Tuesday, December 08, 2009

Madrone Tree - مفاجأة من الوزن الجميل














(شماري الجبل الاخضر & Pacific Madrone )








مفاجاة من الوزن الجميل

منذ البارحة لم يتوقف المطر وكان الجو بارد ا مكفهرا الى حد لا يطاق ، وكانت كل النشرات تحذر من عاصفة ثلجيية
قادمة ومن ان درجة الحرارة ستصل الى حد التجمد في وادي خواكين المشهور بزراعة الحمضيات في جنوب كاليفورنيا ، الامر الذي يخشاه الجميع بسبب الاضرار التي ستلحق بمزارع الحمضيات الشاسعة المثقلة اشجارها بثمار ناضجة جاهزة للقطاف، وامسيت اخشاه انا خوفا على نباتاتي وازهاري وورودي

اوصت جميع البرامج التلفزية والنشرات المسموعة المحلية سكان المنطقة بضرورة تغطية النباتات لحمايتها من التجمد كما استعد المزارعين بتوزيع المدافئ الزراعية بين صفوف اشجار الحمضيات

وماذا افعل انا ! اغطي من من نباتاتي و اترك من! الخيار كان صعبا ومحيرا

توكلت وزوجي على الله وقمنا بتغطية شجرة الليمون والشجرة التجريبية الاخرى التي تجمع بين الليمون والبرتقال والبرتقال -الشفشي الدمي - (القريب فروت) وهى شجرة احبها وارعاها وانتظر الوقت الذي تثمر فيه - على احر من الجمر - لأرى ان كانت تجربتها ستنجح ام لا

ويالا الصباح الابيض الذي استيقضت عليه وقد شابت النجيلة الخضراء ثلجا وتجمدت الورود الصفراء مثل " خراطة ليبية معتبرة" والبوقرعون - شقائق النعمان - الذي كنت فرحة بتفتحه وكثرة الوانه تهدلت رؤوسه من وطاة الثلج

وحدث عن حديقة الاعشاب ولاحرج ، فلم ينجو غير الزعتر والاكليل والمرقدوشة والمريمية ، ربما لكونها جبلية ومتعودة على البرودة
حتى صحن طعام العصافير تجمد واصبح مثل بحيرة متجمدة تشي عن اعماق تكتظ بالبذور المختلفة
تجولت في الحديقة ارتعد بردا كلي آسى على نباتاتي ، اقرع نفسي بأنه كان لازاماًعلي ان لا ازرع شيئ قبل مجيئ الربيع، او على الاقل حتى تمر هجمة الصقيع، عذري انني جديدة بالمنطقة وهذا اول شتاء لي فيها ، وصيفها الحارق شديد السخونة لم يترك لخيالي مجالا لشتاء بهكذا برودة

تضاربت مشاعري وانا ارى مصائب قوم عند قوم فوائد - فالنرجس مشرئب سعيد بالبرد الشديد وشقائق كاليفورنيا والزهور البرية في اوجها

ورفعت اغطية الحماية عن الشجرتين حالما بدأت الشمس تُبخر الجليد عن الاسطح وتتصاعد انفاس البخار عن النجيلة االتي كانت تتكسر تحت اقدامي

لفتت شجيرة الركن ذات الجذع الاملس القرنفلي اللون بعناقيد ازاهيرها الجميلة المدلاة وهي التي طالما تذمرت منها كونها كانت تعيق حركتي كلما اردت الدخول الي الممر الجانبي وكنت اقول الم يجدوا غير ان يزرعوها هنا في الركن الضيق هنا تحجب الممر وتعلق في ثيابي حتى انني اتيت في الصيف الماضي بالمنشار وقصصت الفرعين الذين كانا يسدان الممر

التقطت صورة للعناقيد المسكينة المتجمدة

ولبعض الزهور المجندلة


ثم دخلت للبيت حين لم اعد احتمل البرد

عدت بعد ساعات عندما "زرقت" الشمس لأطمئن على من استعاد عافيته من نباتاتي

جولة كاملة انتهت بى الى شجيرة الركن

نظرة فاحصة انتهت بي الى ثمرة حمراء كانت تختبئ بين الاوراق

لمسة متفحصة انتهت بي الى شهقة

مستحيل

ياللعجب

كم لازال في الدنيا من مفاجآت


لا اصدق عيني


مطلقا
عدوت الى البيت

فتحت على قوقل

اخذت انقب دهاليزه

تعمقت في البحث


بعثرني بين المواقع الخليج

فالشيئ الذي ابحث عنه يتشابه مع لقب عائلي متداول هناك


اعدت البحث بالعامية


كدت أصاب باليأس



لست انا



توقفت قليلا وركزت افكاري


فتحت مدونتي على موضوعاتي القديمة




تأملت صورة ثمرة فيه لأتأكد

انفاسي تسبق لهفتي

لهفتي تخنقني

وحق الله ما اراه حقيقة


في حديقتي
شمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاري


!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


شماري الجبل الاخضر -P acific Madrone تصوير ليلى النيهوم photo : Laila Neihoum


شماري

!!!!!!!!!!!!!!!


عدت للحديقة قطفت الثمرة الحمراء المكتنزة حبيبية الملمس

نظرت اليها مليا



الشعر والاساطير والارواح الطيبة


والاوشاز والاعمدة الاغريقية المتناثرة

والبيضاء والمرج ودرنة وعين مارة

واهلي

ورحلات الجبل الاخضر
تزاحمت في ذهني


على وقع الحنين

التقمت الثمرة


باردة

طازجة

ياللبهاء

ياللوطن

ياالله

اي فرحة اجمل من هذه

احببت ان تشاركوني بها

على فكرة نسيت تصوير الثمرة الناضجة الحُبيبية اللذيذة ........ فلقد ....... اكلتهــــــــــــــــــــــــــــــا في لحظتها



ليلى النيهوم - كاليفورنيا
*********************
بعد بحث طويل رأيت شجرة شماري مصادفة في احد مشاتل المنطقة وعليها اسمها ومعلومات عنهاكما ان صديقة لي تقطن في مدينة ديفز عندما قرأت الموضوع اخبرتني انها وجدت من الشجرة الكثير مزروعة كأشجار زينة للطرقات وبين البيوت وانها جمعت من الشماري ما امكنها واستمتعت واطفالها الاحباء بأكل حبات فاكهته اللذيذة



صحتين والف عافية
تتواجد شجرة الشماري بالساحل الغربي لأمريكا الشمالية بدء من بريتش كولومبيا وفانكوفر وعلى امتداد سواحل اوريغن
وكاليفورنيا وخصوصا على سفوح جبال السييرا نيفادا التى تلوح ليست بعيدة من حيث اقيم ، وهي من فصيلة الاربوتوس ومن اسماءها : شجرة الفراولة وعناب الدب والاربوتوس
لكل من سأل عن الاسم الانجليزي للشماري تجدون المزيد في رابط ويكيبيديا










Thursday, December 03, 2009

Marathon

Laila Neihoum

Translated by Lauren Shapiro

Another morning for the sleepy girls,

Benghazian journalists

tripping along dead streets

in night’s leftover darkness

in the echoes of windy dreams.

Their desks gather rime

from the nearby harbor

scattered by winter’s rain

their papers are pure ice

their seats confused frost

their breaths

their ideas

their writing

the remnants of sleep

nothing

nobody

Soul’s shiver waiting for them,

the years’ marathon approaching

slowly

stubbornly.

----------------

From: IWP Translation Workshop Anthology 200 5 Iowa University

لقطة صباحية

ارى الصمت القابع في مكمن الفوتوغرافي

انفاسه الباطنية

تكتكة العدسة المحاذرة

العصافير تحط

على صحن البذور

وجلٌ من الوان متقافزة

وريش متأهب

Wednesday, November 25, 2009

كل العام وجميعكم بخير


كل سنة وجميعكم

ب

خ

ي

ر

كل عام وانتم هنا

تتصفحون

وانا هنا

ادون

لكم

تهنئتي

بعيد الاضحى المبارك

كل عام

عيد

وكل يوم

عيد

Friday, November 20, 2009

اشتهاءات



اشتهاءات

قصة : ماريان فيللانوفا – الفيليبين
ترجمة : ليلى النيهوم
Tuna avo salad

اكلت البنت في طفولتها الروبيان والبطيخ المر وحساء الارز. احبت سمك الحليب* ايام وفرته . وقد اعدت لها الطاهية التي كانت قريبة الى قلبها مثل امها ، كعكات الأرز الدبقة وخثير سمك السلمون بملح التمر هندي والحبار المشوي المحشو يالتشوريزو* ولب صغار جوزالهند الطري
عندما كانت في سن المشي قطعت لها الطاهية كل شي الي لقيمات خشية ان يتمدد فمها ويصبح واسعا قبيحا. لم تأكل البنية غير احلى الحلويات واحلى المخلالات ، و ادق وارطب الباذنجانات التي زرعتها الطباخة بنفسها في ركن الحديقة التي تورق اشجارها الصغيرة كل صيف اوراقا مشوبة باللون الارجواني
احبت الموز المقلي، وكي لا يضر بشرتها فلم تعده الطاهية لها غير مرة في الشهر
لاحقا، نمى لدى الصغيرة ولع غريب: اضحت لا تأكل براعم الخيزران اللا بعد طبخها في الحليب. ولا تأكل الذرة اللا وشعيراتها الفضية ما فتئت ملتصقة بالشقوق المنمنمة بين البابها. اشتهت اوراق التارو* حين تكون مطهوة على مهل في صلصة الفلفل المشوي. احبت الاكلات المطهية بالخل والثوم والشعيرية الرطبة المشوحة في دهن قليل مع مقادم الخنزير
أطعمتها الطاهية شرائح جوز الهند محلاة بالسكر البني لتخفي بخر فمها المتفاقم
استمرت البنت مصرة ان لا تأكل البامية ان لم تقلى في مقلاة حديد زهر صنعت على وجه الدقة وفقا لمواصفاتها.وان يكون حبارها مغلفا في كعك الارزالبخاري وان يطهى موز الجنة* في ماء كانت قد تحممت فيه ذاك الصباح
كانت تمتص السوائل من قشورالقريدس النيئ وتأمر الطاهية ان تحرك شوربتها عكس اتجاه الساعة بيدها اليسرى
تنامى اعياء الطاهية
والبنت لم تلاحظ
ارادت المزيد والمزيد من البطاطا الحلوة الارجوانية النامية على منحدرات البركان الذي يلوح في الافق. لم تحتس عدا الماء المنكه بالاناتو*. كما اخذت تشتهي اغذية من الصعب الاتيان بها : بيض سحالي الاغوانا- في الوقت الذي تم صيدها حد شبه الانقراض- و عيون جاموس الماء الابيض
مشت الطاهية ابعد فابعد
في يوم مشت بعيدا جدا حتى اضاعت طريقها ولم تعرف كيف تنكص عائدة. ركعت على ركبتيها وصرخت مشفقة قرب المحيط الذي ماؤه كان فائق الدف، الذي لقشور اسماكه درجات الوان قزحية غريبة
انتظرت البنت، رافضة الاكل حتى تعود الطاهية
راقبتها والدتها التي هي ايضا هزيلة كشتلة رفيعة كعود خيزران من باب غرفة نومها، لاوية يديها حسرة على غرابة اطوار ابنتها . مدركة لحظتها فوات الاوان
-----------------------------


سمك الحليب (ميلكفيش) : نوع من السمك شبه منقرض ويعتبر الرمز غير الرسمي للفيليبين
التشوريتزو : نوع من المقانق المتبلة
التارو : نوع من الاوراق الاستوائية سائغة للأكل
موز الجنة: ضرب من الموز طعمه اشبه بطعم البطاطا يؤكل مقليا
الاناتو : صنف من ثمار الاشجار تستعمل بذورها الحمراء في تلوين وتنكيه المشروبات والحلويات

Wednesday, October 21, 2009

مطر نيازك

البارحة امطرت السماء قرب الفجر نيازك من اعطاف مذنب هالي عند مروره علي مقربة من الارض

دون إسيدرو


دون إ سيدرو

Gardening spree
Photo: Laila Neihoum
قصة : بروس هولاند روجرز
ترجمة : ليلى النيهوم
في الليلة الاخيرة تلك، كل من اتي لزيارتي ادرك انني كنت احتضر. ادركت ذلك بنفسي. كأنما كان لدي قطن في اذني، تناهي الي صوت دون ليناردو يقول لزوجتي، "دونا سوزانا، اظن الوقت حان لأستدعاء الكاهن،" وفكرت ، اجل الوقت حان. لم يكن لدينا كاهن خاص بنا ولا حتى كنيسة، لذا اضطر احدهم ان يقود شاحنة تحميل ليحضر الكاهن من ايل بوينتاثيتو. ولكن لا يغرنكم ما قد يقال في مالاباسا او بالبن دي براندا فنحن هنا نظل كاثوليك. نحن فعلا نصنع الجرار على الطريقة القديمة. لذلك ياتي السائحون الى هنا. وحقيقي ما يهمس به احيانا عن كوننا اعدنا احياء ممارسات اخرى معينة من الماضي. ولكن ليس مثلما كانت تنفذ حينذاك. تلك كانت ازمانا دموية مريعة، ازمان الميهيكا*. يقال ان قرابين الدم انذاك قد غطت معبد الشمس من ادناه الى قمته. حمدا للعذراء، لم نعد نقترف مثل تلك الافعال
بعد وقت قصير من مجيئ الكاهن وذهابه متُ. انتشر الخبر. اسرع القوم الى بيتنا. طلب اهلي اولا الاشياء التي يرغبونها من حاجياتي.ومن بعدهم طلب الجيران. وقف دون فرانثيسكو قرب جسدي وقال،" دون إسيدرو، اتسمح لي بمجرفتك؟ احتاج واحدة، ويمكن لأصهارك ان يستخرجوا صلصالا جديدا لسوزانا." قلت، " خذها حلال عليك
قالت سوزانا، " قال لك خذها
التالية كانت دونيا اوستاثيا. طلبت واحدة من السيقيتاس* خاصتي لكشط الجرار
قلت، " بالطبع. خذيها مباركة عليك
فقالت سوزانا، " يقول لك خذيها."
عندما جاء دون توماس، طلب حذائي عالي الرقبة، ذا الجلد الاحمر وزخارف الديكة المخاطة عليه.
قلت، " توماس، ايها السارق الوغد! اعرف جيدا انك سرقت اثنتان من دجاجاتي تلك الليل لسبع سنوات مضت لتطعم غانيتك في بويبلا. وها انت لا تأتي طالبا سيقيتا او بعض الاسلاك، انما حذائي الجيد عالي الرقبة !"
وسوزانا قالت، "قال خذه." بالطبع لأنها لا تستطيع سماعي. على اي حال، كنت سمحت لتوماس بأخذه. اردت فقط ان اراه يتورد خجلا ولو لمرة
جاؤوا وطلبوا كل شيئ سوزانا ليست في حاجته. طلبوا حتى اشياء لم يكن من الضروري طلبها. طلبوا اشياء كنت قد وعدتهم بها
حتى انهم طلبوا اذنا لإستخراج الصلصال الابيض من المكان الذي احببت العثور عليه فيه. طلبوا، ووافقت، مع بركاتي. فلسنا اللا اناس مهذبين
اخر المطاف، طلبوا خصلات قلال من شعري ليصنعوا منها فُرش لطلاء الجرار. قصوا الخصلات الباقية بأمقاصهم. وطلبوا يداي وبتروهما بسكين لذبح الماعز
قالوا، " دون إسيدرو، نريد وجهك." وافقت فسلخوا جلد وجهي بعناية وحنو
وضعوا يداي في برميل معدني واحرقوهما. جففوا وجهي في الشمس. وفي الاثناء، كفنوا باقي جسدي ودفنوه في مدفن الكنيسة وفقا لتقاليد الكنيسة
بقيت لبعض الوقت بعد ذلك في فراغ، في اللامكان. لا اسمع. لا ارى. ولم استطع الكلام. لم اكن في مكان ما، ولم اكن في بيتي، ولا في لحدي تحت الارض. لامكان. غير ان الوضع سيتغير
طيلة حياتي، علمت اناس اخرون بقريتي كيف يصنعوا الجرار كما اصنعها. ولم يكن امرا ذي بال. كلنا نقوم بذلك. كنت اصنع جرار دون اسيدرو خاصتي، فيما عدا حين علمتني دونا ايزابيلا كيف اصنع مثل جرارها المنمنمة، او عندما شرح لي دون ماركوس كيف يطلي جراره. حينها ولوقت، كنت اصنع جرارا منمنمة مثل دونا ايزابيللا او جرارا مطلية بأسلوب دون ماركوس. عندما ذهبت دونا هنيفرا الى العاصمة لترى الطيور والحيوانات على الجرار الاثرية وقامت من بعد بمحاكاة تلك الزخارف، ارتها لنا، وسرعان ما تعلمنا كيف نرسمها. عدا ذلك كنت اصنع جرارا على طريقتي الخاصة، وان غشتها بعض الاحيان لمسة بسيطة من لمسات ايزابيللا او ماركوس او هنيفرا التي تعلمتها منهم وجعلتها لمساتي
اليوم بعد اسبوع من موتي اصبح جميع من بالقرية يصنعون جرارا كما كنت افعل. حتى الاطفال ان كانوا كبارا كفاية ليصنعوا جرارهم. قام الجميع بأستخراج الصلصال الابيض من بقعتي المفضلة ونقعوه ثم صفوه وتركوه ليرشح بعدها تخلصوا من الماء الزائد عن الملاط. عندما جف الصلصال كفاية، خلطوا معه رماد يداي. ثم صنعوا تورتيات* صلصالية وكبسوها قاعدة لقوالب جصية كبيرة، مثل تلك التي اعتدت استعمالها. واستعملوا في بعض الاحيان قوالبي. صنعوا ثعابين من الصلصال الصقوها على تلك القواعد ولفوها على استدارة القوالب من الاسفل الى الاعلى. وحيث ليس لجراري اعناق لذلك ليس لهذه ايضا
قام القوم--- اسرتي وباقى من بالبلدة--- بكشط الجرار حد النعومة وفركها لتلمع، ومن ثم طلوها بطلاء اسود مستعملين فرش من شعري وبالنسبة للزخارف لو كنت مكانهم لرسمت عليها سحالي وارانب بظهور مقسمة مربعات، او غيرها مربعات فقط تبدأ كبيرة حول وسط الجرة وتزداد صغرا عند حافتها. تلك بالفعل جرار على طراز دون اسيدرو
ثم قاموا بحرقها وحملوا التي لم تكسرها النار الى بيتي. وضعت سوزانا الجرار في جميع ارجاء الغرفة الامامية، وحتى في الفراش حيث كنت مسجى
ولكنني لم اشهد كل ذلك. عرفت فقط بحدوثه
تُركت تلك الجرار في بيتي لا يمسها احد. احرق القوم الُفرش المصنوعة من شعري
في اليوم الثالث اقاموا مآدبة في بيتي. على الارجح كان ثمة كل انواع التماليس* وبعض الزيتون واللحم، وبعض القلوبات والفاصولياء.احتسى الرجال والنساء شراب البولكي، ولعله كان ثمة عصير البطيخ للأطفال. غربت الشمس. اوقدت الشموع. ونار في مدفأتي
عند منتصف الليل، فتح دون لينادرو صندوقا واخرج منه القناع المصنوع من جلدي. وضع وجهي على وجهه، ففتحتُ اعيننا. لقد حضرت من اللامكان. امسيت في الغرفة. نظرت الى الوجوه، لعيون الاحياء المشرعة، لسوزانا واضعة يدها على فمها. ابصرت احفادي، كارلوس وخاليا، آنا وكينيتو. وللمرة الاولى، استطعت رؤية الجرار في غرفة المعيشة. كانت تتوهج على ضؤ الشموع. معا، مشيت انا ودون لينادرو الى غرفة النوم ورأيت الجرار هناك على السرير. عدنا الى غرفة المعيشة، وقلت بفمنا، " ارى انني لم اعد ميتا
" لا، لا، دون اسيدرو،" اكدوا لي. " لست ميتا
ضحكت فذاك ما ترغب في آتيانه عندما تدرك انك لست ميتا
عندها قام دون لينادرو برمي القناع في النار، فلم اعد موجودا في القناع. امسيت في الجرار. في تلك الجرار المستديرة المجبولة بأيدي اصدقائي ومنافسي واسرتي وجيراني. كنت هناك، في كل واحدة منها. اخذني الناس من بيتي، جرة اثر جرة، فدخلت بيوتهم معهم. وفي بيتي السابق، تركوا واحدة صنعتها سوزانا على طرازي
من تلك الليلة فصاعدا، كنت في كل القرية. خزن الناس الذرة داخلي، او الارز، او الفاصولياء. استعملوني لجلب الماء. وانتشرت بعيدا من هناك، فاذا جاء السواح لشراء جرار وحدث ان اعجبو بي، سيقول البائع، " اوه. هذا دون اسيدرو وسيهز السائح رأسه ولربما يشتري الجرة التي ظن انها من صنع دون اسيدرو
لازلت في قريتي الصغيرة، ولكنني موجود في ستوكهولم ايضا وفي سياتل. انا في تورنتو وفي بوينس ايرس. بعض مني في العاصمة مكسيكو، رغم انني في الاغلب لازلت في البيت هنا في القرية حيث ترعرعت، وطعنت في السن ومت. اقف على رف سوزانا حيث بامكاني مراقبتها تعجن تورتيات عادية لافطارها او تورتيات صلصالية لجرارها. لقد طعنت في السن، لكن يداها لازالتا سريعتان مثل العصفور. احيانا تدرك انني اراقبها، فتنظر خلف كتفها وتضحك. سواء ارد بضحكة سمعتها ام لا لكنها عميقة وممتلئة ومستديرة مثل جرة كبيرة عظيمة على طراز دون اسيدرو


----------------------------------------------------------------------------------------------
ملاحظة المترجمة : تركت الكلمات المكسيكية كما هي مثلما تركها مؤلف القصة في النص الانجليزي اتباعا لدقة ومصداقية الترجمة
ميهيكا : المقصود بها حضارة المكسيك القديمة وما كانت تمارس فيها من شعائر وطقوس دينية تخصها
السيقيتاس : اداة دقيقة لكشط الصلصال وتنعيمه
تورتيا : نوع شهير مكسيكي من الخبز الدائري المسطح
تمالي: نوع من الفطائر المستديرة المحشوة والمطبوخة في لفائف اوراق كوز الذرة
البولكي نوع من شراب الصبار المخمر

Tuesday, October 20, 2009

الحب يبدا في الشتاء



الحب يبدأ في الشتاء



الحب يبدأ في الشتاء مجموعة قصصية للقاص والصحفي الويلزي سيمون فان بووي صادرة في يونية 2009 عن دار نشر بيوتيفل بوكس تقع في 352 صفحة . تحكي قصص المجموعة الخمس حكايا شفيفة عن الحب والفقد والتوق و الحالات العصبية والنفسية التي عادة ما تترافق مع حالة الوقوع في الحب خاصة ان كانت احدي شخصيات القصة هشة نفسيا او ممسوسة عصبيا. ففي لحظة اليأس المطلق والتعلق بالاحلام التي لاتتحقق، وبالاشخاص الذين اختفوا من حياتهم منذ زمن. تمضي شخصيات المجموعة في شوارع القصص الفائقة الجمال حتى تصادف غرباء يجعلونها تواجه مسئولياتها تجاه اقرب الناس لها، اولئك الذين اعتقدت الشخصيات انها استأنفت حياتها بدونهم
يملك سيمون فان بووي معرفة ثاقبة في حالات التوق المعقد التكوين والمخرجات في ثنايا قلوب البشر، فهو يسردبشفافية ورشاقة اسلوب، تأملاته القصصية تلك،نرى ذلك القصة الرائعة" التماثيل المفقودة" حين اجهش الدبلوماسي الشاب" ماكس" بالبكاء على حافة ساحة سانت بيترس في روما عندما انهالت عليه ذكرياتطفولته في لاس فيغاس. كذلك قصة "مجيئ ورحيل الغرباء" وهي قصة اجيال متعددة تحكي البطولة والمآساة والحب والعائلة التي تعثر على جذورها في شخص والتر الغجري الروماني الايرلندي الذيوقع في حب فتاة كندية يتيمة. تبدا القصة عندما يخاطر الغجري بحياته من اجل انقاذ طفل من الغرق ، ليرث منه ابنه خصاله النبيلة تلك بعد عقدين من الزمن، لندرك انليس توم ليس فقط ذاك المتلصص الذي يمضي الوقت ممسوسا بالتجسس على البنت التي يهواها
كما ينحو سيمون فان بووي الى مزج اشد اللحظات الانسانية رهافة مع اعنفها حين تشتد الانفعالات الانسانية في لحظات الفقد حتى حافة الجنون، مثلما حدث في القصة التي تحمل عنوان المجموعة القصصية " الحب يبدأ في الشتاء " عندما قطع والد حنا يده اثر وفاة ابنه
وصلت هذه المجموعة القصصية المتميزة الى القائمة النهائية لجائزة فرانك اوكونورالايرلندية الدولية للقصة القصيرة لعام 2009 وكادت تنالها ، الامر الذي اعطاها دفعة دعائية كبيرة تنضاف الى اسلوبها الانيق ومافيها من فيض عواطف جياشة ومفاجآت غير متوقعة ، فالكاتب فذ في الامساك بعنان قصصه وانفاس القراء لحتى يصل بهم الى النهايات اللامتوقعة التى اشتهر بها حتى اصبحت متوقعوجودها في نهايات قصصه
. كما يخالجنا احيانا الشعور أن القاص بدا قصته في ذهنه وما ان انساقالى تدوينها حتى انقلبت الى قصيدة بدون ان تفقد قوتها السردية ، فمجموعته الحب يبدا في الشتاء هذه عرض شائق شديد الوضوح لقواه الابداعية وهي بالاخص تركيز سردي حول الاحساس بالشيئ اكثر منه حول حدوثه
تعد موضوعة الحب بكل تمظهراته لدى البشر تيمة اساسية في كل اعمال الكاتب فقد سبق وان صدر له مجموعة قصصية اخرى تحمل عنوان" الحيوات السرية لإناس واقعين في الحب" وكذلك كتاب تحليلي تحت عنوان "لماذا نقع في الحب"
ولد سيمون فان بووي في لندن ونشأ في ريف ويلزوفي اكسفورد. لعب كرة القدم في كنتاكي ، وعاش في باريس واثينا. تحصل عام 2002 على درجة ماجستير في الفنون الجميلة وعلى جائزة هـ . ر هيس للشعر. ظهرت مقالاته الصحفية في عديد الصحف والمجلات منها النيويورك تايمز ونيويورك بوست حيث يعيش الان في نيوييورك سيتي ويحاضر جزء من وقته في مدرسة الفنون البصرية وفي جامعة لونغ ايلاند
ترجمت اعماله الى عديد اللغات . وفي النهاية يظل اجمل ما قيل في حق هذه المجموعة الرائعة ما جاء في عرض لوس انجلوس تايمز لها : "ينتابنا القلق الان ، فبعد قراءتنا للمجموعة وتعلقنا بها ما الذي سيقدمه سيمون بعد! أيكتب شيئا اطول؟ أيتبنى كتابة شعر الهايكو؟ ايرتحل في العالم مثل اي صوفي "سادهو" لعقود مرسلا لنا كتبا اخرى في منتهى البهاء كأنها بطاقات بريدي
ة مرسلة من جنة عدن؟
ليلى النيهوم

Sunday, October 18, 2009

مارك ستراند مرة اخرى في الحفلة الطويلة الحزينة


في الحفلة الطويلة الحزينة

sepia


شعر /مارك ستراند
ترجمة/ ليلى النيهوم

احدهم كان يقول
شيئا ما عن ظلال تغطي الحقل
عن كيف تنتهي الاشياء
وكيف ينام المرء نحو الصباح
والصبح يرحل

احدهم كان يقول
كيف تموت الريح ثم تعود
كيف ان القواقع توابيت الريح
ولكن الطقس يستمر

كانت ليلة طويلة
وكان احدهم يقول شيئا عن ان القمر يلقي بضؤه الابيض على الحقل البارد
وان لا شيء سيأتي
الا المزيد من نفس الشئ

احداهم ذكرت مدينة زارتها قبل الحرب
وغرفة ذات شمعتين
على الحائط
واحد يرقص
اخر يتفرج
وبدأنا نصدقها

الليلة لا تميل للأنتهاء
احدهم كان يقول ان الموسيقى توقفت ولم يفطن لها احد
ثم احدهم قال شيئا عن الكواكب
عن النجوم
كم هي صغيرة
كم هي قصية

Thursday, October 01, 2009

لغة الحلزون - مارسيا دوغلاس

Hit the road Jack
Photo: Laila Neihoum
مقتطف من رواية لغة الحلزون تأليف مارسيا دوغلاس
* ترجمة : ليلى النيهوم
كان مطر خفيف يهطل مضفيا ضبابا على كل شيئ، وكانت مادا تقف منتظرة قرب البوابة متقية البلل بورقة موز. كانت في اواخر الستين من عمرها ، قصيرة القامة ممتلئة البدن، ينزل كاحليها المتورمين على نعلها القماشي . كانت تعبق برائحة التراب المبلل والطحالب يوم وصولي، ولأن اسنانها الصناعية قد ارسلت لأصلاحها كانت شفتيها منكمشتان للداخل وكانت كلماتها تخرج ملثوغة. وصلت الاسنان لاحقا بعد اسبوعين ، ولكنها كانت تضغط على لثتها وبالرغم من عديد محاولات طبيب الاسنان تعديلها ظلت على حالها. ومادا شيلينغ التى اعرفها ظلت دائما بدون اسنانها السفلية، وكانت لثغتها ثا ثا ثا ثا من رحبت بي ملطفة كل شئ ومصححة ميلان العالم. مضيت اليها، اقدامي في العشب المبلل، ففتحت مادا البوابة الامامية، ببطء، مثل غلاف قصة، كان الفناء مكتضا بالزهور: زهور الكروتون وزر العازب وذيل القرد و بوق الملاك وقميص يوسف والكركدية والزنجبيل والليلك والانثوريوم وجهنميات متسلقات بيض ارجوانيات وقرنفليات فاقعات وشبه قرنفليات وبرتقالية كلون المساء و صفروات كقدوم الصباح الوشيك واصلب قلبي ان لم يكن حمروات فاقعات. وكانت سحليتين خضراوتين تتطاردان على البلاط فهشتهما مادا، " غايل وروبرت كفى!" بحركة يد سريعة. اختفت السحليتان خلف اصص السرخس فتساقطت زهرة ذات لون قرنفلي صارخ على الارض. كنت في الرابعة عشرة من عمري ومهمومة كعجوز، ولكن حالما قادتني مادا من يدي عبر الشجيرات واصص النباتات عدت طفلة صغيرة تلاحظ العالم لأول مرة. قادتني الي مؤخرة البيت حيث الغرفة التي جهزتها بفراش واغطية نظيفة. ومكتب من خشب الماهوغني ذو مرآة بيضاوية ومصباح كيروسين في احد اركان الغرفة وعلى الجدار المقابل روزنامة ذات خارطة قديمة لجامايكا على تاريخ وصولي يوم 30 نوفمبر دائرة بحبر ازرق. وعلى الطاولة الجانبية للفراش مفرش مخرم وفوقه صحن به ثمارمانجا ناضجة من نوع بومباي وعلى حافة الشباك جرة تحوي ماء وزهرتي كروتون صفراء وحمراء. حالما خلعت حذائي ووضعتهما جانبا، ربتت مادا ونفشت المخدة وهمست للهواء ، " المسكينة ، واضح انها تعبى" وغادرت الغرفة تاركة الباب مواربا بعض الشيء وصوت نعلها القماشي يتناهي مطقطقا على البلاط. التقطت صحن المانجا بالقرب من انفي وشممته، ووقفت انظر عبر النافذة الى حيث مادا في الخارج الان تقوم برش الذرة المكسرة للدجاج في الباحة الخلفية. استلقيت بعيد دخولها البيت واغلاقها الباب الخلفي في الفراش و المانجا على خدي. في الصباح اعدت مادا الفطائر المقلية وفتحت علبة سمك الاسقمري وغلت شاي الشكولاطة. اكلنا بشهية كبيرة واخذت مادا تسرد علي حلمها ليلة البارحة بالخنازير البرية ، حيث رأت في حلمها ذاك الخنازير تسرق انجيلا من رجل وتدفنه تحت اوراق التمرهندي، ولم يعثر عليه الا بعد اعصاري بام وشارون حيث وجد حافر خنزيرممدودا على مزمور الراعي. استمعت لماد بانتباه، اراقب كيف ارتعش انفها عندما ضحكت وشيئا فشيئا في نور الصباح انتبهت عيناي لبشرتها وللخنفساء الصغيرة على صدرها بنية وبالكاد تبين وسط البقع والنمش، واليراعة الساكنة المعتمة مثل شامة على صدغها. لاحقا بعد ان اطعمنا الكلاب واغلقنا الابواب، دهنت لها شعرها ولففته على نحو قبب صغيرة، وغادرتها تواجه النافذة المفتوحة. انذاك اتت الفراشة الضخمة مرفرفة بجناحيهاعلى كتفيها العاريتين ، ثم فردتهما بلونيهما الذهبي والاسود الخلابين على قفا رقبتها، راقبت مادا من ثقب بالباب وهي تطعم الفراشة السكر البني من كفها ورايت كيف فركت الفراشة ساقيها معا ومادا جالسة على جانب الفراش تنظر للقمر. عملت طيلة شهر يوليو مع مادا خارجا في باحة الزهور اتعلم عن جيرمايا كروتون واوركيد رجل الثور والبلاب والكركدية النائمة وطنين الانثوروميم . وراقبنا الخيزران ينمو وفحصنا تحت الصخور بحثا عن الدود واشارت مادا الى الحلزونات النادرة على حافة الطريق وهي التي امضت عمرها رفقة الحلزونات تعرف ان العديد منها لسن غير ربات بيوت مرهقات استنبطن طريقة يسترحن فيها من الطبخ والتنظيف وكل الاشياء التى تقصم ضهرهن وارواحهن في العالم ولم يعدنا يحتملن المزيد منها، في كل يوم في هذه الجزيرة ثمة نسوة لم يعدن يحتملن المزيد ، فيرفعن اصبعهن عاليا ويقلن "تمسكي به" ويخرجن من البيت ويأخذن نفسا عميقا ويغصن بقوة في قوقعة حلزونية جميلة كانت مخفية بعناية تحت شعرهن. زمن الحلزونات زمن بطيئ فلدى الحلزونات اذن يسمح لهن بالترفيه عن انفسهن فقط ، فاللحظة العابرة عند الاخرين بحساب ساعة كاملة عندهن. وعندما تأخذ المراة الحلزون كفايتها من الراحة تزحف الى حافة الطريق وتعود الى طبيعتها البشرية متنفسة الصعداء ثم تتجه الى البيت لتهدئة الاطفال او لانهاء الحديث مع الزوج المتروك جالسا الى طاولة المطبخ او لتنسل الى المقعد الكنيسة الخلفي لتستمع الى الواعظ وحماقاته. ولهذا ترين الكثير جدا من النسوة الريفيات يمشين لصيقات حافة الطريق، ولهذا عليك ان تكوني حذرة حين تنعطفين من زوايا ذاك الطريق. المرة القادمة حين ترين حلزونا راقبيه في ضؤ جديد. لاحظي اي بقع صفراء وسوادء تزحف في الجوار وتلتف عكس اتجاه الساعة ملتفة ارتدادا في الزمن. كوني واثقة ان لا تشيحي ببصرك عنها لتعقدي خيط حذاءك مثلا حينها لن تجديها، ستكون قد رحلت واختفت بين الاحجار. تمعني في جزء من لحاء الشجرة يلمع بأثر لزوجة زحفها، وان تحليت بالصبر قد تتعلمين لغتها. ذكرتني مادا ان فن الحلزنة شيئ يُتعلم وليست متاحة لأي احد. فأخر شيئ ترغب فيه إمراة ان تاخذها الضواري مثل تلك المرأة التي وقعت في زجاجة باحث ونقلت الى مختبر في بنسلفانيا، وطفلها متروك يبكي في مهده. حيث انتهى بها المطاف في عارضة زجاجية في متحف جامعي. ولكي تحيا اضطرت الى ان تدخل في سبات في التلافيف الوردية العميقة لقوقعتها المنقطة. بلغ اهلها في جامايكا الشرطة، مفترضين مقتلها او غرقها في نهر ثوماس. لقد كانت امراة عاقلة تحب اسرتها وليست من اللاتي حين يعن لهن يجمعن حاجياتهن ويهربن. لقد كونوا فرق بحث وجابوا كامل بلدة براون، وجدوا نعلها المطاطي على صخرة قرب النهر ولكن لا اثر لثيابها او ما شابه. مرت سنة كاملة قبل يفتح مساعد باحث العارضة الزجاجية لتلميعها مانحا المرأة الحلزون فرصة للزحف والفرار. وحالما خرج من الغرفة حولت نفسها الى شكلها الادمي وخرجت من الباب. كانت المطر تهطل خارجا وكانت حافية القدمين. مشت الى الشارع محاولة تذكر اسمها و المطر يملأ فمها و ثدياها يثقلان فجأة بالحليب. يكفي القول ان حكومة الولايات المتحدة ليست ذكية كفاية واراهنك انهم سيتفاجأون لو علموا كيف يدخل بالفعل بعض المهاجرين الى البلاد

Monday, September 28, 2009

النشر الحديث واشكال جديدة للنشر الغربي

Amazon Kindle


السرعة والتجديد المستمر والبحث عن الجديد فالأجدد سمة هذا العصر الاستهلاكي وسمة الحياة بكل اشكالها في امريكا
يحس المرء بهذا التسارع في المجال الثقافي والادبي فمهما بحثت ودققت فيما هو قار لن تجد للكلمة من معنى على ارض الواقع الثقافي فما هو دارج اليوم يزيحه غدا الاجدد منه وهكذا

ملاحقة هذا التجدد المستمر امر مثير ومزعج ايضا ، مثير من ناحية ان تكون متجدد المعارف والمعلومات مما ييسر لك رؤية معاصرة متقدمة ويمنحك براحا رؤيوي يساعدك في تخطي الساعة الى مابعدها مستثارا ومُقدما على استيعاب ما تأتي به العقول التي تعمل بسرعة لا قياس لها
ومزعجا من ناحية حالتي الركض واللهاث المستمرين "واوفر تايم" الدماغ لتسجيل واستيعاب ما يحدث قبل ان يدخل عليه ما هو اجدد منه
ليست المسألة بطبيعة الحالة في دقة التوصيف السابق فهي تختلف حسب درجات الاستيعاب وحسب درجات الاطلاع على ما هو جديد ومتابعة ما يليه ففي ذات الحين ثمة من لا يشعر بما يحدث ويدور ، منغمسا في مدار ثابت مريح وبطيئ الانزياح
وفي هذا السياق من جديد الدارج في عالم النشر الغربي طرق نشر تتجاوزر تعقيدات النشر التقليدي البطيئ والمكلف فالنشر الأن يعتمد على علاقة ديجيتالية بين الناشر وبين المؤلف فيما اصبح يعرف بالنشر الذاتي او الشخصي حيث يمكن للمؤلف بعد ان يوقع العقد مع الناشر ان يقوم وحده وبمساعدة ادوات الكترونية يقدمها له الناشر ان يتحكم في شكل كتابه وتصميمه وان يدخل في نقاشات عبر الأنترنت مع قسم التصميم في دار النشر للوصول الى الصيغة التي يراها تناسبه لشكل الغلاف والاخراج النهائي للكتاب كما يمكنه ان يقحم سطورا ومقاطع جديدة يري انها فاتته في المراجعات الاولية للمسودة الالكترونية التي انزلها في برنامج ناشره ومن ثم بعد الانتهاء من الشكل النهائي الاخير للكتاب والاتفاق على الخطة الدعائية والتسويقية عبر المكتبات الارضية والالكترونية والصحف والمجلات والتلفزيون والراديو والنقاد يتم الاتفاق على مدى رغبة المؤلف في ادراج كتابه نسخة الكترونية تباع للقراء الذين يفضلون القراءة الالكترونية عبر قارئ" كيندل" وهو جهازانترنت "ويرليس" في حجم كتاب رفيع السمك سهل الحمل سعته اكثر من 3,500 كتاب وصحيفة ومجلة ، ويمكنه اضافة الى عرض صفحات الكتاب ان يقرأه بصوت مسموع ايضا وتجد الناس من مسافرين في الطائرات والقطارات وعلى الشواطئي يحملونه - وانواع اخرى شبيهة - بديلا عن مشقة وزن الكتب او ازعاج حملها من مكان الى اخر اضافة الى الحقيقة المطلقة وهي واقع عالمنا المعاصر - ان العين البشرية تعودت في هذا العصر الالكتروني على التسمر امام شاشة الافتراض بديلا عن الكتب الورقية شيئا فشيئا ولهذا اتجه النشر الى هذا القطاع المتزايد من البشربحثا عن مصادر اخرى للتسويق والربح فتجد اليوم نسخة ورقية للكتاب المنشور حديثا وتجد له نسخة اخرى الكترونية تشتريها لتقرأها عبر كيندل واجياله المتوالدة يوما بيوم التي تتيح المزيد من المزايا وتجعل مهووسي الجديد يتلاحقونها مثلما يتلاحق البعض اخر " طرحات " النقال
المهم ما ان يتفق الناشر والمؤلف على هذه التفاصيل ويحدد المؤلف – لا الناشر سعر كتابه وهي مزية مهمة لمن ينشر لنفسه ويرغب في اكثر عدد قراء واكثر عدد لمنافذ التسويق ،وبعد تحديد السعر يأتي دور بعض الناشرين في اقتراح اجدد سياسات الطباعة وهي ان تطبع نسخ متفق عليها لطرح الكتاب في سوق النشر ومن ثمة مراقبة انسيابه فأن حدث اقبال عليه ُطبع المزيد . او اعتماد سياسة اخرى وهي سياسة النشر حسب الطلب حيث لا يطبع الكتاب الا بناء على طلبات المكتبات بحيث يطبع بعد الطلبية وهو امر ليس صعب على الناشر المدجج بمطبعة حديثة على اخر طراز جاهزة لطبع النسخة الالكترونية في اقل وقت ممكن يساعد على ذلك سرعة الشحن وومصداقية عالية لزمن وصول شحنة طلبية الكتب في الوقت المحددواضعين في الاعتبار عدد القراء الهائل في كل من امريكاوكندا واوروبا وهي المستهدفة هنا من خطط التسويق
اضافة الى تقليعة جديدة خرج بها هذا العالم الاستهلاكي التجاري المنحى الا وهي اتفاق بعض الشركات وسلاسل المحلات والمطاعم ودور الازياء والعطور ومستحضرات التجميل وسمي ما شئت مع بعض الكتاب من روائيين وقصاصين على ادراج وصف لسلعهم ومنتجاتهم بشكل يكاد يكون عفويا ضمن الحوارات او وصف الاماكن وغيرها كدعاية مدفوعة مقتسمة بين الناشر والمؤلف فلكل شيئ هنا ثمنه والكل يبحث عن اسهل واغرب واجدد الطرق للدعاية لما يقدمه والربح والدولارات الاضافية مطمحا مشروعا ومعلنا – لا يحمر الوجه خجلا في طلبه – للجميع . ومن يكره سيولة اضافية تعينه في هذه الاحوال الاقتصادية المتردية
وقد حدث ان الغى احد الناشيرن سطرا يصف ماركة احمر شفاه شهيرة ورقمه من الطبعة التالية لأحدي الروايات عندما تخلفت الدار الشهيرة عن دفع نسب ودفعات الاعلان المدرج بالرواية
وليس غريبا والحال هكذا ان يسعي كل من يحمل قلما يظن به خير الظنون ان يسعي للنشر المتاح للجميع بشكل فج وبمنافسة شديدة فبين كل ناشر وناشر تجد ناشر اخر يتنافسون على استقطاب المؤلفين بأسعار ميسرة بل وعبر اقساط عاجلة ومعظمها آجلة لتجد المكتبات غارقة بسيل من كتب بلا حد في جميع العلوم الموجودة والمبتكرة على وجه الارض. فالداخل الى المكتبات الامريكية المعروفة مثل نوبل اند بارنز او بوردرز الارضية ذات الفروع في جميع المدن على اختلاف الولايات الامريكية او امازون الالكترونية سيصاب بدوار ان لم يكن قد حدد مسبقا الكتاب الذي يرغب في اقتناءه

ليلى النيهوم

Friday, September 18, 2009

من عيد اللعيد وانتم سالمين

انشغلت عالاخر عمري ماكنت نتصور اني نكتفي بتدوينة معايدة بشهر رمضان ... وتوا تدينة نهنيكم فيها بعيد الفطر!!! غريبة ومش غريبة بالنظر لحجم الشغل اللي غطست فيه .... تحويل وحوش جديد وترتيب ومحاولات ديكور شرقي ووووو خش شهر رمضان الكريم وما غباكم في رمضان ف الحمو والغربة صعب كان عليا ، حتى اني كنت يدوبك نلقا وقت نهدرز فيه مع هلي ف النت
لكن انشاءالله بعد العيد نحاول ننتظم لأني افتقدت نكهة التدوين ومواصلة المدونين ومتابعة ما يكتبوا في الصحافة الحرة الرائعة كيف ما نسمي فيها -- لدرجة اني اوقات ننذهل من روعة بعض التدوينات اللي تنافس اجدعها جريدة او برنامج اذاعي ... افكار واجدة في ذهني وموضوعات واجدة انشاءالله نقدر نرتبها وننزلها هنا
كل سنة وانتم طيبين وسامحوني عالغياب
وخطرها مش حنزل صورة مع التدوينة اهو من باب التغيير
دمتم بخير

Saturday, August 22, 2009

رمضان كريم افتقدكن فيه

Ma'moul
كل عام وجميع من غابت عنهم تدويناتي هنا بألف خير وبمتابعة متواصلة لخربشاتي
رمضان كريم وتقي وشهر للتقارب
وللبعيدين مثلي شهر للذكريات وللحنين ايضا
اليوم تمر سنة بأكملها على مجيئ الى امريكا
واليوم ايضا ثالث رمضان امضيه هنا بحساب رمضان 2005 الذي امضيته في مدينة آيوا كاتبة زائرة في جامعتها
اضافة الى شهر رمضان الذي مضي وكان اول رمضان لي بعد الزواج
تمر الايام سريعة لدرجة ان تقف فجأة تتساءل احقا مضت سنة وتتذكر تلك الطيبة التي كانت تقول ان ما يمضي يمضي من رصيد اعمارنا
اطال الله في عمر الجميع ومتعهم بالصحة وراحة البال
اكثر ما يثير بين الحين والاخر حنيني بشدة لموطني هو افتقادي لصديقاتي وهن معدودات ومقربات جدا
احيانا احتاج ان اجدهن قربي لنفضفض عما في قلوبنا كما اعتدنا دائما
ولننصح بعضنا ولنضحك معا
لعل اكثر ما افتقده هو ضحكنا ومرحنا معا
ضحكنا على بعضنا البعض وخلق نكتة مرحة من عثراتنا وهفواتنا
مثلما ضحكنا يوم ان انتهت سهرة رمضانية وانا مازلت عالقة في زحمة المرور والصديقات بالنقالات ومن الشرفة يضحكنا علي ويبثن لي مباشرة مجريات السهرة وتفاصيل العزومة - الان: القهوة والحلو ، الان الشاي والموالح ، الان المحلبية والكريم كراميل
او عن يوم داربور العالمي وما حدث للمسكينة الصديقة التي امضينا ليلة رمضانية حتى الصباح نمسج قصائد مثيرة فيما بيننا وبين من بيننا بين بنغازي وطرابلس وحتى القاهرة في وصف والتنكيت عما حدث لها مع لطيفة الحلوانية
الله كم افتقد ايامنا تلك
وكم افتقد جو بنغازي الرمضاني
والسهرات العائلية
شيئ غير متاح هنا اللا بالتخييل
اللا بالمحاولات الباهتة
رغم اننا نمضي هنا وقتا ممتعا وعذب
غير انه يختلف في النكهة
وان كان ظني يقول انه ستمضي الايام وسيكون لهذه الايام هنا طعمها وذاكرتها والحنين الاكيد لها
كل العام والصديقات العزيزات بخير
والاهل والاصحاب والاحباب هنااااك في ليبياي الغالية

Friday, July 24, 2009

لا دالة عليه - مارك ستراند - Mark Strand





قصائد : مارك ستراند


ترجمة : ليلى النيهوم


الاحتفاظ بالاشياء كاملة

في حقل
انا غياب حقل
تلك هي المسألة دائما
اينما كنت
انا الغائب
عندما امشي اُشرع الهواء
وسرعان ما يعود الهواء
ليملأ الفراغات حيث مر جسدي
لكل منا اسبابه للحركة
امضي انا
لتبقى الاشياء متكاملة



خرائط ســـــــــــــــوداء


ليس حضور الصخور
ولا تصفيق الريح
من سيُعلمك
انك وصلت

لا البحر المحتفي فقط بالرحيل
لا الجبال
لا المدن المحتضرة

لا شيئ سيخبرك
اين انت
كل لحظة هي مكان لم تدخله قط

يمكنك المضي
معتقدا انك تضفي نورا حولك
لكن كيف ستعرف؟

فالحاضر دائم العتمة
خرائطه سوداء
تنبثق من العدم
واصفة

في ارتقاءها البطيئ
داخل نفسها
رحلتها
فراغها
الاعتدال الكئيب
لضرورة اكتمالها
فيما ترتقي للكينونة
تبدو كأنفاس

واذا مافُحصت اطلاقا
فقط لتكتشف متأخرا
ماظننتها اشياء تهمك
ليست موجودة

بيتك لا دالة عليه
في اي منها
ولا حتى اصدقائك
ينتظرون ظهورك
ولا حتى اعداءك
يعددون اخطاؤك
انت فقط هناك

تقول مرحبا
لما ستكون
فالعشب الاسود
يحجب النجوم السوداء

Thursday, July 16, 2009

خفت

و إن خفتْ
سيرغمني الملل ان امضي الى شواطئي تختلف
واعتياد ذات الشوارع والوجوه ان اتبني اخرى من باب التغيير
سيأخذني قلقي الذي لا يترك الاشياء تلمع طويلا ان ابحث عن ابعد نقطة في ليل النجوم
سأتجول الى مكان اخر كي اعيد للأول مسحة بريق خفت
وسأقرر المضي حين لن يظل للبقاء في المراوحة اقدام تحتمل
سيرغمنى حدث غريب ان ازيل غرابته بما هو اشد غرابة
سأشد للرحيل صرة ايامي على عود التنهدات
وسأقول للريح التي تنفخ التوسل في اذني الخرماء
وأقول للمدى حين يتلون فجأة فخا يدعوني للبقاء
وللبحيرة حين تفوح - فرضا - بعبق نوار العشيات وبالياسمين الشامي
وبأريج زهر الليمون عند الغروب
وللشارع الذي حفظ مونولوجاتي حول روايات تهفو للنشر وقصائد تنام في عتمة التردد
اه وللبحر الممتد في جيناتي منذ افق التاريخ في ليبياي تلهث امواجه صخبى على الرمل المفروش ببقايا هذر المحار
وللصديقات اللاتي تهاوين وجلا كلعبة متساندة عند اول بارقة للخيار
سأعيد القول ان الذهاب محتم لأن السماء في كل مكان زرقاء
والسحاب متغير الهيئات وكثير الاسماء لو شئتم
وانني حين اكون لست هناك بشكل ما وانني حين امتد الى غلو المسافات
لن اكون غير اكثر امعانا في الهناك
روحا تحن لأعتياداتها العتيقة
يالا عجبي
ونفس تمضي بلا خجل خلف الروائح والمرائي وحتى الخرافات الشبيهة
ليلى النيهوم - لافاييت

Tuesday, June 16, 2009

كنوزهن العائلية - Their family Treasures



لا اخفي عليكم انني اعشق الطبخ الى جوارهواياتي الاخرى من كتابة وترجمة ورسم وتصوير فوتوغرافي و استنبات وزراعة الازهار!! فأنا خليط منها مجتمعة!! ولاتستقيم الحياة وتنقشع غيومها اللا في حالة بقائي في قطر دائرة تجمع هواياتي تلك معا
في غرفتي القديمة في بيت اهلي املك من كتب الطبخ الكثير ولا يخلو كتاب منها من تصحيحات وتعديلات كما لم يخلو صباي وشبابي من تجارب في الطبخ آنت منها بطون اهلي وصديقاتي بداية ومع التدرج في الخبرة ارتاحت لطبخاتي ذات البطون :) كان التجريب هو بداياتي لكل ما اتقنت في حياتي ، ولم تنجو حتى كيكا التي لا تلقي بالا للأكل الا في حدود مسلوقة جدا بما يكفي لكي تكف معدتها من ازعاجها عن الاستمرار في الدوران في ذات الحلقة اليومية المرهقة - لم تنجو هي الاخري من تذوق تجاربي القاتلة في ظنها لأستنباط نكهات جديدة لم نألفها من قبل
في بيتنا الصغيرهنا في لافاييت اكتضت الادراج والمكتبة الصغيرة بكتب الطبخ وديكور الوجبات والبوفيهات وغيرها من فنون الطبخ اقتنيها الى جوار ما اقتني من روايات اشتهيت قراءتها منذ زمن

ولم تنجو صديقتي العزيزة المهندسة الرائعة سناء بن موسى ايضا من شغفي بكل جديد في كتب الطبخ وتجارب الاخرين فكانت ان ارسلت لي كتاب طبخ رائع من اعداد اعز صديقاتها وهن خمس نساء رائعات تجمعهن علائق الاخوات وزوجات الاشقاء وربما السلفات ايضا اجتمعن بحكم هذه العلائق في مطبخ واحد وفيه حاولن استعادة وعملن على استمرارية فوح طعم الوطن وطعم ماخبرنه في كندا من صنوف اكل غربية ومهجرية متعددة ضمن هذا الكتاب
مع كل طبخة اعددنها واجتمعت العائلة عليها ، تتارت القصص عن الجبل وعن الضيعة والجد وعن الروشة وعن شوارع بيروت وطرابلس
اذ ان للأكل علاقة وطيدة بالوطن وان بُعد ولي انا ايضا علاقة وطيدة بما جاء في كتاب تلكم النسوة الخمس الصغيرات وان ضُئل، فثمة خيط يجمع جزء من تراث مطبخ اسرتي بمطبخهن اللبناني
فاطمة عياش سرحان وفتاة عياش حمود وايمان عياش عمر وكفاح عبدالله عياش ونانسي قطريب عياش نسوة صغيرات لبنانيات فتحن صندوق العائلة وغرفن منه وصفات مالذ وطاب من اشهى واحب الاكلات المتوسطية واضافة الى ما استلهمنه من اكلات غربية بحكم المولد والاقامة بكالغاري في كندا ووضعنه في كتابهن
" كنوز عائلتنا"
وصلني الكتاب والشكر للعزيزة سناء- عبر البريد وحل صباحا منذ ايام ضيفا على مكتبتي انيقا مجلدا سميكا ومتخما بكل ماهو شهي ولذيذ وبالدرجة الاولي صحي
توقفت كثيرا امام الكتاب اتأمل في فكرة اجتماع الخمس نساء على فكرته وتخيلت جهد التجميع والتصوير والتعديل والتنقيح وسط مرح الاطفال وتشجيع الازواج واستشارة خبيرات العائلة اعجبنتي قصة كيف بدأن صغيرات يشاركن الامهات وان لهوا بالعجين ومن ثم بالمشاركة والمساعدة في المطبخ لحتى عشقن دخوله والبقاء فيه لأجل الوصول الى درجة القبول بما يطبخن ومن ثم الوصول الى درجة استحسان الذائقين وهي اعلى درجة يصلها طابخ
ان يسألك ضيف ما هذه الاكلة ومما تتكون ولو سمحت اريد مقاديرها فتلك نجمة نجاح توضع على مربع ذلك اليوم في روزنامة ايامك
كما قلت الكتاب متخم يفتتح بك بأهداء الى الاهل والاصهار والى الاطفال ومن ثم يدخل الى اصناف الاكل عبر ابواب متعددة اولها بطبيعة الحال المقبلات ليأتي الحمص بطحين في مقدمتها فتقلب الصفحة باحثا عن اثيرك الباباغنوج تدقق في مقاديره ان كانت كما التي تعرفها تتوقف قليلا امام القرفة تستغرب وجودها بين المقادير فعلاقتك بالقرفة في حدود اكلات معينة لاغير لسطوتها على باقي النكهات غير انك لا تستغرب الاستعانة بها فلكل شخص ومطبخ النكهة التي تروقه اكثر وما تربى عليه والشقيقات لم يقلن اكثر من ان مطبخهن من تجاربهن ومن موروث عائلاتهن وهذا اجمل مافي الامر اليس احيانا يمل المرء من طعم مطبخه ويستدير للمطاعم وموائد الاصدقاء سعيا الى نكهة جديدة
لم تنس- الشقيقات -ادراج وصفة البوب كورن - السبول بالكريم كراميل - اجببت ذلك فانا ابحث عنها وافضل ان اخذها عن يد اعتادتها
كذلك لم ينسين ادراج انواع الشاي وانواع القهوة من عربية وسعودية وثمة شاي مخصوص للنفساء ولمن يحضر للمباركة بالمولود ولا ادري ان كان اسمه : آينار ام عينار وان كنت ارجح الاسم الاول وهو شاي متبل بالقرفة والزنجبيل والكمون الحلو وحبة البركة وجوزة الطيب والقرنفل والجوز والسكر او العسل مما يمنح القدرة للنفساء على استعادة قواها بعد الولادة
طبعا لم يخلو الكتاب من الفتوش والتبولة والفتة وبيلاف البرغل والرز والاهم ورق العنب - ابراك عنب كما اعتدنا في اسرتنا - وايضا المجدرة والرز بالسبانخ - طبيخة سباناكا كما نعرفها - مع فارق خلو وصفتهن من اللحم وكذلك المقلوبة اللذيذة المفضلة لدي والكبة بانواعها مع عدم اغفالهن وضع ملاحظات في الهامش عن كيفية الحصول على البهارات المعينة او عن ابدال نوع مكسرات بأخر وما اليها من ملاحظات تهم مستعمل الكتاب وتوضح له سبل تحقيق الوصفة بنجاح
يُلاحظ في الكتاب خليط الثقافات بحكم الجوار وروابط الاغتراب والمتوفرات الشرقية في المحلات المتخصصة بها فتجد وصفات سعودية واخرى ايرانية وبالذات خبز النان الذي اعتدنا استعماله هنا وانواع بهارات مختلفة لتعزيز النكهات المعتادة
ولعشاق الحلويات وانواع البسكويت فصل كامل محمل بكل انواعها من شرقية وغربية وقد لفتتني به وصفة اكواب الكرز في جدتها من ناحية كونها شكل مبتكر للتشيز كيك وكذلك في سهولة اعدادها
وعن البقلاوة والشعيبيات والمعمول والغريبة والكنافة والكعك والقطايف فحدث ولا حرج وخصوصا وان "بنة " رائحة شهر رمضان الكريم في الهواء كما نقول في ليبيا
تصفحي للكتاب الان - وانا اعد قراءتي هذه لكم - قاد شهيتي لما سأعده اليوم على العشاء حيث سيكون خليطا من الليبي واللبناني الشهي
:)
شكرا لك عزيزتي سناء بارك الله فيك
والف مبروك بمناسبة صدور الكتاب وشكرا لكن فاطمة وفتاة وايمان وكفاح ونانسي على تجشمكن عناء ارسال الكتاب الى رغم انني تمنيت لو كان عليه اهداء منكن بخطكن للذكرى
لكن ارساله لي لمسة رائعة واكراما طيبا للعزيزة سناء
بالرابط المزيد عن الكتاب وبعض الوصفات وصور لبعض الاكلات لمن يرغب في المزيد و لمن يحب اقتناءه



ليلى النيهوم

Wednesday, May 27, 2009

عن الاشجار حين تئن واقفة وحين تُجتث صابرة

Moreton Bay Fig - San Diego

هذه شجرة عتيقة كبيرة شامخة
عمرها مئات لحتى وُضعت اسلاك معدنية داعمة في فروعها وجذعها
لتشمخ اكثر ولتعمر اطول
وهي شجرة محاطة بسياج كبير وواسع ليس لحمايتها بل لحماية جذورها الممتدة بعيدا
بعد الزمن الذي زرعت حينه
ابعد من زارعيها وقد ثواهم الثرى منذ زمن وسيثوي غيرهم
وستبقي هي
مُعتني بها
محترمة
مبجلة
لها الرعاية والاولوية
فهي تعني الكثير وهي اهم من الكثيرين
ليس لعدم اهميتهم
بل لشدة اهميتهم
فحين تحترم شجرة لا حول لها ولا قوة لها امام جبروت بلدوزر
او شراسة منشار
وعقلية حطاب
فأن احترام الانسان سيكون وارد ضمن البنود
ويخطر على البال
تصوروا
وليس مردوفا في دهاليز اللامبالاة
وقانون الفكرنة واللافكرنة
وفي سراديب القسوة
والظلم

Environmental - The value of big tree
وان كنت لا تعاني من عرض لين في المشاعر الانسانية
ومن فوبيا المشاعر الحانية على البيئة بما فيها من انسان وحيوان ونبات
بالامكان تقريب المسألة لعقلك المستقل في اعوجاجه عن طريق عملية حسابية يدخل الربح
ويحلو عد المكاسب المالية فيها
لعل لعابك يسيل
ولعل نبض ما في ضميرك الميت ينصعق ويوقض ما مات وخمد
فهذه الحطبة في مفهومك البري
تساوي المال
اتصدق
!
!
فهل تكفي مناورة كهذه ان تجعلك تهتم بها
وان تسهو عن ارسال التتار ليقلمونها بطريقتهم التي تعلموها في مدرسة اجتثاث مخلوقات الله دونما سبب
اللهم لأسباب يعلمونها ولا نعلمها
هل يجعلك ذلك تحن
وتلين
!
!
!
لماذا يراودني شك مقيت
!
!

Tuesday, May 19, 2009

A great poet from Katerina ante portas' homeland - يانيس ريتسوس شاعر من بلادها


ارسلت لي الصديقة المدونة اليونانية

رابط الي مدونة قامت بتغطية احتفالية اقيمت في اليونان لمناسبة مرور مائة سنة على مولد الشاعر العظيم يانيس ريتسوس

Γιάννης Ρίτσος

Yannis Ritsos


الذي ولد في قرية موني مونيمافاسيا جنوبي اليونان وتوفي بأثينا يوم 11 نوفمبر 1990

ويبدو مما فهمت من الرابط الذي كان باللغة اليونانية ان الاحتفالية ضمت قراءة لقصيدة له مترجمة الى العربية او لعلها قراءات لعدة قصائد ترجمها روني بو سابا والقصيدة المترجمة الموجودة بالرابط وهذا من باب التخمين ففي الرابط صورة لروني يقرأ وكذلك بالرابط القصيدة باليونانية وتحتها الترجمة العربية ولا يمكن ان احاول التخمين اكثر حتى لا اقع في اخطاء لا داعي لها


احمل لليونان ولأهلها محبة راسخة بسبب ترددنا الاسري الدائم عليها لوجود اقارب لنا هناك وذلك قبل سنوات الحصار عندما كانت اثينا وجهة لليبيين ولأهل بنغازي بالخصوص لدرجة ان من يتنزه في سينتاغما تصل اخبار رؤيته هناك وماذا كان يرتدي وكم كيس مشتريات يحمل في يده ومن معه تصل الى بنغازي قبله ليعود ويجدها امامه

اليوم وانا اجلس ادون تدوينتي هذه والشمس رائعة في الشرفة والغابة من حولي كثيفة بالشجر اليانع الخضرة المثقل بالازهار و الاطياراتذكر اثينا واتذكر كالمو بغاباتها الكثيفة وطرقاتها الجبلية المنحدرة نحو البحر وقد كتبت عنها وعن لحظاتنا الحلوة هناك
http://naohama.blogspot.com/2007/03/to-dimitris-stefosis.html
ولذلك احب الاستماع الى الموسيقى والغناء اليوناني ففي الحانه وروحه وشجنه قربا منا ومن احاسيسنا وعواطفنا

!كما من منا لا يربط اليونان في ذاكرته بزوربا وكازانتزاكيس وموسيقى ميكيس تيودوراكيس

اما عن يانيس ريتسوس صاحب سوناتا "في ظل القمر" حائزة الجائزة الوطنية للشعر الهليني الذي يحتفلون بمئويته فيطول الحديث

واكبت قصائده الحزينة احداثا دامية حدثت في بلاده مثل قصيدة ابيتافيوس التي كانت رثاءا جنائزيا لمقتل عديد من عمال التبغ اثر مظاهرة واصابة المئات منهم والتي صودرت لاحقا واحرقت امام اعمدة معبد زيوس في اثينا ايام النظام العسكري الحاكم

ثمة الكثيرليقال عن ريتسوس ! الم يقل عنه اراغوان " لم أكن أعرف من قبل أنه أعظم الشعراء الأحياء في عصرنا. أقسم أنني لم أكن أعرف. ولكنني عرفت ذلك رويدا رويدا، من قصيدة الى أخرى، بل من سر الى آخر، حيث في كل مرة رجفة الاكتشاف الجديد: اكتشاف إنسان واكتشاف بلد، أعماق إنسان وأعماق بلد"و ما قال له كوستس بالماس "اننا ننحني ايها الشاعر لتمر" ولعمري لمن يمكن ان تقال مثل هذه الكلمات لشعراء اليوم

واكب ريتسوس حركات نضال الشعوب ضد الديكتاتوريات بمختلف انواعها وضد الاستعمارفي افريقيا واخذ نصيبه من السجون والتعذيب بسبب قصائده التي كانت سيف نار مسلط على العسكر في بلده في فترتي حكمهم حتى عاد حكم الوحدة الوطنية عام 74 ليُطلق سراحه ويُمنح فرصة ليتعالج وتمنحه - حسب ويكبيديا العربية - جامعة سالونيك دكتوراه فخرية: لكونه يشمخ منذ أربعين سنة كركيزة للأمة اليونانية وكصوت لها


(2)


الثلاثة بأسرهم

ذاك الذي تراجع خطوتين الى الوراء

كي يشير الى المُذنب

ذلك الآخر وضع يديه في جيبه

كي لا يشير الى الُمذنب

كي لا يرى

أعُدموا رميا بالرصاص


(12)


لحظة الحقيقة

العديد من الأموات أحياء

العديد من الأحياء موتى

تجلس على الكرسي تُحصي أزرارك

مع من أنت؟

ما أنت عليه؟

ماذا تفعل؟


ترجمة اسكندرحبش


----------------

19

وسيلة التعبير
لم يعد يحب الأشياء والكلمات
والعصافير التي تحولت إلى شعارات أو رموز
ولا شيء
تقريباً أفلت من هذا المصير
هكذا
فضل بعد ذلك ألا يفتح فمه
وأن يقوم كالأبكم بأنواع
من الحركات الغريبة
الهادئة
الغامضة
المحزنة
أو بالأحرى المضحكة
لكنهم
هم أيضاً
بعد بضع سنوات
تحولوا إلى شعارات


ترجمة ادونيس19

----------


الامان


رائحة الطعام في المساء

وحين لا يكون لتوقف عربة في الشارع معنى الخوف

و لا لطرق ماعلى الباب غير اعلان لقدوم صديق

الآمان كوب حليب دافئ وكتاب

جوار طفل يصحو


ترجمتي

---------



قصائد ريتسوس في تعبيرها في نثريتها وفي بعض الاحيان سورياليتها الساخرة تنحو نحو المنمنمة الوصفية لليومي ونحو القصيدة التشكيلية المتكئة على تراثه كرسام ورائي يتلمس ما حوله ببصره وبصيرته بشميمه ورؤيته وبتفاعله وبانحيازه لواقعه


تعجبني قصيدة ثالثهم التي ترجمتها آمي ميمس من اليونانية الى الانجليزية وبدوري ترجمتها اليوم في هذه التدوينة من الانجليزية الى العربية وارجو ان اكون حفظت روح القصيدة وايقاعها التاملي الحزين وبعدها الفلسفي اللصيق بوجود الانسان وبمعاناته وبصواب ما يراه البعض ويظنه

البعض الاخر وبالسطحي الباطني وهي تذكرني بقصة قصيرة يعجبني فيها التلاعب بالزمان والمكان والمفارقات الحادثة في هكذا حالة


وهي قصة العاب الزمن : ادواردو غاليانو ترجمة : صالح عالماني الموجودة في مدونتي في مكان ما




ثالثهم

جلس ثلاثتهم قرب النافذة

ينظرون الى البحر

احدهم حكي عن البحر

الثاني انصت

ثالثهما لم يحكِ ولم يستمع

كان في عميق البحر

وكان يطفو

خلف اطر النافذة

كانت حركاته بطيئة

واضحة في الزرقة الشاحبة الخفيفة

كان يستكشف سفينة غارقة

قرع الجرس الاخرس

لمن يشاهد

تصاعدت فقاعات كملى

ضاجة بجلبة خفيضة -

فجأة تساءل احدهما

هل غرق؟

رد الاخر

لقد غرق

نظر الثالث نحوهما بأسي من قاع البحر

كيفما ينظر امرئ الى غرقى


ترجمة ليلى النيهوم