صــــــــــــــــــــــــــــــــلوا عليــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه كمــــــــــــــــــــــــــــا ينبغــــــــــــــــــــــــــــي
احتفالية القلب
لم تكن أصابعي يا ليلى هي التي ترسم قناديل العيد، وما خطت أناملي أبيات المديح والابتهالات فوق بياضها، وما كنت انا من جهز (جريد النخل) لحمل أنوارها، ولا كنت من اعد حلقات تثبيتها، ولا أنا من أشعل شموعها، ولست أنا من أنشد أبيات المدح والفخر والدعاء، ولا أنا من خط قصائد البغدادية والمضرية و البردة البصيرية بين زخارفها، فما كنت في هذه اللحظة سوى ذاكرة لاحتفالية شوق وحنين تأسرني كل عام ما أن يقترب عيد مولد خير الأنام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ، وما تمكنت من التخلي عنها رغم كل المشاغل والظروف، حتي في غربتي حرصت علي إحيائها، فقد كانت هذه الاحتفالية هي البلسم الشافي لأسقام النفس المثقلة بالأحزان ، وهي الكنز الأثير الذي أورثنا إياه جدي وأبي وأعمامي، رحمهم الله، ومازلت حريصة علي الاحتفاء به ونقله من بعدهم الي الجيل الجديد لأجسد من خلال هذا التقليد الجميل احتفالية للقلب تشي بجمال المحتفي به، وتبدع مهرجان محبة في الفخر بالرسول صلي الله عليه وسلم، وترتقي بالنفس الي اعلي مراتب هذه المحبة، وتجسد دلائل الترابط والصداقة وصلة الرحم بين الأهل والمعارف والجيران، فللعيد سحره، وأنا الآن مسحورة بطقوسه، أنا الآن امتداد لزمن صفاء البال وسماحة النفس، ويدي اليوم هي يد أبي التي كانت تخط أحرف نور في مدح خير البشر، قلبي الان هو قلب جدي الذي كان يحتوينا ويبث فينا قيم وأخلاق رسولنا الكريم ويملانا بفيض من عبق صداقة وألفة وفخار تجمع قلوبنا أبناء عمومة وعمات وأخوال، وابتهاجي اليوم وفرحي هو تجسيد لانتشاء عمي الاصغر بالعيد وفرحه بمواسمه، وانشادى اليوم هو صوته العذب الذي كان يقودنا في موكب مرح فرح صاخب يزودنا بكنوز من هناء البال يعين القلب علي أعوام العمر القادمة، انها احتفالية عمر تباغتني في كل عام ولا تتشابه مع ما قبلها، وفي كل مرة أكتشف فيها إسرارا جديدة تحيي هذه الاحتفالية تزيدها بهاء وتشويقا، وتزيدنا ترابطا أكثر، فمازالت يا ليلى النخلات تجمعنا تحت ظلها، ومازالت أبوابنا تفتح لاستقبالنا، ومازالت قلوبنا مملوءة بالشوق والعرفان لأهلنا، ومازالت قناديلنا مشتعلة تنير قلوبنا قبل دروبنا، وستبقى، وسأنقل هذه الاحتفالية للأحفاد لتظل تجسيد حي لمحبة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وفيض من ألفة ترسي في قلوبنا محبة الخير والمرحمة، سأقاطع أية فكرة تمنع هذا الاحتفال، وسأقاتل عوامل النسيان لدى الجيل الجديد، وسأستمر صامدة أجاهد الجحود واللامبالاة كي يستمر مهرجان الترابط ولا ينتهي، سأواظب علي بث الشغف والابتهاج في قلوب الأحفاد مثلما أحياها أبي وجدي وأعمامي في قلوبنا، وسأستمر أشعل قنديل محبتي ما استمرت أيامي تشتعل بضياء الفرح والبهاء كي يتواصل مهرجان محبة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في قلوبنا
سكينة بن عــــامر
1 comment:
I remember that day ya Sakina, it was a Parents interview day in the school that I'm currently working in. I stayed up to 9:00 pm there, and I had no idea that, this day was كبيرة الميلود Unfortunately, I knew about it couple of days after. I felt sorry for myself and for my kids who don't even know what does Qendeel mean or how our Mayloud looks like. I really miss all these things in this land.
Sana, Calgary, Canada
Post a Comment