الكتاب المستقبلي
إذا كانت عملية الكتابة قد تطلبت من بعض الكُتاب والمؤلفين سواء المعاصرين أو من قبلهم عزلة شديدة حرمَتْ على أهل البيت دخول معتكف الكتابة فيما عدا واحد فقط ، يدعو كاتب الانترنت الروائي ماكنزي وارك صاحب رواية هاكر مانيفستو في المقابل ، الجميع بمن "فيهم الغرباء لمقاطعة أفكاره الكتابية لروايته نظرية اللاعب "غامر ثيري
بخربشاتهم ومقترحاتهم على هامش كتابه الالكتروني الذي يكتبه ذلك عبر موقع خصصه والتعليقات عليها ، فإذا أعجبته تعليقاته يلملم خلاصتها ويهتدي بها في تدفق النص الذي يكتبه اونلاين
كانت البداية هكذا ما يقول بن ارنولدي من الكريستيان ساينس مونيتر : بعد ذلك استسلم الكاتب استسلاماً مُطلقاً لهذه الصرعة – الانترنيتية- التي يتوالد نمطها دون وعي من المتسببين فيها حين كانوا مدعوين للتداخل في النص – أونلاين – للإضافة والحذف ماشاؤوا ونشر الاصدار الاول من الرواية وبعدها فتح باب التعليق والنقاش للأصدار الثاني من نفس الرواية تلاه الثالث ومازال العمل قائما وقد اطلعت على تفاصيل هذا الشكل الجديد واستهواني كثيرا ولعلنا سندرك - إذا كنا بعيدين النظر ومستشرفين- اننا نشهد لمحة ، إشارة، على رأي باولو كويلو على الشكل المستقبلي للكتابة وأساليبها القادمة وبالذات فيما يخص الكتب ذات الموضوعات المختلفة – باستثناء فن السرد فله جدله الخاص من هذه الناحية إذاً ستصبح الكتب هدفاً للنقاش وأكثر من كونها قيمة للاقتناء وسيصبح للكتاب دورأ اجتماعيا مشتركاً أشبه بدور أوبرا وينفري الذي نشاهده تلفزياً والذي يتورط في نسجه المُشاهد والمُعد والضيوف
تقول باولا برينشتاين ، وهي كاتبة مقال حول اتجاه الباحث نشرته في مجلة متخصصة في قواعد البيانات ، ان الكتاب أصبح في يومنا هذا مكاناً مثلما هو شيء يقرأه المرء ، مكاناً حيث الكاتب مجرد مضيف أو مديراً لمطعم فخم في نيويورك مثلاً
لعل ما أوصل هذا الى ذاك نحو أشكال جديدة للكتابة ألتشاركية أو التعاونية ، هو ظهور المدونات الالكترونية التي خلقت لدى عامة الناس وبدون تخصيص شغف وقابلية للكتابة بشكل يقترب من الكلاسيكية والاعتيادية وتبتعد عنها نحو اشكال تجريبية يعزو معظمها الى جهل البعض الى جهل البعض بتقنيات الكتابة في الوقت الذي متاح أمامهم فضاء يجب ان يملؤه بخواطرهم ومشاهداتهم ورؤاهم وتفاعلهم مع محيطهم ، الأمر الذي رسخوا فيه من الوقت أشكالا جديدة للتعبير ولغات جديدة مستنبطة من ألحكي ومن السرعة في الاختصار لاقتناص فسحة من الوقت لتنزيل الموضوع في المدونة بين أوقات العمل ،ساعات الطعام ..مع التجاوب الذي تلاقيه هذه التدوينات من تعليقات القراء الذين بدورهم يمتلكون مدونات تحتاج إلى تعليق حول ما يكتبون
أيضا ساهمت موسوعة ويكيبيديا الالكترونية الحرة الشهيرة التي يحررها الجميع ، المفتوحة لكل من له حرفاً أو سطراً يزيده حول أي من موضوعاتها حتى وإن اختلط الحابل بالنابل والمدرك بالجاهل ، فثمة حرية في المشاركة وفي إبداء ما لدى المرء من زيادة وهذه مسألة تـُركت هكذا مبدئياً إلى حين يمكن فيه من غربلة وتنسيق سبل التداخل لمصداقية ما يـُطرح في الويكيبيديا ، وانا شخصيا كثيراً ومِراراً ما أضفت ما لدي من معلومات فيما لو أحسست ان موضوعاً ما دخلته وشعرت بأن لدي ما أزيده حتى انني شغفت لوقت قصير ٍ بمهمة إضافة المقابل العربي لبعض المعلومات التي في الويكيبيديا
هذه الأشكال المتقدمة نحو صياغة جديدة للكتابة للجميع كما هو الانترنت السبب والمدخل نحو المعلومة للجميع ، حفزت بعض الشركات مثل غوغل الى دفع هذا التغير قدماً وتحفيزه
والاستفادة منه بطبيعة حال السوق الالكتروني وذلك بإضافتها معالج كلمات أسمته - غوغل دوكس- حيث يعمل هذا البرنامج مثل برنامج ميكروسوفت وورد الذي نعرفه جميعاً غير انه يدخل الانترنت مجاناً ويسمح لأ كثر من كاتب ان يدخل الملف المشترك في أي وقت يشاء ويفعل ما يريد ، تصوروا
أضع ألف خط - لو سمحت المسافة – تحت كلمة تصوروا ، هذا البرنامج الذي شبهه البعض في الغرب كونه مثل قائمة المشتريات المتناقضة لزوجين اعتياديين أولاً ،ومن ثم ومع تطور التجربة ، أثبتت إمكانيات احتمالات أعظم ، فقد اشترك سبع كتاب- مستعملين هذا البرنامج- في كتابة رواية وقامت مجموعة من كُتاب آخرين بينهم نقاد بكتابة مقدمة مشتركة للرواية وكل ذلك أونلاين
أمر مثير غير ان التعمق في هذه التجربة المغرية سيضع تساؤلات كثيرة ، أكثرها تفاؤلا ان هذا الأمر سيكون انفتاحا ً في عملية الكتابة والتحرير والنشر بحيث يكسر احتكار محدوديتها السابقة على فئة صغيرة من المحررين وتصبح مُتاحة للجميع
وإذا كنا نؤمن كما يقول " جن مِزون" بأن المشاركة في هذا العالم المتقلص الى قرية صغيرة مترامية الأطراف والمشارب والمعتقدات والإيديولوجيات – فإننا نادراً ما سنعمل شيئاً من العدم - غير ان السؤال في ظل الأنا المرتفعة لدى الكتاب والانفرادية المعروفة لدى الباحثين والأكاديميين لمن سيعزى جهد الكتاب وكيف يمكن التغلب على تعارض الأفكار ، بل كيف يمكن الحد من الانجراف والانزياح في خلق الشخصيات والأحداث ومطها وكيف سيتمكن الكاتب لومنح نصه للأنترنتيين منع الجهلة من إفساد الأمر وكيف سيمكن لملمة الخيوط المترامية وشبكها وحبكها لخلق كتاب يخلو من الفوضى والعشوائية والهذر
اسئلة كثيرة تصح ان تكون اسئلة لكل ما في الحياة أيضا .. غير ان التجريب ممتع حتى وإن بدا للناظرين شديد الفوضى ..فمن الفوضى ينخلق النظام وتترتب الاشياء مع الزمن ، كل الاشياء التي هي اعتيادية اليوم بدأت هكذا ، غير ان درجة الوعي مطلوبة وهذه من عندي وأعود بها ا للخطوط الألف التي وضعتها تحت كلمة تصوروا ، فأنا أتصور لو ان مجموعة من كتابنا قاموا بالتجربة وتجردوا من كل شيء وكانت الكتابة همهم الأول وكانت لديهم رغبة للوصول الى طريق ما مثلا ، ثم أدع باقي ألــ(999) خطاً لباقي التصوروا لكل ما يمكن ان يكون لدينا من احتمالات المشاركة الكتابية وفي النهاية وكما يقول ماكنزي لارك : للثقافة قوانينها الخاصة للابداع
كانت البداية هكذا ما يقول بن ارنولدي من الكريستيان ساينس مونيتر : بعد ذلك استسلم الكاتب استسلاماً مُطلقاً لهذه الصرعة – الانترنيتية- التي يتوالد نمطها دون وعي من المتسببين فيها حين كانوا مدعوين للتداخل في النص – أونلاين – للإضافة والحذف ماشاؤوا ونشر الاصدار الاول من الرواية وبعدها فتح باب التعليق والنقاش للأصدار الثاني من نفس الرواية تلاه الثالث ومازال العمل قائما وقد اطلعت على تفاصيل هذا الشكل الجديد واستهواني كثيرا ولعلنا سندرك - إذا كنا بعيدين النظر ومستشرفين- اننا نشهد لمحة ، إشارة، على رأي باولو كويلو على الشكل المستقبلي للكتابة وأساليبها القادمة وبالذات فيما يخص الكتب ذات الموضوعات المختلفة – باستثناء فن السرد فله جدله الخاص من هذه الناحية إذاً ستصبح الكتب هدفاً للنقاش وأكثر من كونها قيمة للاقتناء وسيصبح للكتاب دورأ اجتماعيا مشتركاً أشبه بدور أوبرا وينفري الذي نشاهده تلفزياً والذي يتورط في نسجه المُشاهد والمُعد والضيوف
تقول باولا برينشتاين ، وهي كاتبة مقال حول اتجاه الباحث نشرته في مجلة متخصصة في قواعد البيانات ، ان الكتاب أصبح في يومنا هذا مكاناً مثلما هو شيء يقرأه المرء ، مكاناً حيث الكاتب مجرد مضيف أو مديراً لمطعم فخم في نيويورك مثلاً
لعل ما أوصل هذا الى ذاك نحو أشكال جديدة للكتابة ألتشاركية أو التعاونية ، هو ظهور المدونات الالكترونية التي خلقت لدى عامة الناس وبدون تخصيص شغف وقابلية للكتابة بشكل يقترب من الكلاسيكية والاعتيادية وتبتعد عنها نحو اشكال تجريبية يعزو معظمها الى جهل البعض الى جهل البعض بتقنيات الكتابة في الوقت الذي متاح أمامهم فضاء يجب ان يملؤه بخواطرهم ومشاهداتهم ورؤاهم وتفاعلهم مع محيطهم ، الأمر الذي رسخوا فيه من الوقت أشكالا جديدة للتعبير ولغات جديدة مستنبطة من ألحكي ومن السرعة في الاختصار لاقتناص فسحة من الوقت لتنزيل الموضوع في المدونة بين أوقات العمل ،ساعات الطعام ..مع التجاوب الذي تلاقيه هذه التدوينات من تعليقات القراء الذين بدورهم يمتلكون مدونات تحتاج إلى تعليق حول ما يكتبون
أيضا ساهمت موسوعة ويكيبيديا الالكترونية الحرة الشهيرة التي يحررها الجميع ، المفتوحة لكل من له حرفاً أو سطراً يزيده حول أي من موضوعاتها حتى وإن اختلط الحابل بالنابل والمدرك بالجاهل ، فثمة حرية في المشاركة وفي إبداء ما لدى المرء من زيادة وهذه مسألة تـُركت هكذا مبدئياً إلى حين يمكن فيه من غربلة وتنسيق سبل التداخل لمصداقية ما يـُطرح في الويكيبيديا ، وانا شخصيا كثيراً ومِراراً ما أضفت ما لدي من معلومات فيما لو أحسست ان موضوعاً ما دخلته وشعرت بأن لدي ما أزيده حتى انني شغفت لوقت قصير ٍ بمهمة إضافة المقابل العربي لبعض المعلومات التي في الويكيبيديا
هذه الأشكال المتقدمة نحو صياغة جديدة للكتابة للجميع كما هو الانترنت السبب والمدخل نحو المعلومة للجميع ، حفزت بعض الشركات مثل غوغل الى دفع هذا التغير قدماً وتحفيزه
والاستفادة منه بطبيعة حال السوق الالكتروني وذلك بإضافتها معالج كلمات أسمته - غوغل دوكس- حيث يعمل هذا البرنامج مثل برنامج ميكروسوفت وورد الذي نعرفه جميعاً غير انه يدخل الانترنت مجاناً ويسمح لأ كثر من كاتب ان يدخل الملف المشترك في أي وقت يشاء ويفعل ما يريد ، تصوروا
أضع ألف خط - لو سمحت المسافة – تحت كلمة تصوروا ، هذا البرنامج الذي شبهه البعض في الغرب كونه مثل قائمة المشتريات المتناقضة لزوجين اعتياديين أولاً ،ومن ثم ومع تطور التجربة ، أثبتت إمكانيات احتمالات أعظم ، فقد اشترك سبع كتاب- مستعملين هذا البرنامج- في كتابة رواية وقامت مجموعة من كُتاب آخرين بينهم نقاد بكتابة مقدمة مشتركة للرواية وكل ذلك أونلاين
أمر مثير غير ان التعمق في هذه التجربة المغرية سيضع تساؤلات كثيرة ، أكثرها تفاؤلا ان هذا الأمر سيكون انفتاحا ً في عملية الكتابة والتحرير والنشر بحيث يكسر احتكار محدوديتها السابقة على فئة صغيرة من المحررين وتصبح مُتاحة للجميع
وإذا كنا نؤمن كما يقول " جن مِزون" بأن المشاركة في هذا العالم المتقلص الى قرية صغيرة مترامية الأطراف والمشارب والمعتقدات والإيديولوجيات – فإننا نادراً ما سنعمل شيئاً من العدم - غير ان السؤال في ظل الأنا المرتفعة لدى الكتاب والانفرادية المعروفة لدى الباحثين والأكاديميين لمن سيعزى جهد الكتاب وكيف يمكن التغلب على تعارض الأفكار ، بل كيف يمكن الحد من الانجراف والانزياح في خلق الشخصيات والأحداث ومطها وكيف سيتمكن الكاتب لومنح نصه للأنترنتيين منع الجهلة من إفساد الأمر وكيف سيمكن لملمة الخيوط المترامية وشبكها وحبكها لخلق كتاب يخلو من الفوضى والعشوائية والهذر
اسئلة كثيرة تصح ان تكون اسئلة لكل ما في الحياة أيضا .. غير ان التجريب ممتع حتى وإن بدا للناظرين شديد الفوضى ..فمن الفوضى ينخلق النظام وتترتب الاشياء مع الزمن ، كل الاشياء التي هي اعتيادية اليوم بدأت هكذا ، غير ان درجة الوعي مطلوبة وهذه من عندي وأعود بها ا للخطوط الألف التي وضعتها تحت كلمة تصوروا ، فأنا أتصور لو ان مجموعة من كتابنا قاموا بالتجربة وتجردوا من كل شيء وكانت الكتابة همهم الأول وكانت لديهم رغبة للوصول الى طريق ما مثلا ، ثم أدع باقي ألــ(999) خطاً لباقي التصوروا لكل ما يمكن ان يكون لدينا من احتمالات المشاركة الكتابية وفي النهاية وكما يقول ماكنزي لارك : للثقافة قوانينها الخاصة للابداع
No comments:
Post a Comment