Tuesday, July 15, 2008

Majda Aiad - Libyan Painter - ماجدة عياد - الوان ليبية

Libyan colors - Painter Majda Aiad

اثناء تجوالي اليوم في المدونات الليبية وبالتحديد في مدونة آساريا لفت نظري موضوع صور معرض الفنون التشكيلية بكلية الاداب بصبراتة

ويحوي ضمن لوحات عديدة من المعرض 3 لوحات جميلة وكانت غفل من التعريف بمن رسمها وبالسؤال هنا وهناك عرفت ان اللوحات للرسامة الطالبة ماجدة عياد وهي عبارة عن جزء من مشروع تخرج . اللوحات لاتحتاج الى تعليق وان كنت بالدرجة الاولى احببت فيها الوانها

تحية لماجدة عياد وارجو ان تتيح لها الظروف الاستمرار في صقل موهبتها او ان تستفيد منها بشكل عملي في انجاز اعمال فنية حرفية لتزويد السوق الليبي بهكذا منتوجات يحتاجها البيت الليبي في تأثيثه بمواد محلية

ليلى النيهوم

Monday, July 14, 2008

Farfalle di significato - Laila Neihoum



Farfalle di significato





L'orizzonte di un poeta
e' affollato di farfalle


ecco Afaf

e Sakina, che iniva

messaggi mattutini

al mio giorno assonnato,

Yusuf disinvolto

che si preoccupa

quando alla fine fa semre le stesse cose.

Ma zainab mi ha aiutata

a decidere la decisione

poi e' fuggita

come una estiva

che ha svolto il proprio dovere.

Che dire di Amal

che perme i tasti del suo cellulare

anche in sogno

gli squilli la fanno sobbbalzare

una bella eburnea

con il cuore in gola

pronto!

Rispondenato al telefono

il cellulare. Di qualunque cosa si tratti?
Ascoltare un sorriso sgnante


un luccichio splende sullesue labbra

questa ragazza ama chiamare

sa bene quel che voule.

Ma la terribile Sakina

sa che cosa mandarmi

sa che cosa mi fa saltare

come su un trampolino

come i nipoti

che saltano sul letto della nonna

" sono da Roxi" dice.

Dio!

Che meraviglioso succo di mango

odore di barbecue

passanti sorridenti.

Che travolgente felicita'

mi pervade!

Tytti ricordi ridondanti

ho obiliterato!

Come scrre il Nilo

aprendo la sua confusione notturna

affollato di ristorani, caffe'

ancorati.bPassa davanti a loro e a me

cose' mi ricordo i bei colori,

accatttivanti odori di mare,

piu' accattivanti dei ricordi felici

e Sakina che tira la mia mano tremante

per attraversare via Salah Salim,

una superstrada?

Nienye affatto, Sakina!

Niente affatto!

Ora! Altrimenti una morte schiaccciata!

Attraversa ORA!

Grida oltrepassando il rumore.

Corro, gli occhi chiusi,

cose' come i miei sensi

alla Fiera internazionale del libro del Cairo.

Allora lei e' da Roxi!

Mi ritornano in mente un pesce colorato

le spiagge di Sharm El Sheikh

il fondo marino di corallo

un piccolo yacht

che naviga sull' orizzonte del Tirrano

passando davanti a un faro privato

dove una volta mi arrampicavo ansimante

salutiamo con la mano

vedo quel che gli altri non possono vedere

sistemo lavisiera del mio cappello

sforzo la vista

mi abbandono alla brezza del Mar Rosso

alla acqua turchasi.

La macchina fotografica di Ahmed che coglie l'attimo

allora lei e' da Roxi

e le farfalle di Afaf

si affolllano intorno alla luce dei miei pensieri

i miei pensieri che stanno partendo

stanno partendo.



Poem: Laila Neihoum

a cura di Valentina Colombo
-----------

Poem in English translation
http://www.wordswithoutborders.org/article.php?lab=ButterfliesOfMeaning

Monday, July 07, 2008

صدور كتاب غناوي علم : كتاب خديجة بسيكري - منشورات اللجنة الشعبية العامة للثقافة





بين يدي اللحظة مجلد انيق هو بصدق فرحة لاتوصف ، هو منجز يستحق الاحتفاء والاحتفال خصوصا وانني كنت مقربة ومطلعة على خطوات التقدم به كمقترح ومن ثم الحصول على الموافقة عليه والدعم اللازم لتحقيقه وهو الذي تطلب رحلات مكوكية في ارجاء الجبل الاخضر وفي مناطق ليبية مختلفة بين الشعراء الشعبيين والشاعرات الحافظات للمحتوى الذي سعى الكتاب وجامعته واللجنة التي ساعدتها فيه، وبين الاذاعة وامانة الثقافة والمطابع وادارة النشر



الكتاب هو : غناوي علم من منشورات اللجنة الشعبية العامة للثقافة والاعلام وقام بتقديمه الشاعر الدكتور خليفة التليسي اقدر من يمكن ان يقدم هكذا جهد وهكذا مضمون لا سيما وهو شديد العلاقة بموضوع الكتاب اليس هو المنادي بقيمة قصيدة العرب الاولى قصيدة البيت الواحدالتي لا تبتعد كثيرا عن اغنية العلم المختزلة للحظة التى تعبر الفؤاد تجمع مافيه من عاطفة وتبوح بها هكذا للريح للصحراء للخلاء لسامعين عابرين لحضار فرح تخرج اغنية العلم عالية منغومة معجونة بحزن وبأسى وبفرح جامح وببوح يجتاز الموانع



فاغنية العلم هي قصيدة اللحظة تتجاوز اللحظة وتنتشر بين الناس يحفظونها وان كانوا لايدركوا هي لحظة من و لايهمهم الامر طالما التقت مشاعر الليبيين وعبرت عن رغبة مفاجئة في وصف مختزل دقيق منغوم يصف لواعجه



الدكتور استاذنا الجليل خليفة التليسي في تقديمه لكتاب الصديقة الشاعرة خديجة بسيكري : غناوي علم يقول
الصورة عن موقع جيل ليبيا

"هذا عمل ضخم جليل ..... ضخامته فراجعة الى المجهود الكبير الذي بذلته الشاعرة المبدعة خديجة بسيكري في جمع هذه الثروة الطائلة من اغاني العلم هي المقابل لمفهومي عن قصيدة البيت الواحد... ويضيف د. خليفة التليسي مؤكدا على قيمة اغنية العلم في الوجدان الليبي : اداة من الادوات الفريدة في التعبير عن الوجدان الوطني .. انه الديوان الكبير للشاعر المجهول اذ يصعب نسبته الى افراد خاصة الموروث منه. وهو في كل ذلك يوفر وثيقة وجدانية عالية القيمة


ويعرج د. التليسي وكأنه يجيب عن سؤال قد يتبادر الى البعض وهو ما علاقة خديجة بسيكري الشاعرة الفصيحة بأغاني العلم والشعر الشعبي - يجيب : ان الشاعرة خديجة بسيكري انصرفت اليه بعشق تملك وجدانها منذ الطفولة الباكرة فقدمت بذلك صورة لشلعريتها الخاصة في التجاوب مع الموروث الشعبي والفصيح ومرة اخرى برهنت المرأة انها حافظة التراث والثقافة والحضارة بأسرها


جميل ما كتب استاذنا وشاعرنا الفاضل خليفة التليسي في حق هذه الموسوعة القيمة والحقيقة انني اول ما تعرفت على الصديقة الشاعرة خديجة بسيكري افي جامعة قاريونس حين كانت تدرس اللغة الفرنسية وكنت ادرس الانجليزية في كلية الاداب فكانت تجمعنا الكافتيريا او ممرات اقسام اللغات وكانت خديجة بمرحها وشقاوتها مقربة للجميع واذكر انها منذ ذلك الوقت كانت تحفظ الكثير من اغاني العلم والشعر الشعبي الذي كانت تكتبه ايضا ومرة نافست طالب مفوه بأحدى الكليات مشهور بحفظه لعدد هائل من اغاني العلم وقد تنافست معه في مساجلة اكثر من يحفظ اغاني علم وفي سرعة البديهة وكانا يتلاطعان بالغناوي كل يلقي اغنية تبدأ بالحرف الذي انتهت به اغنية خصمه وقد وصلا الى حرف الهاء حيث عجزت خديحة في الاتيان بأغنية ترد بها على اغنية العلم المشهورة: هانوا بلا سيات وزادوا غلا عالعين وتم ياس مافيه الرجا الغريب ان هذا الكتاب عاد بي الى سنوات الجامعة في اول الثمانينيات حين كان حمى جمع والتداول بأغاني العلم مستشرية بين الطلبة وكنا نجمع منها الكثير ونتنافس في عدد مالدينا الذي كان يشارف الالف اغنية في بعض الاحيان وكنت تجدها مكتوبة على المدرجات والادراج والجدران واينما يخطر ولا يخطر بالك وكان كتاب عبدالسلام قادربوه حديث الصدور انذاك وكنا نتداوله بيننا وتحكي خديجة انها اخذته للبيت اثناء الثانوية مخبأ بطبيعة الحال بين كتبها وكانت تحاول انذاك ان تقلد طريقة غناء ااغنية العلم - ولعمري انها مهمة صعبة وشاقة - المهم انها كانت واثقة بأن على من يغني ان يضع يده على اذنه ليخرج الصوت - صادي وملعلع - لحتى يسمع الى مسافة بعيدة والمسافة البعيدة كانت اذان اهلها الذين اعطوها علقة ساخنة


اجمل ما في هذا المجلد الكبير انه يأتي مرفوقا بقرص مدمج يضم مختارات من اغاني العلم الموجودة فيه بصوت مجموعة من الشعراء الشعبيين وايضا وهو الاهم بصوت نساء يغنين اغنية العلم بالفطرة بحثت عنهن خديجة في البيضاء والمرج حيث يروج هذا الفن الشعبي الجميل وكذلك شاركت في الالقاءات لأغنية العلم شاعرتنا بدرية الاشهب بصوتها الهادي وحكايات خديجة شائقة عن لقاءاتها بهؤلاء النسوة ومحاولات اقناعهن بالتسجيل والوصول الى اتفاق ان يكون التسجيل من خلف ستار حيث يجلس فني التسجيل والناقرة بعيدا عنهن ويمرر لهن ناقل لصوت من تحت الستاركان شرطهن ان يكن محجوبات عن الاخرين حتى يسرحن في الاغنية ويعطينها حقها من لوعة او فرح جامح


كانت خديجة تراودهن عن ما يتشبثن به من موضوع فأذا كانت الغناية تنحاز للغني او المرهون مثلا كانت خديجة تقطع عليها الطريق قائلة : ها يا حاجة وايش تقولي عالدار او عالاوهام ! فسرعان ماتنساق الغناية وتغرد غناوة ربما لم يسمع بها احد من قبل ورثتها عن جدتها او الفتها هي في لحظة شجن ما .اعجبني صوت احداهن وطريقة القاءها ففيه حزن اكثر رسوا من الجبل الاخضر وفيه زهد وفيه لغرابة التناقض تشبث بالحياة وما يمكن ان تخفيه من افراح مؤجلة و يبدو من صوتها كبر سنها وقد حاولت ان اعرف عنها من خديجة غير انها رفضت فقد اعطت كلمتها


الشريط يبدأ بأغنية العلم



بجاه من نصب لجبال اجعل ايامكم ديما زها



ممتع ما قامت به و ممتعة ذكرياتها اثناء هذا العمل الرائع ولعلها ستكتب بعضها في قادم الايام


يحتاج فتح الكتاب الى دقائق يتامل فيها المرء غلافه الذي يحمل لوحة للفنان الكبير عوض عبيدة الكتاب مجلد تجليد انيق بفتح الغلاف نجد القرص المدمج في جرابه وقد تم تسجيله وتنفيذه في مركز الوان للمنوعات المختارة والخدمات الاعلامية وشارك فيه شعراء كثر اذكر منهم بوخبينة ووبوشعيرة وبوشنة وسالم صبرة واخرون نقلب الصفحة نجد تقديم د. خليفة التليسي يحمل توقيعه ومن ثم في الصفحة التي تليه نجد : حكاية كتاب وهي مقدمة كتبتها محررة الكتاب خديجة بسيكري تحكي فيه عن محاولة لجنة جمع وتوثيق غناوة العلم التي : لأيماننا بقيمة غناوة العلم ولتفرد بلادنا بهذا اللون الجميل من الفنون الشعرية حيث تم تقديم المقترح الى اللجنة الشعبية العامة للثقافة والاعلام وتمت الموافقة وتكوين هذه اللجنة التي عملت على تجميع عشرة الالاف غناوة علم وذلك عن طريق عملية مسح شامل مبدئي لمختلف انحاء ليبية ومن ثم تم حصر عملية التجميع في المنطقة الشرقية والوسطى لأزدهار هذا النوع من الغناوي فيهما....وها نحن بعون الله وبدعم من اللجنة الشعبية العامة للثقافة والاعلام وعلى رأسها الاستاذ ( نوري الحميدي) نضع بين ايديكم مجموعة غناوي العلم التي نتمنى ان تكون بداية لمشروعات كبيرة نحلم بها ونسعى لتحقيقها.




من هذه المقدمة التي يحتاج القاري ان يتمعن فيها ليعرف خطوات انجاز هذا المجلد الرائع والدعم الذي حظي به هذا المشروع من اللجنة الشعبية للثقافة كعادتها دائما في دعم مقترحات وتصوراتالمثقف الليبي الذي ؤيسعي دوملتعميق ونشر الثقافة الليبية ورفعتها في الخارج والداخل


اول غناوات المجلد هي الغناوة الجهادية وهي خير مفتتح لا سيما وان الشعر الشعبي وغناوة العلم وثقا حركة الجهاد وارخا تاريخ تلك الحقبة وابطالها ودورهم الكبير في سبيل تحرير الوطن والاهل والعرض والدار وكانت اغنية العلم احدى وسائل مقاومة الغزو الايطالي استعمل في احايين كثير كبرقيات وتحذيرات مشفرةوقت الحرب مثلما حدث في وادي الكوف حين كان المجاهدون يرتاحون فحذرهم ا راع كان يرعى في الجهة الاخرى من الوادي لمح كتيبة من الجيش الايطالي تنوي مباغتتهم فردد مغنيا




هالخيل جنهن خيل والخيل خالعات يْعًذرن




ننتقل من فصل الغناوة الجهادية الممتع الى التبويبات التي تليه والتي تعددت فيها اغراض غناوة العلم ستسردها ومع كل غرض اغنية هدية لقراء المدونة




العقل


العين قابلت ووزنت والعقل قال ما كيفك علم


العزيز


عزيز قوت يالنظار بلاه ما تريدن تصبرن


العين


للعين ما عرفنا ريح تجنح نصيب وتجي مرايفة


الغلا


ازعما راه ياليام فيكن نهار مازال للغلا


الصوب


بلاهم يريد ايحمل ان غابن اقداره يرتحل


النار


كبرت نار بين رياح نريدها خنس بان ضيها


الغني


ممسوك غير في طاري جريت جري كي قالوا غني


المرهون


ارهن عزيز خوذن لذن مليت من مساهاتي لكن


الجرح


فكوا ربايطه عالحول لقيوا الجرح كي يوم ربطته


الدوا


شكاع من سطير الجرح قلل هناي يا صاحب الدوا


الدنا


دنواهم ايريد نهار فزاعتة جواضي كلهم


الخطا


مستوها نهار خطاه الناس نين قالوا بعزمها


الصبر


مرسالهن بطى ما صبرن مرسال لحقن في جرته


النسيان


عليه غير كيف قدرت النسو ياناسي دلني



الدار



بعد ظلام درتي نور لفا عزيز يا دار يانسك



لوهام



اظروف وقت ومواهيم الخاطر افرع بيناتهن



لقسام والرجا



اجبرن خاطري لقسام جابن عزيز في يديهن وجن



المنام



يادوبك ايجيهن نوم يخطر عزيز والليل يجبرن



لنظار



لنظار يا عزيز بلاك مصافق عجاج ايذرفن



الدمع



الدمع ف الغياض يحيد عليش تخزني فيه ذرذره



العلم



سريب صوب جا للعقل نساه يا علم طاري الهل



الخاطر



غدير خاطري مازال عليه غايبة ريح صفوته



لقدار



القدر هو حجار الصوب اللي عليه يا عين انبنا



الياس



قبل راقدات بياس رياح الغلا ناض عونهن



القديم والجديد



احذاك بندروا لثنين قوليلي اتهيمي مع ايهم



لولاف



معاي يبذروا لولاف في ديهم الصابة ريتها



الجلامة



الضان شوقها لغدير جريان ماه دوبه سرسقة



هجاوي الرحا



ربي كريم جاد عليك بعد المير يهو جاك الرخا



متفرقات



الزين كي وطاة البور تعبك فيه صابا مصوقرة



كتاب غناوي علم جليس حلو ودسم قد تدوخ السبع دوخات بين اغنياته الواحدة اجمل واقوى من الاخر ويذهب بك بعيد الى هذا الاكتظاظ العارم لمشاعر واحاسيس الناس الذين الفوا هذه الاغنيات هذه الاغنيات التي هي التاريخ الانفعالي للانسان الليبي واظن ان هذا الكتاب يأتي هدية جاهزة ومنظمة لعشاق اغنية العلم . الكتاب يقع في 407 صفحة تليها عشرة صفحات لمن يرغب في تدوين ملاحظات او زيادة اغاني لن ترد في المجموعة غير ان الكتاب يضم ستة الالاف اغنية ونيف من عشرة الالاف اغنية علم تم جمعها



كتاب غناوي علم هذا فاتحة للباحثين لدراسة عدة ظراهر يمكن للقارئ المتعمق ان يلاحظها اهمها ظاهرة الحزن محرك اغنية العلم وهي ظاهرة لا يفلت منها الشعر العربي ولا الاغنية ولا المسلسل

وايضا ما تحمله العديد من اغاني العلم من اعتداد بالنفس وأنفة وكبرياء وفخر

كذلك من خلال اغنية العلم يمكننا ان ندرس سلوكيات الفرد وردات فعله النفسية تجاه الاحداث من حوله وندقق في سمة الصبر والرضا بالمقسوم والقدروهو من صفات المؤمن


ويمكننا ايضا تتبع سمات شخصيات المرأة الليبية من خلال تتبع افكارها ومشاعرها من خلال اغنياتها

ايضا يهمنا ايضا ان ندرس في عمل لاحق تأثر اغنية العلم في مفرداتها بمعطيات العصر الحديث



الاسئلة كثيرة والامنيات ان يمضي هذا العمل الى ان يكتمل بمجلدات منفصلة لكل غرض من الاغراض التي تسلسلت في الكتاب وان تتوسع بسرد قصص بعض الاغاني والاحداث التي استوجبهتا مثلما حدث في الاغنية الجهادية وهو فصل ممتع جدا وهو مستمد من كتاب الباحث القاص احمد يوسف عقيلة الذي بذل مجهودا هو والشاعرة بدرية الاشهب لا يستهان به في سبيل انجاح هذا الكتاب



مبروك للصديقة الشاعرة خديجة بسيكري ولأستاذنا الفاضل نوري الحميدي الذي عودنا دائما على دعم كل ماله علاقة بالثقافة والابداع والف مبروك للمكتبة الليبية العريقة بهذا الكتاب الجديد



واختم بهذه الاغنية

عليه ما يهونوا يوم اعزاز خاطري عايش بهم



ليلى النيهوم



Tuesday, July 01, 2008

Delonix regia المشتعلة - البونسيانيا - Royal Poinciana




دخل يوليو والصيف في عز احتدامه البحر اكثر زرقة من المعقول والبونسيانا تكاد تجن اشتعالا في شوارع وضواحي بنغازي

امر كل يوم وبي رغبة شديدة ان التقط ما امكنني من هذا الوهج الصارخ هذا البوح الصريح باللون حين يرتوي من عنصر الشمس

تستوقفني في البيوت والدارات وامام المحلات تتكاثف داخل المزارع تتسابق في ايها الاكثر شبها بالشفق وايها الاكثر قريا من عنفوان الاحمر





كان علي ان اكسر وطأة الصمت الذي يعتري مدونتي بين الحين والاخر وكان على ان اكتب وانا التي كأنما حل سياج بيني وبين الكتابة

الصد الكتابي يعني ان الكاتب مشغول بأمور اكثر اهمية من ان يجلس ويستغرق في نثيث اليراع


وهي امور تتصب ايضا في اساس تعميق القدرة على كتابة افضل

امور هي في مثل احتدام اشجار البونسيانات في مشهد بنغازي


احب البونسيانا كثيرا، عندما زرعناها تمنيت ان تكون لاذعة الحمرة وان لاتكون موشاة بالابيض، الابيض يكسر حدة اللون وانا احب صراحة اللون واعتداده بعنفوانه


غير ان بونسيانتي جاءت عكس توقعاتي دخل البياض في بتلاتها واطفأ حدة الاحمر حتى شارف تخوم البرتقالي


لكنها فائقة الجمال وهي في اوج اشتعالها لايمكن للعين ان تشبع من تمليها ولا يمكن للصباح ان يكون صيفيا لونيا بدون زهراتها المتساقطة التي تفرش الارض سجادا يانع الحمرة


اليوم اول شهر سبعة لا ادري لماذا انتظرت خروج شهر يونية كان ثقيلا مملا تتحرك فيه الاشياء على مضض

احتفي اليوم بزهرة البونسيانا التي تقول موسوعة ويكبيديا انها استوائية موطنها الاصلي مدغشقر وهي اكثر الاشجار تلونا

المعلومة التي احببتها في ويكيبيديا ان قرون البونسيانا تستعمل في جزر الكاريبي في صنع الة موسيقية تسمى الماراكا لأنني كنت دائما اتمنى ان تكون ثمة فائدة لقرون البونسيانا التي استعملتها مرة ضمن تنسيقة زهور جافة وكنت اعرف انه لايمكن انبات الشجرة الا بعد نقع بذورها القاسية لمدة طويلة في ماء دافئ حتى تلين وتنبت


البونسيانا قصة طويلة اولها انني كتبت منذ مدة في احدىصحفنا الليبية مطالبة ان تزرع في الشوارع فهي شجرة ظل بأمتياز وتتحمل الجفاف وارتفاع الحرارة انذاك تمنيت وتخيلت بنغازي تزينها لاالبونسيانا وتمنح الراجلين والسيارات ظلا يحتمون تحته من قيظ الصيف ولونا يبعث البهجة والحيوية في النفس

احدي القارئات وهي خبيرة زراعية اخبرتني لاحقا ان حلمي ذاك تعتريه عوائق اهمها ان البونسيانا مع نموها وتضخمها تقتلع الارصفة وتشققها وقد تضر ايضا بأساسات المباني وانها شجرة لكثافة ظلها ولاتساع رقعة امتداد عروقها لا ينبت تحتها شيئ اخر


لايهم هكذا اقنع نفسي دائما كلما حانت مني التفاتة في شوارع بنغازي وفجأني عنفوان بونسيانة ما في بيت او شارع تلهيني عما يحدث في الشوارع من تكسير وحفير لمشروع هو ابعد مما نعانيه وتعانيه عرباتنا هذه الايام مشروع يهدف الى تحسين مظهر مدينتي بنغازي ويجعلها لائقة بأسم مدينة بعد ان كادت تفقد هذا الصفة وتتحول الى مجرد بلدة تعوزها مقومات بنية المدينة

لا يهم طالما منحتنا فيئا خفف من وطأة الصيف لترتاح تحته وتقف لحظات عجائزنا الطيبات الماضيات في الصبح لشراء الخضروات او مراجعة العيادات والمصالح الادارية


لا يهم وان اقتلعت الارصفة بعد عشرون سنة من الان على الاقل تكون ذريعة كي تتجدد الارصفة فتمنح للمدينة تغييرا يزيل الملل ويبعث الحيوية في نفس السابلة التي ترمض اعينها من الرتابة
الجميل ايضا انني بالتنقل في النت بحثا عن معلومات اكثر عن البونسيانا ، جاء في موسوعة النباتات فلور يداتا



ان شجرة البونسيانا من اجمل اشجار العالم وان المرء لا يملك الا ان يقع في حبها وانها محبوبة جدا في ميامي لدرجة انهم يقيمون مهرجانا لزهورها هناك ! هل ثمة توارد افكار بيني وبينهم وان اليوم هذا احتفي بزهرتها!! ام ان الجمال يفرض نفسه ويفرض مقتضيات التعامل معها

وجدت في نفس الموقع ان قرون البونسيانا التي يستعملونها وقودا تسمى لدى اهل الكاريبي" لسان المرأة " فهي تطقطق حين تهزها الرياح، اضحكتني التسمية واثار التشبيه في ذهني ردودا ليس اقلها انه لسان المرأة الكاريبية فقط ولا يطالنا نحن - باقي نساء العالم - بأي شكل من الاشكال من قريب او بعيد

ايضا سميت الشجرة في القرن الثامن عشر على دو بوينسي وهو الحاكم الفرنسي لجزر الهند الغربية الفرنسية انذاك

البحث في النت عن قصائد تتغني بالبونسيانا النارية قادني الى حيث لا اتوقع الى شعراء الكاريبي وبورتو ريكو . ولماذا لم اتوقع ذلك وهم يستقون الهام شعرهم من اليناعة واشتعال اللون في الطبيعة من حولهم


ليلى النيهوم

Sunday, June 15, 2008

هكذا انا - تهاني دربي



صدر للصديقة الشاعرة والصحافية تهاني دربي واخيرا مجموعتها الشعرية الاولى التي انتظرنا ان تقدم على نشرها طويلا حتى مللنا من امكانية ان يحدث ذلك ونحن مازلنا على قيد الحياة كما كنا نتندر على تهاني ، المجموعة التي حملت عنوان هكذا انا وحمل غلافها لوحة الرائية الليبية التي رسمها الفنان الايطالي الاشهر مايكل انجلو وهو الامر الذي نسى الناشر : مجلس الثقافة العام ادراجه في المجموعة وقد احزن الامر تهاني التي اصرت منذ البداية ان تكون السيبيل الليبية غلافا لمجموعتها اعتزازا بالمرأة الليبية حين تكون مختلفة ومبدعة بغض النظر عن ما يمكن ان يحمل الاخرون للرمز المستقى ، الاهم في الامر انه منذ قدم التاريخ كان للمرأة الليبية وجود ملموس بأشكال متعددة في المدونات التاريخية سواء كانت لوحة او حجر او خرافة او اي ايماءة

هاتفتني تهاني منذ ايام والقلق يعلو صوتها قائلة انها تمسك بيدها مجموعتها الاولى وهي طازجة من الناشر وانها لاتعرف ماذا تفعل بها وانها خائفة وقلقة وان الكتاب يكاد يحرق يدها مما فيه من حزن وكمد . قلت وصوتها غائم ي الهي ماذا فعلت ومال ها الكم الركامي من حزن السنين ! انا خائفة من كتابي الاول ولا ادري ماذا افعل به . فلت لها مطمئنة هاتيه ودعيني احكم على ما تسمينه فعلة . جائتني بالمجموعة الانيقة الغلاف متوسطة الحجم التي عدد صفحاتها 153 صفحة وقصائدها 105 اذا كنت احسنت عدها وهي تتراوح بين النص القصير والومضة والطويل بعض الشيئ في صور متلاحقة لتفاعل الشاعرة مع الحياة والخيارات الشخصية والتأمل والامكنة فقد عاشت الشاعرة بين مسة وطرابلس وبنغازي والاسكندرية وروما والهند مما اثرى تجربتها الشعرية يتنوع المشهد والمرائي هذا التامل الذي يذهب بنا بين الحالة الوجدانية لروح شفيفة حساسة محبة للجمال وللموسيقى المختلفةروح تضج بامومة فائقة وبقدرة فائقة على البوح بما يقلقها وما يجعلها تناور لتعيش وسط المنغصات بسلام بل بشاعرية مثالية


في قصيدة فراشة (1) تقول


جاسرة


ويغويها


ان تطير


ان تغازل ارتعاش الهالة


وان تموت


اخيرا في مهجع اللهب


لمن تلوح ياترى بجناحيها في الرمق الاخير


فهل للهب من مهجعا الا في تصور الشاعرة التي تمضي بالاشياء لغير اعتيادها ! تمضي تهاني في المزيد من الدفق الشعري الانساني المنحى فتحدثنا عن فلسفتها عن المدن من واقع معايشتها لعوالم مختلفة ومتباينة بل شديدة التناقض وما فعلته فيها هذه الاخلاط المشهدية


مدن تحوي اجسادنا/وتفزع منها ارواحنا/مدن رضابها علقم/مرارها وهن/ نريد منها فرحا/تبخل/ ولا نعرف مالذي يجعلنا نحبها/ مالذي يجعلها تنتشر حتى تضيع احلامنا


القصيدة طويلة فيها اسئلة وفيها اجابات خفية بين الحرف واعتماده على الذي يليه حيث تقول


نرحل كلما بان لنا طريق


افقها مبهم


والعمر يجري


في نص يحمل عنوان علمني تخاطب قائلة


ايها المكتفي بي وبدوني


علمني


كيف اصبر على ملامسة


البهاء من حولي


دون ان احتاجك


علمني


كيف اشم عطري


دون ان ترعبني


فكرة انك غائب


.............


علمني كيف انق اسمي


دون ان


تحتاج روحي


لرؤية انعكاسها


على مرآتك


هل تعمدت تهاني ان تقول انعكاس على بدل انعكاس في كي عطي للسوريالية المريرة ان تلعب برؤية تحمل في طياتها قصورا او لبس ما


قي قصيدة تعلمي ، تعلو لهجة الشاعرة ويشوبها عناد مستمد من قوة مفاجئة لعلها جاءت لكثرة ما يتعلم لانسان من الهفوات والكبوات ليقف بعدها اطول قامة وربما اطول لسانا تقول


تعلمي ان تديري موصد قلبك


كلنا اراد


لك الهوى


ان تفتحي


تعلمي ان تضربي بفرشاة الالوان


على وجهك حتى لا تعرف الذئاب حقيقتك


تعلمي ان تلفي بالكتان الابيض


ارجل من يستسهل الطريق الى قلبك


جميل التقاط تهاني الشعري لفرشاة الالوان كي ترسم بها وجها يصعب على العالم معرفة ماهيته واتجاهه هذه مناورة ذكية لأنثي تعيش في وسط يمضي القهقري نحو كل ما حاولت الاجيال السابقة تجاوزه


تعلمي سرقة العبارات المخادعة


من افواههم


قبل ان تصلك


وصايا مبنية على تجارب عادة ما يخرج منها المرء زاحفا مثخن بالجراح الخفية الموغلة في عمق ذاته


تعلمي الطيران حيثما شئت


دون ان تقدمي


مواعيد رحلاتك لرياح القبلي


جميلة هذه الوصية وجدير بنا ان نأخذ بها اذا كنا مازلنا بالسذاجة المزمنة ولم نعرف كيف نصل اليها قناعة من قبل


تمضي الشاعرة ايضا في ايضاح ما وصل اليه درعها الذي تتي به النائبات من صلابة فتقول في قصيدة صلابة


كل الدروب التي سرنا عليها


كانت تسحق اقدامنا


كلها علمتنا


كلها دعكتنا


كلها راكمتنا


ثم اختزلتنا معادن


تزداد صلابة


كلما اغدقت علينا ... المشاق


رعونتها


حس السخرية من افعال الحياة يتضح من استعمال الشاعرة لفعل اغدق الذي يرتبط في الذهن بالجود والوفرة والخير كأني بها تقول آه يادنيا انت تضحكيني يالكرمك فيما اغدقتي علي


تمضى القصائد ليأتي دور ان تحكي الشاعرة كيف ترى علاقتها بأبناءها وكيف تحاول ان تجنبهم الاعيب الحياة وماذا تستمد منهم في ساعات ضيق نفهسها


فتقول في قصيدة توجهها لصغيرها وقرة عينها اسامة




اسامة




تتقاذفني النوات


ويزفر البحر غضبه حولي


دوامات


ومع هذا


يفلح دائما حضنك


في ان يكون لي


طوق نجاة




وتقول لأبنتها يسار




دثري روحي بصدق بوحك


حتى اتعلم منك كيف يكون المد قدسيا


وان كان بدون ماء


جيل تعب يتعلم من جيل اكثر اقبالا وفهما للحياة متسلحا بأدوات عصرية وبأنفتاح على العالم


في مكان اخر تنعطف الشاعرة انعطافة مفاجئة لتصرح ان ثمة حلول وان كانت يشوبها شيء من اللاواقعية وغير محمودة العواقب


هواء


على ارجوحة التكرار


تشابهت الايام


سأوقف وتيرتها بقفزة عالية


في الهواء


قوي هذا القرار وهذا السأم من الرتابة والنمطية


في لوحة تقول


انا ما الفت هذا البياض


تترجل مني الكلمات


ارسم بها لوحة لا تنتهي


ولا اثر لألواني على الورق


النص يحكي نفسه والشكوى واضحة فكم مرعب ان لايكون لما نفعل ونحاول ونتصدى اثر ما، هذا العدم مثير لمزيد من القلق والسأم


وفي تواصلها لما يحدث في العالم من حولها من كوارث وحروب واحتلال وتطهير عرقي ونكبات تحل بالبشرية مجانا تقول




نزف


تعب قلبي من النزف


صباحه نشرات اخبار


وجع


ومساؤه صحف


تدمي


وليله ارق


لاينتهي


لك الله ولهذا العالم المجنون رحمة تحل من السماء , اليست هنا تصفنا وتصف مانعايشه يوميا من فرار غير مبرر للفرح وراحة البال، كل ما حولنا يقض مضجعنا ويدمي قلبنا لم يعد لدينا مؤشر حقيقي نتجه نحوه لم يعد لنا الا ان نستورد حكمة القرود ونستعير الاقنعة ونضيع داخل انفسنا نجتر المونولوجات الداخلية او ان نخرج للشوارع نحل مفام اشارات المرور ندل السيارات الى اتجاه بعضها ونضحك على كونها صدقت اننا اشارة مرور، السوريالية تحل مقام الواقع حين يعتريه القصور والجنون يظل حل مفضل لبالغي العقل


في مكان اخر قرب اخر صفحات المجموعة تسخر الشاعرة من صور معلقة في بيتها للحظات قديمة ذهب مافيها من موضوع اجاز التقاطها حينها وتتساءل ضمنا لماذا تظل على الجدران والطاولات الجانبية طالما مضى نصف من فيها


صور


الذي تبقى صورا زائفة


نعلقها على الجدران


لا تعزينا


تذكرنا بجرمنا


ابتساماتنا الكاذبة فيها تنتقم منا


مجموعة تهاني دربي الشعرية الاولى تختصر تجربة ابدا زاخرة بالاقبال ةالاحجام عن الكتابة وكذلك الاقبال ةالاحجام عن الحياة بين مد وجزر قد لا يستغربه الكثيرون ممن لهم حس شفيف يضببه ان لا تمضي الحياة كا رسم لها وان منته شفافية روحه سبل استشفاف حلول سلمية حينا وشرسة حين اخر للتعامل مع الحياة


يظل الشعر حديث الروح وعسل الاماكن الخبيئة في الذات الانسانية المتفاعلة مع الحياة الخارجة منها بأقل الاصابات الواقفة من كبواتها اقوى واكثر شفافية


ليلى النيهوم






Saturday, June 14, 2008

Flooding on the University of Iowa Campus


All photos: Laila Neihoum


بسبب الفيضان تأجلت الدراسة والاحتفالات بمهرجان الكتابة الصيفي في جامعة آيوا ، زحفت المياه التي جلبتها الاعاصير والدوامات الهوائية


اغلقت ابواب مضافة الجامعة


Iowa House Hotel

والغيت جميع الحجوزات وتم ابلاغ جميع الطلبة الذين سيأتون من انحاء العالم للمشاركة في مهرجان الكتابة الصيفي ووورش عمله المختلفة


وقعت على اخبار الفيضان بعد ان اخبرني اسامة ان اعصارا ضرب مخيم للكشافة في آيوا وقتل بعض الكشافين


يبقي للاماكن التي زارها المرء وعاش فيها اوقاتا جميلا مكان في الذاكرة والقلب


افكر الان في ساندي وماذا حل بحديقتها الجميلة


وفي ضفة النهر الي اين امتدت بعد ان امتلأ النهر بالماء وغص



الممرات بين الكليات


والطريق الى


Java House


Iowa City Public Liberary


Shambough House



الحديقة المائية


المكتبة


المسرح


الاصدقاء هناك من القائمين على برنامج الكتابة العالمي


في بيتر وماري


ناتاشا


كيللي وهيو وكريس


الجميع


عثرت في فليكر على عارض شرائح لا حد لصوره عن الفيضان منذ بدايته وحتى اليوم

ايضا عثرت علي مدونة انشئت مخصوصا لمتابعة اخبار الفيضان بالجامعة




حيث كانت فيها واضحة جدا الجهود والاستعدادات الكاملة لتلافي الخسائر وتنبيه الطلبة

رجعت بي الذاكرة الي حيث كنا نسكن في طفولتي المبكرة في ارض بلعون ببنغازي كيف ان الفيضان او السيول كانت تمنعنا لأيام عديدة من الخروج من البيت
كانت تحاصر المنطقة المحيطة وتزحف الى حديقتنا ولا توقفها الا الدرجات المعدودة المؤدية الي البيت الذي كان مبنيا مرتفعا عن مستوى الارض تحسبا لهكذا حالة
اليوم عند اذهب الي بلعون عن طريق الجسر وادخل من مفترق جامعة اتلعلوم الطبية الي اليسار مارة علي مقهي الديوان الذي يكون علي يميني بعد مسافة بسيطة جدا يقع بيتنا القديم .. كل هذه المنطقة كانت تغمرها المياه لأيام وكنا عندما تنحسر المياه قليلا نخرج بأحذيتنا المطاطية العالية الرقبة نخوض في الوحل وكم من علقة مشهودة اكلناها بعد ان دخلنا الى البيت مثل وحوش خارجة من مستنقع مخيف اثار خطونا الموحل على السجاد والارضيات
كان هذا منذ زمن طويل حيث لم تعد تحدث سيول وفيضانات في بلعون بعد ان اقيم سد لوادي القطارة من حيث كانت تفيض المياه في الشتاء


------------------------------------------------------------------------


تتمة
اليوم ... الاحد - تابعت الاخبار في الفضائيات - علمت ان الفيضان عم دي موين وسيدار رابيدز وباقي ولاية آيوا، كما اطلعت على جهود المتطوعين من طلبة جامعة آيوا وطواقمها التدريسية والعاملين بها ومن سكان المدينة التي في الاصل نشأت من اجل الجامعة وتتداخل فيها فلا تعرف حدودا للجامعة من المدينة
اخبرني كريس بعد ان بعثت اطمئن على الاصدقاء هناك انهم جميعا بخير غير انهم مرهقون وتعبون من تعبئة وحمل الاكياس الرملية التي يستعملونها حواجز ضد مد الفيضان
علاقتي بجامعة آيوا علاقة ادبية ثقافية فجامعة آيوا هي مركز الكتابة والادب والثقافة في امريكا منها وفيها يلتقي الادباء والكتاب من جميع انحاء العالم ومنها خرج اول برنامج للكتابة العالمية عام 1966 . فيها حظيت بفرصة اختبار امكانيات الكتابة والتأليف لدي وتوسيع الموهبة الابداعية وتنمية لغتي الانجليزية الى حدود الكتابة والتعبير بها بعد ان كنت اترجم منها واليها بصمت . وفي جامعة آيوا ايضا التقيت بكتاب وكاتبات من كل اقطار العالم من الصين واليابان والكوريتين ، من الهند وهونغ كونغ و فيتنام و سريلانكا ونيبال وبورما وماليزيا واندونيسيا من كولومبيا ووكوستا ريكا من كازخستان ومقدونيا وكوسوفو وسلوفينيا من كينيا وتنزانيا وجنوب افريقيا ، من مصر والسعودية والكويت والمغرب والعراق وفلسطين وسوريا ومن استراليا وغيرها.
اعتبر جامعة آيوا ملتقى عالمي للثقافات وللحضارات وللاختلافات و مختبرا لأجناس الكتابة من شعر وقصة قصيرة ورواية وصحافة وكتابة مسرحية وسينما وترجمة ادبية وقراءات حرة والقاءات وبحوث ادبية وحضور مكثف للنشاطات الادبية الثقافية التي تعج بها مدينة الكتابة التي تصحو على الكتابة وتنام على احلام بالكتابة والتأليف والنشر. آيوا هي وجهة الكتاب وكل من اراد ان يقيس مدي ما لديه من ملكات ادبية ابداعية. جامعة آيوا منحتني زمالة فخرية في الكتابة كما منحتني براحا ابداعيا ركض فيه خيالي علي الورق بلا حدود
------------------------------------------
تتمة اخرى

اخبار الفيضان دفعتني الى تجوال يدفعه الحنين في موقع الجامعة وكنت منذ زمن لم ادخله وان كانت تصلني باستمرار اخر اخبار برنامج الكتابة عبر موقع جامعة الكتابة المستحدث في الجامعة التي دائما تفيض بالابداع وزحمة الكتاب اصبحت اليوم لغرابة المقارنة تفيض بالمياه


Laila Neihoum

Monday, June 09, 2008

The Secret Nail (1)



That was the place where dreams created, insisted, ballooned and sometimes, fearfully more than comforting exploded.
There, where once a magic exerted in love and good intention upon a big nail dug deep into a secret spot.

Now long forgotten as the one who had done that was forgotten too, except when mentioned from time to time with that mixture of owe, hesitant love and a generous punch of respect.Sometimes I thought that Papil might have dug it deep into earth intentionally, an advanced wisdom compeled him to channel the "Refugio" the war shelter, and ordering the erecting of the high famous wall that surrounded and protected Wassaia from whatever he had feared.It was then presumably that the guardian nail idea struck his futuristic mind. Maybe it is still there, that legendary nail, rusted but well integrated with Papil's bones, my great aunts whispers, secret songs and wasted lives in deep Berka's earth.


Seeing the place every morning in my way to work, standing there, my city circling around and nobody daring to demolish its remains. a stubborn tooth in a caved bare mouth, defying time's unforeseen possibilities,
Seeing it like thus became an urgent need in which to comfort my night dreams which repetition became like a boring B/K old movie, became a sort of umbilical attention, an unconscious exercise!
In thee I always need be rid of my nightmarish dreams.
Thus goes my daily self-maintenance.
The family seniors told me when I had bored them with my questions, that the main known entrance to the Refugio was inside my mother's uncle courtyard .the Marqui.
The old Refugio, where they used to hide during air raids,when hearing the raid sirens wailing constantly announcing the approaching of the Allied bombers.
The truth was otherwise as I discovered later deep inside my mother's kens cluttered memories, that it was deaf and mute Mabrouka, one of my mother's great aunts, who was then their war radar, or human sensor, for she always wail and box her flat chest hysterically, sensing the approaching bombers vibrations in her heart. According to Ihsan, my eldest uncle, they had never doubted her gift, thus scurrying in fear to the shelter accordingly. Later I came to understand that gift, which was and still been inherited among the serial of aunts with different concentrations.
They described to me the place with its rooms in which they had huddled many, never counted times, waiting for clearance signals to go out.. There were many rooms chiseled inch by inch patiently into the" jbela", a privy, a kitchen, a barn for the horses, and more, lined in both sides of a long dim corridor, leading along a darkened distance away to another secret emergency exit.
More cajoling questions .They believe that the secret exit vanished, after its surrounding area avalanched from Papil's left hand man: Bou Shagour's excessive stone chiseling in a soft spot.
On the other hand, maybe it was a fake story , just to conceal the nail from his great grand children's excavating thoughts in the disturbed future to come!
Papil, Papil! How clever of you!


Laila neihoum

To be continued

June - Scorpio Pride Month

Rob Brezsny Is my best Astrology columnist- Free Will Astrology -you can find him at: http://staff.citypages.com/authors/7520/


Lately he asked us - all scorpios tribe - a favor. Here are the details, meanwhile for my part I do agree to proclaim June to be Scorpio Pride Month


Art By China Alicia Rivera

(Please join me in a boycott of horoscope columns and astrology books that insinuate all Scorpios are cruel, perverted, power-mad jealousy freaks. Let's refuse to read those propagandists until they cease and desist from brainwashing the masses into directing bigotry toward your tribe. It's true that there are some less-evolved Scorpios who speed up their cars to run over small animals and treat romance as a game in which there can be only one winner. But do we demonize all scientists simply because a few mad physicists created weapons of mass destruction? Of course not. I hereby proclaim June to be Scorpio Pride Month – a time to celebrate your winning qualities, especially your unparalleled skill at helping to activate the dormant potentials of people you care about. Promise me you'll do that even more intensely than usual.)


So, Tiggy, Amal.B, Boshra, Narjis, Qais, Afaf and all my deadly scorpios friends I want to know your opinion!
Most important In June is that , Yesterday June 8 was Usama's Birthday!
Happy Birday & Happy years to come.
Laila

Wednesday, June 04, 2008

The Sweet Breathing of Plants


أنفاس النباتات العطرة

انطولوجيا كتابات نسائية عن العالم الاخضر



منذ بدء الخليقة كانت النباتات كمصدر للغذاء ةالدواء واللباي والجمال والحياة في ذاتها ملهما ومجالا حيويا للمرأة وهوامر لم يسبق لأحد ان اقدم على جمع ادبيات هذه العلاقة التاريخية بين النسوة والطبيعة الخضراء من حولهن

فأي بنت صغيرة لم تلعب في أصياف صباها في الخلاء أو البرية أو في حديقة البيت صانعة حساء اعشاب من أوراق الاشجار والعشب وزهور القطيفة أو أي نبتة مزهرة أخرى ؟!
كتاب (أنفاس النباتات العطرة - في طبعته الثانية ) يدور حول تأكيد فرضية أن هذه الألعاب الطفولية الأنثوية ما هي إلا قانون طبيعي يؤكد علاقة الانثى الوطيدة بالطبيعة وبكل شيء أخضر . كل المختارات الشعرية والنثرية النسوية – 39 قصيدة ومقالة تأملية تتراوح بين الذاتية والعلمية التحليلية - التي جمعتها كاتبة الطبيعة الامريكية الاولى ليندا هوغان وبرندا بيترسون في هذا الكتاب البيئوي تتجمع معاً في تنهيدة إنتماء عذبة وترابط ورهافة فهم لقواعد وقوانين الطبيعة الأم لأسماء مهمة مثل ايزابيا الليندي وآليس وولكر راشيل كارسون وديان اكمان وكاثلين نوريس زورا نييل هورستون وغيرهن
أجزاء فصول الكتاب الرقيقة العناوين تبدأ بفصل (هوس النباتات ) حيث تستعر الرغبة بالدرجة الأولى تحرضها نباتات غريبة مثيرة للجدل في المقال الأول في هذا الفصل : ( حمى الأوركيد ) تحكي كاتبة المقال سوزان أورولبان كيف أن ( زهرة الأوركيد توقض الرغبات , فهي أكثر الزهور إثارة في العالم ) مقالها يعج بتعويذات أوركيد مثيرة وبقصص عن جامعي الأوركيد وعن هوسهم وعن أنحدارهم المؤكد والتدريجي صوب الجنون وكل هذا لأجل عشق هذه الزهرة الثمينة والصعبة المنال . وفي نفس الفصل تركز مقالة شارمين آبت رسل -فواحة كالوردة - على إنشغالنا وهوسنا الكامل بطيب رائحتنا فهي تقول إن (معظم عطور اليوم ذات ثلاث مجموعات أو قواعد عطرية : القاعدة العلوية زهرية الرائحة مثل الليلي أو الليلك، القاعدة الثانية الوسطى تأتي الزيوت المستخلصة من الياسمين والخزامي والجرانيوم والثالثة أي قاعدة الركيزة يأتى المسك ومنه مسك الزباد المستخرج من قط السنور ومسك الآيل ثم أحياناً وبشروط دقيقة تنضاف روائح البول والغائط لتؤكد قرابتنا ببعضنا البعض في كل العالم !! مشكورة إذا (رسّل ) على هذا التذكير بنقائصنا وعلى المعلومات النخبوية الأخرى حول رغبة البشر في أن تكون لهم رائحة الورود ، ثم تعرج بعيداً عن فن صناعة العطور وتعقيداته فتكشف قدرات الزهرة على استعباد ملقحيها وتثبت في السياق كيف أن بعض الزهور ليست لديها أيما رغبة في أن تفوح وأن تتعطر
ايزابيل الليندي في تحيتها لموطنها التشيلي من حيث احضرت بعض تربته وزهرة لا تنساني لتزرعها في المنفى مقالة مؤثرة بالفعل شرحت فيها لغة الزهور مثلها القصائد التي كتبتها ليندا هاسلستورم حيث تتخيل ان السماد الذي صنعته من معجون الصور و الفواتير ورسائل حب قديمة هو ما يجعل حديقتها خالية من الاعشاب الضارة وكذلك الجولة التي اخذتنا فيها عالمة الاحياء البحرية سيلفيا ايرل الى في نزهة في قاع المحيط ، فيما تحثنا انيتا ايندريز لنعجب بأكواز الذرة حين تتذكر تراث شعبها من هنود المكسيك

في فصل ( حاميات النباتات ) نسوة محليات - تكتب لويز م. وايز تشيلر عن طقوس النظافة كما أدتها ليمبيا وقصة الشافية مارغريت في الليمبيا حيث تمهد للمقالة التالية : جمع شتات نفسي- التي تحكي فيها عن تاريخ سؤ المعاملة والقتل والحرق الذي تعرضت له النسوة الشافيات اللاتي كن يستعملن الاعشاب في تطبيب الناس في الفترة من القرن الرابع عشر وحتى السابع عشر واتهمن بالكفر والزندقة وتدور مقالة جاين اشيتربرغ (مصير النساء الحكيمات ) في نفس المعنى هي مقالة مؤثرة ومدعومة بمراجع كثيرة ومهمة يتضمن هذا الفصل ايضاً أمهات كل أمهات نبته النساء حيث تكتب مارغوري ستونمان دوغلاس في عشبة الايفرقلاد وتقدم راشيل كارسون تحذيراتها المؤثرة عن الحذر في التعامل مع بعض النباتات وهكذا كتاباتهن متجددة عند كل إعادة قراءة للمجموعة ودائماً وثيقة الصلة بمن لديه اهتمام بالطبيعة وبالحفاظ عليها وعلى نباتاتها
كتاب ( أنفاس النباتات العطرة ) ليس مناسبا فقط لمكتبات المدارس والبيوت والمكتبات العامة لتنوع مقالاته وقصائده وانصبابها في ذات السياق البيئي بل وليس فقط لمحبي الطبيعة لعله سيكون محرضا لحلقات نقاش حول مواضيع بيئوية واسعة النطاق جداً تأتي ضمنها مسألة التخلص من الوعي بحالة الموت لصالح قبول - وعلى مستوى شخصي - المعنى الكامل لدورة الحياة وايضاً مسألة قابلية البشر للتعايش معاً والتشارك العادل في سخاء الطبيعة حين يلفت الكتاب نظرنا إلى تعدي الإنسان الجائر على مواطن وبيئات ومراعي الحيوانات فهل علينا أن نحزن على الأيام الخوالي الرائعة عندما كانت الغابات كثيفة مظلمة وفي أوج خضرتها البكر أم لعلنا نعيش اليوم في أيام ستكون في المستقبل خوالي ورائعة ؟
ليلى النيهوم
The Sweet Breathing of Plants
Women Writing on the Green World
(North Point Press, 2002)

Sunday, June 01, 2008

حليب مراق بين سعدي يوسف وسارة ماغواير

حليبٌ مُراق


يقول الشاعر والمترجم سعدى يوسف ان معرفته بشعر سارة ماغواير كانت عبر انثولوجيا معينه ، ضمت قصيدة لها هى :" حليب مُراق" ويضيف :" قد كدت احفظ القصيدة عن ظهر غيب ، حتى اذا التقيت بالشاعرة لم املك الا ان اردد على مسامعها ما حفظته من تلك القصيدة ، ربما فاجأها الامر الى حد ما ، اذ ليس من عادة الشعراء فى هذه الايام ، ان يعلنوا ، هكذا ، إعجابهم بقصائد سواهم".
ولانه رأى بعد ان قرأ متمهلا مع الوقت ، دواوينها الثلاثة، رأى ان صوت هذه الشاعرة ينبغى ان يُسمع فى ارضها ايضا ، ويخلص الى انها : " ليست شاعرة لغة ، إنها شاعرة حياة مكشوفة ، مكتشفة الان كما لاول مرة ".
دعتنى هذه التقدمة المشهية الى التوغل فى قراءة الشاعرة كما نقلها لنا سعدى يوسف ، دخلت وزادى ثقة مطلقة فى مترجم اكثر من قدير ، ثمة قصور لدى فى ان اضع يدى على وصف دقيق لمقدرة سعدى يوسف الفائقة فى التعريب ، فهل يمكن ان اقول مُترجم فوق العادة ، ودليلى ترجمته الشعرية الرائقة لرواية ديفيد معلوم :" حياة متخيلة- اوفيد فى المنفى " ، التى لم اتوقف عن إعادة قراءتها مراراً وتكرارا ً ، آملة ان اصل يوما الى مثل متانة ورشاقة وشاعرية المفردة ، وسلاسة الجملة وغرابة وجدة استعمالاته اللغوية ، تـُشنف العين وترج المُخيلة وتصل الى ان تـُعطى العمل المترجم قيمة اكبر مما لو قرأته فى لغته الام ، فالمُترجم المتمكن من ادواته ولغاته يثرى الجانب المأخوذ عنه ويـُعيد احياؤه وتنشيط لـُغته ليمنحها اصغاء جديد وانتباه متفاجىء.
تقول سارة ماغواير وبلغة سعدي يوسف : فى قصيدة حليبٌ مُراقٌ
فى مكان ما ، بين هذا الموضع و "دن لاوغير" ، تعطل القارب
وانجرفت ، ساعات ، فى عين عاصفتك
منحنيا من حاجز نحو السكون
تـُراقب ضوء العبارة العنبرى يسقط فى الليل
وعيناك لديغتان وهما تتشوفان مرفأ
فى ما بعد ، ستكتب : ربما لا
ازال فى البحر

يستوقفنى استعماله لـ : " تتشوفان "، اقول لنفسى وبناء على تجربتى المتواضعه فى الترجمة الادبية ، يا لبراعة الرجل كيف عن له التملص من ربقة " تتوقان " ؟..كيف فطن الى التشوف ؟ ، نقول نحن فى دارجتنا : الشوفة واعرة ، اى صعبة . والتشوف اعتى درجات التوق . ان تتشوف ، اى ان تتوق الى ما لا مـُطال ، او الى ماله طائل مع احساس رهيب بالضعف والخذلان والتمارض ، وهذ حال السفائن التى لاتصل الى مرافئها او بالاحرى التى لاتريد ان تصل حتى لاتفقد اسطورتها او يـُفقعُ توقها!! وفى بالى كلمة اخرى اشد وطأة من التشوف ، لن اجرؤ على ذكرها هنا حتى اتأكد معجميا ً من فصاحتها وطبعا حتى لاافشى اسرار صنعتى اللغوية.
كنت فى رواية – حياة متخيلة – لديفيد معلوف وترجمة سعدي يوسف اعجب طيلة قراءتي بسبب مفردات ادهشنى استعمالاتها واتامل تطويعات سعدى يوسف لها فى السياق النصى ، كنت اتتبع ذهنيا ً آلية لحظة النرجمة عند سعدى يوسف واتخيلُ كيف يُقلبُ المفردة التى ومضت فى ذهنه مثل
برق ، وكيف يتذوق وقعها على الاخر ومن ثم وقعها عليه بناء على ما توقعه من ردة فعل المتلقى ليطمئن الى رجاحة شعرية إنتقاءه ، وليتجاوز بذلك السائد اللغوى المتكرر . وكان هذا يحدث سابقا فى نشأتى اللغوية الاولى اثناء قراءاتى لترجمات منير البعلبكى ، كنت اعشق لغته ، وكان بوابتى لعشق اللغه العربية ، ولإستكناه احتمالاتها المُتعددة وطواعيتها لكل السياقات الزمنية ولكل حداثة ولكل ما بعدها . وايضا شغفى ان الُبس لغتى العربية لاجساد لغوية اخرى اظنها باهتة لازيدها رونقا ً وإبداعاً ، وتلك متعة لاتضاهيها متعة فى الدنيا تقول سارة ماغواير فى قصيدتها " بستان العذراء"- بلغة سعدى يوسف :
من قصى الساحل الشمالى
لليونان ، من خفيض شاطىء
هالكيديكى عديم الشجر
تنزلق ثلاث اذرع من الارض
فى بحر ايجه
........
مستافة الضوع
جامعة الازهار
ازهار الدفلى والخبازى

هنا اقف لاعيد فى ذهنى ترجمة النص الى لغته الام لاتأمل صنعة سارة الشعرية ، لأترجم الصورة التى كما تقودنى الى سواحل اليونان التى عرفتها جيدا ، تـُحيلنى " متشوفة" الى رأس الهلال وسوسة وخفيض سواحلها التى تتمدد كسلى على مُنهبط الجبل الغاطس قدميه فى المتوسط يتحسس الماء الازلى ويخضبها بزخرف القواقع ونجمات البحر.
مستافة الضوع !!
تملص سعدى يوسف بذائقته اللغوية المخصوصة المطورة والمصقولة من استعمال
متنشقة" ، وفضل بذكاء لغوى استعمال الضوع بدل العبير ، فالضوع إنتشارٌ متملك ومتمكن لشذى الزهور من الشميم وليس لأى شميم اذ لايمكن لك ان تشم ضوعا ما لم تتملكك فكرة الشىء المشموم ضوعه تماما و تسكنك ، فلقد عرفت اناس كثر لاينتبهون للزهور على حواف الطرقات ولايعرفون اسم زهرة برية من اخرى ولا حتى اسماء زهور الحدائق ، ولعلنا هنا لا نعجب حين نعرف ان الشاعرة الانجليزية سارة ماغواير اشتغلت فى بداية حياتها بُستانية لذلك وبما جاء فى النبذة حول الشاعرة سارة ماغواير ندرك ان الشاعرة تعشق الازهار ، فهى من هجس هذا العشق اعدت انثولوجيا فريدة( النبتُ الشِعرى ) وتضم قصائد عن الازهار والنباتات والاشجار عبر سبعة قرون من الشعر الانجليزى
العين المحبة تلتقط والعين المتأملة توثقُ ، ولذلك لا تـُمر الاشياء لِماماً على الشعراء والكتاب والمهجوسين بالرؤية والعيش القريب من عمق الاشياء . سعدى يوسف شاعرا قبل ان يكون مترجماً ولذا فقد تأمل شاعرية الشاعرة ومن ثم شِعرُها وامتلىء بهما ، إستافهما قبل ان يُقدم على ترجمته . وحين اقدم اوصل لنا قراءته العميقة فى شعر سارة عبر ترجمة امينة رائقة .
تقول سارة فى قصيدة – مازلت فى البحر – بلغة سعدى يوسف :
..................
تصورين نفسك
قربانا تكعيبيا :
مقسمة طولياً حضنك موسوق بالمثلثات.

انا هنا اخرج من سارة ماغواير وسعدى يوسف واتداخل فى ذاتى قائلة اننى اعشق هذه القصيدة لاكتشف اننى لم اخرج منهما ، فلو لم تكتب هي ، ولم يترجم هو ، لما كنت اللحظة اتمتع بالقصيدة وما كنت اتمنى ان يسألنى احد كما يُسئل المطربين عادة : ماهى الاغنية التى غناها غيرك وتمنيت ان كانت لك؟.
ماهى القصيدة التى تمنيت ترجمتها؟ وربما قد يجرؤ احدهم ويقول
ماهى القصيدة التى تمنيت كتابتها وكتبتها سارة ماغواير؟


لحظتها يطل دالى بشنبه السوريالى يتأمل لوحته التكعيبية فيما تهتز " وردة حمراء" كانت مُعلقة فى سماء جرداء


على حافتي شنبه الحادتين حين يشيران للسماء فتطرأ عليه فكرة ان يرسم القصيدة التى كتبت لوحته !

حليب مراق- مختارات شعرية مترجمة – سارة ماغواير ترجمة سعدي يوسف– دار المدى (2003 ) - دمشق


ليلى النيهوم






Tuesday, May 27, 2008

التشكيليون المصريون المعاصرون في رواق السلفيوم - بنغازي



في رواق السلفيوم بالامس وفي ثالث ايامه زرت معرض الفن المصري المعاصر,، كانت القاعة خالية الا من قلة تمر سريعا على اللوحات والمنحوتات ثم ترحل وبعض الرسامين الذين لايستطيعون الابتعاد عن مكان تعرض فيه اعمال فنية اضافة الى مشرف من السفارة المصرية وفتيات شغوفات باللوحات وصحفي من جريدة أويا هو في الاصل رسام

تجولت بين اللوحات والمتحوتات المعروضة واخذت راحتي في تاملها وانتقاء ما يتوافق مع ذائقتي الفنية وما يثير فيها اسئلة من ناحية الجديد والغريب ومحاولات الخروج بمدارس ما بعد المدارس الفنية


الرسامة المصرية اسماء دسوقي جاءت في اول قائمة اولويات اختياري لوحاتها تقترب من لوحات مستشرقي القرن الثامن عشر الذين رسموا رؤاهم عن مر وركزوا على الخرائب والأثار والامكنة المثيرة للحس الاستشراقي الذي يبحث عن غموض الشرق وسحره

ولأنني احب لون السيبيا في اللوحات وهو ما استعملته اسماء في بعضها فقد كان تأملي للوحاتها لحظات متعة فنية لما تبقي من نهاري الذي كان يتمطي كسولا بلا هدف



منحوتات د. حامد جبريل ايضا كانت فائقة الجدة وكان فيها فنية وحرفية مرهفة وفيها شغل وروية واكتمال لفكرة واضحة لدي مبدع حقيقي



السيد القماش حكاية اخرى ، هذا الرسام المهووس بالساكسفون المتكرر في كل لوحاته المعروضة لدرجة اثارة الاسئلة في داخلي، رسوماته التي جاءت على ورق الحساب اعطت لرسوماته شكلا اخر واستوقفت البعض فسورياليتها - المابعد دالي - ان جاز التعبير لا تبتعد كثيرا عن الواقع الذي حين أتأمل في تمظهراته الغريبة التي تنبو عن التصديق وتقترب من السوريالية في عمق سوداويتها ، فليس بغريب ان يهبط بك المأمول الى حيث تصعد بك جدران نحو سماء ليس فيها غير بخار الهجير، او ان تتراءى لك الاشياء فيما ليست عليه ابدا



المضي بين اللوحات وبين المنحوتات ومحاولة تصويرها دون ان انعكس في زجاجها او تنعكس القاعة جلها اصعب من محاولة فهم ما يجري و تحليل الى اين نمضي



اذا كان الفن انعكاس لما حولنا من واقع ومحاولة فهمه او حتى محاولة اقناع انفسنا به او محاولة تجميله فالفن اذا هو خلاصة حياتنا وتأثيرها علينا


والفن ايضا وبالذات الرسم والنتحت اهم درس ممكن ان نستلهم منه الصبر الاناة ولملمة تفاصيل الحياة المتبعثرة من حولنا والعصية على الفهم يجعلها مستساغة للعين من بعد الفكر والقلب


اذا يمكن لزيارة معرض ما او تأمل موسيقى ما او الغوص في عوالم روائية ان تخلق في داخلنا الهدؤ والاناة وراحة نفسية حتى ان كنت قصيرة الامد


المعارض الزائرة تقليد يجب ان يستمر، كما ناديت من قبل على وجوب ان يكون رواق السلفيوم بمجلس الثقافة العام منتدى للفنون متعدد المناشط والاستضافات على مدار العام لأجل تنشيط الحركة الفنية ترسيخ التذوق الفني لدي سكان مدينة بنغازي حيث يقع هذا الرواق التشكيلي وفي ليبيا بصفة عامة

المعرض ضم نخبة من الفنانين المصريين الاكاديمين المتعددي المدارس الفنية سبق وان عرض في طرابلس الاسبوع الماضي في دار الفنون اتباعا لتقليد سنوي للعرض في ليبيا ، مستمر حتى مساء اليوم في رواق السلفيوم بمجلس الثقافة العام بالفويهات الغربية بمدينة بنغازي



ليلى النيهوم