Monday, September 28, 2009

النشر الحديث واشكال جديدة للنشر الغربي

Amazon Kindle


السرعة والتجديد المستمر والبحث عن الجديد فالأجدد سمة هذا العصر الاستهلاكي وسمة الحياة بكل اشكالها في امريكا
يحس المرء بهذا التسارع في المجال الثقافي والادبي فمهما بحثت ودققت فيما هو قار لن تجد للكلمة من معنى على ارض الواقع الثقافي فما هو دارج اليوم يزيحه غدا الاجدد منه وهكذا

ملاحقة هذا التجدد المستمر امر مثير ومزعج ايضا ، مثير من ناحية ان تكون متجدد المعارف والمعلومات مما ييسر لك رؤية معاصرة متقدمة ويمنحك براحا رؤيوي يساعدك في تخطي الساعة الى مابعدها مستثارا ومُقدما على استيعاب ما تأتي به العقول التي تعمل بسرعة لا قياس لها
ومزعجا من ناحية حالتي الركض واللهاث المستمرين "واوفر تايم" الدماغ لتسجيل واستيعاب ما يحدث قبل ان يدخل عليه ما هو اجدد منه
ليست المسألة بطبيعة الحالة في دقة التوصيف السابق فهي تختلف حسب درجات الاستيعاب وحسب درجات الاطلاع على ما هو جديد ومتابعة ما يليه ففي ذات الحين ثمة من لا يشعر بما يحدث ويدور ، منغمسا في مدار ثابت مريح وبطيئ الانزياح
وفي هذا السياق من جديد الدارج في عالم النشر الغربي طرق نشر تتجاوزر تعقيدات النشر التقليدي البطيئ والمكلف فالنشر الأن يعتمد على علاقة ديجيتالية بين الناشر وبين المؤلف فيما اصبح يعرف بالنشر الذاتي او الشخصي حيث يمكن للمؤلف بعد ان يوقع العقد مع الناشر ان يقوم وحده وبمساعدة ادوات الكترونية يقدمها له الناشر ان يتحكم في شكل كتابه وتصميمه وان يدخل في نقاشات عبر الأنترنت مع قسم التصميم في دار النشر للوصول الى الصيغة التي يراها تناسبه لشكل الغلاف والاخراج النهائي للكتاب كما يمكنه ان يقحم سطورا ومقاطع جديدة يري انها فاتته في المراجعات الاولية للمسودة الالكترونية التي انزلها في برنامج ناشره ومن ثم بعد الانتهاء من الشكل النهائي الاخير للكتاب والاتفاق على الخطة الدعائية والتسويقية عبر المكتبات الارضية والالكترونية والصحف والمجلات والتلفزيون والراديو والنقاد يتم الاتفاق على مدى رغبة المؤلف في ادراج كتابه نسخة الكترونية تباع للقراء الذين يفضلون القراءة الالكترونية عبر قارئ" كيندل" وهو جهازانترنت "ويرليس" في حجم كتاب رفيع السمك سهل الحمل سعته اكثر من 3,500 كتاب وصحيفة ومجلة ، ويمكنه اضافة الى عرض صفحات الكتاب ان يقرأه بصوت مسموع ايضا وتجد الناس من مسافرين في الطائرات والقطارات وعلى الشواطئي يحملونه - وانواع اخرى شبيهة - بديلا عن مشقة وزن الكتب او ازعاج حملها من مكان الى اخر اضافة الى الحقيقة المطلقة وهي واقع عالمنا المعاصر - ان العين البشرية تعودت في هذا العصر الالكتروني على التسمر امام شاشة الافتراض بديلا عن الكتب الورقية شيئا فشيئا ولهذا اتجه النشر الى هذا القطاع المتزايد من البشربحثا عن مصادر اخرى للتسويق والربح فتجد اليوم نسخة ورقية للكتاب المنشور حديثا وتجد له نسخة اخرى الكترونية تشتريها لتقرأها عبر كيندل واجياله المتوالدة يوما بيوم التي تتيح المزيد من المزايا وتجعل مهووسي الجديد يتلاحقونها مثلما يتلاحق البعض اخر " طرحات " النقال
المهم ما ان يتفق الناشر والمؤلف على هذه التفاصيل ويحدد المؤلف – لا الناشر سعر كتابه وهي مزية مهمة لمن ينشر لنفسه ويرغب في اكثر عدد قراء واكثر عدد لمنافذ التسويق ،وبعد تحديد السعر يأتي دور بعض الناشرين في اقتراح اجدد سياسات الطباعة وهي ان تطبع نسخ متفق عليها لطرح الكتاب في سوق النشر ومن ثمة مراقبة انسيابه فأن حدث اقبال عليه ُطبع المزيد . او اعتماد سياسة اخرى وهي سياسة النشر حسب الطلب حيث لا يطبع الكتاب الا بناء على طلبات المكتبات بحيث يطبع بعد الطلبية وهو امر ليس صعب على الناشر المدجج بمطبعة حديثة على اخر طراز جاهزة لطبع النسخة الالكترونية في اقل وقت ممكن يساعد على ذلك سرعة الشحن وومصداقية عالية لزمن وصول شحنة طلبية الكتب في الوقت المحددواضعين في الاعتبار عدد القراء الهائل في كل من امريكاوكندا واوروبا وهي المستهدفة هنا من خطط التسويق
اضافة الى تقليعة جديدة خرج بها هذا العالم الاستهلاكي التجاري المنحى الا وهي اتفاق بعض الشركات وسلاسل المحلات والمطاعم ودور الازياء والعطور ومستحضرات التجميل وسمي ما شئت مع بعض الكتاب من روائيين وقصاصين على ادراج وصف لسلعهم ومنتجاتهم بشكل يكاد يكون عفويا ضمن الحوارات او وصف الاماكن وغيرها كدعاية مدفوعة مقتسمة بين الناشر والمؤلف فلكل شيئ هنا ثمنه والكل يبحث عن اسهل واغرب واجدد الطرق للدعاية لما يقدمه والربح والدولارات الاضافية مطمحا مشروعا ومعلنا – لا يحمر الوجه خجلا في طلبه – للجميع . ومن يكره سيولة اضافية تعينه في هذه الاحوال الاقتصادية المتردية
وقد حدث ان الغى احد الناشيرن سطرا يصف ماركة احمر شفاه شهيرة ورقمه من الطبعة التالية لأحدي الروايات عندما تخلفت الدار الشهيرة عن دفع نسب ودفعات الاعلان المدرج بالرواية
وليس غريبا والحال هكذا ان يسعي كل من يحمل قلما يظن به خير الظنون ان يسعي للنشر المتاح للجميع بشكل فج وبمنافسة شديدة فبين كل ناشر وناشر تجد ناشر اخر يتنافسون على استقطاب المؤلفين بأسعار ميسرة بل وعبر اقساط عاجلة ومعظمها آجلة لتجد المكتبات غارقة بسيل من كتب بلا حد في جميع العلوم الموجودة والمبتكرة على وجه الارض. فالداخل الى المكتبات الامريكية المعروفة مثل نوبل اند بارنز او بوردرز الارضية ذات الفروع في جميع المدن على اختلاف الولايات الامريكية او امازون الالكترونية سيصاب بدوار ان لم يكن قد حدد مسبقا الكتاب الذي يرغب في اقتناءه

ليلى النيهوم

10 comments:

lionmessi said...

السلام عليك وأنشاء الله ديمه سالمين
المهم بارك الله فيك علي هدا المجهود والحق كلام جميل لكن حطي في اعتبارك تغير الوقت بالنسبة للبشر وليس للساعات والدقائق فهناك بالنسبة للنشر لقد ساعدت التكنولجيا في وصول الكتير من المعلومات التي يريدها الانسان في خلال دقائق او أقل كان الكاتب حتي يكتب الكتاب ويطبعه وينشره ويسوقة ممكن في خلال سنين او كتر وللآن في خلال أشهر يتم تسوقه حتي في النت ويصل الي واليك واليهم بسرعة والحمد لله هدا شيء يوفر المال والوقت بشرط لمن يعرف أو يحسن أستغلالها
وشكرا

قادة said...

السلام عليكم.

صحيح ومن طرق النشر الحديث النشر الالكتروني الذي يمكن معه الحصول على نسخ ورقية من المنشورات, كانت لي تجربة مع هذا النشر, الفت كتاب بعنوان سكات, منشور على الانترنت , هذا الموقع يمكن من خلاله الحصول على نسخة مطبوعة من الكتاب , وهو مساعد جدا للكتاب المبتدئيت بطرح اعمالهم , وهو موقع امريكي متخصص .

مقال اعجبني صراحة , مع الشكر

سهير الكوافى said...

هلا استاذتى ليلى
اشكرك على المواضيع الجيده التى تنتقيها ونستفيد منها فعلى يدك وذوقك نتعلم كل يوم الجديد والمفيد

naohama said...

جميل ان يفتح هذا الموضوع باب النقاش حول النشر الحديث
سعيدة بمرورك lionmessi وبالاطلاع على مدونتك
شكرا على المرور والمشاركة في تفتيح النقاش

naohama said...

مررت على مدونتك الرائعة وتجربتك في النشر الالكتروني اخي قادة استمر في الكتابة الحرة والنشر الحر
امامك مستقبل مليئي بالاحتمالات القوية وانت بهكذا بداية وفي سنك المبكرة ماشاءالله
شكرا للمشاركة المتميزة في الموضوع

naohama said...

شكرا سهير يفرحني ان يستفيد الاصدقاء الاعزاء مما اكتب مثلما استفدت انا من اطلاعاتي التي انقلها لكم هنا عبر الترجمة والعرض
كوني بخير انتِ والصديقات الصحفيات الليبيات

Αρετή Κυρηνεία said...

عزيزتى نوهمة سعيدة لوجود تدوينة جديدة ، وخاصة انك تطرقين موضوع كثيرا ما اثار اهتمامى ..خلال عامى 2006و2007 كنت اتابع نشاط النشر الالكترونى على الشبكة وادهشنى انه الاخرين سبقونا بمراحل واسعة فى هذا الجانب ..اكثر الاشياء التى اثارتنى هو النشر بحسب الطلب حيث يتيح للناشرين الجدد وغير المعروفين اعلاميا ان يقومون بطابعاة واخراج كتبهم ، ومتابعة تسويقها..وذلك عبر موقع امريكى شهير،اسمه لولو ..تعرفين يالوليتا كنت فى حالة من الدهشة لنوع جديد من صناعة الكتاب ...عندما شاركت عبر الموقع فى مشروع يتعلق بى كتجربة ، كنت احاول فى عقلى ضبط كل نواحى الامر ، كم كتاب والى اى مدى يمنح الكتاب الاستقلالية واشياء كثيرا دارت ببالى..ساعود لمواصلة النقاش..لانى اعلق من مطبخى وانا اعد غداء ديناصوراتى واخشى ان ياكلونى بدل الطعام...ماطرحتيه هنا مهم جداا لنا كعرب لنعرف اين نقف...مودة من هنا لهناك يااجمل بنغازية فى امريكا

naohama said...

فعلا ياسو موقع لولو من افضل مواقع خدمات النشر الالكتروني ويقدم العديد من مزايا النشر والتوزيع ويوفر خدمات لا تتصور للكاتب تغنيه عن متاهات كثيرة عادة ما تعرقل نشر الكتاب فترة طويلة كما يحدث عندنا وانا يهمني موضوع النشر فقد كدت ان اكون من القائمين على صناعة الكتاب هناك وشاء الله غير ذلك
غير ان الطموح لا زال داخلي لمشروع دار نشر خاصة تتميز بالحداثة ومواكبة العالم الاخر في صناعة النشر الورقي والالكتروني وما يستجد فيها
اما عن ديناصوراتك التي تتضور جوعا في انتظار رحمتك ووجبتك الشهية فقد روحتي عن نفسي بظرفك وخفة دمك
في انتظار جديد مدونتك
دمتي لي

holyday said...

السلام عليك
كيف حالك؟
شن اخبارك؟
ياست نهومه

دائما رائعه في كتاباتك


عيدك مبارك
اسفه علي تاخير
سلامي
اختك
فتاة من زمن اخر

naohama said...

عزيزتي فتاة من زمن اخر
كل سنةوانت طيبة وشكرا لكلماتك الجميلة في حق ما اكتب
واعلمي ان مدونتك ومدونتك صديقات اخريات ما ان ادخل اليها للتعليق تغلق متصفحي واضطر لاعادة فتح الانترنت ولهذا اغيب مجبرة
شكرا لمرورك والسؤال
وحتى تُحل المشكلة انت في البال
لا تغيبي عن نوهمة