Tuesday, November 27, 2007

ظنون لغة العصر


اجلس للعمل او الدراسة والبحث سواء في البيت او العمل امام كمبيوتري النقال "توبي" رفيقي الدائم في حلي وترحالي -اكون محاطة بأجهزة ليس اقلها الموبايل عن يميني لسهولة التقاطه حين يرن لمكالمة او مسج , جواره نظارتان واحدة للشمس وقيادة السيارة والثانية للقراءة مجهزة بعاكس – كما روج لي البائع تبريرا لسعرها - للأشعة الضارة المنبعثة من اللاب توب ولنمنمة حروف النقال , على يساري الكاميرا الديجيتال عزيزتي وعيني الثانية الملتقطة المسبحة لإبداع الخالق عز وجل وكابلها ومجمع فلاش ميموري لكل انواع واحجام الذاكرات وهارد درايف خارجي وتل من سيديهات الباك أب – باك أب متأخر بعد ان اكتويت مرة بفقدان كل ما في حاسوبي المتجول في لمح البصر – و تحت قدمي وفي الجوار اسلاك متشابكة من كوابل الحاسوب والطابعة وخط الانترنت والهاتف وشاحن الموبايل والكاميرا وشنطة اللاب توب وما تعج به من حافظة اقراص سي دي وقلم خاص لتصنيفها وفلاش ميموري ويوزر مانول – دليل المستخدم – ونسخ ورقية لا غنى عنها لمحتويات الاقراص في حال حل ظلام ما على الكون الديجيتالي وانهار السقف السيبيري الافتراضي وتلاشت جميع كوامن الويب من مواقع ومحركات بحث ومدونات وملتيميديا وما تحمله من علوم ذوات سرعة البرق في متغيراتها اللحظية - السرعرمشية – ومن مدخلاتها وقواعد بياناتها و محفوظاتها وصحفها ومسارتها التى تتشابك افتراضيا على الكرة الارضية مثلما نسيج اللوفا فيهجس الفضاء بترددات نبض كل الذوات التى تجلس في ذات الآن امام الحواسيب في شتى ارجاء واصقاع الارض تبث الكون شكواها ومغناها وما دونت يداها وما اسفرت عنه عقولها وما دبرته ظنونها واوهامها وما ارتأته دوافع ابداعها واختلاقها ودعاياتها ونظرياتها واطماعها وشرورها وخيار خيرها وتراويج صناعاتها واستهلاكياتها وبالتالي صفير مرور اكداس ملياراتها وبلايينها الخاصة بصفوة الناقرين على ارقى الكيبوردات غير الوارد اوصافها في ارقى الاعلانات الرقمية ووو ستوب !! اعجب كيف لا اتحول الى مخلوق رقمي ينبض بكل الاشعة الصادرة والواردة والمتشابكة والمتعاكسة والمتفاعلة عن هذه الفوضى – الشواش – العزيزة التي تحيط بي يوميا ليلا ونهارا حال طروقى مهامه ومجاهل ومسارب النت بحثا وتقصيا وداونلودا وابلودا وتدوينا يتبعه تعديلا في اللاي آوت ومعطيات الداش بورد تلفني سحابة الكترونية ناصعة الرقمية تخترق دماغي عبر عيني اللارامشتين , في الوقت الذي اعتقد فيه مزهوة متباهية انني احسو من صفو المعارف , ناقلة رقراق الآداب ترجمة واستفادة وتعارف عولمي نهلا من معين قرية متصاغرة تمنح التقارب والتعارف وديمقراطية العلوم والثقافات مصحوبة اسوة بكل الفتوحات على مر الزمان بسقط المتاع من طروادات الفيروسات ومثاقيل الذبذبات وضواري الاشعاعات محولة دماغي ربما الى اسفنج مشبع بالضدين هلامي رقمي مشع بالمعارف الديجيتالية من اعلى قمة هذه المعارف المتسارعة الوتيرة
ليلى النيهوم