Tuesday, July 29, 2008

عن البيئة والتأقلم ومحفزات الراحة النفسية - تأملات تدوينية


photo: laila neihoum
اليوم فتحت مدونتي نوهمة وفي رأسي افكار كثيرة وموضوعات اود تدوينها ولدي عدة موضوعات جاهزة في درافت المدونة تحتاج الى نشر وينقصها صور و لأنني لا احتمل ان انزل موضوع من غير صورة او اثنان ظلت حبيسة الدرافت تنتظر ان انشط والنشاط مسألة تحدها مشاغل - غاطسة - فيها برضا كبير هذه الايام لدرجة انني لا اعرف ترتيب اولوياتي من كثرة التراكمات التي سببها عدم وضوح المواعيد التي تتجه الى نهاياتها الحلوة هذه الاولويات

كانت لدي رغبة شديدة في الكتابة عن المناشط البيئية الكثيرة في بنغازي طيلة الاسبوعين الماضيين من حملات وطنية لنظافة البيئة تقيمها الهيئة العامة للبيئة ببنغازي لتنظيف المستشفيات وندوات حول النفايات الطبية وتوعية العاملين في مجالها وتزيع حاويات المخلفات الطبية وهو موضوع جد خطير يحتاج الى متابعة دقيقة و ضمائر حية وطرق آمنة للتخلص من النفايات وحماية العاملين في في هذا المجال ايضا الى حملات تطوعية لتنظيف الشواطئ من رأس المنقار الى حيث تصل سيارات المصطافين غرب المدينة وهي حملة لاتشمل مياه البحر المشنونة بالمجاري - حاشاكم - وانما حسب اليد قصيرة فهي تشمل فقط تنظيف الشواطئ من مخلفات المصطافين الذين لا يراعوا من يأتي بعدهم


photo:laila neihoum

فليس مستغربا ان تتمشى على شاطئي مصيف النيروز مثلا ان تجد رجلك عالقة في - حكة تن مفتوحة بموس مشرشرة كأسنان القرش التي تخلو منها شواطئنا والحمدلله او ان تجد رجلك -مشلوخة - بسبب زجاجة بيتر صودا مكسورة والحقيقة انني امضيت بعض وقتي ذلك اليوم في دفن ما اصادفه من قناني و -حكاكي تن- عميقا ومقلوبة بدل ان استتمتع بمنظر الشمس وهي تغرب معانقة اخر مدي للبحر تصله العين محاولة في نفس الوقت عمل فلتر سيكولوجي اشبه بالتنويم المغناطيسي لأنفي لاقناعه بعدم شم الروائح التي يكشطها النسيم من على سطح اللجة المسكينة التي لم تعد لجينا يتغني به شعراء المدينة



مروع هذا التلوث ،الرعب الاكبر بالنظر الى حجم المصطافين السابحين في هذا البحر وامتداده فقد قيل ان التلوث يمتد الى مابعد الحليس وان كنت لا الوم المصطافين




photos :Laila Neihoum

وبالذات الاطفال فأن اغراء البحر شديد ودرجات الحرارة المرتفعة طاردة لسكان بنغازي في اتجاه الشواطئ والاغلبية منهم لا يملكون وسائل تمضي بهم الى شواطئ سوسة وراس الهلال او الى شواطئ البريقة وقمينس الابعد غرب المدينة
هكذا تسيب بيئي منعني من حضور المناشط البيئية في مصيف الملاحة المشهور- والحقيقة لا تنكر - في اهتمامه بالبيئة ومتعلقاتها ففيه يقع النادي البيئي حسب ما قرأت في جريدة اخبار بنغازي وفيه المرسم البيئي الذي اقيم ضمن المناشط البيئية الصيفية وهي خطوة مضافة لخطوات سابقة في اطار تعزيز الثقافة البيئية لدى الاطفال و ذويهم
ولكننا نريد تدخل وعلى مستوى اكبر لأجل معالجة المشاكل البيئية الاكبر التي لاتستطيعها النوادي والجماعات البيئة الصغيرة العدد والجهد
ولأن الشيئ بالشيء يذكر فقد اضحكني مقال قرأته في جريدة بنغازي - وشر البلية ما يضحك - قال كاتبه انهم يضطرون للتغطي بالبطاطين في عز الطيف ليتقوا قرصات الناموس وازعاجه الملح طيلة الليل وآه من الناموس والذبان - الذباب في صيف بنغازي لدرجة انني توقفت فجأة بسيارتي منذ ايام وكدت اتسبب في حادث مروري لأنني رأيت سيارة المبيد الحشري ووراءها سحابة من الفليت وهو منظر نادر نسيت رؤيته منذ ايامنا في الفويهات عندما كانت سيارة المبيد تأتي كل مغرب لرش حينا . عجيب غياب حماية البيئة فالذباب هذه الايام يداعكنا على غذائنا مهما رششنا من فليت ريد او غير ريد لحتى انغلقت صدورنا كما اننا احيانا نعزف عن الكلام خوفا من دخوله افواهنا وانى لا ابالغ في هذا فمنذ ايام اضطر اناس لديهم مأتم الى احضار سيارة الفليت حتى باب خيمة العزاء - بعيد عنكم - فقد كاد الذباب والناموس ان يفتك بالمعزين . اتمنى حملات نظافة مكثفة وحملات رش مبيدات مكثفة فأن الليل طويل وحتى الذين لديهم مكيفات قد يعجزوا عن فتحها لوجود مريض او شخص لا يحتمله في البيت وحتى البطانيات يخترقها ناموسنا ذو الاخطام الطويلة الذي يركبه السعار بحلول الظلام وتكون- ليلة مجيرة - على رأي صديقتي امال
لن اتكلم عن الاكياس البلاستيكية فقد حكيت عنها منذ زمن وبلهجة عامية وبأسم اخر عندما كان مشهدها يخنق بصري ويلوث مدينتي الأن اصبحت تتضاءل نسبيا والحمدلله ربما اصبح هناك وعي ما وان كنت اراها في ايام الريح العالية تحلق منتفخة بالريح في الاجواء لتحل بديلا عن الطائرات الورقية الملونة التي من المفروض ان تزدان بها سماء الصيف

photo:LAILA NEIHOUM


ايضا اردت ان اكتب عن شجيرة رائعة احبها كثيرا لجمال زهرتها الخارق كنت امر عليها في حديقة مكتب بريد عبد المنعم رياض في شارع الاذاعة وكنت استأذن في قطف زهرتها وكانت حديقة البريد تحفل بشجيرات الدفلى ونخيل افرنجي تسبغ منظرا جميلا على الشارع المتشابكة اشجاره وكانه اقواس خضراء ظليلة الى ان جئت يوما بعيد غياب طال عن الشارع وجدت الحديقة قاع صفصف شجيرات الدفلى مقصوصة الى الارض وشجيرة البقم الهندي التى احبها لا وجود لها حزنت كثيرا وسألت قيل هكذا افضل فقد كانت تحجب الرؤية واصبحت مأوى للسكاري!!! تبرير عجيب لقلع اشجار تحتاج سنوات لتكون هكذا واي سكاري والاذاعة وحرسها على بعد امتار يبدو اننا اعداء الخضرة او اننا لا نحفل بها ولا تنتعش عيوننا وارواحنا بمرآها امر محزن
غير ان الله سبحانه وتعالى خلق للنبات قدرة على الحياة من جديد فها هي شجيرتي عادت للنمو بعد اشهر وارجو ان لا يطالها فأس الحطاب مرة اخرى وان يعتني بها وبالاخريات جوارها فمنظر مكتب البريد اصبح كئيبا مهلهلا يدعو للأسف بدون اشجاره التي كانت تداري عيوبه

PHOTO: LAILA NEIHOUM

من البيئة وتدهورها واضرارها والمناداة الى اخذ التدابير للحيلولة دون مزيد من التردى لفت نظري في صحفنا وفي اذاعاتنا مناشط اعدها ايجابية من ناحية ذائقتي وهي سلسلة متواصلة من المعارض التشكيلية في طرابلس في المركز الثقافي الايطالي وكذلك معرض اخر ليبي تونسي مشترك في المركز الثقافي التونسي ومعرض في مدرسة الفنون والصنايع الاسلامية ومعارض اخرى متناثرة اخرها معرض تشكيلي في مصيف الجزيرة ببنغازي وان كنت اسفت انه لم يكن في مقدوري حضورها والا لكنت كتبت تابعتها فوتوغرافيا في نوهمتي
ماذا ايضا. اجل الخبر الجميل ايضا لصديقاتي عاشقات القوارب الشراعية تفتتح غدا بطولة الجماهيرية للألواح الشراعية بنادي الملاحة حتى الخميس القادم اعتقد ان هذا الحدث يستدعي البقاء قرب الشاطئ لمتعة المشاهدة والتصوير وخصوصا ان الافق سيكون مزركشا بألوان الأشرعة الجميلة
على الاقل ثمة توازن بيئي فأن كان ثمة ازعاجات بيئية ناشئة عن الضجيج والضوضاء والروائح والقرصات واللسعات تحد من متعة الاستمتاع باليوم فقد حبانا الله سبحانه وتعالى القدرة على التأقلم في اخر الامر لذلك فأن التامل في لوحة او الاعجاب بنبتة ما او الوقوف على موقف خير او الالتقاء بأصدقاء او التمتع برضا الوالدين لهي في مجملها شافيات مهدئات تجعل لليوم طعما اخر ومذاقا حسنا وموقعا بارز في الذاكرة


ليلى النيهوم

بنغازي