Friday, August 29, 2008

A journey to Tunis - جئت الى تونس





كتبت هذا الموضوع عندما كنت في تونس ولم اتمكن حينها من انزاله . اليوم عندما اعدت قراءته وجدت لدي رغبة في ان لا احرم قرائي مما جاء فيه من كلام وصور

استمتعوا

جئت الى تونس منذ بضعة ايام محملة بوصايا تتجاوز العشر، اهمها ان اتجنب الشمس واكثر من شرب الماء والافضل ان ابقي في النزل ولا اخرج الا للضرورة القصوى !! وصايا غريبة للوهلة الاولى، ولكنها مهمة للظرف الذي امر به، علي بعد ايام ان اكون في ابهى حلة واجمل وجه وقعت عليه عيون الحاضرات!! مهمة صعبة ومستحيلة في اغسطس مستعر واحتباس حراري فائق. يمكن في الظل ان تشوي الافكار المجنونة التي ستراودك حتما، سيراودني ان اطمع في الذهاب الى البحر ليس للسباحة انما كي اشبع من يوده ومن زرقته وكي احمله ما في قلبي من شوق على عد موجه بالوقية
جئت الى تونس وبي رغبة في البحث عن حويتة وخميسة وان امكن قرين
وفي ظل وصايا صارمة احتميت بمكيف النزل وهدؤ الغرفة ولم اخرج الا الى مواعيد مجهزة مسبقا لفحني اليها صهد لايطاق يلفح ويسفع ويجفف ما جهدت من ترطيبه في بشرتي والغريب ان سائقي التاكسيات مستمتعون اخاك لا بطل من هذا السشوار اللافح ليل نهار بعضهم ينز عرقا وبعضهم ينز صمتا وانا من شدة صهدي اطالب يتكييف ويأتي الرفض القاطع بسبب غلاء البنزين ياللمساكين اعانهم الله على ظروفهم المعيشية
جئت الى تونس وانا احبها مسبقا مع الاصرار والترصد ورغم وصايا الغاليات جازفت اليوم بالخروج تحت الحاح رفيقي الصغير حارسي العائلي الذي اقترح على ان نذهب الى البحر ورفضت ان نذهب الى صديقتنا منية في سوسة واعتذرت ان نبحث عن شيئ ما نضيع فيه وقتنا حتى اللحظة المرجوة لم اجد فكرة افضل من ان امضي به الى السوق العربي وشارع الحبيب بورقيبة عله يجد فيه ما سوف يعلق في ذاكرته

احب السوق العربي او باب السويقة كما يسميه البعض اعشق الفخار التونسي


والابسطة واللوحات التراثية
والمصوغات الفضية والنقوشات النحاسية التقليدية واحب رؤية حنا بعل بصرامة وجهه
وعنترة بشاربه الذي تقف عليه صقور اعالي الجبال وعبلة مردوفة وراءه على حصانه العربي الاصيل احب الزليج وزخارفه احب ان امشي في السوق التقط ببصري ومن ثم كاميرتي مشاهد اراها في ظني جميلة ساحرة
احب طيبة قلب اهل السوق وانا استأذنهم لتصوير ركن اعجبني في محلاتهم

كان المقروض التونسي حاضرا طريا شهيا كما يحبه

كنت امضي وبقربي ليس بعيدا تمضى سائحة اوروبية لعلها مصورة فوتوتوغرافية بدليل كاميرتها –البروفيشنال- الضخمة .كنا نمضي وكل منا تأخذ زوايا تصوير حسب رؤيتها ولعلها ايضا مدونة مثلي احبت ان تنقل ما رأت وخبرت لأصدقاءها وقراءها او لمعرض قادم يحكي

عن الاورينت والف ليلة وليلة
جئت الى تونس ووجدتني اليوم 13 اغسطس احتفل معهم بعيد المراة واسعد ان ثمة دولة تحترم المراة الى درجة ان تخصص لها عيدا واجازة وطنية ، كانت اغاني الاذاعات كلها تهاني واهداءات للمرأة وكانت النساء العاملات سعيدات بالاجازة وبعيدهن هذا ، السوق يكتظ بهن وكلهن مقبلات على الشراء والتجهيز لأستقبال شهر رمضان الكريم والزحام الذي شدني كان اكثره امام محلات البونبونييرات والملبس وسلال الحلوى وسفر الزهر والعطرشان وماء الورد في قناني فضية مزخرفة وهي كما يبدو من لوازم الافراح
ورغم ان شهر اغسطس على جنونه وسعيره هو شهر ازدحام الاعراس قبل دخول شهر رمضان ففى الطرقات تقابلك سيارات كثيرة مزينة وفي الليل تصلك اصوات ابواق عربات تزف عرسان المدينة، الف مبروك لهم جميعا
جئت الى تونس انشد ممرا الى افقي الجديد وانشد اذنا لدخوله
جئت الى تونس وانا استأنس بها كثيرا احب خضرتها وحدائقها وبيوتها البيضاء واعشق انعكاس زرقة المتوسط في نوافذها ورواشنها وزليجها
في السوق طاردت بكاميرتي نافذة كنت تطل من فسحات سقفه هكذا زرقاء عتيقة اصيلة تحمل فنون مغاربية اندلسية


فأقرب فأوضح وأبهى



تتكرر في الابواب الرائعة والاقواس والفضة والوان الابسطة والسجاجيد انصهار ثقافات وحضارات واندماج اذواق
وفنون المشرق والمغرب العربي



الذي كان في القديم يدور في حلقة تبدأ من دمشق مرورا ببغداد والحجاز وشمال افريقيا ومصر والاندلس العربي حلقة طافت فيها جيئة و ذهابا الايدي المهرة من بنائين ومزخرفين وخزافين وخطاطين ونساجين و غيرهم ممن مضوا اينما مضت الخلافات الاسلامية لتحط قواعدها وتبني حواضرها العامرة

جئت الى تونس وانا الأن خارجة في الصهد الخانق مخالفة وصايا الغاليات لرغبتي الشديدة في الاحتفال مع اختى المرأة التونسية غير انني لم اعد استطيع مواصلة السوق انا والصغير اكتفينا بزقاق العاديات التقليدية وخرجت اكاد اختنق من الحروالارهاق و آليت ان اعود لغرفتى المكيفة اقبع فيها الى ان انجز ما جئت لأجله واعود الى ليبياي لأحزم حقائبي وارحل مجددا


وقد وجدت الخميسة وعثرت على الحويتة مرسومة على قصعة كسكسورائعة الجمال لم اتمالك نفسي فأشتريتها وان كنت لم اعثر على القرين

فتذكرت انني سبق وان صورته معلقا على باب حانوت قديم في منطقة الكرم
العام الماضي عندما حضرت مع الجناح الليبي في معرض الكتاب التونسي
كل العام والعزيزة منية الدخ وبناتها الحلوات منى ومنال في مدينة سوسة الرائعة فعندهم رأيت كرم الضيافة والحفاوة والرقة والنصائح الامومية والحناء والحرقوص التونسي به زخرفن يدي فرحا بقدومي والفل والياسمين والجوز الاخضر من الشجرة حيث الكتكوت الازرق



هناك اكلت الذ كسكسو كبيرة النص وملوخية الفرح
كل العام وحياة ساسي في نزل البلفدير والعزيزة الصحفية فوزية المزي التي لم اتمكن من رؤيتها واحمل لها في قلبي ذكريات طيبة وصحبة رائعة والروائية حياة الرايس وباقي الزميلات الصحفيات التونسيات وكل امرأة تونسية بألف خير في يومهن هذا

ليلى النيهوم