الثلاثاء الماضي17-10-2007 كان يوما غريبا وحافلا بما لايصدق اولا "عججت " كما لم تفعل من قبل كان الغبار يكسو كل شيئ بشكل لايصدق لدرجة انه كان يمكنني ان اكتب الفصول اللاحقة من روايتي على الممر الطويل في مقدمة البيت , ولعجلتي اكتفيت برسم اسم مدونتي على طبقة الغبار الكثيفة "نوهمة " هكذا
اكتفيت بأن اضع من مخيلتي عنوانا لهذا اليوم الغريب الاطوار "عجاج الزريعة" مفترضة- مما يصل الى مسامعي احيانا من تحليلات كبارنا - ان مثل هذه الرياح عادة ما تجلب البذور في هذا الوقت من عدة اماكن لتبذرها اينما شاءت لها المشيئة الالهية
لذلك خرجت احمل التفاؤل احساسا قويا في وجه اي تفكير في مسائل التنظيف وازالة الغبار لاحقا عن كل الاسطح والزوايا والتراكين الضيقة في البيت وما سيتبع ذلك من ارهاق وتعب, لايهم اخبرت نفسي موبختها مسبقا لو ساولتها ان تحتج ولو ذهنيا , معللة ان موسم ربيع - صابة - عامر بأزهار البوقرعون والوذيح والقيحوان وعوينة القطوسة وبتسالي البر من كريشة الجدي القعمول والغرنبوش والجلبانة المكتنزة والفقاع اللذيذ لهو تعويض حقيقي مجدي عن كل هذا العناء
لم يكن ثمة امل في الشروع في التنظيف طالما العجاج مستمر في هوجته مستنفرا كل الزراريع الممكنة , ايضا ما اصاب السماء اوقف اي محاولة ولو للعناد وركوب الرأس . كان العجاج الاحمر يهدر في الجو وكان السحاب ايضا يداعك متركما كأفضل ما يكون يوما شتائيا مغيما " متلغثما لمطرة تمسح الكبد " كما علقت احدى عجائزنا الطيبات مستشرفة طالع الطقس . كانت بنغازي ذلك اليوم تحل بها اطوار مناخية غريبة فينة تنتوي القبلي والعجاج والحمو فيما تمسك بتلابيب الغمام . كنت ماضية في طريقي للعمل وعيني ايضا تنتقل بين الطريق تحسبا وبين التشكل الغريب في السماء. حمرة العجاج ترسم حدود السحب المتراكمة . والبحر الذي اصُبحُ عليه يوميا من النافذة غبش ولاتعرف حدوده من حدود السماء ونخيل قاريونس " مشتشت" لا يعرف جريده اين يستقر
في العشية كان يجيب ان اخرج بأبي ليغير الجو ويخرج من روتين البيت وملل القعاد, مررنا على بحر الصابري نتأمل حال البحر والعجاج الذي كسى الامكنة واحل الغباش على ماليس يلمع اصلاخطرلهما مثما خطر لنا فعلى الكورنيش وفوق ممر المشاة والمتنزهين فارسان يخبان هناك . لم يعجب الامر ابي بأعتبار ان وجودهما على الممر غير لائق، كان الاصح ان يمشيا على حافة الرصيف. لم اعارض وان كنت احببت منظرهما وحالة الاستمتاع التى يمضيان بها في جو يزوبع من حولهما
هل البحر ورائحة اليود التى تنشقناها دفعتنا لشراء الحوت (سمك مرجان) ؟ أهو الامل في ان يكون الغد صحوا لنستمتع بغدوة في الجنان! ربما
على ذكر الجنان حين رجوعنا كانت المطر قد بدأت" تبشبش" خجلى, حائرة بين الاستمرار او التنحي واخلاء الجو للعجاج اللحظة التى اطمأننت على دخول ابي البيت وخروج" قيوسي" ليساعدني في حمل الاغراض وليمحو من خلفي ما قد تقترفه قدماي من خربشات على سبورة العجاج انبثق المطر -في طاعة الله- من السماء مدرارا , اردت ان اركض - ولأنني احب المطر مثلما احب البحر – لبثت في مكاني استنقع نفسي في ذاك السيل الالهي , ألف وادور على نفسي كيلا تفوتني قطرة من قطرات الغيث , اردته ان يتغلغل في ،ان يبلني حتى النخاع كما يقولون . المطر نعمة وان نقمنا عليه نحن اهل المدن. المطر سر الهي تحيا به المكامن بعد سكونها وتنبثق منه حياة تعتمد عليها حيوات مخلوقات وكائنات وبشر كثر
اخبرت قيوسي ان لايمضي سريعا عليه ان يتشرب مثلي الماء والسر والنعمة الالهية , اردته ان يحب كل ماله علاقة بالطبيعة والحياة والنماء , لم افكر ان نمرض او يتمكن منا الرشح , اردت فقط ان اعيش تلك اللحظة وان اسعد ،اتمتع بحرية ما في ان احضن السماء واتفيأ في نعمائها
طارد قيوسي الشجيرة المتدحرجة وانا اضحك وراءه احاول ان أخمن المسافات التي قطعتها والاشياء التي مرت بها حتى وصلت هنا
المطر على طبقة العجاج "حروس" المكان ورائحة التراب المبلل عبقت في الهواء
ياللسحر
ومن ثمة ياللأسف
خارج نطاق اللحظة المائية الرائعة جلبت العاصفة كل ورقة وكيس بلاستيكي وصندوق بضائع وحتى علب صغيرة فى النطاق من امام المحلات ومن كل مكان وكدستها امام الجراج حيث" ملم " الريح فأفسدت منظر المكان . العجاج لم يفعل فهو جزء من الطبيعة وسيذوب فيها مع قليل من الماء وبعض الجهد
خارج نطاق اللحظة المائية الرائعة جلبت العاصفة كل ورقة وكيس بلاستيكي وصندوق بضائع وحتى علب صغيرة فى النطاق من امام المحلات ومن كل مكان وكدستها امام الجراج حيث" ملم " الريح فأفسدت منظر المكان . العجاج لم يفعل فهو جزء من الطبيعة وسيذوب فيها مع قليل من الماء وبعض الجهد
اما اوساخ البشر ومخلفاتهم المتروكة كما اتفق بدون وعي بيئي تلك مسألة اخرى كان عنها حديث سابق وسيكون عنها حديث لاحق
No comments:
Post a Comment