Tuesday, May 05, 2009

عن مقتل سارة كانتو مرورا بكمامات أنفلونزا الخنازير وتعريجا على شفرة دافنشي عبرجراحات مستلهمة

اعتدت النهوض باكرا في الصباح واعتدت فنجان النسكافيه الوحيد - مع اخبار الصباح في الفضائيات المحلية الخاصة
بالباي اريا - منطقة خليج سان فرانسيسكو - جولة صباحية لازمة ومن اعراضها الجانبية بطبيعة الحال ارتفاع في ضغط الدم وخفقات القلب ودرجة التوتر وبالتالي التفكير في احتمالات - تعد هنا سخيفة - لتأمين اقفال البيت والتفكير في خارقة لا يعرفها الامريكان وهي صناعة محلية لدينا في ليبيا وهي شبابيك حديد وابواب حديد ، زوجي يقول وماذا لو حدث حريق كيف نخرج ! خصوصا واننا محاطون بالغابات التي صاف عشبها الأن ومتاهبة - على سبلة - ورهينة في عقب سيجارة راميها يعاني من عرض الاهمال او عرض التقصد!! حجة دامغة - لكن جولة الصباح في اخبار الجرائم في الباي اريا مزعجة - خصوصا مع تردي الاقتصاد هنا وخروج اعداد غفيرة من دائرة العمل والبطالة وارتفاع اسعار الذهب المستعمل تجعل الاطمئنان يفر من الشباك ولو كان محصن باقسى انواع الفولاذ
ثم رغم هذه الاخبار المهولة المضخمة ننام احيانا وقد نسيت - وعادتي النسيان وخصوصا لو كان في عقلي الف فكرة وفكرة - وقد نسيت مفتاح الباب - مرشوقا - فيه من الخارج
كما ننام احيانا وباب الشرفة المطلة على النهير مفتوح
كنت في البداية استغرب كيف نطقو " المفتاح " طقة " واحدة فقط ونحن ننوي سفر ايام ! وانا المعتادة على لف المفتاح ستين الف لفة عند الخروج من بيتنا هناك
مع الوقت تعودت اني نطبق الباب ورائي عند خروجي لرياضة الصباح او للتمشي او للتسوق
الفضائيات هنا تخلق من الحبة قبة للفت انظار المشاهدين وجذب اكثر عدد منهم فالتنافس على اشده بينها ولا ادري كم من محطة تبث في المنطقة وليس لدي احصائية بها غير انها كثيرة جدا لدرجة انني حين يستحوذ علي خبر ما واريد ان استوفي جميع تفاصيله واحتمالاته فأنني اتنقل بين تلك المحطات لأستمتع بتفاوت درجات استطلاع وتحقيقات ذلك الخبر فيما بينها فمثلا في موضوع مقتل الطفلة ساندرا كانتو وملابسات غموض قضية مقتلها بعد اختفاءها عن بيتها لأيام حيث اخر مرة شوهدت فيها طفلة الثامنة كانت وهي تتنطط مرحا في كاميرا الشارع متوجهة الى وجهة غير شارعها وهي اللقطة التي اصبحنا نراها طيلة الوقت في معظم تلك المحطات تقض مضجع اولياء الامور خصوصا حين تبين ان القاتل مدرستها في مدرسة الاحد وام صديقتها التي تلعب معها وقد وشت بنفسها بدون ان تدري


وهي جريمة غريبة لا قياس لها في سجل جرائم النساء في امريكا ولا زال يكتنفها الغموض
استحوذت تلك الجريمة على مسار تلك المحطات فحل محرريها ومصوريها وعتادهم في مدينة ترايسي وهي بلدة صغيرة على اطرافها تجمعات فقيرة كما رأيتها حين مررنا بها منذ ايام سكانها يسكنون في بيوت تراها متكاملة فيما هي بيوت نقالة سرعان ما تردف بالناقلة حين تأزف ساعة الرحيل الى مكان اخر سعيا وراء الرزق في هذه البلاد الشاسعة ومعظم من يسكن هذه البيوت من اصول مكسيكية
ولم يعد من شغل وشاغل لتلك المحطات ولعدة اسابيع غير هذه القصة الحزينة التي بدات بفقدان سارة حتى العثور على جثتها مطوية في حقيبة ومرمية في مجرى مائي قريب من المنطقة وقد شغلت هذه القضية الناس كثيرا ودار حولها جدل وتخمين كبير حول الاسباب التي دفعت القاتلة لارتكابها

وطبعا استفادت الشركات وكثفت دعاياتها الممغنطة بين فقرات تغطيات الجريمة التي تجعل المرء يذهب طيران وهدفه معاينة مايدعون له ليجد نفسه اشترى اطنان لا تلزمه ابدا من تلك البضائع المسوغة الملمعة
اليوم انحسرت قضية ساندرا ولن تعود لسطح الفضائيات الا حين محاكمة القاتلة ميليسا هاكبي التي يترقبها الجميع. الشيئ الذي زحزح هذه القصة واطفئ وهجها هي تلك الاخبار المرعبة عن تفشي انفلونزا الخنازير والعياذ بالله في ربوع هذه البلاد الوسيعة - ولم ينقصنا اللا هذه الانفلونزا الغريبة التي خرجت من العدم او من سراديب مختبرات ما لكي تلقي في قلوبنا الرعب وتضع علي وجوهنا كمامات وتخلق بيننا حساسيات فلا من يسلم على الاخر ولا من يقترب منك حين تتكلم معه لحتى فكرت ان امشي بمايك واضع سماعات تحسين سمع لفهم ما يقال لي عن بعد وانا في الاساس اجد صعوبة في فهم ما يقولون وهم يبتلعون نصف الحروف عادة


اتصبح على اخبار انفلونز الخنازير- سواين فلو -ا لتي ثمة ضغوط خارجية للتخلي على تسميتها بفلو الخنازير والعمل على تسميتها فلوالمكسيك او اتش ون إن ون فلو
H1N1Flu

ثم اتمسى عليها وعلى عدد وفياتها لحتى اصبح لدينا خوف من الذهاب الى امكان التجمعات والاختلاط بالناس والرغبة الملحة لغسل الايدي طيلة الوقت بصوابين مضادات البكتيريا والخروج مقنعين مثل اللصوص - ورغم ذلك لم افعل اي من هذا المفترض فعله وتركت الامر لله وقلت ياواقي في انتظار انحسار هذه الموضة الجديدة وخفة حدتها عبر ذات الفضائيات فقد بدات بعض المدارس التي اقفلت الايام القليلة الماضية في استئناف الدراسة عندما تبين ان اغلب الحالات التي خيف منها وحُجرت في المستشفيات لم تكن غير حالات انفلونزا عادية كما عادت مدارس اخرى عن قرارات اغلاقها وتركت الامر لأولياء الامور كل حسب تقديره ودرجة خوفه على ابناءه
يقال وثمة جدل هنا ان الهلع الحاصل مبالغ فيه فالامريكان يهبون دفعة واحدة حين حدوث مثل هذا الامر للتصدي له من مستشفيات ودوائر مدنية واجتماعية ومن بعد يقرروا من خلال الدراسات والابحاث الميدانية ما اذا كان الانذار خاطئ ام صائب ويستغرق هذا الامر وقتا - ولعل ميزة هذه - النصرة بلهجتنا - انها مهمة في احتواء الازمة وايجاد الحلول لها وتلافي توسع دائرتها
ومن ضمن من ركب هوجة السواين فلو من يبزغون مثل فطر ليلة مطيرة في غابة الاوقات الحرجة اي جماعات النصب والاحتيال ذوي الدرجة الرفيعة اذ اقاموا في الانترنت مواقع مزيفة لبيع ادوية وهمية للقضاء على السواين فلو وعبرها بيعت ملايين الادوية اونلاين لملايين المرعوبين - خاصة وان التسوق هنا عبر الانترنت يكاد يحل محل الذهاب الى الاسواق- في اكبر بازار وموسم ربح لشطار النصب النتي لا يعوض

ايضا لفت نظري هذا الصباح وانا اقلب ذات الفضائيات بحثا عن اخبار الطقس - فالمطر لم يتوقف منذ ثلاثة ايام بعد عدة ايام من الحر الشديد لحتى جف ربيع المنطقة الرائع واختفت الازهار التي احب مع الاعشاب الجافة الصفراء التي قاموا'بحشها او حلقها عن التلال القريبة ومن حواف الطرق خوفا من الحرائق - آلية جراحية جديدة تدعى دافنشي سرجري
اي الجراحة بواسطة نظام دافنشي وهو نظام مستحدث اضحى مستحبا هنا لأجراء الجراحات الباطنية عبر روبوت - رجل آلي - لأزالة مثلا الزائدة الدودية او الاكياس او الاورام - عافاكم الله - ولقد شاهدت كيف يقومون بالعملية الجراحية عبر ايدي هذا الروبوت شديدتي الدقة - طبعا الجراحة وايدي الروبوت يديرهم الجراح الذي يتحكم في تحريك الذراعين بواسطة المجهرين الذين ينظر خلالهما وبواسطة ازرار ودواسات بهم تنفذ اليدان اوامره مثلما تنفذ اليدين الحقيقيتن اوامر الدماغ - الطبيب اكمل العملية وخاط الجرح الصغير غرزات معدودة فيما المريض مخدر موضعيا ويتفرج ايضا - معللا ان هذه التقنية توفر الالم وقص العضلات المؤلم وايضا بلا فاقد دم وجرح صغير غير ظاهروسرعة ابلال ومغادرة المستشفى في اكثر تقدير بعد يومين من العملية
ما اعجبني كيف اشرك الطبيب المذيعة وكيف قاما بتقشير حبة عنب بالروبوت بسهولة فائقة للدقة والمرونة الهائلة التي يتمتع بها مساعد الجراح السيد دافنشي هذا الذي بأمكان اثنان من الجراحين استعماله معا لأجراء جراحة مشتركة


لازال ليوناردو دافنشي اذا يلقي بظلاله على العالم عبر كل تلك القرون الماضيات ولازال الُمستلهم الأول في الكثير من الاعمال والتطويرات التي قامت على افكاره في مجال الطب والطيران والفنون الامر الذي يذكرني ان اعيد قراءة رواية شيفرة دافنشي - دافنشي كود مرة اخرى او اعيد مشاهدة الفيلم المأخوذ عنها في انتظار نزول فيلم ملائكة وشياطين في
دور السينما يوم 15 مايو الحالي وهو عن رواية ملائكة وشياطين
لذات كاتب دافنشي كود الروائي دان براون- الذي اخر اخباره ان روايته الجديدة الرمز المفقود ستصدريوم 15 سبتمبر من هذا العام - وفي ذات الاجواء المشككة في ثوابت دينية وتاريخية مسيحية تعتمد نظرية المؤامرة وراء احداث غامضة تحدث في العالم ولا يوجد لها تفسيرا اللا لدى قلة من الناس معدودة على الاصابع و حسب تصريحات المخرج وتوم هانكس بطل الفيلم وهو نفس المحقق توم لانغدون في فيلم دافنشي كود حاول الفاتيكان عبر نفوذه في روما منع التصوير في الكنائس هناك او في بعض البياصات او الميادين التي تقع كنائس في خلفيتها وباقي الحكاية عندما اقرا الرواية او اشاهد الفيلم
صباحكم سعيد بل مساؤكم سعيد وفقا لفارق التوقيت ومتعكم الله بالصحة ولعل اخباركم افضل من اخبارنا
اتمنى لكم ذلك
ليلى النيهوم