Sunday, September 16, 2007

التقانة الشعرية - The Continental Review - First Video forum


1952 اتنبأ بدنو عصر الشعريات المرئية .. هذا ما قاله الشاعر الامريكي عزرا باوند عام
وهاهي نبؤة عزرا باوند تتحقق اليوم في زمننا الرقمي الجميل بأنشاء اول موقع لمجلة مرئية للشعر
المعاصر يلعب فيها الفيديو والكاميرات الرقمية دورا رياديا مهما . مجلة الكونتيننتال اذا اول موقع مرئي للشعر والشعريات المعاصرة ويهدف حسب القائمين عليه الى ان يكون ملتقى للقراءات المرئية-فيديو- في الشعر الحديث وملتقى لنقاد ومستعرضي الشعر وملتقى ايضا للمقابلات والمحاورات المرئية مع شعراء معاصرين . وحيث ان الموقع تجربة جديدة في عالم النت فأن مستحدثيه يريدونه ملاذا ومستقرا للقراءات والالقاءات الشعرية المرئية الاصلية بالتعاون مع مجموعة من مستعرضي الشعر مرئيا ليعبروا عن ارائهم عن عالم الكتب ونظريات الكتابة والقراءة والشعر والشعريات الحديثة وبذلك يصبو الموقع الى ان يصبح المحطة الرئيسة ذات المحتوى المرئي للشعر المعاصر في شبكة الانترنت .المدونة التى اتخذت هيئة موقع انطلقت من باريس في شهر مايو 2007 يتكون طاقمها حسب قول نيكولاس ماننينق من محرر فيديو ومدير موقع وعدد من الشعراء المتميزين الضالعين في الفنون الرقمية والانترنت ولايأخذ الشكل التقليدي من اعداد شهرية اوربع سنوية ،انما يعتمد التحديث المتواصل لمقاطع فيديو لشعراء يلقون قصائدهم كل حسب تفننه ومعرفته بفنون الانترنت مع موسيقى مصاحبة ومؤثرات صوتية ومرئية حيث تترك مسألة الاخراج في بعض الاحيان للشاعر نفسه كما توجد بالمجلة المرئية هذه مقابلات مع شعراء وعروض كتب . يقول مانينق 24 سنة وهو كاتب ومحاضر ويعمل في مجال الموضة وله مدونة اخري تعني بالشعر والفلسفة والتأمل في الطبيعة يقول ان "هذ الشكل الالكتروني جديد وناشئ " غير ان الشعر الذى استوعب التقنية عبر تجارب العديد السابقة في البودكاست ويو تيوب وغيرها ليس محال عليه ان يتلمس له وجودا سائغا وتجريبيا ومجنونا ايضا في هذا التحول الكبير في كل شيئ بسبب الحدوثات المتلاحقة في التقانة الرقمية الالكترونية
يضيف ايضا : من قال ان الشعر لن يشخصن ، ومن قال ان الشعر لن يزنر العالم ؟
فعلا فالشعر مخلوق متجدد بتجدد متعاطيه وعاشقيه .. ومتطور بتطرف محبيه لحتى يصلوا به الى اجواز لم تعهد له . الشغف قيمة كبيرة في مهمة المنجز . لولا الشغف والهوس بالاشياء والانهماك فيها ما كانت لتحدث اختراعات واستنباطات وتحويرات وما كان العالم الا ليقف في مكانه مراوحا
امثال هذا الشاب المتحمس وغيره الكثيرون ممن نعرف الذين دخلوا عالم التقنية الانترنتية واحدثوا فرقا وعلامات فارقة في مجال الثقافة الرقمية
لدينا في ليبيا اسماء كثيرة مهمة : الشاعر غازي القبلاوي اول من دخل عالم البلوق - المدونة وكان له قبلا موقعه الخاص لتتطور لديه الامور فيدخل اولنا الحداثة النشرية الثقافية عبرالبودكاست - الاذاعة الالكترونية . ايضا للشاعر رامز النوبصري تجاربه وريادته في مجال المواقع الالكترونية حيث سخر موقعه بلد الطيوب لنشر الادب الليبي والتعريف به
الحدث الاهم كان دخول كتاب ليبيا عالم المدونات والنشر الالكتروني اليومي .. فالبقاء لصق الساحة الالكترونية يولد المزيد من التطور واستحداث وتلقي الجديد . فأنا مثلا منذ بدأت مدونتي اوائل عام 2006 وكل يوم اتعلم المزيد المثير في هذا الخضم الرئع . فالفائدة علمية ثقافية اولا وتنعكس على التكون الشخصي ثانية ومتعة لاتحد ثالثا
للمزيد


ليلى النيهوم

5 تصفر بها وفيها الريح

مرت بضع سنوات قبل أن نتمكن من خلع جلد الشقاوة الخشن في وقت اكتسبنا جفاء الأولاد الذين ملوا انتظارنا رغم كل محاولاتهم المستميتة لإخراجنا من حالة الدعة المفاجئة التي تملكتنا فجعلتهم يتخبطون في حيرة فهم ما جرى لنا , ليكتشفوا في مللهم وتبرمهم أشياء عوضتهم عن قلة لعبنا معهم : الشارع , الرفاق الجدد ، السينما ، الباصة ، وسط البلاد ، المحلات ، الدراجات ، البحر كما بدأت تناط لهم مهام اضحت تتعب الكبار ، التسوق وجلب الخضروات و المؤونة واحتياجات العمات والأمهات والخالات المنزلية
غير إن البنت الشقية - أنا في اعقابها - وازنا التكبيلات الأنثوية الجديدة مع متطلبات الخيال وروح المغامرة فعرفت أرجلنا الطريق إلى الباب الكبير متأنقات نظيفات ملساوات المرافق والركب، ممسدات الشعر، وقورات متجهمات إزاء أي محاولة للحديث معنا خارج حدود حوارات البيع والشراء
حفظت وجوهنا غير المتأكدة من سيماءاتها الجديدة محلات الأقمشة ، محلات ادوات الخياطة والتطريزوالالوان المائية والزيتية والُفرش وكراسات الفابريانو واقلام الفحم ، ايضا أكشاك الصحف والمجلات ،
المكتبات العامة والمراكزالثقافية

اخذنا الملل والقلق من حالتنا الجديدة التي أماتت فوران الدم في عروقنا ، جعلتنا شبه مقعدات جسديا وصوتيا متحسرات على زمان الركض والريح تلعب بأشداقنا و ضحكنا الذي يجلجل كالمردة حين انطلاقهم من القماقم المفتوحة فرسمنا الريح ، الركض ، الاماكن القصية ، الاكواخ القرميدية في اعالي الجبال ، حواف الانهار المزهر وبورتريهات لوجوه مستمد بعضها من كوكبها وبعضها قصاصات خيال متراكبة من رؤى متواشجة في جيناتنا
عرفنا النزر القليل من التمرد في قراءة كتب الكبار الممنوعة في عتمة دار الخزين غير عابئات بصيحات الحلت والوابيس من الجيل الذي يلينا من الصغار المتربي على شقاواتنا وصيت مغامراتنا المحكية كنوادر عائلية في ليالي الإنس والسمر، مستغربات اسباب المنع ، فما كنا نقرأه كان ممتعا وكان سبيلا غير مدركا في لحظته لتقوية لغتنا وتفوقنا لاحقا في مواد الإنشاء والقراءة والإملاء ، وسهولة استيعاب البلاغة والنحو
نقرأ المزيد يصلنا تراكضهم للمحبة يعلنون عليها لثما تملصهم من الذين يبحثون عنهم ، تخلصهم من إغماض عيونهم و العد الى ما شاء الله ,، مشقة البحث عن المختفين في أماكن لا تخطر على بال ، الجري وراء المراوغين قبل أن يصلوا للمحبة فيندمج في خلفية ما نقرأ يربطنا بالواقع الجديد ، يعمق استغراقنا في العوالم الحكائية
اكتب هذا اجمعه من الحلم الذي ينعش ذاكرتي لأخبر الشقية التي هجرت المكان بحثا عن عوالم اخرى ونقطة سحرية تعيدها للزهرة ، لأخبرها عما عشناه معا ، بما حدث لنا ، وللوسعاية التي تحولت الى فيلم باطني نراه في شاشات ذاكرتنا ، تصفر بها ولها الريح ، وعنها ايضا ، الوسعاية التي لم تعد بعد الحريق الكبير الإ ضيقاية : بضع حجارة ونخلتان وبيتان متهالكان لمن بقى مجبرا ، ذهب بقيتها للريح ، ُشقت فوقها الطرق الدائرية مارة فوق امكنة مصنع الثلج والحديد , بيت الخال , الجزء الامامي من بيت الجد الاكبر ، حيث المضافة المهيبة الوحيدة من نوعها في زمنه ,،باب الكانشيللو مصد الغرباء والمتطفلين ومجانين المنطقة ، كراجات السيارات ، كلها باتت بعدا اخر يعيش فينا وبنا ، بقاؤه محكوم بما حيينا ، ان ذهبنا سيتلاشى معنا ، تجري اليوم فوقه السيارات المسرعة في جزيرة الدوران ترميها لكل اتجاهات المدينة ، تلف حول نفسها احيانا ، تصطدم ببعضها حين يتراىء لساقتها الغافلين شبح المكان الافتراضي حين كان يرفل في عزه وفتاتان جميلتان تقفان امام صف البيوت في خلفية الياسمين واللانتانا وبهجة الصباح ، احداهن كانت تفر من امامها العقارب والبطات والدجاجات الحمقاوات وتتضاءل سطوة جبانة الرعب فترخي لها الاشجار حبالا مجدولة لتؤرجح غضبها او فرحها حسبما الظروف
الاخرى تستعيد المكان حروفا تكتبها للناسيين ، للمتناسيين ، لنفسها وهي تجلس مترددة عن الذهاب الى ابعد مما وصلت اليه يصدها الكسل الذي عطل نصف حياتها في التأمل ، في رسم اللوحات السوريالية في الهواء وعقد صفقات مع الحياة على رمال البحار . تتحدى العالم في عكس ما يرغب وترغب عكس ما يحب . تمضي بعيدا في خيالاتها ، ليس ابعد من ان تجلس الأن في الليل الداجي ترقن الحروف وتزلق نظارتها السميكة من حين لأخر لأعلى أرنبة انفها لتنظر الى كوكب الزهرة يومض من بعيد وتبتسم

ليلى النيهوم
photo credit:Laila Neihoum