كتبت هذا الموضوع عندما كنت في تونس ولم اتمكن حينها من انزاله . اليوم عندما اعدت قراءته وجدت لدي رغبة في ان لا احرم قرائي مما جاء فيه من كلام وصور
استمتعوا 
جئت الى تونس منذ بضعة ايام محملة بوصايا تتجاوز العشر، اهمها ان اتجنب الشمس واكثر من شرب الماء والافضل ان ابقي في النزل ولا اخرج الا للضرورة القصوى !! وصايا غريبة للوهلة الاولى، ولكنها مهمة للظرف الذي امر به، علي بعد ايام ان اكون في ابهى حلة واجمل وجه وقعت عليه عيون الحاضرات!! مهمة صعبة ومستحيلة في اغسطس مستعر واحتباس حراري فائق. يمكن في الظل ان تشوي الافكار المجنونة التي ستراودك حتما، سيراودني ان اطمع في الذهاب الى البحر ليس للسباحة انما كي اشبع من يوده ومن زرقته وكي احمله ما في قلبي من شوق على عد موجه بالوقية
جئت الى تونس وبي رغبة في البحث عن حويتة وخميسة وان امكن قرين
جئت الى تونس وبي رغبة في البحث عن حويتة وخميسة وان امكن قرين
جئت الى تونس وانا احبها مسبقا مع الاصرار والترصد ورغم وصايا الغاليات جازفت اليوم بالخروج تحت الحاح رفيقي الصغير حارسي العائلي الذي اقترح على ان نذهب الى البحر ورفضت ان نذهب الى صديقتنا منية في سوسة واعتذرت ان نبحث عن شيئ ما نضيع فيه وقتنا حتى اللحظة المرجوة لم اجد فكرة افضل من ان امضي به الى السوق العربي وشارع الحبيب بورقيبة عله يجد فيه ما سوف يعلق في ذاكرته
والابسطة واللوحات التراثية
كنت امضي وبقربي ليس بعيدا تمضى سائحة اوروبية لعلها مصورة فوتوتوغرافية بدليل كاميرتها –البروفيشنال- الضخمة .كنا نمضي وكل منا تأخذ زوايا تصوير حسب رؤيتها ولعلها ايضا مدونة مثلي احبت ان تنقل ما رأت وخبرت لأصدقاءها وقراءها او لمعرض قادم يحكي
جئت الى تونس ووجدتني اليوم 13 اغسطس احتفل معهم بعيد المراة واسعد ان ثمة دولة تحترم المراة الى درجة ان تخصص لها عيدا واجازة وطنية ، كانت اغاني الاذاعات كلها تهاني واهداءات للمرأة وكانت النساء العاملات سعيدات بالاجازة وبعيدهن هذا ، السوق يكتظ بهن وكلهن مقبلات على الشراء والتجهيز لأستقبال شهر رمضان الكريم والزحام الذي شدني كان اكثره امام محلات البونبونييرات والملبس وسلال الحلوى وسفر الزهر والعطرشان وماء الورد في قناني فضية مزخرفة وهي كما يبدو من لوازم الافراح
ورغم ان شهر اغسطس على جنونه وسعيره هو شهر ازدحام الاعراس قبل دخول شهر رمضان ففى الطرقات تقابلك سيارات كثيرة مزينة وفي الليل تصلك اصوات ابواق عربات تزف عرسان المدينة، الف مبروك لهم جميعا
جئت الى تونس انشد ممرا الى افقي الجديد وانشد اذنا لدخوله
جئت الى تونس وانا استأنس بها كثيرا احب خضرتها وحدائقها وبيوتها البيضاء واعشق انعكاس زرقة المتوسط في نوافذها ورواشنها وزليجها
في السوق طاردت بكاميرتي نافذة كنت تطل من فسحات سقفه هكذا زرقاء عتيقة اصيلة تحمل فنون مغاربية اندلسية
فأقرب
تتكرر في الابواب الرائعة والاقواس
وفنون المشرق والمغرب العربي
الذي كان في القديم يدور في حلقة تبدأ من دمشق مرورا ببغداد والحجاز وشمال افريقيا ومصر والاندلس العربي حلقة طافت فيها جيئة و ذهابا الايدي المهرة من بنائين ومزخرفين وخزافين وخطاطين ونساجين و غيرهم ممن مضوا اينما مضت الخلافات الاسلامية لتحط قواعدها وتبني حواضرها العامرة
وقد وجدت الخميسة وعثرت على الحويتة مرسومة على قصعة كسكسورائعة الجمال لم اتمالك نفسي فأشتريتها وان كنت لم اعثر على القرين
فتذكرت انني سبق وان صورته معلقا على باب حانوت قديم في منطقة الكرم

كل العام والعزيزة منية الدخ وبناتها الحلوات منى ومنال في مدينة سوسة الرائعة فعندهم رأيت كرم الضيافة والحفاوة والرقة والنصائح الامومية والحناء والحرقوص التونسي به زخرفن يدي فرحا بقدومي والفل والياسمين والجوز الاخضر من الشجرة حيث الكتكوت الازرق
كل العام وحياة ساسي في نزل البلفدير والعزيزة الصحفية فوزية المزي التي لم اتمكن من رؤيتها واحمل لها في قلبي ذكريات طيبة وصحبة رائعة والروائية حياة الرايس وباقي الزميلات الصحفيات التونسيات وكل امرأة تونسية بألف خير في يومهن هذا
ليلى النيهوم