Tuesday, March 12, 2013

الحديقة واشجارها التي كانوا يجيدون "حسلكتها صفر" حتى تنزعج امي وتدور من شباك مقابل لأخر متحسفة عليها. مراجيحها التي كنا نجيد اقصى ارتفاع لها لحتى يلمس صندلنا السماء ويراودنا الدوار ولا تحسن الارض ثباتاَ لنا. العلّي وطّي والصاروخ والدّويرة. رملها الذي تفترشه الكلاب ليلاً لجوقة حناجر متراوحة القوة في تقليل هناء النائمين . الذي يبني به الصغار نهاراً القلاع والقصور فيغنمون الدمامل وبعض الرمد وزيارات ملحة لبيت الراحة. الحديقة ظهيرة اليوم بعد عقود مؤلم الافصاح عن عددها : اكتنزت الاشجار وسمقت واشتدت سوقها. كبر روادها وهرموا وذهبوا لبيوت جديدة بعيدة . بعضهم غاب ابعد . البيت الذي اطّلَ عليها دائماً خلف نوافذه الان وجوه لا تشبه الوجوه وعلى جدرانه صور لغرباء.