هنا الليل في شهر رمضان طويل يعلوه الشحوب والتثاؤب والضجر، لا جلبة في الشارع ولا صوت تراويح وتكبير ولانحنحة مصلين ماضين لصلاة فجر
هنا - رغم المحاولات - لرمضان طعم بلا طعم ونكهة منزوعة اللقاء لا بهجة سهر ولا جلبة اطفال لا يصومون ولا ينامون ولا يقيلون
والى هناك مضت بي الذاكرة والاخيلة حيث رمضان رمضان وحيث روحه السمحة وكرمه في مكان
استمطرْ اول فنجان قهوة بعد افطار اول يوم دموع اشتياق صامت خجول سالت بلا معين وسط السمر
للشوق اختناق في حجم الكلام وفي محاولة المداراة
والشقية - من غيرها - زادت الدمع بلة في اختيارها لراحة النفس وفي رفع صوتها بالرفض الا ما تمليه عليها ترتيباتها الخاصة بالشهر الكريم
صوت ابي يباغتني في امتداد طريق عودتي للبيت ليسبقني في المعايدة قبل ان تسارع يدي الى النقال قبله
ماهي ترتيباتك وتجهيزاتك للشهر
قليل من هنا وهناك مما لعله وليته يشبه ما كان هناك
محاولات غبشة لأضفاء روح الشهر
قليل من التمر وبعض من البهارات
وفنجانان للشربة جديدان
ومغرف
مع ضحكة على حجمه المهول الذي غرف كل مافي طنيجرة الشربة
وايضا عجائن جاهزة للأيام الاولى حتى تصحو النفس من خدرها ومن حنينها وتوقها
وتلتفت من الهناك الى هنا لتعجن وتلت
وتذرو الكمون الحلو والعريض وبعض الجلجلان على الخبز البيتي
اه وايضا باقة المحطات العربية لأجل باب الحار ة ولونس صوت الاذان والقرآن في البيت
اقفل نقالي على مضض على ضحكته الصافية
واختزنها ثم اختزنها
لينزل الحنين مدرارا
بين رشفة واخرى
في ليل المدينة النائمة عنا
وليل مدينتنا هناك لاينام عنا
كل عام وجميع الاهل والصحب هنا وهناك وفي كل مكان بخير
رمضان مبارك
1 comment:
انا من يقرأ كلام كهذا
وانا من عاشه
ومن يفهم ما وراء السطور
هادني فلا خيار
رمضان كريم
Post a Comment