Sunday, April 22, 2007

Lake Macbride
















Lake Macbride

drowsing on grass
My hand searching
for a 4 leafed ,
homesikness
weighing my eyes
confusing cedar trees
for Garyunis palms
The swimmers shouting
The boats gliding
At lake Macbride

Laila Neihoum
Septermber2005

عندما كنت بنغازية


صقع

الصغير الكعبورة اللي يدوب باين علي وجه الوطا قاللي

ياعميمة صقع عليك
ليش ياقصيرونة؟
موبايل ماما خير من امتاعك الشين .. غيريه

كنه متاعي ليش مش عاجبك؟
شين .. عندك كاميرا؟
لا
أي ار؟
لا
بلوتوث؟

لا
معناها صقع عليك
ومرة نفس القصيرونة جاني وانا مروحة مشفشفتني شمس القايلة ، ريقي شايط ، لا نحق ولا نسمع ، قاللي
صقع عليك ياعميمة سيارة بابا احسن من سيارتك القرباجة
وكنها سيارتي ياقصيرونة ، ياشبر وطال ياصغير؟
عندك مكيف؟
لا
عندك سي دي؟
لا
تعرفي تمتعيها؟
يالا تمشي
معناته صقع عليك
بهتت فيه ، طبست بيش نحقه كويس ، عويناته يبهتنللي بثقة ،لبسته رويجل مسخوط ، جمته لاحسها بالجل ،وسنيناته يتبسمن من فويمه في سنة كم ياقصيرونة ؟
كنك ياعميمة ؟ مانقراش
ولا روضة؟
صقع عليك ياعميمة ، موبايلك شين وسيارتك جربة، ونساية
باهي هذي شنو؟
بمبورة؟
بمبورة ياكليب؟ شنو فيها؟
ككا
معقولة يا قصيرونة

شمرته ونطرته فوق ، بعدين نزلته وحطيت يدي علي فويمه من فوق وهو فرحان يضحك
وهذين شنو؟
شنابات
صقع عليك ياقصيرونة ، عندك شنابات و مازلت ادير في الككا في البمبر؟
صقع عليك انت
تعال هنا , جيــــــتك

وقعد يجري وقرقرته واصلة للسما
وفعلا صقع ، نساني حموة القايلة ، واللي شفته في الطريق من حرق دم



عمياء : لوحة واثر

ماذا يعني ان تتكئ كأميرة من الزمن الباهت , يختال شعرك على الوسادة المتنهدة
ماذا يعني ان تحتشد من حولك صرخات الالوان المتنافرة المتداخلة , فلا ترى عينيك غير بياض كراسك , غائبة عما يدور في مدارك المحرم
ماذا يعني ان تكوني جارية في حريم المألوف محاطة باللازم , ممنوعة من الامنيات , يقرأ جدارك الورق الكاذب , ويشير اصبعك الى حروف شفافة لا تراها المشعوذات
ماذا يعني إطراقك , واغماضة عينيك .. يهمس لك الجوكر الساخر
ماذا يعني تلمس اناملك لحروف تظنينها بارزة على اوراق عمرك المتلاشي

لوحة (الحظ) للفنان التشكيلي الليبي عادل جربوع متأثرة بالاسلوب الصيني ومزادة عليه
اللوحة زيتية على كانفاس بمقاس

Painting 'Fortune' : Canvas 100x150 Oil
Libyan Painter : Adel Jarbou

Monday, April 09, 2007

الرحلة العفوية - نجوى بن شتوان - The Spontaneous Journey

الرحلة العفوية

خطر في بالي وأنا خارج قريتي الصحراوية لقضاء أسابيع بحرية في (بوهريشيمه)[1] أن أكتب لك رسالة أجمع فيها كل مشاعري نحوك وأرميها لأمواج المتوسط تخبر العالم بها ثم ترجعها في قنينة حملت رائحة شفتي إليك، بالرغم من أنني خلفت ذكرياتنا ورائي في مدينة العجاج، تلك التي تعنى بتصدير التراب للعالم، ويعمل نصف الألف مواطن الذين يسكنونها في كنس أزقتها من التراب وجرف الرمال عن الدروب المحدودة المؤدية إليها لإخراجها للوجود

ومع ذلك القدر الهائل من الغبار استطعت أن اكتشفك وأحبك فيها، وأسكنك فسيح بلاغتي رغم ما ارتفع في وجهي من عصي، لتخترق من ثم غربتي وتحفظات رب العائلة الذي كلفته الدولة بشؤون بلدية هذه المنطقة المغبرة ونصف المرئية دائماً، فإذ أنت تجتاز المسافة العرقية بين عائلتينا وتؤسس لدم جديد وتخترقني كبحر يغمر يابسة

كانت المقشات والمكانس تسيطر على حياة هذه القرية التي بكت أمي يوم قرر أبي أخذنا إليها من مدينة تركض نحو التمدن، وكان مقدراً لي أن التقيك فيها مع أن مهنتك لم ترتبط بالكنس، فقد وجدت هناك قبلي لتنتظرني، أي وجدت لي بطريقة مختلفة بعيداً عن قدر اعتناق المكانس

دعني أقول لك أيها الأقرب إليَّ من وريدي والأبعد لعيني من غيب، إن أنقى مياه مالحة هي التي يحتجزها هذا المعتزل الأشبه بفضاء عبادة، والذي يقتسم روحه البحر والصحراء معاً، ويقطنه عدد ضئيل من بدو لم نرهم حتى اليوم، رغم إننا رأينا كرومهم الزاحفة المثمرة تستجدي القطاف، أي إننا لمسنا وجودهم من بعيد فقط، إن بحر هذه الناحية نظيف من الناس، والهدوء كبير ومخيف، يبعث على اتساع التفكير في الأزل إن أطلت البقاء فيه، ولا يوجد معنا إلا حشرات صغيرة غريبة استطاعت أن تقاوم الحر والفقر وتبقى بشكل ما أو إنها نفس تلك التي تعيش في القرى والمدن لكن حاجتها للتكيف هي التي حورت أشكالها وأحجامها على مدى طويل

ذهبت أمي تعجن الخبز داخل الخيمة، وتناول أبي الفأس ليجمع لها الحطب ويسجر تنور(الطابونة) المحفور في الرمال، أخذ معه أخي الأصغر ليعلمه كيف يقطع الأغصان الجافة دون إيذاء الأجزاء الحية من أشجار السدر القصيرة، فيما ذهب الأخرون للسباحة والبحث عن الأصداف الغريبة لتكوين مجموعة من الآثار المائية سيزينون بها صالون المنزل، لقد صحبوا معهم الصالون لأنهم لم يخلصوا أذهانهم للحياة البرية

أنا الآن لست بعيدة عنهم وهم يتقافزون في الماء ويعلو صراخهم في سماء بوهريشيمه الساخنة، حيث لا صوت إلا صوت الأمواج التي تتحرك منذ القديم وأصواتنا المؤقتة، وصوت حنيني الدائم إليك، وحركة مثيرة صامتة في أحشائي تشبهك وأنت على السرير بجواري، بدأت أحس بها في مكان لم يعرفنا من قبل ولم نعرفه، لا يشبهنا ولا نشبهه إلا في التصنيف الجغرافي الموحد لنا، لا اعتقد إننا مهما عايشنا هذا المناخ الصعب نستطيع أن نكون بصدق أهل له

أحد أخوتي يناديني الآن سأذهب وأترك أوراقي وقنينتي هنا كيلا يرونها فيعبثون بها، أقبلك حتى أعود، أقبلك حتى الفناء

وصلتنا رائحة الحطب في النار، لاشك بأن أبي أنهى مهمته وسيلحق بنا للسباحة ريثما تنهي أمي تنضيج الخبز، حينها ستنادينا لنأكل شيئاً ربما سيكون شكشوكة بالقديد، وربما شرمولة وجبن، والمؤكد أن الشاي الأحمر المنعنع سيكون حاضراً، أمي تطلب منا الابتعاد عنها خلال خبز الخبز لكيلا تثير حركة أقدامنا الرمال فتلتصق بالعجين، كانت تجثو على ركبتيها أمام الفرن الأرضي لتلصق الخبز بسطح التنور ثم تغطيه بمسطح حديدي عليه جمرات فتؤمن له استواءً تاماً

طيلة بقائنا هنا تهتم أمي بإطعامنا حتى أنها لا تنزل إلى البحر إلا لقضاء الحاجة أو الوضوء للصلاة، إنها تخصني دون إخوتي بالكثير من الطعام، فأنت لم تترك لي أحشاءً ضامرة، هناك فم غير مفتوح بعد ولا يلتقط صاحبه طعامه سوى مني، وأمي تعلم جيداً ما يحتاجه لذا كلما كنت بجوارها ناولتني شيئاً للأكل وكلما ابتعدت عنها خبأت لصاحب الفم شيئاً دون أخوتي

كان ثمة بئر صغيرة قريبة وغير عميقة من مخيمنا، فمن طبيعة هذه الأرض أن الماء المالح والعذب يتجاوران، وماء الشرب يمكن الوصول إليه على مد ذراع ونصف تقريباً، كان أخوتي في أوقات الفراغ يتشاغلون بالحفر للوصول إلى الماء العذب وكانوا يصلونه لكن أبى ينهى عن العبث بنعمة الله، أحد الذين اكتشفوا (بوهريشيمه) قبلنا وضع إطارات شاحنة كبيرة على فوهة البئر كي لا تواريها الرمال عندما تتحرك الرياح الرجيمة، ولأن للإطارات طبيعة مقاومة لقسوة الشمس الحارقة

استخدمت تنكة صدئة من تنكات شحوم السيارات كدلو لمتح الماء من البئر، كانت تحمل رسم صدفة ويغلب عليها اللون الأحمر، فتحت من أعلى وربط بها حبل، كما وضعت بالقرب من البئر بعض الصخور التي جلبت للجلوس عليها خلال غسل الأشياء أو الاستحمام

التقط أخي صدفات نحتها الملح والماء بشكل خارق، اجتمعنا نتأملها بإعجاب، لو إنك معنا ربما كنت لتعبر بشكل مميز عما فيها من فن رباني، تناولت إحدى القواقع وهمست فيها اسمي واسمك واسم طفلنا المنتظر، أحببت أن أفعل ذلك بشيء لم يلمسه مخلوق قبلنا، لكي تعرفنا روحه كما عرفتنا روح هذا المكان وأصررت أن تعرفك وإن لم تطأه معي

قال جامع الأصداف
ماذا تفعلين بصدفاتي؟
- جدتي كانت تهمس في الأشياء الجديدة دائماً وأحياناً تتنفس داخلها لتصنع معها علاقة مباركة فقط

جمع أخي أصدافه لصدره العاري وابتعد بها ليكلمها كلاماً لا يريد لأحد منا سماعه، عند الأصيل مشى أخوتي مسافات طويلة على الشط يبحثون عن بقايا المراكب العاثرة الحظ التي سمعوا عنها أو قرأوها في الكتب أو نسجها خيالهم، اختفوا عن الأنظار حتى شعرت أمي بالخوف والقلق وحاول أبي تهدأتها مستعملاً المنظار في تقصيهم، تركتهما يتحاوران وذهبت إلى البحر، قالت لي أمي وأنا أغادر الخيمة وفي يدي الورقة والقلم وقنينة ماء فارغة وكيس به فضلات الطعام

لا تبتعدي أنت أيضاً فالوحدة مخيفة، كونوا مجموعين

لكني ذهبت لأخلو بك واكتب مناجاتي اليومية لك قبل نزول الظلام، كانت الأمواج مرتفعة كأن شيئاً حدث للبحر هيج غضبه، رأيت الكثير من عقارب الماء الكبيرة تخرج للبحث عن الطعام، رميت لها بقايا البطيخ الأحمر والخبز المبلل، فالتقطته فرحة وركبت الأمواج، كانت سريعة وخائفة رغم شكلها المخيف عندما يتخيلها المرء تدب قريباً من فراشه بينما دياجير (بوهريشيمه) تبتلعه، كانت عقارباً بيضاء أو ذات صفرة وأحداق بلورية، لا تحمل بشرة هذه الأرض كأن طول مكثها في الماء سلخ عنها اللون الأسمر، لون ترابنا ومائنا وجلدنا، وكان قرص الشمس سبيكة أرهقت الباحثين عن الذهب، لامعة على نحو غير متخيل، وعرائس البحر يمشطن شعورهن لزفاف حورية متوسطية إلى سلطان الأوقيانوس العظيم

في القنينة وضعت ما كتبته وجعلت معه عنوانك، لعل إنساناً يلتقطها ويوصلها إليك، فيخبرك بغيرما لساني كم أحبك وكم اشتاقك في هذا المعتزل البكر الذي لم يتدخل فيه الإنسان، حتى لكأن زمن سابق استقطعه من أرضنا فحضر بجلال ورهبة

إنني أحبك أيضاً داخل هذا الزمن الغابر

كانت (بوهريشيمه) في الليل منطقة أخرى ليست هي التي نصرخ فيها وحدنا في النهار وتصمت في وجهنا وتدفن حلقها وتغرق وجهها المخيف كوجه ربان عثماني مخرها طيلة قرون وعبأها بالرعب والبول والدماء والفضلات، (بوهريشيمه) في الليل هي صمت مطبق يشف حتى يوشك أن يسمعنا ما وراء الصوت، وسفن شراعية تمخر ليل المتوسط وتتحطم وتغرق وتختفي بما تحمله من سبايا ورقيق وذهب وتوابل ومعادن وقصص واستغاثات يائسة وأسماك هامشية تمضغ على المدى حمولة تلك السفن، وتلتهي عن قنينتي السابحة أبداً باتجاهك

في بعض المساءات التي قضيناها هنا كنا نبتعد عن المخيم لكي لا يسمعنا أبي ونحن نغني أو نتنافس في الصراخ، ذات مرة غنى شقيقي فلكلوراً جعلني انتبه لجمال صوته في سرد تجربة حزينة تركت أثارها بقلبه الفتي
وكان القمر مذهلاً كطرف سيف فضة أسطوري .... بل إنه هبط بالفعل كمرآة عظيمة واغتسل في البحر على مشهد منا، عندما سمع الغناء


لو كان نشكى
للبحر بأسراري
تنشف أمواجه
من لهايب ناري
لو كان نشكى
يا عيني ياداي
***
آه لو كان نشكيله
بهموم قلبي
كلها نحكيله
تنشف أمواجه
بين يوم وليله
تبقا حماده خاليه وسحايب
لوكان نشكي
آه ياعين
***
ليش ليش
ليش الحيرة
يا قلبي لا تندم
واللي بدلك بالغير
بكره تلقا غيره
***
واللي بدلك خليه
بينه وبين الله لا تكافيه
لا ادوره ولا عاد تشقا بيه
الغالي رحل مخدوع في تفكيره
يا قلبي لا تندم.
***

هذه الليلة نتسامر طويلاً حول النار، أمي تعد الشاي وأبي يتكيء بجوارها وإخوتي يتحدثون في أمور متفرقة، وأنا يذهب تفكيري إليك، أمي بعد جلسة السمر والشاي تتلو تمائمها وادعيتها الليلية لتبعد عنا عقارب وهوام ولوام هذه الأرض غير المرئية وشر ما يخرج منها بالليل والنهار، تمرر سبابتها في التراب حول مراقدنا ثم حول الخيمة كلها، تالية آيات القرآن التي تحفظنا ونحن نيام، أما أبي فيمارس مهام حراسته الليلية، يأخذ مسدس 9ملي معه وينام في الجزء الخلفي للسيارة نصف النقل، بعدما يضعها أمام مدخل الخيمة، إنه يحمينا لآخر لحظة من أي خطر قد يسقط علينا من الأرض أو من السماء، يواجه (بوهريشيمه) كلها بما احتوت لأننا أولاده ولن يسمح لغموض هذه الأرض أن يأخذنا إلى باطنها منه، كذلك نحن أولاد هذه المرأة التي لا تنتهي أبداً من الاستنجاد بالله وبالأنبياء والرسل وصلاح البر والبحر، حتى ونحن نقضي عطلة نريدها مختلفة عن حياتنا اليومية، بل نزعم أننا نريدها وأنها ستكون مختلفة

في الليلة الأخيرة من مخيمنا، يهتم أخوتي بحصر ما جمعوه من أصداف وقواقع، وما وضعوه في علب المشروب من عقارب بحرية مختلفة الحجم ليرونها لأصدقائهم، بينما يتأكد أبي من معدات تخييمه ويتفحص اطلاقاته وأمي تؤكد لتارك الصلاة من أخوتي أن الله يراه هنا وهناك لذا فإن عدم معرفته بالقبلة ليست سبباً منطقياً لترك الصلاة، وأنه لو كان خالص النية لسأل أو تبع من رآهم يصلون، يتدخل أبي في الحديث بشكل مغاير للغة أمي قائلاً

- إن جعلت البحر في ظهرك لكنت مباشرة في اتجاه مكة، لكنك تعرف اتجاه مكة في بيتنا، لذا سترد ديونك هناك

كبير أخوتي كثيراً ما يخترق خطوط الحماية المتعرجة التي تضعها أمي، يخرج لسبب لا نعرفه ولا يخبر هو عنه، يذهب إلى البحر وحيدا،ً يغيب ملياً ثم يعود ويدخل فراشه وينام، الليلة قام باختراقه المعتاد غاب قليلاً ثم عاد يحمل قنينة في يده شدتني عندما لحظتها، قال لي

انظري وجدت هذه على الشط، يبدو أن الأمواج جلبتها

وكان يعرف العلاقة التي تكونت بيني وبين القنينات الفارغة هنا

أخذتها منه وفتحتها في الظلام فإذ بها ورقة، قفزت في فراشي أتلمس ضوءاً لمعرفة ما فيها، لكن قمر هذه الليلة يكتنفه السواد والرؤية ضعيفة، ونار أمي احتكر بقايا جمرها بخور الجاوي الذي خصت به سلاطين البر والبحر وصلاح المكان وهي تسألهم المناشدة والمؤازرة في جميع الأحوال، إيمان أمي بعدم وجودنا وحدنا في هذا العالم يدفعنا للإيمان بما تتصوره وهو غير مرئي حتى نتيقن مثلها إن للبحر والبر والسماء سلاطين ومخلوقات من غير جلدتنا لايمكن الهزء بها

لايمكن في هذه الحالة مزاحمة جاوي الملائكة والسلاطين وإشراك الصالحين في أمور ليست من مستواهم كقراءة ورقة في قنينة عابرة، لذلك لجأنا لسيجارة أبي نتلمس عندها فض المضمون

لم تكن الورقة الباحثة عن الضوء، سوى أولى الرسائل التي كتبتها لك منذ خمسة عشر يوماً في هذا المكان، لم تمسسها يد عندما لم تجد يدك، سأحملها إليك برائحتي وحرارتي وروحي الموجودة فيها، مثلما سيحمل أخوتي أشياءهم المأخوذة من شاطيء (بوهريشيمه) الرائع، ومثلما تتفانى أمي في كسب رضا الصالحين، وكأني وهم نلخص روح هذا المكان البكر كل ٍعلى طريقته لكي يسهل حملها وتحملها



نجوى بن شتوان
بنغازي13 /6/2006


[1] بوهريشيمة منطقة بحرية صغيرة تقع على الساحل الليبي وتبعد عن مدينة بنغازي حوالي 130كم



Sunday, April 08, 2007

اللامتعزي ومجاز الهيولى


اللامُتعزي أول رواية لكازو ايشيغورو منذ رائعته العالمية .." بقايا اليوم "1989 ، وهي بدورها عمل مفاجيء ومذهل لهذا الروائي الياباني إذ تتمطى في سردية لا توحى بشيء أكثر من كونها اضغاث أحلام فيها خلق المؤلف بورتريه لفنان أصبح قاصراً عن قياس المسافة بين حياته العامة والأخرى الخاصة
رايدر راوي الرواية ، عازف بيانو شهير يصل إلى مدينة أوروبية صغيرة غير مسماة ليقيم حفلة مهمة ، ولكن فيما تتواتر الرواية يصُبح جلياً أن رايدر لم يعَد يتذكر إلا النذر القليل عن أسباب زيارته ، وعلى ذلك ليس متوقعاً منه أن يقيم حفلة فحسب بل ومعجزة أيضاً . ليس أقل من إحياء كيان المدينة الروحي والجمالي
خلال الثلاثة أيام التي تسبق ليلة الذروة يقع رايدر في شراك حيوات ، ومطالب متوالية لغرباء ( كما يبدو ) لا يحصون : مدير فندق وعائلته المختلة ، بواب وابنته البعيدة وحفيده ، قائد او ركسترا ثمل وزوجته المنبوذة ، مواطنون مرموقون كثر، وآخرون بلا نهاية ، بما فيهم شخصيات غير لائقة من ماضيه ، جميعهم يظهرون ويختفون مثل أشباح غرائبية مزعجة في كرنفال لهو
في هذه الملاقاة والتجارب السوريالية ،يقدم ايشيغورو حياة الفنان العامة بتشابكها الميؤس في نسيج الحلم ، وفي غضون الإطار الزمني الممطوط بصعوبة ( ودائماً على عجلة مُلحة ) يجتاز رايدر خزانات مكانس تنفتح على حفلات كوكتيل ، غابات معتمة على أوساط مدن ، أزقة مدن خلفية تتحول إلى أفنية مزارع مهجورة
كما يحضر مأدبة عشاء فقط ليكتشف أنه لا يرتدي سوى مئزر حمام ، كما تحمل غرفته بالفندق شبهاً غامضاً مربكاً نوم طفولته ، ليصادف حطام سيارة عائلته الصدئ من أيام صباه في موقف سيارات أحد المعارض الفنية بالمدينة ! كما يخضع الأشخاص المشوهين والحمقى والمتضارين والسخفاء أذنا رايدر لأحاديث منومة تكشف حميميات حياتهم : أمانيهم - يأسهم - وشعورهم بأنهم منسيون أو متروكون في مدينة فقدت موضع روحها
ولكن في موضع ما في هذه الرواية القوية ، بين سطورها ، في هامشها ، بل في عمق نسيج أوراقها تكمن رواية أخرى تنتظر أن تروى ، أخرى عادية جداً ، ومخفتة في واقعيتها : حكاية ولد غير محبوب ومهمل فشل في الإيفاء بتطلعات وتوقعات والديه
في عملية تكثيف سحرية ، تتحول شخصيات اللامُتعزي تدريجياً لتُشابه صور مسلاطية مشوهة لرايدر نفسه ولوالده ووالدته ، ولمخاوف ورغائب طفولته ، فيما توحي مشهدية متاهة المدينة والأحساس الزِلق للمكان بتلافيف العقل اللاوعي الخفية لرايدر نفسه ، وأن هؤلاء الغرباء المقيتين هم بكل غرابة أطياف نفسية رايدر ، وأن روح المدينة التي يريدون منه انقاذها هي كما نتأكد لاحقاً روح رايدر نفسه
مهما بدت الأحلام غرائيبية في تخريجاتها فهي دلالة شعورية حين تحلمها . وكتابة إيشيغورو المكتلة تخلق هذا التأثير الضروري ، ربما لدى أي كاتب آخر قد تنزلق هذه الرواية النفسية الصعبة عن الحافة لكن إيشيغورو الذي إجترح فيها الكثير من لحظات الكوميديا والرثاء ، السخرية الجامدة الإعجازية وجعل نثره أعجوبة قاطعة وكتابته راقية ومضبوطة ودقيقة تسدل ستراً عقلانياً هفهافاً على تجربة القراءة العميقة المؤثرة خرج باللامتعزي إلى مقام الأعمال الجديدة المهمة
من جهة أخرى يمر أي مشهد مباشر من صفحات رواية اللامتعزي رايدر حين يأتي للمدينة ليقيم حفل حياته ليجد أن كل شيء في المدينة بل وكل شخص مربوط بحفل رايدر المرتقب وبكل التزاماته الاجتماعية العديدة الطارئة ، وأيضاً بمحتويات حديث برمج رايدر لإلقائه حول مدينة بالكاد يذكرها
والمشكلة أن رايدر أضاع برنامجه ، ومواعيده ، وأصبح مشوشاً محاولاً تخمين أهمية كل شخص يلقُاه . كل هذا القى رايدر في كوميديا أخطاء مثيرة
فقد نسى أهله حتى ساورته نفخة تمييز ، شيء ما أفاقه بلاشك ودلّه إلى الاتجاه الصحيح نحو ربكة أبعد ونحو موعد تالي ( مزعوم )
تحافظ الرواية على هذا التوازن المتقلقل للسرد الملتبس طوال المسافة إلى صفحة 424 عندما وبدون مقدمات يلوح الأمل في المستقبل ،فحفلة رايدر مقدمة بلا هوادة على حل مشاكل الجميع الحياتية المتراكمة وبكل رشاقة وإحكام الكواكب المتراتبة إصطفافاً لتخسف الماضي
ويقول الصحافي والروائي بيتر اوليفا في مقدمة حوار له مع ايشيغورو " إنها تلك اللحظة المخصوصة التي رغبت مناقشتها مع إيشيغورو ، هذه اللحظة الرائعة حين يجمع إيشيغورو كل استطرادت وانحرافات وخروجات السرد معاً في قبضة واحدة لكي يلكم بها كل تلك التوقعات المتفائلة بسخرية مميزة سوداوية ، للوصول إلى هذه اللحظة أدركت أنه علينا أن نخوض غمار تحولات ومكائد مدارك رايدر ، ولو لأجل أن تمنح للرواية سياقاً وخلفية ومنظومة قواعد . وقد يكون المكان في الرواية حزيناً ومضحكاً ولكنني مصر على إكتشاف كيف عنّ لإيشيغورو وواتته الجرأة أن يهشم الكثير من التوقعات السردية بكل تقصد واستخفاف ؟ "
وإجابة لهذا يقول ايشيغورو :" إن الرواية يفترض أن تكون مجازاً للكيفية التي يتخبط فيها معظمنا عبر حياتنا ، متظاهرون بأننا ندرك وجهتنا ، ولكننا حقيقة نجهل إلى أين نمضي . إن ذاكرة رايدر ، لا تعمل

بالطريقة المعتادة ، لقد حاولت فعل شيء غريب هنا ، حاولت أن أكثف الطريق التي يسير فيها بعضنا حياته في أيام قلائل . إذا أنها أشبه قليلاً بتجربة الوصول إلى نقاط معينة في حياتك لتجد فجأة عدة أشخاص ملتصقون بك ، متسائلاً وغير عارف كيف تورطت في هذا الموقف . أنه ذلك النوع ، بإستثناء أنه يحدث هنا حرفياً . أعني : أن الحدث صار هكذا . أردت أن استخدم ذلك النوع من عالم الحلم لأعبر عنه ، وأردت استخدام بعض الأشياء التي تحدث في الأحلام ، التي ظننت أن معظم الناس - في مستوى معين - متعارفين عليها .. لأنهم تفاعلوا في عالم الحلم لذا تحدث أشياء غريبة مثل تلك . "
ويضيف عن رايدر :" وهو أيضاً راوي كليّ المعرفة لدرجة غير موثوقة ، أنه كليّ في بعض الأوجه ، ولكنه محدد بلا معقولية في أخرى ، قد يكون متسرباً في ذاكرة أناس آخرين ، ولكنه لا يتذكر أدنى الأشياء وأبسطها ، أن تحدي كتابة هذه الرواية الحقيقي كان إستخلاص فعلي لمنظومة القواعد التي تحكم العالم الذي تقع فيه الرواية ، الأحكام التي تسري على الزمان وعلى السلوك الإنساني والاجتماعي في عالم هذه الرواية ، والتى تختلف عن تلك المنطبعة عن عالمنا الحقيقي . إن الذاكرة تنتهج طريقاً مختلفاً ، ولكن من المهم جداً لي وجوب وجود قواعد يريد القاريء أن يؤقلمها مع هذا العالم الجديد
يجب وجود هيكلية أو بُنية . لايجب أن يكون مجرد مكان بريّ يمكن أن يحدث فيه أي شيء
وعن الخروجات الاستطرادت التي تقاطع السرد : ذكريات الطفولة والاستطراد عند رايدر يقول :
إنها نوع من الاستطراد ، لكن الكلمة التي كنت استعملها في بريطانيا حين كنت أتكلم عن الرواية هي كلمة " إنتحال " لأنها ليست مجرد شحطات ، إنها أشبه بحلم ، عندما ترى شخص ما .. بائع الحليب مثلاً أو أي كان .. بائع الخضار ، شخص ما ينبثق في حلمك ولكن في الواقع يحل هذا الشخص بدلاً عن شخص أخر أكثر أهمية من ماضيك ، بمعنى آخر أنك تنتحل أشخاصاً تلاقيهم في الحاضر ليكونوا بدل شخص آخر متعمق في ذاتك في ماضيك وفي تاريخك الشخصي
هذا جزئياً ما يحدث هنا ، هؤلاء الأشخاص الذين يلتقيهم ، يوجدون في الواقع في هذه المدينة إلى درجة ما ، ولكنه يستعملهم بتلك الطريقة الغريبة ليخبروك القصةعن حياته لتتعرف عليه فعلياً وعلى والديه وطفولته وبالتالي ما يخشى أن يصبح
إنه لا متعزي ، ولديه هذه الفكرة بأنه إذا أصبح عازف بيانو عظيم لدرجة كافية وإذا قدم أعظم الحفلات على الإطلاق يوماً ما ، كل شيء خذله في الماضي سيصطلح ، لديه هذه الفكرة اللامنطقية ، وأعتقد أن الوقت كفيل بكشف أنه لايمكن العودة لإصلاح الأخطاء وإن الذي ينكسر يظل مكسوراً إلى الأبد
ليلى النيهوم

Tuesday, April 03, 2007

5 poems


-1-
In a jelly bustling city ground
Would bean foliage dot com
Create a skywards
Concealed shelter!

-2-
My eyes milking crowds softly
Yearing till grew numb
Whims bundled with summer's end
Hot – hand sown- burned snow

-3-
Soon mist emerged
Trillion passing hot
Heavenly shapes
searching for
Love's averted face

-4-
And in summer's silky
Sun crysalized windows
Nature's art bids
New sparkling jade,
Artist's chameleon maps
highlighting my dimpled laugh

-5-
Northern lights float
Much to break nerves
Strike land's tingling curves
Look at hopes crossed well
For nothing seems on time!



Laila Neihoum