Wednesday, June 04, 2008

The Sweet Breathing of Plants


أنفاس النباتات العطرة

انطولوجيا كتابات نسائية عن العالم الاخضر



منذ بدء الخليقة كانت النباتات كمصدر للغذاء ةالدواء واللباي والجمال والحياة في ذاتها ملهما ومجالا حيويا للمرأة وهوامر لم يسبق لأحد ان اقدم على جمع ادبيات هذه العلاقة التاريخية بين النسوة والطبيعة الخضراء من حولهن

فأي بنت صغيرة لم تلعب في أصياف صباها في الخلاء أو البرية أو في حديقة البيت صانعة حساء اعشاب من أوراق الاشجار والعشب وزهور القطيفة أو أي نبتة مزهرة أخرى ؟!
كتاب (أنفاس النباتات العطرة - في طبعته الثانية ) يدور حول تأكيد فرضية أن هذه الألعاب الطفولية الأنثوية ما هي إلا قانون طبيعي يؤكد علاقة الانثى الوطيدة بالطبيعة وبكل شيء أخضر . كل المختارات الشعرية والنثرية النسوية – 39 قصيدة ومقالة تأملية تتراوح بين الذاتية والعلمية التحليلية - التي جمعتها كاتبة الطبيعة الامريكية الاولى ليندا هوغان وبرندا بيترسون في هذا الكتاب البيئوي تتجمع معاً في تنهيدة إنتماء عذبة وترابط ورهافة فهم لقواعد وقوانين الطبيعة الأم لأسماء مهمة مثل ايزابيا الليندي وآليس وولكر راشيل كارسون وديان اكمان وكاثلين نوريس زورا نييل هورستون وغيرهن
أجزاء فصول الكتاب الرقيقة العناوين تبدأ بفصل (هوس النباتات ) حيث تستعر الرغبة بالدرجة الأولى تحرضها نباتات غريبة مثيرة للجدل في المقال الأول في هذا الفصل : ( حمى الأوركيد ) تحكي كاتبة المقال سوزان أورولبان كيف أن ( زهرة الأوركيد توقض الرغبات , فهي أكثر الزهور إثارة في العالم ) مقالها يعج بتعويذات أوركيد مثيرة وبقصص عن جامعي الأوركيد وعن هوسهم وعن أنحدارهم المؤكد والتدريجي صوب الجنون وكل هذا لأجل عشق هذه الزهرة الثمينة والصعبة المنال . وفي نفس الفصل تركز مقالة شارمين آبت رسل -فواحة كالوردة - على إنشغالنا وهوسنا الكامل بطيب رائحتنا فهي تقول إن (معظم عطور اليوم ذات ثلاث مجموعات أو قواعد عطرية : القاعدة العلوية زهرية الرائحة مثل الليلي أو الليلك، القاعدة الثانية الوسطى تأتي الزيوت المستخلصة من الياسمين والخزامي والجرانيوم والثالثة أي قاعدة الركيزة يأتى المسك ومنه مسك الزباد المستخرج من قط السنور ومسك الآيل ثم أحياناً وبشروط دقيقة تنضاف روائح البول والغائط لتؤكد قرابتنا ببعضنا البعض في كل العالم !! مشكورة إذا (رسّل ) على هذا التذكير بنقائصنا وعلى المعلومات النخبوية الأخرى حول رغبة البشر في أن تكون لهم رائحة الورود ، ثم تعرج بعيداً عن فن صناعة العطور وتعقيداته فتكشف قدرات الزهرة على استعباد ملقحيها وتثبت في السياق كيف أن بعض الزهور ليست لديها أيما رغبة في أن تفوح وأن تتعطر
ايزابيل الليندي في تحيتها لموطنها التشيلي من حيث احضرت بعض تربته وزهرة لا تنساني لتزرعها في المنفى مقالة مؤثرة بالفعل شرحت فيها لغة الزهور مثلها القصائد التي كتبتها ليندا هاسلستورم حيث تتخيل ان السماد الذي صنعته من معجون الصور و الفواتير ورسائل حب قديمة هو ما يجعل حديقتها خالية من الاعشاب الضارة وكذلك الجولة التي اخذتنا فيها عالمة الاحياء البحرية سيلفيا ايرل الى في نزهة في قاع المحيط ، فيما تحثنا انيتا ايندريز لنعجب بأكواز الذرة حين تتذكر تراث شعبها من هنود المكسيك

في فصل ( حاميات النباتات ) نسوة محليات - تكتب لويز م. وايز تشيلر عن طقوس النظافة كما أدتها ليمبيا وقصة الشافية مارغريت في الليمبيا حيث تمهد للمقالة التالية : جمع شتات نفسي- التي تحكي فيها عن تاريخ سؤ المعاملة والقتل والحرق الذي تعرضت له النسوة الشافيات اللاتي كن يستعملن الاعشاب في تطبيب الناس في الفترة من القرن الرابع عشر وحتى السابع عشر واتهمن بالكفر والزندقة وتدور مقالة جاين اشيتربرغ (مصير النساء الحكيمات ) في نفس المعنى هي مقالة مؤثرة ومدعومة بمراجع كثيرة ومهمة يتضمن هذا الفصل ايضاً أمهات كل أمهات نبته النساء حيث تكتب مارغوري ستونمان دوغلاس في عشبة الايفرقلاد وتقدم راشيل كارسون تحذيراتها المؤثرة عن الحذر في التعامل مع بعض النباتات وهكذا كتاباتهن متجددة عند كل إعادة قراءة للمجموعة ودائماً وثيقة الصلة بمن لديه اهتمام بالطبيعة وبالحفاظ عليها وعلى نباتاتها
كتاب ( أنفاس النباتات العطرة ) ليس مناسبا فقط لمكتبات المدارس والبيوت والمكتبات العامة لتنوع مقالاته وقصائده وانصبابها في ذات السياق البيئي بل وليس فقط لمحبي الطبيعة لعله سيكون محرضا لحلقات نقاش حول مواضيع بيئوية واسعة النطاق جداً تأتي ضمنها مسألة التخلص من الوعي بحالة الموت لصالح قبول - وعلى مستوى شخصي - المعنى الكامل لدورة الحياة وايضاً مسألة قابلية البشر للتعايش معاً والتشارك العادل في سخاء الطبيعة حين يلفت الكتاب نظرنا إلى تعدي الإنسان الجائر على مواطن وبيئات ومراعي الحيوانات فهل علينا أن نحزن على الأيام الخوالي الرائعة عندما كانت الغابات كثيفة مظلمة وفي أوج خضرتها البكر أم لعلنا نعيش اليوم في أيام ستكون في المستقبل خوالي ورائعة ؟
ليلى النيهوم
The Sweet Breathing of Plants
Women Writing on the Green World
(North Point Press, 2002)

8 comments:

غازي القبلاوي Ghazi Gheblawi said...

العزيزة ليلى
عرض ممتاز كالعادة، اتمنى ان نتمكن من نشر كتاب مماثل من ارضنا الخضراء والصفراء والزرقاء عن شاعراتنا اللواتي يختفين وراء الحجب الاجتماعية القامعة.
تحياتي لك ولجميع الاصدقاء
غازي

Anonymous said...

تعليق حول المقال منقول عن منتدى القصة العربية
التعليق بقلم الروائية والناقدة المصرية :هويدا صالح
_______________
مقال شديد الروعة .. وشائق .. علاقة الأنثي الحميمة بالطبيعة كان هاجساً يلح علي طوال حياتي .. كثيرة هي النباتات التي ارتبطت بها .. جعلتها رمزا في قصصي .. حدثتها .. وقبلتها واستمعت لهمسها .. زهرة الأوركيد بالذات استخدمتها كرمز أثناء حرب الخليج الأولي في قصة نشرت في جريدة المساء وأسميتها زهور الأوركيد التي اهداها الحبيب لفتاته ساعة الوداع فوق كوبري قصر النيل وظلت تغزل ضفيرتها وزهور الأوركيد وتنتظره .. فلم يأتها إلا نبأ موته ... ولأن هذه العلاقة حميمة مع النباتات والزهور فسوف أقوم بقراءة لهذا المقال ولكنني الآن أعلق تعليقاً انفعالياً ولحظياً .. فشكرا لك .

Anonymous said...

تعليق بسمة محمد (مصر)
هويدا تحياتي
ليلي النيهوم أشكرك علي هذا المقال المتميز
اختيار جميل ولغة ترجمة حيوية
هويدا أتذكرين سترة صفراء وزهور الأوركيد
اعتقد نزلت في مجموعتك سكر نبات ؟ أم نشرت منفصلة عند محمد جبريل ؟؟
عموماً هذا إحساسنا جميعا ـ نحن النساء ـ بالنباتات
رابط التعليقات لاطلاع نوهمة تعليق بسمة محمد (مصر)
هويدا تحياتي
ليلي النيهوم أشكرك علي هذا المقال المتميز
اختيار جميل ولغة ترجمة حيوية
هويدا أتذكرين سترة صفراء وزهور الأوركيد
اعتقد نزلت في مجموعتك سكر نبات ؟ أم نشرت منفصلة عند محمد جبريل ؟؟
عموماً هذا إحساسنا جميعا ـ نحن النساء ـ بالنباتات

Anonymous said...

أين هذه المترجمة الجميلة ؟؟
ومن أي كتاب هذا النص ؟
أتمني أن أقرأ المزيد في هذا الموضوع
لو تستطيع أشكر لك مساعدتك الدائمة لي
أشكرك علي كل شيء
من فضلك لو يمكن لك أن توفر لي هذا الكتاب أكون شاكرة ... شاكرة وممتنة
تتساءلوا كيف توصلت لهذا الموضوع؟؟ ... هناك سر خفي بيني وبين النباتات بعامة لن أقوله لك جعلني أشم عطر المقال وعبقه .. فتوصلت إليه بحاسة الشم التي أجيدها .. أنني امتص العالم .. أتشممه .. أذوب في عبقه .. وأعرف كيف أجده.. لك تقديري ومودتي
هويدا صالح

naohama said...

شكرا غازي ... اتمنى قبلا لو ان ثمة فسحة لأنجاز مشروعنا الترجمي ذاك ... اما عنهن فأن اختيارهن صائب وخفائهن محبذ وافضل

naohama said...

التعليقات المنقولة عن موقع القصة العربية حيث نشر احدهم مقالي هذا منذ مدة وهو اصلا منشور في زاويتي القديمة ترجمات بجريدة الجماهيرية ولأنني احب هذا الموضوع ومحتوى الكتاب فقد اردت نشره مجددا في مدونتي وبالطريقة التي احب
وحيث فاتني من قبل ان اشكر الاديبة هويدا صالح وبسمة محمد من مصر على تعليقاتهن والرائعة على مقالي حين نشر في موقع القصة العربية انذاك فها انا اشكرهن بعمق والتقي معهن بشكل اعمق في حب النباتات ولدي شغف في البحث عن كل ما يكتب عنها وحولها او يستلهمها في اعمال فنية وادبية

naohama said...

كما يمكن بالبحث في قوقل بالمعلومات المتاحة في غلاف الكتاب وشراءه من امازون او غيرها عبر النت

naohama said...

السيد مراد العمدوني
اطلعت على موقع انانا المتميز واهتمامه بالادب والثقافة العربية
كما اسعدني اهتمامكم بالتدوين الالكتروني الذي نقل مفهوم الكتابة والصحافة والنشر الذاتي والتعبير البشري من ابسط صوره الى اكثرها تعقيدا
مزيدا من الابداع
اشكركم عن أعلامي برابط الجائزة