Wednesday, April 09, 2008

بيتنا عبر الاقمار الصناعية



هنا وجدت خارطة بيتنا كنت عبر قوقل ارث اتجول في العالم منذ الصباح وخطرت لي قاريونس التي اصبحت منذ اكثر من عقد مقر بيتنا صباحنا بحر واحلامنا تتوالى على ايقاع الموج يصطخب او يتهادي على الشط القريب _ كان البحث صعب ودقيق وخصوصا ان مدينتي ليست مثل مدن العالم معرورقة بالشوارع وتفرعاتها _ مدينتي بسيطة وسهلة - اقرب الى شارعين ودردوحة - في بساطة طيبة اهلها وعراقتهم
لم ابتعد في بحثي عن البحر وكان امتدادي شارع الجزائر واوضح علامة لبيتنا الذي يقع خلف جامع قاريونس هو خزان الماء الذي يشبه حبة فقاع - مشروم - يطاول سحابنا الازرق ي يوم صحو
فاجئتني الخارطة بقحالة المكان فيما اراه على مستوي النظرمكتظا ومزدحما وضاجا بالناس والدواب فقاريونس رغم انها امتداد جديد لبنغازي غير انها لازالت تمتاز بالطابع القروي فلازال بعض جيراننا من قدامى سكان المنطقة - قبل ان تصبح ما هي عليه - لازالوا يربون الابل والخرفان والابقار التي يقض مضجعنا صياحها في ليالي العواصف والبرد الشديد هكذا تترك مسكينة في الهواء الطلق لعلهم لم يسمعوا بأختراع قديم اسمه حظائر
خلف بيتنا الوحيد الذي فيه وامامه وداخله اشجار كثيفة ونباتات لحتى اختفت معالم طرازه المعماري تقع عمارات قاريونس التي انشئت اول ما انشئت لتكون مدينة علماء تتبع جامعة قاريونس - جامعتي - ايام المخططات المعمارية المتكاملة
الخريطة قديمة وتخلو من زيادات دخلت شارعنا اهمها اشارة المرور التي نظمت المكان وقللت من الحوادث الرهيبة التي كانت تقع في المفترق بسبب سرعة الشاحنات القادمة من مخازن قنفودة وعدم حيطة السائقين اثناء دخولهم شارع العمارات
من التغييرات التي حدثت ايضا مبني مخالف بني فوق ما يفترض ان يكون موقف لجامع قاريونس غطى علينا الطريق وحرمنا من رؤية البحر اللهم من الدور الثالث من سطح البيت
غير انه اضاف لبيتنا عزلة جميلة متمثلة في فسحة تجمعنا يالجامع اصبحت ملاذا لسيارتنا ولقارب ولأشجار زرعها جارنا لتظلل سور الجامع
قريب ليس بعيد عنا فبل الدخول الى المفترق يقع مجمع السوق حيث تمثال الحصان وحديقة جميلة معتنى بها ومجموعة محلات ومطاعم ومقاهي
عندما سكنا قاريونس مقارنة بحي الفويهات الجميلة كانت منفى صعب في البداية اصبح مع الوقت بيتنا وسكننا ووجهة للعائلة والاقارب في ايام الحمو- القيظ - حيث الرواح والنسمة العليلة الاتية من البحر واظنه في قادمات الايام سيكون بقعة يهفو اليها قلبي بين الحين والاخر عندما ستهب ريح الحنين الى ليبيا والى بنغازي والى تلك البقيعة الحلوة قرب باب البيت حين ذات مساء حالم تلكأنا نرجوا الزمن الا يتوقف ونرجوه ان يسرع
قاريونس حين تختلط فيك نسمة البحر مع ضوع ربيع البر وعبق الخبز من الكوشة القريبة ويزقزق عصفوري آتيا كل شتاء من بلاد بعيدة ليهنأ بدفأنا يتقافز قربي وانا اروي الاشجار وازرع الزهور سأحن ان اكون فيك ثم حين سآتي اليك سأحن بكل تاكيد ان اعود الى حيث سأكون قريبا
شكرا لقوقل إرث
من بعد الشكر لله عزوجل الذي احيانا الى ان نعايش هذه التقنيات المتطورة المذهلة

Leptis Magna & Villa silin - A must see and a must preserve لبدة وفيللا سيلين


لبدة وفيللا سيلين اسئلة تخص كل آثارنا

All photos credit : Laila Neihoum



رفقة السيدة كاترينا ستنو مسؤولة السياسات الثقافية والحوار بين الثقافات في اليونسكو على هامش مؤتمر وزراء الثقافة في العالم الاسلامي الذي انعقد في طرابلس في 20-21-22-11-2007 قمت بزيارة لمتحف السرايا ومدينة لبدة الاثرية ورائعة اثارنا فيلا سيلين وكنت مثلها في عداد السائحات باعتبار أنها المرة الأولي لكلتينا ,والحقيقة أنني كنت منبهرة بحجم هذه الصروح والنفائس الاثرية لدينا وكنت مثل كاترينا سعيدة بهذه الفرصة الرائعة وبلحظات الاكتشاف والانبهار المشتركة






كان لمدينة لبدة وفيلا سيلين وقع غير عادي على نفسي ظللت لأيام لا اهجس بغيرهما شغلتاني على المستوي الشخصي الانساني المنحي وحركتا في داخلي اسي عميق له علاقة بالاحساس بالمكان وبالحس الوطني وبفهمي لأهمية المحافظة على ما مُنحنا من ثروات نتغافل عن قيمتها الممتدة للأجيال القادمة، في الوقت الذي راودني إحساس أن ما يحدث من اهمال وبطء في التمويل مثار حفيظة وخجل وسبب كل ذلك في نظري الرؤية القاصرة القصيرة المدي التي لا تري في معظم الاحيان ابعد من الانف
نحن واثقون اكثر من اللازم بدوام الثروة النفطية مع العلم ان دوام الشيئ من المحال. فلوقت طويل ولا تزال تقام الندوات اثر المؤتمرات وتقدم الورقات تلو الدراسات والابحاث لاجل موارد بديلة ,لو جئنا للزراعة نجدها مستبعدة نوعا ما لأسباب تتعلق بالمناخ وصعوبة إرساءها كنسيج حيوي في حياة الليبيين. الصناعة ايضا لها وعليها ,تقف في طريق انماءها وترسيخها طبيعتنا الاستهلاكية الصرفة , و ثبت كذلك بالتجربة فشل معظم محاولات ترسيخ الثقافة الصناعية والدليل ماحل بالمصانع التي ُصرفت عليها اموال طائلة







يتبقى لدينا قطاع السياحة وهو مجال شديد الحيوي و من مصادر الدخل القومي للعديد من الدول. غير ان السياحة لدينا كمفهوم حيوي لازالت في طور التأسيس طالما لازلنا نملك تلك النظرة المستخفة بأهمية الاثار ونغفل عن اوليات بناء بنية تحتية للسياحة وارساءها تقليدا محليا يحترمه الجميع ويعملون تلقائيا على انجاحه لأهميته في ادرار مداخيل مجزية للعاملين في القطاع ولفتح سوق عمل للشباب من خريجي اقسام الاثار واللغات في جامعاتنا , ولا يغركم حجم اعداد السواح المتدفقين على البلاد الذين نراهم ونلتقيهم في متحف السرايا او صبراتة وشحات ولبدة الكبرى. فمازال برأيي امامنا الكثير لنفهمه ونستوعبه قبل ان نقدم في المطلق على مغامرة تقديم السياحة كأولوية وطنية
لايمكن ان نؤسس مالم نرتب اولا السيرورة الداخلية التي نعمل بواسطتها على الاهتمام بالمواقع الاثرية العظيمة الموجودة في بلادنا. حقيقة ان مااحزنني في لبدة لايلغي ان ثمة اهتمام من القائمين على المكان قدر مالديهم من امكانيات لكن يومئ الى ان جهودهم- مشكورة ولهم تحية مني على حسن استقبال الضيفة وإكرامها - ليست كافية اذا اخذنا بالاعتبار بأن مدينة بحجم لبدة الشهيرة على مدى التاريخ والمدرجة في الترتيب الاول في قائمة التراث العالمي باليونسكو لكونها الاعظم والاكثر حفاظا على شكلها ومكوناتها المعمارية التي كانت عليه في اوج ازدهارها




مدينة بكل هذا المواصفات العالمية يلزمها إذا أن تلقي مزيدا من الاهتمام المكثف وان يوضع في الحسبان ايفاءها حقها من المواردالبشرية والمادية اللازمة للحفاظ عليها واستكمال حفرياتها واستكشاف المزيد منها مما لازال معظمه تحت الارض لم يستكشف بعد




يلزمنا ان نهتم بحمايتها من العبث والسرقات وزحف المخلفات والرمال والعمران العشوائي واحاطتها بأسوار محكمة وتوسيع دائرة المصد البصري المتفق عليه دوليا للحفاظ على خصوصية المكان وتجهيزها بكل ما يمكن ان يساعد السائح الخارجي والداخلي من خرائط واشارات استدلالية بالعربية ولغات اخرى وتشديد حراستها

وما يلزم من سبل المحافظة الجادة على هذا الإرث العالمي







بإمكان هذه الصروح العظيمة استقطاب السياح والباحثين والدارسين وان تكون متوجها للفنانين يستوحون من فنون معمارها وزخرفها اعمالا فنية تتناغم مع الفنون الليبية الحديثة لتخرج اشكالا فنية جديدة ولتحفز الحركة الفنية ومن ثم تباع نماذجها للسواح وللزائرين تذكارات عن الحضارات الليبية بكامل تنوعها وعظمتها المعروفة في ذاكرة التاريخ المتوسطي الممتزج الثقافات



فلنكن على مستوى عمق احساسنا بواجباتنا تجاه هذا الوطن وتجاه الاجيال القادمة ولنحافظ على مالدينا ونحسن الاهتمام به بل ولنتفنن في الاهتمام وفي فرط العناية ايضا كي لا نصل الى ان نتمني مثلما تمنيت في حالة فيلا سيلين ذلك المكان التاريخي الرائع الموجود بحالته السليمة وكأن اصحابه غادروه لتوهم , فيلا سيلين او كما قيل انها كانت تسمى بيت القمر هي دارة بحرية تطل على البحر المتوسط اكتشفت صدفة عام 1974 مدفونة تحت كثبان الرمال على شاطئ سيلين القريب من لبدة وهي من كل بد تحفة معمارية من طراز رفيع تميزها ارضيات فسيفساء منمنمة مبهرة ورسوم جدارية (فريسكو) غير عادية, وحمامات رومانية تثير العجب في حالة شبه سليمة بشكل لايصدق ونظام تكييف طبيعي ومجهزة بتقنية معقدة لكتم الصوت الخارجي خصوصا في الشتاء . هذه الفيلا - التى تسلب اللب وتترك الدماغ في دوامة الافكار والتفكير في مهارة صانعيها ورفعة ذوق اصحابها ومدى تقدمهم المعماري والفني في ذلك الزمن - تحتاج الى وقفة سريعة من الدولة والمسؤولين في السياحة والاثار, فما حل بها من عوامل الاهمال والتحات الملحي والرطوبة وكثافة الزيارات بدون ترتيبات حماية متعارف عليها دوليا ادى الى اغلاقها مؤقتا الى اجل اناشد ان لايطول . ولكن ان تظل هكذا مغلقة امام السواح بدون الاقدام على ترميمها خاصة وان ارضيات الفسيفساء تضررت بشكل كبير و تحتاج الى فريق ترميم وصيانة وفرق خاصة لأستنباط سبل علمية متطورة لحماية مكوناتها




يجمح بي تفكيري- لو كان الامر بيدي- ان تحاط بقبة زجاجية لحمايتها من العوامل الجوية والبحرية والبشرية وتكييفها متحفا معماريا مع عروض ثلاثية الابعاد تحكي قصة المكان وتدور بالزائر افتراضيا بدون المساس بالفنون الحجرية المنمنمة, وان ُتشرع ابوابها ايضا لمن يقرأ وينقل فنيا ما بها من قصص واسرار موجودة في رسومها وفسيفساءها وفي غموض المكان والمزيد . اظن اننا نحتاج الى ان نتحلى بالشغف اللازم للاهتمام بمثل هكذا مكان فريد يندر وجود مثل مواصفاته في العالم ولا اعتقد انه يجب علينا انتظار ان يأتي الغير كي يُحسسنا بقيمة ما لدينا ويعلمنا كيف نحافظ عليه ونحن نُخرج سنويا مئات من الخبراء والباحثين الاثريين ! والا فأنني شخصيا وصراحة اتمنى لو انها ظلت تحت كثبان الرمال لتكتشفها اجيال قادمة قد تكون اكثر وعيا مناا


ليلى النيهوم