تمنيت توا لما روحت من بنغازي وبليت شوقي وطفيت شوي من ريافي ، تمنيت لو كانت الزيارة اطول ولو كان عندي وقت اكثر بيش بديت علي كل معارفي وصاحباتي واحبابي وهلي غادي بس الحاجة الحلوة كانت حجم الاستقبال وحجم الفرحة
واتساع دائرة الكرم وفرصة بيش الواحد يوزن نفسه في عيون هله واقاربه يعرف قديش هوغالي عليهم مثلا او قديش ان مافرقتش مشيته واللا جيته والاهم كان قياس درجة التغيير فيه هو وفي اللي سيبهم وراه
الواحد مشى شكل وروحلهم شكل بس اللي كنت شايله همه نظرتي انا تكون تغيرت او درجة عشقي لبلادي دخلها شوية اهتزاز او امتعاض او خششتها في مقارنات مش لصالحها
لكن لا والف لا .. ما يتحول وبس
المهم كانت ساعات الطيران الطويلة ما تبيش تكمل على رأي اول دعاية ميراندا في مرئيتنا والوقت يمشي علاكي عالاخر وانا نغلي ونفور تي امتى نوصل وخصوصا اني مابلغتش الا قلة على موعد وصولي حبيت نفاجئ وحبيت ما نعشمش حد وما يصيرش من جيتي
والطيارة مش عمتمشي وانا نتململ في الكرسي اللعين اليابس 12 ساعة معلقة ف الجو ما نبيش نبحت من الروشن ونتأكد من فكرة التعليق المرعبة القابلة لأحتمالات كش برة وبعيد خصوصا ان الليلة اللي كنا نستعدوا بيش نسافروا في الصبح طاحت طيارة ف نيويورك علي حوش واخبارها كانن ماليات التلفزيون وماليات قلبي بنبض متسارع مش ملحق بعضه وان كان في شي يهمس جوايا العمر احد ولما يحين الوقت يصير سوا جو واللا بحر واللا بر
والطيارة تمشي مع الليل في اتجاه الشمس ترد بينا ف الزمن
وانا نحاول نقلب فكرة اني حنكسب يوم في الوقت واني حنخسره في رحلة العودة والتفكير ف هالنقطة يدوخ كيف ما كان يدوخني فرق الوقت ونقمعز انعد نحنا توا ليل معناته هلي مازالو نهار لعند ما مليت وعدللي يو بي ساعة علي توقيت ليبيا حاطتها مقابلتني ديما نشاور فيها علي وقت هلي راقدين نايضن وايش دايرين
ويا هلي ويا ناسي ويابلادي جايتكم نحكي لروحي ف الطيارة وما غمضت لي عين ولا قدرت نقرا ف الرواية اللي جايبتها معايا نقصر بيها الوقت الطويل
يو بي اللي له زمان علي بنغازي قال خاطره يحضر عجاج بنغازي مسهفاته صوره ف النت ومش قادر يتصوره متخيله وعند عليه صورة رومانسية مثالية زي الصورة الرومانسية اللي كانت عندي عالتلج من طفولتي البعيدة في لبنان بس كرهت التلج وحتعرفوا ف اخر التدوينة ليش كرهت التلج زي ما هلي كرهوا العجاج وماما طول الوقت تشفعلي منه
وتشكي
وانا في سري ندعي يارب ما نجوا بنغازي ونكملوا زيارتنا ونحنا نكحكحو ونشرقوا ف العجاج ونخشوا عالتوبوات والتسييق اللي نسيت هنا حتى كيف يمسكوا السياقة وياربي تسترنا مع هلنا اللي لو جا عجاج ونحنا غادي ينزع الطبخة وتقعد زيارتنا من حوش لحوش ثقيلة وشاقة على عرب الحوش
خطرها يا ايناس انت طلعتي واحنا وصلنا علي قولتك وفعلا نزلنا بنغازي خيرات ماشاءالله والمطر خيط من السما علي وجوهنا والحمدلله والدنيا مغسولة ونايرة - للوهلة الاولى - بس ومعاودة على هالنقطة
خشينا بنغازي وانا من الروشن نبحت في مناقع المية في الرجمة وحذا المطار ونتأمل في تفاصيل الطين الاحمر وفي خطوط وتعرجات المكان وف السما والسحاب وف كل شي من كل شي للي كل شي
ونزلنا ونزلنا
خاطري ما نقول شي هنا خاطري ما نحكيش بس والله حال المطار وبالذات قويعة - مش قاعة - استقبال الرحلات الخارجية ما تسر النظر وهابا علي سير الشناطي ما بد على اول الشناطي اللي وصلن اللا وبدا يطيح فيهن عالاجناب ويشرط في اللي تحصل ف الطرف المقطوع منه واحنا جايين في اير باص مصرية معبية علي خشمها والشناطي مزلزلات منتولات واو منظرهن بعد قعدوا يعرموا اللي يطيحن فوق بعضهن ف الركن بائس وهات على كل واحد يدور شنطته ف الجبل وما حد تحرك ولا نهض ولا قال جيبوا ناس ترتب الشناطي صفوف بيش كل حد يشوف شنطته
تبيلنا شوية همة وتبيلنا شوية احساس بالمسئولية وتبيلنا اوقات تصرف ذاتي واحد بس يصبي وينظم عالا قل يرقع قدام العالم اللي جاية وما اظنيش الحكاية واعرة
المهم بعد شوية نرفزة وكليمة هنا وهنك وكلام بز وبالمعاني تنظمت اهو وطلعنا نحنا نكركروا في شناطينا
ويا عيني يا هوا بنغازي ويا بنة الربيع والكافور جاية عليه المطر نبيع عمري للحظة كيف هذي ويا ملقا ويا وصول
هنا صعب نحكي التفاصيل فيها خصوصية كبيرة وغير قابلة للتدوين خلي الخيال يشتغل علي حجم فرحتنا وعلى حجم ملوتنا بالاهل والاحباب وبأغلى بلاد
كملن الايام عزايم ولمات وعشاوات وسهرات وضحك وجو سمح علاخر
واللي زاد فيها ان مجموعة من صديقات التدوين - غيود ونسومة وميوش - كانن على اتصال بيا طول وقت الزيارة وكانت فرصة للتعارف والحكي على مدوناتنا وشنو فيهن وشنو لازمهن يعني جمعتنا رابطة مدونات ليبيات بدون ترتيب وهضا احلى شي
والمطر ما كفت وبالخير وفت علي قدومنا ولعند روحنا كنت نتبع فيها بكاميرتي ف الورد وف الجنانات وفي عرايش العنب
كيف ما قالت الحاجة فاطمة الطيبة الرائعة الله يطول ف عمرها : لويلة عدت عججنا لويلة جت جا الخير معاها - اخجلت تواضعي بس دلت علي حجم محبتي عندهم وصعبت عليا الترويحة اللي سألتني ميوش قالت كيف قدرتي تروحي قلتلها روحت ودموعي علي خدي وعيوني معلقات بعيون بويا وامي
بس الحمدلله كانت فرصة التقيت فيها حتى بصديقات قدم اللي وانا كنت ف بنغازي ماكنتش نشوف فيهن الا من وين لوين
وقصرت في حق صديقات اخرىات ما لقيت وقت نشم نفسي ونرن عليهن نسلم ونطمن يسامحني وانشالله نعوضهن ف جية جاية
اللي زعلني حاجة وحدة وهو اللي صاير في شجر بنغازي اللي ماهو محسلك عالا خر مقطوع واللا مقعوم تصورو الحديقة الكبيرة اللي مقابلة عمر الخيام وعلي طرف مصرف الجمهورية اللي شجرها ضخم بلكي يجي له شي مية سنة مقصوصة كلها وعريانة ! وشارع الاذاعة اللي مشهور بشجره السمح - شجر البلدية - يا ناس مقطوع كله ما في منه اللا طريف من ساقه ؟ بالك موسم جلامة ومانيش فاطنة! ويشكو من العجاج ؟ يا اخي ثبتو التربة وكثرو من الشجر واعتنو بيها منها صحة بيئية ومنها منظر يسر النظر ونوع من الحيوية والخضرة وجمالية مهمة في مدينة كيف بنغازي هلها اهل علم وفنون وذواقة عالاخر. مانيش فاهمة عقليات غريبة تمنيت لقيت حد مسئول على تقطيع هالشجر وسألته ليش بس من باب نفهم كيف يفكر
لكن د.سكينة حامية البيئة كفت ووفت في هالموضوع كتبت مقالة واعرة مستغربة اللي صاير والغريب ان المقالة نزلت وفي ناس عندها ضمير وحرص اهتمت وانشالله خير
انشالله خير يا بنغازي تكمل الصيانة فيك بشكل اسرع - اللقطة الوحيدة اللي خذيتها لأعمال الصيانة لمبني في شارع جمال منجر عالاخر استعدادا لتصيينه بالكامل - ويارب تصفالك واتنظمي وتروقي ويردلك وجهك السمح ونورتك
الشي الاخر اللي مستغربته ان كاميرتي كسدت غادي - خلينا من تصوير الاهل والاحباب واطفالنا الحلوين بس كان صعب التصوير في الشارع لأن حجم الفضول كبير والتعليقات خوذلك - كان خاطري نوثق حاجات ومكانات وكان خاطري نوثق وجوه من المدينة بس ما قدرتش . اللي قدرت عليه اني وثقت شوية زهور ونباتات واعشاب ليبية لمشروع نشتغل عليه وصورت البحر اللي نموت فيه وخذيت شوية لقطات فنية لفليكر وبس
كان خاطري نمشي للجبل شي زردة ويو بي كان واعدني نمشوا لدرنة ويوريني سوق الظلام ومكانات ذاكرة طفولته غادي بس الوقت ضغط علينا بشكل مش معقولة لدرجة اني درت جدول للزيارات والتنقلات وبيها بكل الزعلان اكثر ن راضي - في حد يقتنع ان بنغازي بكل غلاها تنزار في اسبوعين يا ناس ! اتفقنا ان الجية الجاية الحي واللي يعيش حتكون اطول بس يلزمها ان نطولوا شوية هنا بيش نقدروا نحصلوا وقت اطول
وحان وقت الرحيل واه من الرحيل وانا مازلت ما شبعتش ومازلت ما تمليتش وما لميتش بلادي كلها في قفتي
............................................................................................................................................
هنا ما عندي اللا نسكت ونخلي النقاطي يوصفن لحظات الوداع الصعبة ويارب اللا مانرد ونلقاهم كلهم طيبين وصحيحين وما ناقصهم شي ونشوفك يا بنغازي يا قطعة من ليبيا ف احسن حال ويارب يرزقك بشوية حن وشوية اهتمام تستحقيه بيش نطمن عليك ونطمن ان بلادنا مازالت بخير
!مغامرة الترويحة هذي قصتها بروحها . يخطرلها تنزل عاصفة ثلجية ف نيويورك تكسيها بالتلج وتعطل الحياة فيها وخوذولكم من طيارتنا اللي جاية تطنقش من القاهرة عابية علي نزلة - وين ! وكيف! يازاتر يا زاتر يا ديجا 12 ساعة طيران وزيادة عليهن يجي ساعة ونص ونحنا نحومو فوق نيويورك ومانا قادرين ننزلوا نراجوا ف اذن النزول لما ينظفوا المدرج منا لتلج والتلج ما وقف هم ينظفوا وهو يزيد ونحنا علي ارتفاع كبير في بياض مش باين منه حاجة ودرجة الحرارة الخارجية 66 تحت الصفر حتى اني تاني يوم لما فتحت شناطيي لقيتنهن مازالن مجمدات باهي اللي الطيارة مكيفة . والطيارة تلف ونقولوا اهي قربت من نيويورك ف الشاشة قدامنا شوي ترد تلف وتطلع عالبحروترد ف تكعيكتها في نفس الدوارية وانا نفكر زعمك عنده بنزينا كفاية
حرمت نروح من نيويورك حرمت نسافر ف الشتا
و نزلت الطيارة بخبطة قوية رجت عظامنا باهي اللي مازلقت .ومن الروشن المطار حركة غير عادية واستعدات مش معقولة سيارات كسح التلج وسيارات برافعات ايذوبن ف التلج من علي جناحات الطيارات وناس تجري بين الطيارات وطيارات مغطيات بالتلج رحلاتهن ملغية عليك مجازفة في احوال جوية سيئة والله ما كنت متوقعة تنزل بينا سالمين
الحمدلله يا رب العالمين
وخشينا المطار وخوذلك الاجراءات والتدقيق والطوابيروالدنيا المتعرمة والرحلات الملغية ورحلتنا الاخرى اللي نبوا نمشوا بيها لسان فرانسيسكو بتريح علينا والقطار اللي يمشي بين القاعات البعيدة عطله التلج واعصاب الناس عل الحاشية واضطرينا نطلعوا برة المطار نخوضوا ونزالقوا ف التلج والصقع اللي ف حياتي ماشفت زيه بلكي نحصلوا ف هالفوضى تاكسي يشيلنا للبوابة 3 لصعوبة نركبوا الباصات اللي وفروهن للمسافرين بدال القطار ايش يركب شناطين وكيف نلقوا مطرح ف الدنيا المرصوصة علي بعضها
خلاص مليت نحكي تعبت نذكر اللي صار والحمدلله على اي حال طقينا ف طيارتنا اللي هي بروحها تعطلت ساعتين جن من حظنا مع اني كنت مع اننا نباتوا وما نجازفوش نركبوا طيارة بعد ما صدقنا نزلنا
وهاني قاعدة هنا في حوشنا المطر ما كفت امبارح وقبلها وجناني اللي كنت خايفة عليه متنعوش وكله نوار وابصالي طالعات كلهن ونعناعي مجمم والاكليل منور نوار موري وكابر
والبط ف النهير مبسوط باللي جايبته المية والشميسة مرة تزرق ومرة تغيم والحمدلله ما ناقصني اللا شوفة هلي وبلادي و يا ما تبيلها