي . ويلاحظ السفير مورفي ان العديد من هؤلاء القاصون يكتبون قصصهم بأسلوب شعري كأنهم يوثقون شذرات من اساطير قديمة. وان هذا الكتاب ليس كتابا تحليليا بقدر ما يمكن ان تخبرنا قصصه بكيفية عقلانية واضحة عن هذا البلد، كيف كان وكيف هو الأن والى اين يمضي. ويؤكد السفير مورفي في ختام تقديمه للكتاب ان قراء هذا الكتاب من كل بد سيحظون بتقديم استثنائي خصب لليبيا اليوم وسيستمتعون برحلتهم صحبة ايثن كورين
في مقدمته للكتاب يقول ايثن انه بتجدد العلاقات الدبلوماسية بين الليبية الامريكية في يوليو 2004 كانت ليبيا لاتزال بالنسبة للكثيرين وكأنها مساحة مغيبة عادت للظهورعلى خارطة العالم
سؤال واحد عن هذا المكان المغيب في القصة الليبية القصيرة - بعضها ربما - وعن البلد الذي غُيب عن خارطة العالم طويلا قاد ايثن الى رحلة امتدت من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب الليبي منطلقا من طرابلس الغرب وما حواليها بحثا عن قصص انتقاها ورأى انها جاءت ضمن شروط بحثه لكونها تدور في امكنة موصوفة وموجودة في الخارطة الليبية او على الاقل يمكن الوصول اليها وزيارتها. كما ينطلق في رحلات بين التاريخ والمراجع والمشاهدات الشخصية والملاحظات رحلة قادته في الجز الثاني من الكتاب الى بنغازي وامتدادات المكان شرقا وغربا حيث ترجم سبع قصص تحمل شرط المكان لكل من الصادق النيهوم ووهبي البوري ورمضان بوخيط وعبدالرازق المنصوري وصالح سعد يونس ونجوى بن شتوان وعبدالله علي الغزال مشيرا الى ان النيهوم والبوري من مؤسسي واباء القصة القصيرة البنغازية مثلما يعد كامل المقهورنظيرهما في طرابلس وهؤلأ الثلاثة من الكتاب الذين تعتد قصصهم بالمكان الذي اختفي في اجيال القص الليبي اللاحقة - حسب ملاحظته النقدية - ليعود يتربع - المكان الذي غاب في السبعينيات والثمانينات - تدريجيا في النصوص القصصية لحقبة التسعينيات وما بعدها مع اطلاق سراح الكتاب المسجونين ورجوع بعض المهاجرين منهم و انتشار الانترنت الذي جلب للقارئ الالكتروني مجلات الكترونية مثل ليبيا اليوم التي منحت للكتاب بأنواعهم براحا للكتابة وقراء في الحال وكذلك نشؤ جيل جديد من الكتاب والكاتبات في العشرينيات والثلاثينيات من عمرهم - جيل استفاد من التواصل مع المشاهد الثقافية العربية والانفتاح على الثقافات الاخرىالنقطة الاخرى التي يؤكد كورين اهميتها انه بعودة المكان- الذي يستدرك ويقول ان التقاليد الاجتماعية ايضا لها دور في غيابه لأعتباراتها الخاصة في مجتمع لا يمكن القول جزافا انه اجوف بل هو اكثر تعقيدا مما يبدو مثله في ذلك مثل مجتمعات عربية قريبة انتجت ادبا اكثر طولا وعمقا من القصص القصيرة - وانه سيذهب بعيدا في القول انه سيمكن لليبيين بعد عودة عنونة المكان وتسمية الشخصيات سيكون لليبيين هوية واعمالا اكثر طولا من القصة القصيرة
يمكنني ان ارى علامات التعجب ستعتري الكثيرون من مثقفينا ممن سيقرأون هذا العرض واصر على كلمة عرض لأن الكتاب يحتاج الى قراءة اعمق والى فهم ما ذهب اليه الكاتب في ظل الظروف التي اتاحت له الاطلاع على عينات من الادب الليبي لا تمثل مجمله و لا تمتد الى ما وصل اليه مستوى الرواية في ليبيا لدي مجموعة من الاسماء الروائية ذات النتاج المهم المترجم الى عدة لغات والحائز جوائز وتقدير عربي وعالمي
في رحلته الى بنغازي بحثا عن امكنة ذُكرت في القصص وبالذات هوتيل فيينا في قصة وهبي البوري الذي بعد جولة واسئلة اتضح انه يقع قبالة سينما برنيتشي المحترقة منذ عدة عقود والتي يعاد ترميمها توطئة لأفتتاحها ضمن برنامج هيئة السينما الليبية المستحدثة . يستمر ايثن في سرد - في ذات الجزء - الثاني - حكاية حصوله على القصص ما بين مكتبة الاستاذ عبد المولى لنقي وحكايا والد باسم الثلثي ود. محمد المفتي وما بعثته له انا شخصيا من قصص جمعتها من معظم كتابنا مشترطة فيها وصفا للمكان وبين تجوله على امتداد سوق الظلام سابقا ومن ثمة سوق الجريد ووصفه للمكان وما أثارته الروائح المختلطة في نفسه واحساسه بمدينة بنغازي التي دخلها في يناير 2005 في زيارة للنهر الصناعي وغرفة التجارة والميناء قادما من مطار معيتيقة بطرابلس احساس ساده سؤ فهم في البداية توجته بحيرة بنغازي الملوثة التي تصل ريحها العفنة الى قاطني فندق تبيستى فلا ينجو الذين يعانون من حساسيات من الصداع المفرط ليعود ويقول ان بنغازي بالرغم من بهاءها المفقود وحالتها المهلهلة لازال نبضها الفتي يخفق وروحها تشتد والحقيقة ان هذا الجزء ممتع ومهم ان نستشف منه كيف يستقبل القادم مدننا التي تعودنا عليها لحتى ما عدنا نراها جيدا وفقا للقاعدة المنطقية القائلة بأن الألف ينفي الزيف، وفيه تنساب سردية ايثن للمكان بلغة جديرة بعمل روائي لحتى كنت انتقل ذهنيا مع الكاتب وانتقل معه في شوارع مدينتي اراها بعينيه واجنبه اللوم فتلك مظاهر نراها فعلا ونتغاضى عنها وفقا لأيماننا باللا غالب الا الله وعسى ان تنصلح احوال البنية التحتية لهذا المدينة التى لا انحاز لها لأنها مدينتي بقدر ما انحاز الى احتمالات جمالها المحتاج الى صقل وعناية واهتمام لتجديد شبابها المفقود
من القصص القصيرة التى تم لي تجميعها اثارت قصة الرحلة العفوية المترجم واختارها للترجمة والحقيقة ان القاصة الروائية نجوى شتوان حين اخبرتها بقصة - ذاك المترجم الامريكي الباحث عن قصص للترجمة يكون فيها المكان علامة بارزة ويكون مكانا ليبيا - ليس على الخارطة المعروفة لدى الغربيين اي ان لايكون في المدن الرئيسة مثل طرابلس او بنغازي - ارسلت لي بعد ايام قصة الرحلة العفوية عبر الأيميل وكانت قصة رائعة ذات جرأة وتحمل حزنا شفيفا يندلق بلا رقيب امام بحر ليبي لا نهاية له - وهي القصة التى عرفت انا من خلالها وسيعرف الجميع بوجود مكان اسمه بوهريشيمة خلدته نجوى في هذه القصة القصيرة التى تحدث عنها أيثن كثيرا في الكتاب وفي الندوات التي اقيمت حوله هنا وهناك في فصل قصص من الجنوب : جالو ومزدة و غدامس - التالي الذي يضم قصصا للصادق النيهوم : مركب السلطان و تقع احداثها في جالو التي يفرد لها المؤلف صفحات يصف موقعها الجغرافي وحكايات ملتقطة من البحث في النت اينما ظهر احتمال اسم جالو الذي يقود والعجب الى فتاة تبحث عن رجل بمواصفات معينة ويكون من جالو التي يصل عدد سكانها الى عشرة الآف نسمة وحيث يعرف الجميع بعضهم البعض كما يقول المؤلف كما يقود ايضا الى رحالة مختلفين - ذكرهم المؤلف في الكتاب -أتوا على ذكرها ووصفها هنا وهناك
وصل أيثن الى جالو يوم 24 مايو في رحلة بدأت على متن الخطوط الافريقية من طرابلس الى بنغازي- في الكتاب ذكر لمعظم الخطوط الليبية ، فقد وصل الى بنغازي على متن البراق الخطوط الليبية الخاصة التى كانت انذاك درة الخطوط الليبية - ومن ثمة استقل وباسم مرسيدس فيتو جديدة في رحلة استغرقت اربع ساعات ونصف - واصفا مزارع النخيل المستحدثة وباحثا عن التلال الرملية المذكورة في قصة مركب السلطان للصادق النيهوم غير الموجودة في الواقع ويجهل وجودها من سألهم عنها من سكان جالو . المتعة في الفقرات الخاصة بأيثن سأدعها لمن يتصدى لترجمة الكتاب حيث ستتمثل المهمة في ترجمتها وتجميع نصوص القصص في لغتها العربية ولينتظر القراء حتى لا احرمهم من متعة قراءة انطباعات المؤلف عن الامكنة الليبية التي زارها وعن الامكنة التى بحث هنا وهناك عن معلومات عنها وكتب عنها من وحيها ولن احرم القارئ لاحقا من رفع حاجبيه اندهاشا او استغرابا او استنكارا ايضا فلكل وجهة نظره وللكتابة حريتها المطلقة مالم تمس المقدسات
يضم الفصل ايضا ترجمة قصة الجراد للقاص والروائي احمد ابراهيم الفقيه والتي تدور احداثها في مزدة مسقط رأس الفقيه التي زارها المؤلف في ربيع 2005 صحبة مجموعة من الجمعية الآثارية الليبية ، ومزدة الموصوفة في حقول الرماد لدى الفقيه تشبه كثيرا مزدة اليوم ويوضح المؤلف محاولات الوصول الى الفقيه عبر عناوينه الدبلوماسية في اثينا ورومانيا ليصل اليه عبر ايميله الذي اعطته له المحامية المتميزة عزة المقهور ابنة الروائي الراحل كامل المقهور وبذلك عبر تواصله مع الفقيه حصل المؤلف على موافقة الفقيه على ترجمة قصته :الجراد نصل هنا لقصة : من باب لباب للقاصة الصحافية المترجمة مريم سلامة وهي قصة غير منشورة مصدرها الكاتبة شخصيا وتقع احداثها في غدامس التى تعتبر قبلة السياح القادمين الى ليبيا وهي قبلتنا نحن الليبيين ايضا ولدينا شغف لزيارتها لتميزها واختلافها الثقافي وكل تلك الفنون البدئية التي تزين بيوتها والوان ثياب اهلها ومهرجانها السنوي الذي ينعقد في اكتوبر. وقد سميت غدامس عام 1985 موقعا تراثيا انسانيا من قبل اليونسكو
وهى ذات غدامس التي استوحت منها الكاتبة النمساوية زوجة السفير النمساوي السابق في ليبيا روايتها القصيرة
Les ombres de Ghadams .Joel Soltez ( نوفيللا) : ظلال غدامس
التى اقترحتها عزة المقهور على المؤلف الباحث عن معلومات واجواء غدامس وهي تحمل نفس اجواء قصة مريم سلامة : الشخصيات النسوية التي تتململ وترفض قيود التقاليد القديمة في القرن الواحد والعشرين والقرن الماضي بالنسبة لشخصيات النمساوية جويل. هنا نجد الروائي في ايثن يستيقظ متحفزا لوصف المكان والاشخاص بأسلوب ممتع يتداخل فيه قلم الباحث احيانا- ليدخل بالارقام والاحصاءات والوصوفات الجغرافية - ممتع لنا كقراء ليبيين وغيرنا لننساق وراء الوصف ونتخيل المكان الذي لطالما حلمنا بزيارته
شارع الطاحونة قصة اخرى تصدى لترجمتها ايثن كورين وهي للقاص الاستاذ احمد محمد العنيزي مأخوذة من مجموعته القصصية حديث المدينة الصادرة عن مطبوعات مجلة المؤتمر وهي المجلة الليبية التي قامت بدور كبير في نشر شتات ابداع الكتاب الليبيين والليبيين في سنوات 2004 - 2005 شهريا فكانت متنفسا للمخطوطات التي ظلت طويلا حبيسة الادراج وفتحت بذلك سوق النشر الليبي الذي تكفلت بباقيه امانة الثقافة ومجلس الثقافة العام حتى لم يعد ثمة كاتب او كاتبة ليبية بمقدوره القول ان ليس لديه كتاب او اكثر منشور او تحت الطبع
نعود الى قصة شارع الطاحونة والتي اعتقد ان مكانها ليس في هذا الجزء الجنوبي وانما في الجزء الشرقي من الكتاب حيث بنغازي وحيث شارع البحر واحداث القصة وعسى الا اكون مخطئة في تقديري
الفصل الثالث يقدم قصصا من الغرب - غرب ليبيا - طرابلس الساحة الخضراء - السرايا - لبدة - زوارة . يبدأ كورين الفصل عن طرابلس والمدينة القديمة حيث الامور لم تبدو كما توقع المرء قبل القدوم فليس ثمة ابل في طرابلس وهو الكليشيه الذي يقابلنا نحن الليبيين اينما اتجهنا في العالم ، واجهت انا نفس التصور عندما كنت هنا في امريكا منذ ثلاثة سنوات مضت ضمن مجموعة من 39 كاتب من انحاء العالم ورفقة مشرفينا والقائمين على برنامج الكتابة العالمي بجامعة آيوا : لم نكن نظن الليبيون مثلك ؟ في ذهننا صور الخيام والابل والعين الوحيدة!! من يلومهم على كليشيه سوقت له السينما الغربية وغيرها
يضيف ايثن ان ليس ثمة الكثير من النخيل ايضا ولا قطعان بقر او ماشابه بل انها ربما تشبه تونس والجزائر ماضيا في وصف الميناء وقوارب المساء والابنية العالية : ابراج الفاتح وذات العماد التي من ضمنها فندق كورنثيا حيث اقام جزء من مدة مأموريته في مكتب العلاقات الامريكي واصفا ان اجمل ما تكون طرابلس مشاهدتها من المطعم الدوار في اعلى برج الفاتح ثم يعرج واصفا المدينة القديمة التي ليست مثل المدينة القديمة في صنعاء وفي غدامس غير مأهولات بالسكان العكس هنا صحيح فالمدينة القديمة بطرابلس لازال سكانها فيها وان كانوا في الاغلب ليسوا سكانها الاصليون ولا المنحدرين منهم الا فيما ندر - اولئك - هجروها الى بيوت اكثر حداثة ورفاهية في منطقة سوق الجمعة!! فالذين يسكنونها اليوم لا خيار لهم غيرها واغلبهم من اللاجئين الافارقة وغيرهم
يمضي ايثن في وصف طرابلس منحدرا الى الساحة الخضراء - ميدان الشهداء سابقا والى القلعة او السرايا الحمراء من ضمن تسمياتها العديدة والى مقهى السرايا - وهو مقهى اعتاد الكتاب الالتقاء فيه في سنوات ماضية وان تغير اجتماعهم الان في مقاهي اخرى متفرقة في المدينة - الذي اعتاد الجلوس فيه وتأمل متحف السرايا المقابل وبرج الساعة المجدد حديثا ، يمضي به الحكي ايضا الى ميدان الغزالة وميدان الساعة ثم يحكي قصة البيت الذي انتقل اليه في قرقارش وقصته مع ديك ازعج لياليه حتى سكت اخيرا وتمنى الكاتب ان يكون طعمه لذيذا مفترضا ان اصحابه تعشوا به ، لمسات وحكايا مرحة هنا وهناك ، من يعرف قرقارش وخبروتينها اليومي و زحمتها في المساء وفي الاعياد واجواؤها ومحلاتها ومقاهيها سيعرف عما يتحدث المؤلف في هذاا الجزء
القصص التي يضمها هذا الجزء : عودة قيصر لمفتاح قناو من مجموعته عودة قيصر الصادرة عن مجلس تنمية الابداع الثقافي ، وقصة القلعة والماء للقاص والروائي زياد علي من مجموعته الطير الذي نسى ريشه عن الدار العربية للكتاب 1991وقصة الفندق الكبير للقاص المرحوم كامل المقهور وهي ترجمة مشتركة بين باسم الثلثي وايثن كورين وقصة حكاية طرابلسية للمياء المكي ولعلها اسم جديد في المشهد الادبي الليبي -فلم يسبق لي ان قرأت لها او ربما فاتني ان اقرأ لها - والقصة ذات اسلوب طازج و تلقائي واضافة الى كونها ملائ بأسماء الاماكن وهو ما يندرج تحت شرط القصص المترجمة في هذا الكتاب تليها قصة الروائي والكاتب الاستاذ علي مصطفى المصراتي : طبعة خاصة وقام بترجمتها ايضا باسم الثلثي وايثن كورين معا ولعلها لحد علمي من اقصر قصص المصراتي فقد اعتدنا الطول في قصصه القصيرة وتدور احداثها في اجواء صحفية
في جزءه الثالث ينتقل كتاب ترجمة ليبيا من قصصه القصيرة وامكنتها ووصوفاتها وتحليلاتها من وجهة نظر المؤلف المترجم الى استقراء تلك القصص متحدثا على المراحل التاريخية للقصة القصيرة في ليبيا منذ اوائل القصص في 1897-1948 ومن ثمة فترة الخمسينيات وايضا الستينيات واالفترة مابي 1969 و1986 الى يصل الى كتاب ليبيا الجدد كما يسميهم حتى 2006 تاريخ انتهاءه من انجاز الكتاب ساردا المزحة القائلة ان في ليبيا كتاب قصة قصيرة اكثر من قراء القصة القصيرة فيها . وان القصة القصيرة تظل قناة مفتوحة للتعبير . ولأنسجامها وتواشجها مع الوسائط الاعلامية الحديثة على سبيل المثال الانترنت السريع الانتشار في ليبيا ، كما يثير نقطة من مجمل ملاحظاته فيقول ان ان نسبة كبيرة الى حد معقول من الكتاب الشباب حاليا هم كاتبات في نهاية العشرينيات و مقتبل الثلاثينيات من عمرهن - مقارنة بكتاب ( New Age ) الرجال الاكثر تقدما في السن من العقود الماضية . ويضيف ان كاتبات
او كاتبات ليبيا اليوم لو صحت الترجمة والنية ، اللواتي بدأن فيما تصور من حيث انتهى الكبار
اتصورهن انا - المدونة - خارجات من تجاربهن الخاصة في زمن لا يتصل بما مضى الا في همسات ولا يقترب بما هو موجود الا في تعايش ربما!!
وهؤلاء الكاتبات والشاعرات - يقول ايثن في كتابه - اهميتهن الادبية في ازدياد وهن : ليلى النيهوم ونجوى بن شتوان ومريم سلامة
ثلاثة اجيال الصدمة الاقتصادية عنوان اخر يدخل فيه الحس التحليلي الاقتصادي لدى ايثن محللا الاوضاع الاقتصادية وتغيراتها وتمظهراتها في السياسة والمجتمع المنعكسة كلها في القصة القصيرة الليبية خاتما بتحليل الاقتصاد الليبي الجديد عبر القصص الحديثة وحالة الاثرياء الجدد في قصة لمياء المكي الهجرة والنزوح والارتحال بين المناطق من العصر الوسيط وحتى القرن العشرين والهجرة الداخلية في عصر العربات والسفن والذهب الاسود و الهجرو من الشمال والهجرة من افريقيا بسبب المجاعات والجفاف وماتبع ذلك من استعمال ليبيا المفتوحة للجميع بحثا عن العمل ولقمة العيش ومن ثمة معبرا للهجرة غير الشرعية الى اوروبا فيما يشبه التقرير المفصلومن ثم يعرج على الاقليات الواردة في القصص الليبية في الفترات السابقة مثل اليهودية في قصة المقهور وغيرهم ولعل الاجزاء الاكثر اهمية في الكتاب والتي تحتاج الى المزيد من القراءة النقدية وتفتيح موضوعات الدراسة لدى الباحثين هما الفصل المختص بالذهنية الليبية بين الكآبة والاحباط والمرح النادر والايمان بالخرافات المتمثلة في القصص الواردة في المجموعة وبناءا على تحليل للأدب الليبي الذي لايخلو من القتامة والحس التراجيدي في فهم الغربيين، والاخر الذي يناقش المرأة الليبية وخياراتها في الحياة مابين اليوم والامس وبين الاقدام والاحجام وذلك من خلال الشخصيات النسائية في القصص المترجمة التى في اغلبها شخصيات نمطية وكليشيها معتادة
الكتاب يخُتتم بترجمات ذاتية للمؤلفين المترجمة قصصهم ومسردا للمراجع التى استند عليها الكتاب الذي ارى انه كتاب مهم جدا يوثق ويعرف العالم الغربي بكتاب القصة الليبية ويثير حماسة السياح والمهتمين بليبيا والراغبين في زيارتها تدفعهم الذى ذلم مغامرات ايثم كورين داخل المناطق الليبي محاولا استقراءها ثقافيا وسياسيا واجتماعيا عبر قصص ستة عشر قاصا وقاصة ليبية على اختلاف اعمارهم ومشاربهم واجيالهم الادبية ومكانتهم الادبية المتفاونة في المشهد الثقافي الليبي، وهو كتاب ايضا مهم جدا في استقراء وجهة نظر الاخر في بلادنا التي كما ذكرت سابقا لاندقق في تفاصيلها الا منعكسة في مرايا الاخرين سلبا او ايجابا كما ان الاهمية الاخرى للكتاب هي مسألة ترجمة الادب الليبي وهو المشروع الذي لطالما حلمت بانجاز ولو جزئية بسيطة منه والذي قدمت فيه المقترح تلو الاخر اثناء عملي في امانة الثقافة واشرافي على مكتب الترجمة فيها زمشينا فيها خطوات وتجهيز الى ان جمدت الامانة ومشروعاتها الي حين ، اضافة الى طموحات كانت مرتقبة في الهيئة العامة للكتاب التي لازالت حبرا على الورق فيما اظن كما تركتها هناك في ليبيا . اؤكد ان مسألة الترجمة وترجمة الادب بالذات مشروع مهم لأي بلد ولكل العالم الذي يتقارب بشكل غير معقول عبر القنوات الالكترونية وعبر التواصل المتسارع بين الشعوب والدول بسبب هذه القنوات المفتوحة. فالادب هو الوعاء الذي تُستقرأ منه اهواء وميول هذه الشعوب وهذا العالم
هذا الكتاب : ترجمة ليبيا قد يصبح مثلا مرجعا من مراجع طلبة الترجمة في اكاديمية الدراسات العليا والجامعات الليبية ومرجعا ايضا للباحثين من كل العالم. بقى ان اختم بالقول ان في الكتاب نقطة رائعة تحسب للكاتب ايثن كورين كونه حفظ حقوق كل الذين ساعدوه وامدوه بقصص محتملة لمشروعه او معلومات دفعت بالكتاب قدما وساعدته في انجازه وذكرهم فردا فردا بتفاصيل دقيقة وشكرهم كما يجب الشكر، كما ان الكتاب متعة ايضا لنا نحن الليبيين اذ نتعرف من خلاله على مناطق مختلفة من بلادنا لم يخطر لنا يوما ان نفكر في زيارتها او التعرف عليها كما سيلفت انتباه الاجيال الليبية الجديدة في الداخل والخارج الى الادب الليبي وكتابه وكاتباته وإن في جزئية القصة القصيرة
عمل كورين سابقا في السلك الدبلوماسي، ويعمل حاليا كبيراً للباحثين في برنامج الشرق الأوسط التابع لمركز الدراسات الاستراتيجية
CSISوالدولية في واشنطن
عرض : ليلى النيهوم
فيما يلي عرض للكتاب كتبته : سوزانا طربوش ونُشر في موقع قنطرة بعدة لغات ونشرته معظم المواقع الليبية ولها الفضل في ان اخرجت موضوعي هذا الذي كان حبيس مسودة المدونة منذ شهريونيو الماضي والذي بدأت في كتابته منذ ان بعث لي د.ايثن كورين نسختي مشكورا من كتابه القيم : ترجمة ليبيا انذاك و الذي احضرته معي هنا حيث استقر بي المقام في امريكا ليتسنى لي قراءته على مهل وهي القراءة التي كنت اؤجلها من وقت لأخر حتى اصبحت اكثر استقرارا وبدأت التفت لقلمي الذي كان في استراحة محارب كما يقولون فشكرا لسوزان والشكر لأيثن كورين فيما قاله عن أهميتي كمدونة ليبية قدمت خدمة مهمة للأدب الليبي عبر نشره والترويج له في مدونتها - نوهمة - وماذكره في الكتاب عن كوني على الارجح اول مدونة ليبية
Individuals like Laila Neihoum (a cousin of Sadiq Nayhoum) have done Libyan arts a tremendous service by publishing blogs describing what's going on in Libyan art and literature.
Translating Libya: stories of love and hardship
Bonn, Germany-
Ethan Chorin’s book Translating Libya: The Modern Libyan Short Story defies being pigeon-holed within a particular genre. At its heart are 16 Libyan short stories newly translated by Chorin (in three cases, jointly with Basem Tulti). But the book is at the same time a delightful mixture of travelogue, scholarly study and a record of personal encounters.Libya, after its long years of international isolation, still appears generally mysterious and little understood to outsiders. The title, Translating Libya, can be seen in two ways. One is the translation of Libyan literature, the other the “translating” of Libya itself. Through the stories and his accompanying jottings and commentaries, Chorin throws much light on different facets of Libya, past and present.Chorin was a member of the small team of US diplomats that went to Tripoli after US-Libyan relations were renewed in July 2004. He remained there as Commercial and Economic Attaché until 2006.When he asked his assistant in Tripoli, US-educated Basem Tulti, if he could recommend any good local authors, Tulti produced a paperback containing The Locusts by Ahmed Fagih. Chorin loved the story, and translated it into English. Thus the idea was born of collaborating with Tulti on a project to translate a number of stories.The stories are interspersed with Chorin’s vivid, often amusing, accounts of his adventures while travelling to far-flung places, or trying to track down particular writers or stories. He combed multiple sources for stories, including bookshops, newspapers, magazines, web sites and personal contacts. How did Libyans react to Chorin as a US diplomat? Chorin said he “always got the sense that most Libyans felt very positive towards Americans, despite the past obvious tensions in the relationship.”He reckons this is perhaps because “older Libyans generally had fond memories of interactions with Americans in the 1960s and 1970s, and Libya’s international isolation shielded younger generations (somewhat) from the hot-button issues about which the rest of the region obsesses. This is no longer the case, and expectations are high as to what the rapprochement will produce.”The 16 stories are rendered in clear, flowing translation. Their authors range from Wahbi Bouri, born in 1916 and widely considered the “original” Libyan short story writer, to younger authors including Abdullah Ali Al-Gazal, Maryam Ahmed Salama and Najwa Ben Shetwan.Chorin notes that a considerable percentage of young Libyan writers today are women in their late 20s and early 30s, whereas in the previous two decades writers were overwhelmingly male. Some women write under male pen names, however, as they do not feel writing is yet a socially acceptable activity for women.The stories include timeless fables such as Sadiq Nayhoum’s stories, “The Good-Hearted Salt Seller” and “The Sultan’s Flotilla”. Others are social satires: “Special Edition” by Ali Mustapha Misrati, lampoons Arab journalism, while Lamia El-Makki’s previously unpublished “Tripoli Story”, set in today’s consumerist society, portrays a monstrously materialistic wife.Two hauntingly poetic stories are set on the eastern Libyan coast. In Najwa Ben Shetwan’s “The Spontaneous Lover” a young woman on vacation with her family in the village of Bauhareshma writes her lover a letter to be put into a bottle and tossed into the Mediterranean. “The Mute” by Abdullah Ali Al-Gazal is located in a mountainous verdant place where an abused mute girl succumbs to the call of the natural world. The stories do not directly confront the political realities of the four decades of the Qaddhafi era. Chorin observes that in the “revolutionary years” from 1969 to 1986, the realist style of the 1960s was abandoned. A few committed writers with means fled the country. Those who stayed “nursed their hobbies more or less in private”. Writers coped with censorship through allegory or “outright evasion”. Some of the work from that time is only now seeing the light of day, more than 20 years on.Chorin writes: “There are signs that with the recent economic and cultural opening, more people are reading, and short stories in particular.” With the recent lifting of restrictions on certain forms of expression, and a new press law, “it will be interesting to see who will be among the next generation of Libyan writers and from where they will draw inspiration.”He hopes that the trend will be towards more openness and creativity. “Most of my information now about Libya comes either directly through Libyan friends, or the internet. Individuals like Laila Neihoum (a cousin of Sadiq Nayhoum) have done Libyan arts a tremendous service by publishing blogs describing what’s going on in Libyan art and literature. In the book Chorin mentions the effect of the internet in encouraging writers to take some risks and self publish. “This is clearly having an effect in sharing Libyan arts with the world.”Chorin adds, “I hope to be back living in the region soon. I most certainly keep in touch with my Libyan friends – this project has helped tremendously with that – and very much hope to return to Libya.”
Laila Neihoum