Tuesday, October 16, 2007

حول الترجمة وهمومها وتداعياتها


مع اقتراب موعد مؤتمر الترجمة الثالث اعيد نشر هذا الحوار

حوار مع د . جمال جابر الرياني
مؤسس و رئيس قسم الترجمة بأكاديمية الدراسات العليا , على هامش المؤتمر الثاني للترجمة – اكاديمية الدراسات العليا – بنغازي

حاورته : ليلى النيهوم

· هل ترى أن المؤتمر الثاني للترجمة خدم شعاره " الترجمة والتواصل في الألفية الجديدة"؟
نعم اعتقد أن المؤتمر من خلال الورقات التي قدمت أجاب و وفر كثير من المعلومات والمعارف والخبرة بشأن دور الترجمة في التواصل في الألفية الجديدة هناك من تكلم عن دور المترجم الفوري في مختلف السياقات وهو دور مهم في التواصل في الألفية الجديدة , هناك من تكلم عن دور المترجم في إيصال المعني بين الشعوب وبين الأطراف وبين الأمم , وهناك من تكلم عن تدريس الترجمة وتعليم المترجم , ومن تكلم عن تعليم الترجمة باللسانيات وهذا يندرج تحت دراسة ترجمة ودراسة الترجمة تعني تطويرها وتطوير مناهجها وطرقها , إذا اعتقد أن الورقات التي ُقدمت حتى الآن في نفس السياق وتخدم شعار التواصل في الألفية الجديدة .
· بصفتك رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الأول الذي سبق مؤتمرنا هذا وانعقد في طرابلس العام الماضي هل تعتقد أن الثاني أضاف جديدا ؟
نعم هناك اضافات جديدة وابعاد جديدة فتحت في البحث العلمي ورقات تناولت محاور جديدة مثل الترجمة في ليبيا في الماضي والحاضر والمستقبل , وبعض التركيز على الترجمة الفورية في المؤتمر الثاني , كما هو الملاحظ من ورقات د. مايسون ود. فيتزي تكلموا على جوانب من الترجمة الفورية وهو بعد مهم جدا لم ينل نفس الاهتمام في المؤتمر السابق , وهناك بحوث اخرى كثيرة قدمت بالغة العربية ذات موضوهات جديدة , ولو جئنا لناحية الكم , عدد ورقات المؤتمر السابق كانت اثنين وعشرين ورقة والان ثلاثين ورقة , هناك تطور في العدد والكم والكيف.

· بالحديث عن الترجمة في ليبيا الم يحن الوقت لجمع شتات كل الجهود الترجمية المتناثرة التي في اغلبها جهود ذاتية ولا ادري بالنسبة للجهود المؤسساتية حيث انك مؤسس قسم الترجمة في الأكاديمية ومن الداعين الى جمعية للمترجمين بأنواعهم؟

نعم نعم , ونحن من جهة اخرى نرى ان لم شمل المترجمين ونتاجهم ومجهوداتهم في جمعية للمترجمين بأنواعهم من اهم الخطوات التي تدعم عملية الترجمة وتدريسها ورفع مستواها , ومعايير الحكم على الترجمات , كل هذا مهم جدا خاصة اذا اردنا ان نرسي قاعدة بحثية لطلاب الدراسات العليا , ثم انشاء الله في الدكتوراه نحتاج الى كم هائل من المعلومات , ولايتأتى هذا الا عن طريق جمع المترجمات ومعلومات عن المترجمين والحكم على الترجمات ودراستها ونقدها وغيرها من المعلومات التى نرى انها ستفيد الترجمة كعلم والترجمة والترجمة كنشاط وفرع معرفي في المؤسسات الاكاديمية.

· هل لك ان تحدثني عن علاقتك بالترجمة ونشاطاتك الترجمية ومؤلفاتك في هذا المجال؟
انا مترجم تحريري وفوري ومعلم ترجمة والحمدلله , نشرت كتابين عام 2005 ف احدهما بالعربية : منهجية الترجمة الادبية بين النظرية والتطبيق يتناول قضايا الترجمة الادبية وفيه قمت بالتطبيق على النص الروائي والاخر بالانجليزية :

A Text Book Of Translationوهو كتاب منهجي لتعليم الترجمة لطلبة الجامعة وينبني على اطار نظري عام لمنهجية الترجمة وهو اطار مفقود في جل الكتب المنشورة في العربية . وكتاب اخر وهو دليل موضوعي بيبلوغرافي للباحث في علم الترجمة ولدي كتاب اخر تحت الطبع جمعت فيه كل الاوراق البحثية حول الترجمة التي شاركت بها مؤتمرات ونشرت في دوريات اووقائع مؤتمرات مختلفة في الخارج والداخل , وهناك عمل اخر انشالله وهو بصدد المراجعة ينبني على بعض جوانب من بحث الدكتوراه.
· بصفتك مؤسس قسم الترجمة في اكاديمية الدراسات العليا , وما الذي يمكن ان تقوم به الاكاديمية لتشجيع الترجمة الادبية والثقافية بصفة عامة , او لنقل بموازاة المناشط الاكاديمية ان تتبني نشاط ادبي ثقافي له علاقة بالترجمة؟

أي مؤسسة تعني بالترجمة بحثا وتدريسا بإمكانها ان تسهم بطريقة او اخرى في تفعيل عملية الترجمة ونشاط المترجمين والباحثين في هذا المجال ,والاكاديمية في الحقيقة لم تألو جهدا في سبيل تشجيع الترجمة كتدريس ونشاط وخير مثال على هذا هو عقد هذا المؤتمر واستضافة الشخصيات البارزة في مجال علم الترجمة في دول العالم المختلفة والحقيقة الاخوة القائمين على الاكاديمية واخص منهم د. صالح ابراهيم يوفر لنا كل مانحتاجه من كتب ومن اتصالات ومواد ودعم مادي ومعنوي في سبيل الرفع من مستوى الترجمة كنشاط و تدريس وبحث ويشجع الطلاب حيث يوفد الطلبة الذين يكملون المواد ويستعدون لكتابة البحوث كل صيف لمدة شهرين الى بريطانيا للتعرف على جوانب اخرى من الثقافة البريطانية والالتقاء بأساتذة في علم الترجمة والاستفادة من التراجم والمراجع الموجودة في المكتبات البريطانية والحقيقة ان الاكاديمية بتشجيعها لانشاء جمعية مترجمين سوف لا تألو جهدا في سبيل الرفع من مستوى وضع الترجمة في ليبيا سواء من الجانب الاكاديمي والجانب المهني وايضا الجانب الثقافي ايضا ترجمة الادب واعتقد ان الاكاديمية سوف يكون لها دور مهم في الرفع من مستوى الترجمة في الجماهيرية.

· لندخل في تفاصيل اكثر , اليس ثمة سعي او نية لدى الاكاديمية اقامة ورشة ترجمة تعتمد فيها نصوصا لكتاب ليبيون لتدارسها بين الطلبة وترجمتها , ونتخيل مثلا ان يكون الكاتب حاضرا ككاتب زائر لدى الاكاديمية بين الطلبة بنصوصه وقراءته لها ومشاركته في عملية الترجمة معهم لتلتقى النظرية والتطبيق والمراجعة
كيف يمكن ان نتصور امكانية هذه الفكرة لديكم؟

قسم الترجمة يرحب بأي تعاون بين القسم والكتاب والمترجمين , والحقيقة انا دائما ما اشجع اساتذة القسم على استضافة متحدثين وكتاب لهم اعمال مترجمة او كتاب ترجمت اعمالهم او تتناول اعمالهم في ورشات عمل , ونحن بصدد الاعلان عن تنظيم دورات في الترجمة تبنى على ورشات العمل تتناول نصوص مختلفة حسب الهدف من ورشة العمل , ترجمة النص العلمي , ترجمة النص القانوني , ترجمة النص الادبي , النص الاعلامي ,مثلا عندما نتناول ترجمة النص الادبي ستكون نصوص ادبية وترجمتها او دراسة نصوص مترجمة وهو مانسميه نقد الترجمة هنا عند دراسة نصوص مترجمة قد يستضاف المترجم لأخذ رأيه في في مدى حكمنا على الترجمة من حيث ايصال المقصود بالنص فكما نقول المعنى في بطن الشاعر والشاعر هنا هو مؤلف النص الروائي مثلا او غيره .
هذه من الاشياء مفتوح الباب لتناولها وسوف نستفيد منها بأذن الله.

· لنتعمق في التفاصيل اكثر لنقل ان تعتمدالاكاديمية في منهج قسم الترجمة ان يقوم الطلبة بمحاولة ترجمة نصوص ادبية ليبية بالتعاون مع رابطة الادباء والكتاب مثلا او مع قسم الترجمة بأمانة الثقافة او مجلس الثقافة العام ., وان تعتمد هذه الترجمات حال تكاملها في مجاميع قصصية او شعرية ليبية بلغات متعددة ( انطلوجيات) تنشر بشكل سنوي , ولافرق ان كانت بالتعاون مع الجهات المذكورة او بدونه لأننا نريد ان نوصل صوتنا وثقافتنا الى العالم مارأيك؟

بإمكان قسم الترجمة بالتنسيق مع الاساتذة والطلاب القيام ببعض الاعمال كهذه واذا تم الاتفاق على خطة واضحة مع المؤلف او رابطة الادباء مثلا او مع جهة تتبنى الامر, انا متأكد ان الاساتذة سيرحبون وبعض الطلاب الجادون سيرحبون بالفكرة وببعضهم قد يطور الترجمات التي يقوم بها الي موضوع بحثي لنيل الماجستير او ربما في المستقبل الدكتوراه , ونحن نرحب بكل المقترحات القابلة للتطبيق وذات الفائدة للاطراف المختلفة.
· هل سبق في رسائل الماجستير المقدمة في قسم الترجمة ان كان موضوع الرسالة ترجمة لرواية او مجموعة شعرية او شيئ من هذا القبيل؟
الحقيقة لا اذكر ان تناول احد الطلاب شيئ من هذا القبيل , انما تناولوا ربما امثلة من رواية او جزء من اشعار للتدليل على جوانب معينة في الترجمة واللغة وفي النقاش الذي يتناوله البحث , ولعل مسألة ندرة هذا التعاون ان الطلاب اوبعضهم قد لا يعرفون الكتاب والمترجمين الليبيين !

· اليس هذا قصورا ؟
هذا قصور من الطالب ومن المؤسسات ولكن الحياة لانجد فيها الكمال دائما ..
· ولكن نحن نحكي عن الطموح للتواصل في الالفية الجديدة ! فكيف يكون التواصل اذا لم ننشر ثقافتنا؟

نعم يتم التواصل بقيام كل الاطراف بدورها في التعريف بأنفسها وفي التعريف بالاخر وفتح باب الحوار وفتح باب التواصل , وهذا المؤتمر خير مثال على ما تقوم به من فتح باب التواصل والحوار مع الاطراف المختلفة.
· ما مدى تشجيع الاكاديمية للاجتهاد الذاتي لدى المدرس لمثل هذه المسائل , ان يقوم المدرس باخبار طلبته انه سيستضيف الكاتب الفلاني في محاضرة قادمة وهذه نصوصه تدارسوها فيما بينكم ؟ مثلا !

الحقيقة نحن في الاكاديمية وفي مدرسة اللغات نشجع كل جانب ابداعي في التدريس وطرقه ونشجع استضافة الكتاب والمترجمين والمتحدثين ونحن دائما نلوم الاساتذة على عدم قيامهم بما يجب ان يقوموا به في هذا المجال والاكاديمية ابوابها مشرعة لمثل هذا التعاون ولمثل هذه المنهجيات الحديثة
.
· هل سيظل اقتصار الأكاديمية على تدريس لغات معينة ام لديكم نية لأخرى جديدة؟

فيما يخص اللغات في مدرسة اللغات هناك خمس اقسام : قسم اللغة الانجليزية , قسم الترجمة , قسم اللغة الفرنسية , قسم اللغة الايطالية , قسم الترجمة , ونحن الان بصدد وضع تصور لبرنامج الترجمة عن الفرنسية , وهناك زملاء من جامعة سبها وضعوا تصورا لقسم اللغات الافريقية وخاصة السويحلية ونحن نقوم بدراسة المقترح , لأن هذه مدرسة لغات ويجب ان تعنى باللغات ذات الصلة التي تحتاجها البلد في الحاضر والمستقبل.
التعرف على الاخر وفتح باب الحوار مع الاخر مهم و دائما نحن نقول من يشاطرك اللغة يفهمك اكثر, ومن تفهم لغته تفهمه اكثر , وانا من مؤيدي تدريس وتعلم كل لغات العالم , لأن اللغة كما اسلفت وسيلة من وسائل التعرف على الاخر, واضافة لغة جديدة هي اضافة نافذة جديدة على العالم , اضافة رئة جديدة نتنفس بها , اضافة عين جديدة ننظر بها .
اذا دائما فيها فوائد ويعتبر قصور في بعض البلدان انها لا تهتم بتدريس بعض اللغات التي ارى انها مهمة

· بصفتك مترجما ذا خبرة كبيرة في هذا المجال , كيف تعرف الترجمة و ما الذي يلزم ليكون للمترجم دورا فاعلا في المجتمع؟

الحقيقة الترجمة علم وفن ومهارة ووظيفة ونشاط ووسيلة , علم لها نظرياتها وارائها ومناهجها وعلماؤها وكتبها , والترجمة فن , أي هي ابداع في نقل مختلف انواع النصوص ةهي مهارة لا يملكها كل احد , تؤتى لمن اتاه الله علما باللغتين و المام با لثقافتين ومقدرة على الانشاء ووهي وسيلة اتصال وخطاب وتواصل وتعارف , هذا يعود الى مهارات المترجم.. .
· اوافقك في هذه النقطة بالتأكيد
الحديث عن الترجمة كعلم وفن ومهارة ووسيلة يقودنا الى الحديث عن صفات المترجم . المترجم الناجح هو الشخص اتاه الله علما باللغتين والماما بالثقافتين ومهارة الفهم ودقو ضبط المعنى والمقدرة على الانشاء في اللغة الاخرى , هذا بالنسبة للترجمة التحريرية , اما بالنسبة للترجمة الفورية , اضافة الى الالمام باللغتين وفهم الثقافتين , هناك مهارات اخرى مثل سرعة البديهة والتفكير , والمقدرة على الاستماع والتفكير والتحدث في آن واحد , ثم مهارة حسن الخطاب والتواصل لأن المترجم الفوري حلقة صلة بين المتحدثين , هو الذي يت عن طريقه كل حوار كل تفاوض كل جدال كل نقاشاذا لم يكن قادر على الابلاغ والتواصل فستفشل عملية الحوار بين الاطراف التي يترجم لها الكلام.
· درج البعض على استعمال الترجمة الآلية الالكترونية في الترجمة ربما استسهالا وكسلا وربما ضعفا , ونحن نعرف تماما ما يمكن ان تقدمه الترجمة الالية , فهي لايمكن ان تضاهي عقل المترجم الماهر وما يحمله من المهارات والمواهب التي ذكرتها منذ قليل مما اسبغ ركاكة في اللغة وفي بنية الترجمة وهزالا في الموضوع المترجم حتى مع محاولات ربط الجمل والتقديم والتأخير وغيره من معطيات سلاسة اللغة , و من ثم ما رأيك في المسئولية والمصداقية التي يجب ان يتحراها المترجم في عمله؟

مطلوب من المترجم الامانة في نقل المعنى , سواء ترجم هو شخصيا , او اختار وسيلة اخرى تنوب عنه في الترجمة . وهذا يقودنا الى الكلام عن الترجمة الالية الالكترونية او البرمجيات الموجودة في الانترنت المعدة لغرض الترجمة , لا يوجد حتى الان برنامج ينتج ترجمة مقبولة من حيث دقة الترجمة مائة بالمائة , لآن العقل البشري اتاه الله المقدرة من الدقة والمهارة ما يمكنه من التمييز بين ظلال المعاني وفهم ما قصد ولم يقل وماهو ظاهر وماهو باطن , وما الى هذا من انواع المعني , فالبرمجيات الموجودة الان ليست كافية للقيام بعمل الترجمة ولايجب ان يعتمد عليها اعتماد كامل خاصة فيما يخص الترجمة من اللغات الاوروبية الى العربية .
في بعض الجوانب مثل ترجمة الاصطلاحات تم تزويد بعض البرامج بقاعدة بيانات منتقاة ومدروسة من قبل المترجمين و المتخصصين في مجال علم ترجمة المصطلح , تنجح في اعطاء ترجمات اومرادفات ترجمية لبعض المصطلحات . ولكن عند ترجمة نص له سياق واسلوب ودلالات ايحائية فيصعب على الالة ان تقوم بذلك ولا غنى على الانسان ان يقوم بما يجب ان يقوم به .

· في تصورك وبناء على خبرتك الطويلة في الترجمة بنوعيها النصي والفوري , ماهي اصعب انواع الترجمة , وما اكثر ما تخشاه اثناء الترجمة؟

هناك جوانب في كل نوع من انواع الترجمة قد يكون صعبا , قد تأتي الصعوبة من طبيعة النص , وقد تأتي من طبيعة المصطلح , وقد تأتي الصعوبة في الترجمة الفورية مثلا من لهجة المتحدث , او من سرعة المتحدث , ولذلك عادة ما يواحه المترجم صعوبات مختلفة في السياقات المختلفة حسب الاحوال , اما اذا تحدثنا عن النصوص من حيث صعوبتها , لاشك ان النص القانوني من النصوص الصعبة , في بعض تلاحيان النص الادبي من النصوص الصعبة لأن لا يترجم الادب الأ من كان اديبا او لديه الحس الادبي .
اكثر شيئ اخشاه هو ترجمة نص قديم لا خبرة لنا بمدلولات الفاظه , حيث ان سياقه التاريخي الديني او القانوني بعيد عنا من حيث البيئة الزمانية بحيث يصعب عليناترجمته خاصة اذا اقترنت ترجمته بوجود مصطلحات لم تكن مألوفة .

· يقال انه ليس على المترجم ان يدخل على النص الصعب , او البعيد عن سياقه الزماني مجردا من اسلحته . ومن الاسلحة الجديدة هي البحث المرجعي الورقي او الالكتروني توطئة لترجمة نص ما, مارايك؟
هذا كلام مقبول مائة بالمائة , ولا ينبغي لمن يتصدى لترجمة النصوص التي لها بعد معين , بعد تاريخي او دلالي او اصطلاحي , لابد له من التزود بمعلومات حول النص وطبيعة الموضوع والاختصاص والمصطلح وايحاءات الالفاظ والسياقات التي انتج فيها النص حتى يتمكن من تسييق معاني الالفاظ وفق السياق الاصلي للنص , وبالتالي يتمكن من انجاز الترجمة التي ستكون قريبة الى حد بعيد مما أريد من النص الاصلي .
التقته حينها: ليلى النيهوم
تصوير: الامين هامان

1 comment:

msgazali said...

الترجمة وإن قابلتها حالات تطفل آنية ووقتية (لن تصمد)..فإنها ليست عملا يسيرا ..بل هي كد ومُثابرة وقراءة الجديد كل يوم..والمترجم بالطبع يختلف في رؤاه او شغفه او جهده عن المتلقي الذي يتلقف النص جاهزا..غير ان الذين لايفهمون في الترجمة (اي غير المُختصين)والذين يعتمدون في ما يسمي لهم من ترجمات على النقل من النت او التجميع الاقتباسي من هنا وهناك وليس العلم والتخصص.. هم اكثر خطورة من المكشوفة اوراقهم لانهم ادعياء وشغلهم على الترجمة هو بحث عن مكان لايتوافق مع احجامهم..وقد ذكر هذا هنا في الحوار على نحو ما..لكن ما شدني بصدق هو قول الاستاذ جمال:
لا ينبغي لمن يتصدى لترجمة النصوص التي لها بعد معين ، بعد تاريخي او دلالي او اصطلاحي ،لابد له من التزود بمعلومات حول النص وطبيعة الموضوع والاختصاص والمصطلح وايحاءات الالفاظ والسياقات التي انتج فيها النص حتى يتمكن من تسييق معاني الالفاظ وفق السياق الاصلي للنص ، وبالتالي يتمكن من انجاز الترجمة التي ستكون قريبة الى حد بعيد مما أريد من النص الاصلي .
ومن هنا لابد (للفهم) ان يكون هناك سياق للفرز..وان كنا لانستطيع وقف الادعاء عبر الانترنت لكن يمكن ان يكون هناك ميثاق للترجمة او بطاقة موحدة للمترجمين المُعتمدين حتى تكون الامور كما ينبغى لها ان تكون وختى لاينشر الا لمن هو مختص في هذا الجانب..وانا اعلم ان هذا الاقتراح صعب التحقيق وان كان غير مستحيل ولاادعو للإحتكار ولكني بالاحرى ادعو الى مُقاتلة الكذب على النص المترجم..فهل يستوى الذين يعلمون والذين لايعلمون؟؟