Thursday, November 06, 2008

Anthony Thwaite : Shudders of smudged light - فسيفســـــــــــــــــــــاء بعثرها القبلي


لا ادري هل هي الصدفة المحضة ، ام هي الخطوط المتوازية التي يحلو لها احيانا ان تخرج عن طور ناموسها وتلتقي في نقطة ما في زمن ما ، في لحظة ؟ فلحظة قررت ان ابحث في محرك البحث في ياهو عن ليبيا في قصائده شعراء الانجليزية من اجل ايجاد قصائد ذات محتوى ليبي لترجمة بعضها لمشروع انطولوجيا شعرية مترجمة
ذلك البحث الدقيق استغرقني شغفا وبصرا وايضا بلا منازع عضلات رقبة متيبسة وان قادني الى نتائج مُرضية كثيرة


Anthony ThwaitePhotograph from Front Cover of The Stones of Emptiness
مراحل غربلة نتائج البحث،استقرت على الشاعر الانجليزي انطوني ثوايت ربما لسبب تواجده في ليبيا وبنغازي بالتحديد كأستاذ مساعد للأدب في الجامعة الليبية في الاعوام من 1967-65 كذلك وفرة المعلومات حوله وكثافة القصائد التي ترد فيها اسماء مناطق متعددة في مدينة بنغازي وضواحيها مما اكد اهمية هذا الشاعر لمشروعي
عبر البحث عن المزيد عن الشاعر وظروف عمله في ليبيا وكيفية تمثل ليبيا في شعره عرفت ان السنتين التي امضاهما في ليبيا كانتا من اثرى سنوات حياته ابداعا شعريا وتمثلت في مجموعته الشعرية : حجارة الفراغ

حسن , اتوقف هنا لهنيهة لأقول انني لم اجد امكانية مراسلة الشاعر لتزويدي على الاقل بقصائده المستلهمة من ليبيا لأخذ اذن الترجمة ، فلم اتوافر على ايميل له او على موقع الكتروني او مدونة اوغيرها، بيد انني لم اركن لليأس فقد اخذت استقصي هنا وهناك في الاوساط التي اعتقدت انني سأجد لدنها خيطا يوصلني الى المزيد عن الشاعر ، وبكل تأكيد بدأت بمن كانوا في الجامعة الليبية وقتذاك او حواليه ، بدأت بوالدي وهو خريج ثاني دفعة اداب- لغة انجليزية في الجامعة الليبية ولازال على علاقة ذاكرة وصداقات وعمل مع العديد ممن كانوا في الجامعة انذاك ، لكنه لم يفدني بشيئ فهو تخرج قبل وصول ثوايت بسنوات ، وكان اثناء فترة تدريس ثوايت مبعوثا الى بيروت لدراسات عليا
من هنا وهناك قادني التقصي الى الاستاذ الفاضل د. محمد دغيم زميل والدي في الجامعة الليبية والذي تدرج لاحقا في ذات الجامعة عملا وتدريسا الى يومنا هذا في جامعة قاريونس، اخبرني انه لا يعرف ثوايت لوجوده سنتذاك في امريكا للدراسة العليا ايضا ، غير ان لديه كتاب ، او لعله شئ اخر يحتمل ان تكون فيه معلومات قد تفيدني ، اتفقنا ان أكالمه عند الظهيرة في البيت لكي يؤكد لي فرضيته . ولسبب انشغالاتي الشديدة أضعت موعد المكالمة
وكرت الايام ، تلهيني عن ثوايت ، ولعلني تراخيت بسبب قلة القصائد المتاحة انترنتيا كي اشتغل عليها ،وبسبب عدم توافر وسيلة اتصال بالشاعر مثلما توفر لي مع شعراء اخرون في ذات الموضوع : ليبيا في قصائدهم
غير ان القصص حين تبدأ عادة لا تتوقف قبل ان تتم حكايتها ،او هكذا خيل لي وانا اقف الأن اتأمل ما جرى ولا اعود اعتب على جموح خيال الكتاب حين يجيئون بما نظن انه لا يجيء في الواقع
مر شهر او اقل بقليل ، وكنت ذاهبة الى مصلحة اثار بنغازي ، بحثا عن معلومات تفيد استطلاع صحفي وفق اتفاق مسبق وقديم اعتزم الشروع فيه
الصديقات هناك رحبن بي ، وعملن على تزويدي بالمراجع والمعلومات وربطي بالباحثين الاثاريين المتخصصين في الموضوع الذي اسعى وراءه
فضولي الصحفي اشتعل حين رأيت وانا داخلة الى ردهة مبني المتحف حيث مصلحة الاثار : مجموعة من الاثاريين الاجانب ، نساء ورجال يحملون زكائب مليئة بالطين ويدخلون بها الى صحن المتحف حيث الحديقة التي تنتصب فيها بعض من اعمدة سيدي اخريبيش المرممة ، بقايا من مدينة برنيتشي او برنيقي القديمة التي بني المتحف وادارة الاثار حولها

Anthony Thwaite and one of the archeologists of the Socity of Libyan Studies at work-Photo: Laila Neihoum

واخرون يجلسون هناك في عين الشمس" المطرودة" كما نقول في دارجتنا البنغازية ، كانوا يغربلون التراب ويغسلو الكسارات الفخارية وغيرها من الاشغال اليدوية المتممة للحفريات

photo: Laila Neihoum

واخرى تمشي حافية توازن بين يديها زكيبتي طين . وثالثة جالسة متربعة تنقي الكسارات المنمنة تحت ظل انسحب عنها

Photo: Laila Neihoum

دُعيت للتفرج على اللُقى الأثرية التي يعمل فريق من الباحثين على تنقيبها من الطبقات الدنيا تحت جبانة سيدي اعبيد الواقعة فوق مدينة يوسبيريدس القديمة
كانت اللقى عبارة عن كسارات وحواف واذان جرار وكؤوس وصحون وتماثيل اغريقية ذات درجات متفاوتة الالوان والصنعة والزخارف
ارتني عالمة الاثار بعض القطع المهمة مرسوم عليها بوسيدون او كما عُرب الى بوزيدون بحربته الثلاثية الشوك وجزء من جسد افروديتي وقنديل زيت وزخارف متقنة وتمثال لأمرأة مترهلة وبدينة جدا وغريبة عن المجموعة وعن الُطرز الاغريقية المستكشفة وكان هذا واضحا حتى لمن ليس على دراية جيدة بالفن الاغريقي في مختلف تمثلاته . كانوا يحتفون بأكتشافها حتى انهم افردوا لها مكانا خاصا , ولوحة على الجدار رسمت فيها اللقية بكل تفاصيلها وابعادها . فكرت لعلها كانت تحفة جلبها احد التجار المغامرين من اخر الارض . او لعلها معبودة سرية لبعض سكان المدينة الوثنية وقتذاك , من يدري !
وهنا توقفت تخيلاتي ومضت عيناي الى مستقر اخر, فقد كان ثمة كتب متناثرة بين الُلقى المرتبة على طاولات الورشة الآثارية ، وانا ذات عين تنخطف عن كل شيئ الا الكتب
اخذت اختلس النظر اليها , روايات , وكتب حول الفنون الاغريقية , وصناعة الفخار و مجموعة مختارة من شعر انطوني ثوايت !!
ماذا؟
سألت من حولي : لمن هذا الكتاب؟
رد احدهم : انه لأنطوني
التفت مذهوله : انطوني من ؟
- انطوني صاحب الكتاب
- انتظروا لحظة , هل تقصدوا القول ان مالك الكتاب هنا , ام ان مؤلف الكتاب هنا!
ردوا تقريبا بصوت واحد : الشاعر ذاته
هتفت : أمعقول .. اين هو؟
انه بالخارج في صحن المتحف , الم تمري عليه منذ قليل! ذو الشعر الاشيب !
- يا الهي
ركضت خارجة من ورشة
بعثة جمعية الدراسات الليبية البريطانية الى صحن المتحف وانا التفت اتفرس في الموجودين عن شبه بالشاعر السبعيني الذي رأيت صوره في الياهو الى جوار مجموعاته التي بلغت احدى عشرة مجموعة شعرية
انطوني ثوايت أأبحث عنك بعيدا وانت هنا!
يالغرابة الصدف!
وقفت امامه ، قلت مرحبا ، رفع نظره عن الكسارة الاثرية التي كان ينظفها بفرشاة اسنان ملتوية الشعيرات ، جالسا على الدرجات التي تحيط بما يفترض ان تكون نافورة ، نفض يديه من الماء ومد يده المبللة ليأخذ يدي المدودة بالسلام
جلست الى جواره على الدرج واخبرته وانا اتلعثم من وقع المفاجأ ة انني كنت ابحث عنه منذ وقت وصادفته هنا ، وانني اعرف عن شعره وعن شغفه بالاثار ، ذلك الشغف الذي جاء به الى ليبيا مرارا وعنها وحولها وحول اثارها وماضي تلك الاثار كتب اجمل قصائده : رسائل الى سانيوسيس وعلي بن شفتي الذي قال عنه حين سألته ان كان موجودا انه اسم خيالي لشخص عرفه اذاك وكذلك قصيدة نقوش حروفية والعديد من القصائد الاخرى
لم اصدق ماحدث ، ولم يصدق على الارجح الصدفة فقد ظل يسألني كيف عرفت انه هنا ، لاعرف انني في قمة ذهولي لم احُسن شرح المصادفة التى ضحكنا عليها لاحقا وقلنا انها مصادفة شعرية من كل بد
حكي لي انطوني ثوايت عن ايامه في الجامعة الليبية و ذكر لي اسماء من لازال يتذكرهم من طلبة واساتذة واداريين وكنت اوافقه ، فمعظم الاسماء اعرفها ، فتحية استيتة مثلا التي كانت تلميذته انذاك ويذكرها كتلميذه ذكية جدا ، كانت استاذتي في جامعة قاريونس في علم اللسانيات بقسم اللغة الانجليزية ، وجامعة قاريونس هي الامتداد اللاحق للجامعة الليبية ، ذكر لي ايضا معرفته للدكتور الروائي الليبي المعروف احمد ابراهيم الفقيه، الذي تعرف عليه عندما كان ملحقا ثقافيا في السفارة الليبية بلندن واصبحت تجمعهما صداقة ادبية

Photo from:hebdenbridge


حيث دعاه وزوجته كاتبة السير وقصص الاطفال : آن ثوايت لحضور مؤتمر الادباء والكتاب العرب الذي انعقد في ليبيا

سنة 1977


تشعب حديث الذكريات وتفريش الكسارات الفخارية وانا جالسة استمع بشغف وكأنني في حلم ، اراقب يداه تلتقطان الكسارات الفخارية وتحكها برفق بفرشاة اسنان وتقلبها بتؤدة كانت تُفَعل القصائد داخله . فمن مثل هذه اللحظة خرجت قصائد رائعة سيأتي على ذكرها لي في معرض حديثنا عن شعره وفترة مكوثه في بنغازي وذكرياته فيها والحقيقة انني كنت مثل المزروعة في المكان . امامي شاعر كبير ومعروف في بلاده , يحمل رتبة ضابط حيث نصبته ملكة بريطانية لخدماته ملكة عام في مجال الشعر و لعمله في اذاعة البي بي سي وفي مجلة نيوستايتسمان وانكواير ومجمل مجموعاته الشعرية الكثيرة ، ولدوره البارز في بلاده كشاعر يُصف الى جوار عظام الشعراء الانجليز المعاصرين
وهو مشغول عن كل هذا البهرج الشعري في عمله التطوعي مع بعثة الجمعية البريطانية التي تأتي سنويا في مثل هذا الوقت من كل سنة لإستكمال حفرياتها في يو سبيريدس القديمة – سيدي عبيد حاليا
انه شاعر واثاري كهل فيه من حيوية الشباب الكثير ، حيوية وفطنة وذاكرة رائقة ، لا يعير اهتماما للشمس الحارة العمودية ولا يتحرز منها بقبعة ، يزيل عوالق الزمن عن ذاكرة الماضي المنسية ويستحضر حيوات اناس عاشوا حياتهم واستوفوا شروطها ثم مضوا تاركين خلفهم ملموسات تشير اليهم وتخبرنا عنهم ، يتناسج معهم مخيلة ومخزونا ثقافيا عارما فتفصح القصيدة عن نفسها ملتفة في المكان منتعشة في جو مفعم بالماضي والحاضر والمستقبل ، تتسرب الى وعي الشاعر من لاوعيه ناتقة مثل زخرف يتبدى رويدا رويدا لبصيرته الدقيقة والمرهفة ، الشاعر الذي يقول انه ليس خبيرا اثريا مثلما الأخرين المحترفين بتقنياتهم الحديثة وحواسيبهم النقالة التي يرقنون عليها علومهم الاثرية بلغة يرى انها تفوته فهو كما اخبرني لايتعامل بالايميل و لم يقترب من الحواسيب قط ، ولذا يظن ان قطار التقنية الالكترونية قد فاته ، بيد انه رغم ذلك خبير فطري قاده الشغف بالاثار ، بعيدا الى تخوم الذائقة الشعرية ، التي تخلق من لحظة انبعاث الماضي مدونة شعرية تتماهى مع ما تلتقطه حاسة الشاعر المرهفة من نبض ومشاعر واحاسيس عميقة عالقة باللقية كأنها رسائل عبر الزمان.
اجبرت نفسي على الوقوف بعد ان اهداني انطوني مجموعة شعرية بعنوان : قصائد مختارة 1996-1956 . وعلم لي على مكان القصائد التي استوحاها في ليبيا والتي كنت قد قرات عنها في دراسة : الخيال الآثاري في مجموعتي انطوني ثوايت الشعريتين : حجارة الفراغ ونقوش . لكريستوفر لاين . اللتان يرى كريستوفر لاين ان فيهما تمثلت المرحلة الثانية الأهم في مسيرته الشعرية ، وهما اضافة الى مجموعته الشعرية : اعترافات جديدة 1974م تحوي جميعها تعابير مباشرة عن تجاربه في شمال افريقيا وعن وقعها العميق على مخيلته الشعرية. يقول لاين في دراسته المهمة ان : قرار ثوايت بالذهاب الى بنغازي بليبيا يعكس هذا الطلب الشخصي ، وهو البحث عن عالم اكثر براحا في خياله الأدبي . بالطبع لم يكن في مقدوره ادراك مسبقا وقع الصاعب التي سيلاقيها في بنغازي والتي ستكون أشبه بقوى مُفعلة ومحفزة لتعبيره الشعري

خرجت متثاقلة يراودني احساس بنقص ما ، بأمور عالقة ، بحاجة ملحة لحسم ما او ماشابه . مضيت الى صديقتي الباحثة الاثارية نعيمة خليل المسئولة عن المكتبة لأستعير كتب عن يوسبيريدس و سانيسيوس وحدائق الهيسبيريدس وتفاحها الذهبي والسلفيوم الشهير و غيرها مما ستفيد قراءتي لقصائد ثوايت الليبية المستوحى
خرجت الى صحن المتحف وجئته جالسا في نفس مكان الامس وكأنه لم يتحرك قط ، لازال ماضيا في غسل وتفريش الكسارات
انطوني هل لديك وقت فراغ لحوار حول الشعروالاثار وليبيا؟
ربما اليوم بعد الظهيرة . غدا الجمعة سنذهب في رحلة الى وادي جرجار امه في الجبل الاخضروالسبت سأعود الى لندن في طائرة الصباح الباكر . - ليكن موعدنا الخامسة بعد الظهيره ايناسبك ذلك؟

-جدا
تركت لديه مجموعة من نصوصي المترجمة للآنجليزية وسيرة ذاتية وعدت الى مكتبي والى حاسوبي النقال انقب في حفرياتي الانترنتية عن المزيد من الخيوط التي ستسهل الحوار فيما بيننا
حلت الخامسة تماما لأجد نفسي امام المتحف تكاد ريح القبلي اللافحة تقتلعني . تبا الم يخطر لها غير اليوم كي ترقص رقصتها المتربة لتحثو في عيوننا وافواهنا ذراتها الخانقة ! وجدت انطوني في انتظاري وقد استعد للحوار بقميص سماوي اللون متخليا عن ملابس العمل ، قلت لنفسي عسى ان اكون جديرة بتأنقه واحتفاءه ، جلسنا في صحن المتحف ، احسست انه لايريد ان يبتعد طويلا عن ملهماته الهامسات من غابر الزمن ، قلت انطوني يمكننا ان ندردش فيما تعمل ، احب ان تكون محادثتنا عفوية وتتسم بتلقائية ومرح قلت هذا فأنا اكره الشكليات وبالذات في موضوعين اعشقهما الشعر و التاريخ ، تاريخ هذه المدينة بكل مستوطنيها ومواطنيها وطامعيها وغزاتها وسيدي غازيها ووطنييها ومستعمريها والحالمين بها والتائقين اليها والمؤلفة قلوبهم عليها



Anthony Thwaite in Benghazi - Libya. Photo: Laila Neihoum

قال انه فٌرغ نفسه للحوار الذي تشعب لاحقا ليتحول الى حوار من طرفين ، احيانا اكون المحاورة واحيان اخرى اجده يحاورني حين نصل الى نقاط تتماس فيها رغبتنا في ردم براح السنوات الطوال التي غاب فيها عن بنغازي وشوارعها التي عاش وسكن في بعضها ، وعن ليبيا ومشهدها الثقافي. واحيانا نقف لنتأمل فيما اوصلنا اليه الحديث ونقلب احتمالات قصيدة تطل برأسها تكسر التتابع الحواري في صحن المتحف ونحن ننتقل اليه لنجلس في ركن ظليل اتقاء للفح القبلي
- البدء كان بالقبلي ، هذه الريح الليبية المحملة بالغبار الآحمر التي تسمى في كريت واليونان الريح الليبية , انطوني هل ثمة مكان للقبلي في شعرك ؟ فلا يمكن حسب تصوري ان تعيش في ليبيا ردحا من الزمن وتتشربها شعريا بدون ان يلفحك و يسترعي انتباهك
- فعلا اعتقد ان القبلي ظاهرة غريبة، لقد جاء ذكره مرارا في قصائدي ، رسائل سانسيوس مثلا تجدينه هنا

... عبرالسبخات التي طارت عنها
طيور النحام بعيدا
فوق النجد الابيض
حيث تعصف ريح القبلي من الجنوب

كتب لهذا الحوار ان يعيش هامسا في عصف القبلي وفي الذاكرة سألني انطوني بصوته الهامس الضعيف ان كان المسجل سيلتقط صوته اجبته بان اعدت الشريط خلفا واستمعنا معا الى صوته واضحا في خلفية القبلي فأطمأننا من ناحية التسجيل
وهو لشديد الاسف شيئ عرفت لاحقا انه لم يستمر فمع استماعي للشريط لاحقا في البيت لتفريغه حل صفير القبلي اولا وصار كلامنا همسا وتمتمات في خلفيته
يتبع..................................................................

كواليس هذه التدوينة
لم ادر الا وانا انقب في حوافظي الالكترونية عن موضوعات كنت كتبتها منذ زمن ولم يتسن لي سواء اكمالها او نشرهالأسباب متعددة فوجدت هذا الحوار عن سرد ذكريات وتاريخ آثار وشعر مع الشاعر الانجليزي انطوني ثوايت وهو حوار لم استكمل تفريغه من الشريط لسؤ التسجيل في ظل ريح قبلي عنيفة كانت تفح طوال الوقت بين اسئلتي واجابات انطوني ثوايت وكنت اتعلل طوال الوقت انني سأخذ الشريط الى الصديقة سعاد الورفلي في اذاعة صوت افريقيا وهي فنية صوت قديرة كي تُصفي لي الشريط حتى يمكنني تفريغ ما استغلق على سمعي

ودارت الايام على رأي ام كلثوم واجلت عمل اليوم الى الغد رغم انف تعاليم المدرسة الابتدائية وتعاليم البيت وتعاليم يو بي وهأنا اتحسر ايضا انني لم احضر الشريط معي هنا ، على الاقل كنت خرجته حرفا حرفا حتى وصلت الى اعادة ترميز تمتماتنا الهامسة التي خرمشتها ريح القبلي
الامر الذي لم انس احضاره هو: مجموعة قصائد مختارة مابين الاعوام 1956-1996التي اهداها لي الشاعر انطوني ثوايت وها انا قرأ فيها من حين لأخر واعدد احتمالات ترجمة بعضها خصوصا وان انثوني منحني شفويا حق ترجمة ماشئت من قصائده
اتذكر هذا اللقاء جيدا اليوم وانا افكر الان ان المتحف لم يعد موجودا لتلعب في صحنه الواسع وتلف على اعمدته الشامخات ريح القبلي تفح بقصص غابرة وبقرارات غريبة فقد ازيل في يوم لايشق له غبار فجأة كأنه لم يكن ولم تدر فيه هذه الاحاديث وغيرها ولا ادري ما حل بما كان فيه من باحثين وباحثات اثار ومكتبة وعارضات تحف زجاجية طبعا كانت خالية ان زيارتي فالمتحف كان شبه خاليا الا من الاعمال الادارية اليومية لمصلحة الاثار وغبار يعلو المكان ولا حركة الا في المكاتب وفي الاقامات المؤقتة لبعثة جمعية الدراسات الليبية التي يرأسها بول بينيت وورشة العمل المؤقتة ولا ادري ان كان ثمة مشروع جديد لمتحف يخص مدينة بنغازي يكون مفتوحا للزائرين من الداخل والخارج وللباحثين والدارسين لتاريخ واثار ليبيا
واذكر انني عندما ذهبت الى الكورنيش في يوم خرج فيه البحر عن طوره لأكتب عنه في مدونتي هذه انني صورت المتحف المسكين على الطريق مقابلا للشاطئ واحمد الله انني لازلت احتفظ بالصورة معي وشكرا لمن صنع الذواكر الالكترونية فهي جنبتني ايضا عناء الوزن الاضافي في الرحلات عبر المحيط المكلفة تصوروا مقدار ماكنت سادفعه لألبومات مئات الصور التي املكها
المهم انني قررت ان انزل قصة الحوار الناقص على امل زيارة الى ليبيا قريبة لأحضر معي الشريط واستكمل الحوار الذي كان بيني وبين الشاعرالانجليزي الرائع السير انثوني ثوايت مع الاعتذار له عن الظروف الخارجة عن ارادتي في نشر الحوار في وقته
ليلى النيهوم
Laila Neihoum