Wednesday, September 29, 2010

Berkeley Poetry Walk ممشى الشعر بمدينة بيركلي


شغلني رصيف او ممشى الشعراء مذا ترجمت قصيدة : ذكرى بيركلي للشاعر النيجيري ندوكا اوتيونو، حتى سنحت الفرصة
 وزرته وقمت بالمشي فيه وتأمل المختارات الشعرية التي نُحتت وُصبت في الحديد ومدت على الرصيف الشهير



رصيف الشعراء بيركلي كاليفورنيا
Poetry Walk Berkeley CA
photo: Laila Neihoum

يقول ندوكا:


هنا
يلتقيك العالم  بشعراء في معرض كلمات على رصيف
يستحضرك الكلام
بطلاوة مقدسة
مشاركة مع الارض الام
بعيدا عن سعار جحيم كاليفورنيا
هنا بالساحل الشرقي لخليج سان فرانسيسكو
مهرجان كلمات مطبوعة حريريا
تعلو لتلتقيك في الشارع
خطوة واخرى يُثير الشعراء  الزمان والمكان
بقصائدهم الممهورة بالمينا الخزفية في الواح الحديد الزهر

وكنت اظنه شهيرا حتى زرت مدينة بيركلي بكاليفورنيا ومضيت في الشوارع الاقرب الى موقعه اسأل المارة وهم في اغلبهم من طلبة جامعة بيركلي الشهيرة اسألهم عن الرصيف فلم اجد الا علامات الاستغراب او عدم الفهم
مضت سنوات على اقامة ومد الصفائح الشعرية ونساها الناس 
او لعلهم لم يدركوا بوجودها فالكل يجري او يغذ الخطى
لايتوقف الا من لا شاغل له
او تعيقه اعاقة ما عن تسارع الخطى
ولا احد ينظر اين يحط قدميه
فالاقدام تري هدفها
ووقعها حثيث
سريع
كنت الوحيدة التي تمضي على مهل بين الشارعين الذي يفترض وجود القصائد بهما
 ولم اكف عن السؤال حتى تراءت لي عدة مكتبات ومحلات بيع دوريات مصورة 



شارع المكتبات بيركلي كاليفورنيا
تذكرت انني قرأت ان القصائد تقع في الرصيف قرب المكتبات في وسط المدينة
عبرت الشارع حين سمحت الاشارة الضوئية




ومضيت انظر الى الرصيف
ووجدتها القصائد الصدئة

يقول ندوكا

هنا تجمع شعراء
لوحة جوار اخرى يمتزج التاريخ ومشاعر القدر المشترك
وانت العابر الباحث عن الكلمات المفقودة، سافرت من بوسطن
مندفعا وسط زحمة مرور ليالي الجمعة
متقفيا  ائتلاف الراغبين هؤلاء
شعراء وارباب عمل ومعماريون وتكنوقراط
 توحدت رؤاهم  لتبجيل الكلمة


يقول دليل رصيف الشعراء انه في عام  2003 اقترح الشاعر روبرت هاس امير شعراء امريكا  للاعوام 1995-1997 الاستاذ بجامعة يو اس بيركلي  مشروع ممشي الشعر وتم اقامته على حافة رصيف شارع اديسون بين شارع شاتوك وميلفيا بالمركز الفني بوسط مدينة بيركلي بالساحل الشرقي لخليج سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الامريكية  حيث انتقى 120 قصيدة  طبعت بتقنية طباعة خاصة على صفائح معدنية وانضجت في فرن خاص بحيث يثبت النصوص الخزفية عى الصفائح المعدنية لتتحدى عوامل الزمن وليمنحها الصدأ الاحمر  مسحة قدم . جاء هذا المشروع للتعريف بالشعراء الذين عاشوا او مروا او كتبوا عن المدينة في محاولة لأضفاء مسحة ثقافية على المدينة من قبل المركز الفنون بها ولتمنح المشاة متعة القراءة واستكشاف الشعراء وعبرهم استكشاف تاريخ
مدينتهم

صفيحة الشعراء المشاركين في الرصيف




هاهنا محور الكلمة
على مقربة من جماعة حرية التعبيربجامعة يو اس بيركلي
حيث يجلس مارك تواين في مكتبة رائعة
مستغرقا في احلام يقظة
عن هوجة الفن في سان فرانسيسكو:
من اضواء المدينة
حتى شارع اديسون قبل ان يتبدى وادي السيلكون
من الضباب الجاثم ليضلل جيل  ضائع
في متاهة دروب المعلوماتية

وقفت اتأمل القصائد واقرأها وامضي بينها على امتداد الرصيف
لفتة جميلة حقا
وان فضلت لو انني املك احدي هذه القصائد مثلا ان توضع على امتداد الجدار
فالشعر لا يُداس اولا
و ما عاد احد ينظر تحت قدميه ثانيا 
وهل ثمة من لازال يقف ليقرأ الشعر؟

 

 يضيف ندوكا
لاتزال الكلمات في ممشي الشعراء ببيركلي
امبراطورية العالم
والشعراء اصحاب الفخامة
رافلون في حلل المجاز
لحتى تركع بهدؤ لأرثهم  اللفظي

اغنية اوهلون

بدء من اغنية "اوهلون"
"اترى : انني ارقص!
على حافة العالم ارقص"
اصوات ملائكية  تقودك على امتداد هذا الشارع
بعضها يهمس مثل يوسانو اكيكو،
 وبعضها يعوي مثل الن غينسبرغ  وجماعته جيل" البيتْ"
ينبعثون جميعهم احياء على صفائح يمنحها اخضرار الصدء مسحة عتيقة
تضرم الحنين لقصيدة كلارك عن "عبدان"
ونثارها الهادر من صدأ وذهب

المدينة مشهورة بجامعتها العريقة وبتاريخها الممزوج بجماعات الهيبي ووالتحررالتمرد الاجتماعي والسياسي وسحب الماريوانا التي كانت تغشاها 
اليوم ذاك تاريخ مضي
اليوم اصبحت المدينة مركزا للفنون بأشكالها وثمة دعوة بكل اللغات الحية الى ممارسة الفن ممدودة على الرصيف التقطت كاميرتي العربية منها
Berkely Poetry Walk
دعوة لممارسة الفن باللغة العربية على ممشى الشعر ببيركلي
Photo: Laila Neihoum

حين تمضي في شوارعها تُعطي الاولوية للمشاة من الطلبة الذين تكتظ بهم المدينة من جميع الاجناس والاصقاع
فتعمل على تقديم كل ما يخدمهم

يقول ندوكا في نهاية قصيدته:


هنا يلتقيك العالم
عبر شعراء في حفلة كلام على الرصيف
الكلمات  " تتوحد"
في قصيدة جون روبرتس الرمزية
تدعوك لأعادة استكشاف
هالة ذاك العصر


وندوكا اوتيونو  صاحب قصيدة بيركلي رئيس سابق لأتحاد كتاب نيجيريا، صدرت له الليلة  تختبئ مدججة بسكين ( مجموعة قصصية) حائزة مناصفة على جائزة انا سبيكترم للآدب ، ومجموعتان شعريتان :(اصوات في قوس قزح) و
( الحب في زمن الكوابيس)وهو محرر مشارك في  (نحن – الرجال) انطولوجية كتابة الرجال عن النساء. وهو ايضا استاذ ادب وسينما ومحرر مؤسس للملحق الادبي بوست اكسبريس وايضا محرر ادبي في النيوايج  بأونتاريو- كندا  


ليلى النيهوم

صعوباتوفوبيا



ما اصعب ان نحمل ذنب غيرنا، زكائب قطن على حافة بحيرة آسنة نعبرها الى صبر روح تمضي بمكواتها على تجاعيد الدانتيل والبياضات لضيف غرفة غائب، شراشفها حبٌ، ستارتها المواربة تتلصص على ورد ابيض وزنابق سوداء وعالم رمادي

ما اصعب ان نحمل ذنب غيرنا تكالمني الصديقة ماسنجريا من وسط سحب آراجيل وبكتيريا شفاه ملوثة بكلام بذيئ، تكاد تجن من هول المكان تتحفز اقدامها للمغادرة راقنة اناملها كالبرق حروف السلام ونزر من حوار ابدا مبتور ووداع عاجل ملهوف

ما اصعب ان نحمل ذنب غيرنا، من مات؟ يقول حين يدلف للبيت الصامت، تعشش في زوايا سقفه بيوت افكار وحوارات غامضة وروايات سردها يتتابع يوميا وحزم قصائد لم يُبدع بها بعد او تسطرها مطابع راكدة فيما تتزحف عناكب ملهمات ابدا في الهدؤ المتعمد في انسياب غامض ، من مات غير اغلاق ضجيج الفضائيات لردع غيلان الاخبار المفجعة

ما اصعب ان نحمل ذنب غيرنا يرمينا للخجل وللصمت حتى لا يمضى الحديث ويتشعب الى مدارات لعنتها، نراوغ ، نقوده الى مسارب ابعد والى مسالك لم تطأها افعالها، نقوده الى ملامح ابعد عن ملامحها حين تتراءي في مرايا الغبش
غدا سأعيد ترتيب سحنتي في الفوتوشوب لأمحو هذا الشبه المريب المتسلل، هذا الشحوب وتلك المسام التي تفغر فاهها وتلك الجفون التي تتراخى لتتجعد عند الضحكة الصفراء

ما اصعب ان نحمل الم غيرنا، يقض مضجعنا ويرمينا للشكوى وعيادات عصية المواعيد، ورزق مهدور على فواتير المبالغات والنصب

ما اصعب ان نتكبد عناء الشرح والتبرير، ان تتوقف الراوية عن الحكي في الزنقة اللاطمة، فلا تمضي ابعد من حشرجة الحقيقة في عنق الزجاجة

ما اصعب ان نبتعد عن السياق، ولا نكون في ايما سياق

ما اصعب ان نحدق في البياض فلا نجد ما ندلق عليه غير غوامق الفوبيات المتوالدات في عولمة عالم منكمش على منحدر القيم ومفلت الروادع فما ظل عليه غير السلام

ما اصعب ان نكتب عن اصعب الاشياء بدون مواربة ولا اي تلاعب لفظي


ليلى النيهوم