Thursday, December 07, 2006

هاروكي موراكامي وجائزة فرانز كافكا الادبية

اعلن مطلع هذا الشهر عن فوز الروائي الياباني هاروكي موراكامي بجائزة فرانز كافكا الادبية وُلد هاروكى مورا كامى فى طوكيو عام 1949م. وكان فى البداية يُدير نادي للجاز ثم تحول الى الكتابة . ترجمت اعماله الى 39 لغة ، ومن بين عديد الجوائز التى نالها ، تحصل مؤخرا على جائزة يومييورى الادبية التى سبق وحازها كل من : يوكيو ميشيما وكينزا بورو آبي وكوبو آبي اشهر الروائيون اليابانيون.
وكان موراكامي قد نشر رواية مؤخرا روايته : كافكا على الشاطئ وبسببها نال هذه الجائزة المهمة , وهي رواية عميقة وسوداوية ومحيرة مثلها مثل رواياته الأحرى الرائعة ذات الاسلوب الخاص به وحده , تقوم رواية " كافكا على الشاطىء" على امتدادها بإستكناه ، وأحيانا تحدى مفاهيمنا للزمن ، فأحكام الزمن المعروفة لا تسود فيها ، ولا تسيطر على أمكنتها وأشخاصها ، يتمدد الزمن فيها ، ويتقلص ، وكل ذلك على هدير اوتلكؤ نبض القلب ، وكذلك تتحدى مفاهيمنا للقدر والصدفة والحب وطبيعة الحقيقة البشرية في عمقها . تمنحنا الرواية صنوفا غنية من شخصيات غير اعتيادية وأحداث عنيفة , عشاق حسيين , شبح للجنرال ساندرز الخارق ، المُتغير الهيئات ، الرائي الشمولي الذى ليس بوذا ، وليس إلهاً ، واسماك تسقط من السماء ، وحوارات بين رجل وقطة وغانية مثقفة متفلسفة وجندي من الحرب العالمية الثانية لم يمسهُ الزمن , واشياء اخرى اكثر غرابة وروعة حيث تنشطب الحدود الفاصلة ما بين الماضى والحاضر ، الحلم واليقظة ، الفنتازيا والحقيقة ، وتنعتم لتمتزج داخل مرح ميتافيزيقى لتظل ثمة اشياء على المحك فى الرواية . فثمة جريمة قتل عنيفة تستوجب حلا ، وثمة علاقة آثمة على وشك الوقوع ، معقدة وتستوجب ايضا فك خيوطها المريبة والوقوف فى وجهها كي لاتقع وكي لاتتحقق النبوءة المريعة ، وكذلك طبيعة الواقع التي في ذاتها تتأرجح على كفة الميزان .
رواية " كافكا على الشاطىء" لاتقترب من أي شاطئ إطلاقا ، غير حالة الغرق التى تنتاب كافكا ، الغرق النفسى ، حيث يسود الرواية إحساس قاتل بالفقد ، وكأنما كافكا يلصق وجهه على زجاج نافذة تطل على عوالم اُخرى اكثر كمالا وصعبة المنال .
هى رواية مكتوبة ببراعة وبطموح وبعاطفة مشبوبة وبرشاقة تتجلى فى اسلوب مورا كامي التخييلي الفذ ، ففيها يستعير مورا كامى من كل شىء : من سوفكليس وافلام الرعب والخيال العلمى والرسوم المتحركة اليابانية ، وهي فى ذات الوقت جد واقعية وان كانت لاتخلو من العناصر السحرية حيث تاخذ القراء ليجدوا انفسهم يرغبون فى تقليب الصفحات اسرع فأسرع ليكتشفوا ما سيحدث ، ويُبطئوا ايضا ليتذوقوا عمق وجمال اسلوب مورا كامي السردي .
سبق وان كتبت عن هذا الرواية في مدونتي .. راجعوا الارشيف
ليلى النيهوم